حصلت على شريحة كبيرة من السوق على حساب «غوغل» و«فيس بوك» و«مايكروسوفت»

«سلاك» تفرض نفسها في مجال تطبيقات الدردشة للمؤسسات والشركات الكبرى

«سلاك» أكدت أن تميّزها يعود إلى أن الناس تستخدم نظامها في الأعمال اليومية. من المصدر

خلال الأشهر الأخيرة، فرضت شركة ناشئة، تُدعى «سلاك»، وجودها في سوق نظم وتطبيقات الدردشة، داخل المؤسسات والشركات الكبرى، على حساب الشركات الثلاث الكبرى في هذا المجال، وهي «غوغل» و«فيس بوك» و«مايكروسوفت»، بعدما قدمت نظاماً جديداً للدردشة والمحادثات الفورية للعاملين بالمؤسسات، يتميز بالذكاء والإبداع وسهولة التشغيل للمستخدمين، طبقاً لمتطلبات العمل.

واستطاعت الشركة أن تحصد شريحة كبيرة من السوق على حساب (الشركات الثلاث)، ما جعل قيمتها السوقية تقفز إلى مليار دولار، ثم إلى 3.8 مليارات دولار، و800 موظف بعد ثلاث سنوات فقط من تأسيسها، مع قائمة متزايدة من المتعاملين ذوي الأسماء اللامعة التي تتعامل معها، من بينها «آي بي إم»، و«وول مارت»، وغيرهما من شركات الصف الأول في عالم الأعمال والمال.

3.8 : مليارات دولار القيمة السوقية للشركة.

800موظف يعملون لدى «سلاك» بعد ثلاث سنوات من تأسيسها.


ربط البيانات

قال رئيس فريق تطوير نظام «سلاك» للدردشة بالمؤسسات، إنتر نواه ويس: «إن نظام (سلاك للدردشة) يقوم بالربط بين البيانات والمستخدمين وبعضهم بعضاً، من خلال مقترحات بحث ذكية، فيصل للمشترك في غرفة دردشة تنبيهات ومقترحات حول المحادثة أو الدردشة الجارية، تقول له، على سبيل المثال، إن هناك وثيقة ما في مكان ما تخص ما يدور الحديث عنه».


• البيانات التي يتم تغذيتها في نظام «سلاك» تأتي على نحو كبير من خارج النظام نفسه.

• «الذكاء الاصطناعي» و«التعلّم العميق» و«تعلّم الآلة» جعلت «سلاك» بمثابة «نسيج ضام» لكل التطبيقات المشابهة.

ولفت أداء الشركة نظر المحللين والخبراء، وقدم موقع «بيزنس إنسايدر» business insider.com أخيراً، تقريراً عما وصفه بـ«الأداء اللافت» للشركة، الذي يعدّ، بحسب التقرير، أكثر أعمال البرمجة نمواً على الإطلاق. وركز التقرير على ما أسماه بـ«الأسلحة السرية»، التي أبدعتها الشركة في الحرب التي بدأت وستستمر، بينها وبين «مايكروسوفت» و«غوغل» و«فيس بوك»، في مجال تطبيقات ونظم الدردشة والمحادثات الفورية داخل المؤسسات.

وطبقاً للتقرير، فإن شركة «سلاك» ليست الشركة الأولى التي لديها تطبيقات متخصصة في الدردشة والمحادثة الفورية لبيئات العمل بالمؤسسات والشركات، ولكن بعد أن قدمت النظام الخاص بها، أصبحت الشركات الثلاث في موقف تحاول فيه اللحاق بـ«سلاك»، وذلك قبل فوات الأوان.

وبعدما وضعت «سلاك» الشركات الثلاث تحت الضغط المباشر لمنتجها، ضاعفت الميزات التي تمنحها لمستخدميها، التى تركز في مجملها على جعل المستخدم يفضل نظامها، وهي غالباً حالة لا تحدث مع برامج الدردشة التي تنتجها الشركات الثلاث.

محادثة ذكية

في حوار مع موقع «بيزنس إنسايدر»، قال رئيس فريق تطوير نظام «سلاك» للدردشة بالمؤسسات، إنتر نواه ويس، إن «شركة (سلاك) هي شركة برمجيات المشروعات الغريبة جداً، لذلك فهي تناطح العمالقة بقوة، وتميزها يعود إلى أن الناس تستخدم نظامها في الأعمال اليومية».

