دراسة أكدت أنها تساعد المؤسسات على تحليلات البيانات الضخمة وإنشاء تطبيقات «المحمول» بكلفة منخفضة

5 تقنيات ناشئة تسهم في سرعة إنجاز التحول الـرقـــمي

التقنيات الجديدة تعمل على تأمين العمليات الجارية عبر الحوسبة السحابية. من المصدر

خلصت دراسة جديدة إلى أن هناك خمس تقنيات ناشئة يمكنها الإسهام بقوة في إنجاز خطط ومشروعات التحول الرقمي داخل المؤسسات والشركات المتوسطة والكبيرة بسرعة وفعالية ونجاح كبير، فضلاً عن الكلفة الأرخص، لكونها توفر مساعدة فعالة في مجال ذكاء الأعمال وتحليلات البيانات الضخمة، إضافة إلى إنشاء التطبيقات للأجهزة المحمولة، وتأمين العمليات الجارية عبر الحوسبة السحابية. وتضمنت الدراسة، التي نشرها موقع شبكة «زد دي نت» zdnet.com المتخصصة بتقنية المعلومات، استطلاع رأي تم إجراؤه على 500 من قادة ومديري تقنية المعلومات في مؤسسات كبيرة ومتوسطة حول العالم، كما تم في الوقت نفسه عمل تحليلات مقارنة ومراجعات لـ50 من حزم البرمجيات والأدوات والتقنيات الجاري استخدامها في مجال تقنيات المعلومات الخاصة في المؤسسات.

التحرك بسرعة

فريق الدراسة

أجرى الدراسة فريق من خبراء استراتيجيات الأعمال وتقنيات معلومات المؤسسات، وأشرف عليها خبير تقنية المعلومات ومدير الاستراتيجيات في «مؤسسة القمم السبعة العالمية» المتخصصة في تقنيات المعلومات بالمؤسسات الكبرى، دايون هانكشليف.

وقال هانكشليف إن «معظم المستخدمين المنخرطين في تقنيات معلومات المؤسسات يعون جيداً أننا نعيش زمناً يتغير بوتيرة أسرع من السنوات الماضية، وفي كثير من الأحيان يحدث التغيير على المستوى اليومي تقريباً، ما يحتم وجود طيف واسع من القدرات الرقمية لدى المؤسسة، كما يطرح تساؤلات مهمة حول أفضل الأدوات المتاحة والناشئة التي يمكنها تسريع تحديث المعلومات وجهود التحول الرقمي ككل».


• الدراسة أجرت مراجعات لـ 50 أداة وحزمة برمجيات تستخدم في تقنية المعلومات

• «أباتشي سبارك» تجعل المؤسسات أكثر مرونة.. و«كابريزا» تسهّل التحول للأعمال المتحركة


94 %

من المديرين التنفيذيين يشعرون بضغوط نحو التحول الرقمي.

وأظهر الاستطلاع أن 94% من المديرين التنفيذيين قالوا إنهم يشعرون بضغوط واضحة نحو التحول الرقمي، فيما وصف 31% منهم هذه الضغوط بأنها قوية، بينما أفاد 64% منهم بأنها قوية جداً، وتدفعهم إلى التحرك بسرعة نحو التحول الرقمي بسرعة أكثر من أي وقت، مشيرين إلى أن الضغوط تأتي من جميع الجهات، في حين تحاول الاستجابات لهذه الضغوط الموازنة بين أصحاب المصلحة من منتجين ومستهلكين وغيرهم.

وفي ضوء المراجعات والردود على استطلاع الرأي، خلصت الدراسة إلى أن هناك خمس تقنيات ناشئة يمكنها الإسهام بقوة في إنجاح جهود التحول الرقمي بالمؤسسات، تتمثل بما يلي:

«أباتشي سبارك»

أفادت الدراسة بأنه، عندما تحاول الشركات الأخذ بمزايا البيانات الضخمة، تبرز أمامها معضلة كبيرة، وهي القدرة على معالجة وتحليل الأحجام الكبيرة اليومية المتنامية من بيانات الأعمال في توقيت مناسب وعلى نحو فعال. لكن الدراسة أوضحت أن تقنية «أباتشي سبارك» الناشئة واحدة من التقنيات الفعالة في التعامل مع هذه المعضلة، إذ إنها أداة قوية مفتوحة المصدر تمكّن من إجراء التحليلات اللحظية لتيارات البيانات، وتوفر للشركات خفة حركة ومرونة غير مسبوقة، بسبب قدرتها على معالجة كميات ضخمة من البيانات، تجعل اتخاذ القرار أسرع وأفضل وأكثر ثقة، كما أنها تخفض زمن تحليل ومعالجة البيانات من أشهر وأسابيع إلى ساعات، وإتمامها في الوقت المناسب.

