«بيزنس إنسايدر» اعتبرها إعلان مواجهة ضد «أبل» و«غوغل» و«مايكروسوفت» مع محاولة تكوين تطبيقات لا تعتمد على الهواتف الذكـية والحاسبات

«فيس بوك» تعتمد على الواقع المعزز في خطتها الجديدة للأعوام الـ 10 المقبلة

زوكربيرغ خلال المؤتمر السنوي لمطوّري «فيس بوك». من المصدر

أطلق مؤسس موقع «فيس بوك» الرئيس التنفيذي للشركة المالكة له، مارك زوكربيرغ، الخطة الرئيسة الجديدة التي ستعمل الشركة وفقها خلال الأعوام الـ10 المقبلة، والتي تعتمد أساساً على تقنية الواقع المعزز.

جاء ذلك في كلمة زوكربيرغ أمام المؤتمر السنوي الثامن لمطوري «فيس بوك» الذي عقد أخيراً.وبعد عرض الملامح الرئيسة للخطة، اعتبر تحليل نشره موقع «بيزنس إنسايدر»

«قراءة العقل»

أعلنت شركة «فيس بوك»، خلال المؤتمر السنوي الثامن لمطوري «فيس بوك»، أنها تعمل على تطوير تكنولوجيا أطلقت عليها «قراءة العقل»، تعمل من خلال «أنظمة التصوير العصبي البصري» التي بإمكانها أن تسمح للناس بكتابة الكلمات مباشرة من الدماغ، بمعدل 100 كلمة في الدقيقة الواحدة، كما تسمح للمستخدمين بالتواصل مع الآخرين عبر استخدام الأفكار، والكتابة مباشرة من المخ.


خطة (فيس بوك) تغيّر مفهوم الهواتف الذكية والتلفزيون والحاسبات اللوحية.

businessinsider.com، أن خطة «فيس بوك» الجديدة تحاول تكوين فضاء مواز من التطبيقات والخدمات التي لا تعتمد على الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية والتلفزيون وغيرها، ما يعني المواجهة المباشرة مع العاملين في صناعة تقنية المعلومات من الشركات الأخرى، أبرزهم «غوغل» و«أبل» و«مايكروسوفت» وشركات الهواتف الذكية، وغيرها.

«تأثيرات الكاميرا»

وتفصيلاً، كشفت شركة «فيس بوك»، خلال المؤتمر السنوي الثامن لمطوري «فيس بوك»، الذي عقد أخيراً في مدينة سان خوسيه بولاية كاليفورنيا الأميركية، تحت اسم «فيس بوك 8»، عن العديد من التطورات والإضافات أبرزها تقنية «تأثيرات الكاميرا»، التي تتضمن اثنين من الملحقات الجديدة، هما استوديو الإطارات «إيه آر استوديو»، الذي يسمح للمستخدمين بتصميم الإطارات التي يمكن استخدامها لصورة الصفحات الشخصية أو لاستخدامها مع الكاميرا الجديدة، إضافة إلى أداة «إيه آر استوديو» المتاحة على على هيئة تطبيق، ويمكن استخدامها لتصميم مؤثرات أو وضع بعض النصوص والأطر المتحركة، والكثير من المؤثرات الأخرى التي تتفاعل مع الحركة والبيئة خلال البث المباشر.

«فضاءات فيس بوك»

وأعلنت الشركة، أيضاً عن منصة «فضاءات فيس بوك» للواقع الافتراضي، التي تمكن المستخدمين من إجراء تواصل بين الأصدقاء في بيئة افتراضية تفاعلية تحتوي على الكثير من المرح كما لو كانوا جميعاً في الغرفة نفسها، حيث تتيح المنصة الوصول إلى الأصدقاء عبر الهاتف في العالم الحقيقي من خلال مكالمات الفيديو عبر تطبيق «ماسنجر».

خطة مواجهة

وما لفت الانتباه أن جميع تلك التقنيات والتطورات وغيرها، جرى تقديمها داخل إطار عام رسمه زوكربيرغ في كلمته الافتتاحية بالمؤتمر، إذ تمثل هذا الإطار في التحديث الكبير الذي تم على الخطة الأساسية الطموحة للشركة، التي ستعمل عليها خلال السنوات الـ10 المقبلة. ووفقاً للخطة فإن «فيس بوك» تتوقع تحويل الذكاء الاصطناعي والاتصال بالإنترنت وتقنيات الواقع التخيلي والواقع المعزز، إلى أجزاء قيمة من أعمالها عبر العقد المقبل.