وأضاف: «خلال الاستخدام تكون هناك كمية مذهلة من المعلومات التي تتدفق خلال التطبيق، ليس مجرد النصوص، ولكن الصور والروابط والوثائق التي يتشاركها العاملون مع بعضهم بعضاً، وكل هذه البيانات نعتقد أننا يمكننا الاستفادة منها، لجعل نظام (سلاك للدردشة) أكثر ذكاء».

وذكر ويس أن البيانات التي تتم تغذيتها في نظام «سلاك» تأتي على نحو كبير من خارج النظام نفسه، من تطبيق «مستندات غوغل» أو «مايكروسوفت وورد» أو «دروب بوكس» وغيرها، وبغض النظر عن التطبيق الذي استخدمه العاملون في إنشاء الوثيقة، يمكنهم استخدام «سلاك» لمشاركته مع زملاء العمل.

وأشار إلى أن الفضل في ذلك يعود إلى تقنيات «الذكاء الاصطناعي» و«التعلم العميق» و«تعلم الآلة»، وتحليل البيانات الضخمة المستخدمة في نظام «سلاك»، جعلته يتحوّل في النهاية إلى «نسيج ضام» لكل التطبيقات والنظم الأخرى المشابهة، وما يتداول خلالها من بيانات وملفات. وتابع ويس: «بعبارة أخرى، أصبح نظام (سلاك) مظلة تحتوي بداخلها، ليس فقط مميزاتها، وإنما كل ما تقدمه أو تحتويه التطبيقات المشابهة الأخرى من مميزات وخصائص».

التعلّم والذكاء

يذكر أن ويس كان يعمل لدى «غوغل» في السابق، وعمل أيضاً نائب الرئيس لإدارة المنتجات بشركة «فورسكوير»، وحالياً يطلق على فريقه اسم «فريق البحث والتعلم والذكاء»، الذي له مهمة واحدة، هي تحقيق المزيد من الجاذبية في منتج «سلاك» حتى مع انتشار البدائل.

وتسمح التقنيات المتقدمة التي استخدمت في بناء نظام «سلاك» بأن يتعلم النظام بمرور الوقت مزيداً من الأشياء حول مستخدميه، ويفهم العلاقة بين الناس والملفات، ويساعدهم على الفرز، وتجنب الكثير من «ضوضاء البيانات والمعلومات»، التي عادة ما تنشأ خلال المحادثات اليومية، وبالتالي يوجههم بمهارة نحو الإجابات الصحيحة بسرعة.

فمثلاً، إذا شارك مستخدم في محادثات ودردشات ووضع خلالها الكثير من الجداول الإلكترونية للمشاركة مع الآخرين، وكانت هذه الجداول بعنوان «النفقات»، فالنظام سيتعامل معها على أنها غالباً تخص قسم الحسابات والمراجعة المالية، وتقدم له مقترحات بحث وتنبيهات وموارد معلوماتية تتناسب معها. ومثل هذه الأمور تساعد مستخدمي النظام وتجعلهم يعثرون على الإجابات التي يبحثون عنها بصورة أسرع.

جهود المنافسين

وعملت «مايكروسوفت» بجهد كبير على مبادئ مشابهة لما تقوم به «سلاك»، وفي عام 2016 قدمت منتجاً أطلقت عليه اسم «غراف»، الذي يتتبع العلاقات بين الوثائق وزملاء العمل.

كما قدم «فيس بوك» منتجاً آخر، تحت اسم «سوشيال غراف»، يعمل بالطريقة نفسها لتتبع العلاقات بين الأصدقاء. لكن ويس أكد أن نظام «سلاك» يختلف في كونه أكثر تركيزاً، مقارنة بـ«غوغل» و«مايكروسوفت» و«فيس بوك»، فجميعها تدعم مجموعة كبيرة من تطبيقات الرسائل في ما تقدم للعاملين بالمكاتب، أما «سلاك» فهو يقدم فقط المحادثة وليس شيئاً آخر، وفريق العمل يضطلع بهذه المهمة فقط، ولا يقوم بدعم محرك بحث أو غيره، وبالتالي فهو يبني تطبيق دردشة يساعد الناس على التواصل ويجعلهم أكثر إنتاجية.

تويتر