«كابريزا»

وذكرت الدراسة أن إنجاز الأعمال أثناء الحركة والنقل أصبح من التحولات الكبرى التي تضغط على المؤسسات، مبينة أن الافتقار للمهارات والموارد يعد من أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات عند تطبيق مفهوم الأعمال أثناء الحركة والتنقل، غير أنها أشارت إلى أن تقنية «كابريزا» تمثل مخرجاً مهماً في هذا السياق، لأنها تسمح لأي شخص، سواء من عالم التقنية أو قادة الأعمال أو حتى الموظفين، بتكوين وإنشاء تطبيقات الأجهزة المحمولة التي يحتاجونها بسرعة وفعالية، فضلاً عن الكلفة الرخيصة استناداً إلى نظم تقنية المعلومات المتاحة لديهم، بدلاً من الإنفاق على تصميم وتهيئة تطبيقات «المحمول» من الصفر، وبالتالي يمكن لهذه التقنية الناشئة تكوين بيئة للعمل أثناء التنقل والحركة داخل المؤسسات بسهولة وكلفة رخيصة.

«أوكتا»

وبالنسبة للتقنية الثالثة الناشئة، أوضحت الدراسة أنها تتمثل في «أوكتا»، التي هي حزمة برمجيات للحوسبة السحابية، مهمتها توفير طريق مؤمن لإدارة من يقوم بالنفاذ أو الوصول إلى بيانات المؤسسات أو التطبيقات عبر الحوسبة السحابية، لافتة إلى أنها تعمل تحديداً في مجال إدارة الهوية، حيث توفر حلولاً لإدارة الهوية والتسجيل من نقطة واحدة، وتبسّط هذه العمليات من خلال الحفاظ على التكامل والإدارة الفعالة لحقوق المستخدم وصلاحياته، كما يمكن لقادة تقنية المعلومات إدارة نفاذ ووصول الموظفين إلى أي من التطبيقات أو الأجهزة، ما يرفع السرعة التي يمكن أن تتحرك بها الأعمال بصورة كبيرة.

«السلاسل المتعددة»

وأشارت الدراسة إلى أنه مع تحول المزيد من المؤسسات إلى تقنية «سلاسل الكتل» والموارد المشتركة، أصبح هناك احتياج قوي لأداة توفر للمستخدم النهائي الاختيار، موضحة أن تقنية «سلاسل الكتل» مقصود بها قاعدة بيانات موزعة تتعامل مع قائمة مستمرة النمو من الأوامر المسجلة يطلق عليها الكتل، وكل كتلة تحتوي على بصمة زمن أو توقيت بالثانية والدقيقة والساعة واليوم والشهر والسنة، إضافة إلى رابط يربطها بكتلة سابقة.

أما تقنية «السلاسل المتعددة» الناشئة، فهي، وفقاً للدراسة، حزمة برمجيات تسمح بالسيطرة على قواعد البيانات الموزعة، سواء كانت سلسلة الكتل في حالة خاصة أو عامة، مهما كان حجم سلسلة الكتل أو عددها، أو طريقة ربطها بالشبكة. وبالتالي فهي تمنح مديري التقنية ومسؤولي الشركات قدراً هائلاً من المرونة، الأمر الذي يمدهم بسيطرة كاملة على نظم الإدارة والمحاسبة.

«بوبيت»

وبينت الدراسة أن التقنية الناشئة الخامسة هي تقنية «بوبيت»، التي تتمثل بحزمة برمجيات مفتوحة المصدر، مهمتها تسهيل تركيب وتشغيل البرمجيات والتقنيات الأخرى داخل المؤسسة، وجعلها عملية آلية وسريعة وذات كفاءة، لافتة إلى أن الهدف من ذلك أن تصبح المؤسسة أكثر سرعة وقدرة على تحديث وتغيير نفسها وقدراتها التقنية، إضافة إلى الاستجابة للتطورات الجارية في مجال التقنية نفسها، وهو ما يجعلها من أهم الأدوات التي تساعد على تطبيق مفهوم «الديفوبس»، الذي يعد من أحدث مفاهيم نشر التقنية بالمؤسسات، لكونه يقوم على التعاون والتواصل المستمر والعميق منذ البداية، بين كل من مطوري البرمجيات ومتخصصي تقنية المعلومات، أثناء عملية تطوير وتوزيع وتركيب البرمجيات داخل المؤسسة من جهة، وبين البنية التحتية المعلوماتية القائمة وما يشملها من تغيير أو تطوير من جهة أخرى، ولذلك فإن «بوبيت» تساعد قادة التقنية على التخلص من التطبيق والتركيب والتشغيل اليدوي للبرمجيات، ما يجعل أصحاب الأعمال يتحركون بسرعة وثقة نحو الأحدث والأفضل.

تويتر