ولخص زوكربيرغ الأمر بقوله: «نراهن على المدى الطويل أن يكون الواقعان: الافتراضي والمعزز جزأين أساسيين من حياة كل فرد منا».

وأفاد تحليل موسع لكلمة زوكربيرغ، نشره موقع «بيزنس إنسايدر» بأن هذه الخطة تبدو حالمة وجميلة وبلا أخطاء، لكن في جوهرها تحاول تكوين فضاء موازٍ من التطبيقات والخدمات التي لا تعتمد على الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية والتليفزيون وغيرها، ما يعني أن «فيس بوك» تعلن المواجهة على جميع أو معظم العاملين في صناعة تقنية المعلومات من الشركات الأخرى، وفي مقدمتهم «غوغل» و«أبل» و«مايكروسوفت» وشركات الهواتف الذكية، وغيرها.

وأوضح التحليل أن فحوى الخطة ليس سوى أول معالم مسيرة بطيئة نحو إعلان انتهاء عصر الهواتف الذكية، لتواجه المصير الذي واجهته من قبل أجهزة أخرى مثل الـ«فاكس»، وفي المقابل صعود العديد من التقنيات ذات السمات والخصائص العاجلة والآجلة الجديدة التي ترسم مستقبلاً مختلفاً.

ووفقاً لتحليل «بيزنس إنسايدر»، فإن خطة «فيس بوك» ببساطة هي الوصول إلى نمط حياة تغمره تقنية الواقع المعزز والواقع الافتراضي بتطبيقاتهما وأدواتهما الكاملة، حيث كان هناك الكثير من الدلائل على هذه الفلسفة في كلمات زوكربيرغ، الذي ذكر مثلاً «إننا لن نحتاج مستقبلاً إلى جهاز تلفزيون بصورته المادية الحالية، بل سيمكننا شراء تطبيق تلفزيون مقابل دولار واحد، ثم نضعه على الحائط، ومن خلال نظارات الواقع المعزز والتخيلي الخفيفة الوزن، والاعتيادية التصميم، نبدأ مشاهدة التلفزيون على الحائط بكل وضوح وبصورة مجسمة».

ونقل «بيزنس إنسايدر» عن زوكربيرغ قوله: «إنه فعلاً أمر مذهل جداً حينما تفكر أن الأشياء ذات الجوهر المادي التي نملكها لن نحتاج مستقبلاً أن تكون مادية بل افتراضية أو معززة».

وجاء في التحليل أن زوكربيرغ اعتبر أن الواقع المعزز هو منصة الحوسبة الكبيرة المقبلة، وهو الشعور نفسه الذي قاله الرئيس التنفيذي لـ«أبل»، تيم كوك، وغيره من المديرين التنفيذيين لشركات كبرى. وحتى الآن استثمرت «فيس بوك» نحو ملياري دولار في الواقع التخيلي، من خلال عمليات الاستحواذ التي قامت بها عام 2014 على شركة «اوكيلوس»، لكن زوكربيرغ قال إن «الواقع المعزز يعكس فرصاً أكبر في إعادة اختراع الحوسبة وتجديدها».

حرب التقنية

وأشار تحليل «بيزنس إنسايدر» إلى أن المثال الذي ذكره زوكربيرغ، يحمل فلسفة ليست قاصرة على التلفزيونات فقط، بل يمكن أن تتوسع لتشمل الهواتف الذكية والساعات الذكية والحاسبات اللوحية، ومتتبعات اللياقة البدنية، أو أي شيء آخر له شاشة يعتمد عليها في العمل.

وبين أنه حينما تصبح مثل هذه الرؤية قيد التطبيق العملي وتبدأ الصعود والانتشار، لابد أن يكون هناك ما يشبه «الحرب» في عالم التقنية، لأن جزءاً كبيراً من اقتصاد العالم يتوقف على إنتاج الهواتف والتلفزيونات والحاسبات اللوحية، وغيرها من الأشياء الأخرى التي تفكر «فيس بوك» باستبدالها بتطبيقات معتمدة على تقنيات الواقع المعزز.

تويتر