في اختبارات أجرتها شركة «إيروسبيك» على تقنية التخزين الجديدة قبل طرحها تجارياً

«أوبتين» تنجح في تحسين سرعة كتابة البيانات 10 أضــعاف

وحدات التخزين الإلكترونية فئة «إس إس دي» المصنعة بتقنية «أوبتين» مزودة أيضاً بشرائح ذاكرة إلكترونية. من المصدر

قبل أيام من الطرح التجاري لتقنية «أوبتين» للتخزين والذاكرة الإلكترونية والمقرر في 24 أبريل الجاري، أعلنت شركة كبرى متخصصة في قواعد البيانات نتائج الاختبارات التي أجرتها على هذه التقنية لمدة عام كامل بالتنسيق مع شركة «إنتل» المصنعة لها، حيث أكدت نتيجة الاختبارات أن وحدات التخزين الإلكترونية فئة «إس إس دي» المصنعة بتقنية «أوبتين» والمزودة بشرائح ذاكرة إلكترونية، رفعت مستوى أداء قواعد البيانات العاملة عليها أضعافاً عدة، كما رفعت سرعة كتابة البيانات 10 أضعاف، فيما زادت سرعة القراءة ثلاثة أضعاف، فضلاً عن تحسين معدل القدرة على التحمل ثلاث مرات، إضافة إلى خفض وقت المعالجة ومعدل الاستجابة للأوامر، مقارنة بوحدات التخزين الإلكترونية الحالية فئة «إس إس دي».

سعة تخزينية كبيرة

وقد أجرت هذه الاختبارات المكثفة شركة «إيروسبيك» التي تعد إحدى الشركات الكبرى في مجال إنتاج قواعد البيانات، وكشفت عن نتائجها خلال مؤتمر صحافي، نقلت العديد من مواقع التقنية تفاصيله، من بينها موقع «سي آي أو» للتقنية الذي يخاطب الرؤساء التنفيذيين للشركات.

ونشر «سي آي أو» تقريراً بيّن فيه أنه تم في الاختبار التعامل مع وحدات التخزين الإلكترونية المصنعة بتقنية «أوبتين»، والمزودة في الوقت نفسه بشرائح ذاكرة إلكترونية، وتحمل هذه الوحدات اسم «أوبتين دي سي بي بي 4800 إكس»، وهي ذات سعة تخزينية كبيرة، مع ذاكرة تخزين مؤقتة سريعة «كاش» تسمح لنظام تشغيل «ويندوز» وغيره من التطبيقات بالتحميل والعمل بسرعة أكبر بنسبة 50%.

وكانت «إنتل» نظمت لقاء إعلامياً أواخر الشهر الماضي، أعلنت خلاله أنها ستطرح منتجات «أوبتين» من وحدات الخزين وشرائح الذاكرة يوم 24 أبريل. وحينها تم الكشف عن طرازين من الوحدات العاملة بتقنية «أوبتين»: الأول بسعة 16 غيغابايت بسعر 44 دولاراً، والثاني 32 غيغابايت مقابل 77 دولاراً، لكن ما تم استخدامه في قاعدة بيانات «إيروسبيك» تصل سعته التخزينية إلى 375 غيغابايت، غير أنه لم يعلن عن سعره النهائي.

تفوّق في الأداء

المنتجات الأولى

أفادت شركة «إنتل»، المصنعة لوحدات التخزين الإلكترونية بتقنية «أوبتين»، بأن منتجات «أوبتين» الأولى ستكون مخصصة للتطبيقات عالية الأداء ولشركات التقنية، مشيرة إلى أنه «يمكن للمستخدمين الأفراد الانتظار قليلاً، أو الحصول عليها من خلال موفري خدمات الحوسبة السحابية، مع بقائهم بعيداً عن أسعارها الباهظة».


«إيروسبيك» اختبرت التقنية الجديدة لمدة عام بالتنسيق مع شركة «إنتل» المصنعة لها.

الاختبارات أظهرت أن العمل على مستوى «البت» يرفع معدل التحمل 3 مرات.

ولخص مؤسس ورئيس التقنية في «إيروسبيك»، برايان بولكوسكي، النتيجة العامة للاختبارات التي أجرتها شركته، بقوله إن «(أوبتين) في عالم التخزين أشبه بسيارة (فيراري) على الطريق، فهي سريعة جداً، ومتفوقة الأداء وباهظة الثمن».

وأوضح بولكوسكي أن «قاعدة بيانات (إيروسبيك) بها بنية معمارية هجينة، بعضها يستفيد من شرائح (ناند) الفلاشية المستخدمة مع الذاكرة والتخزين في وحدات تخزين (إس إس دي) الإلكترونية، وبعضها يتعامل مع شرائح (دي رام) أو شرائح ذاكرة (الكاش) المخصصة لتسريع الأداء»، مشيراً إلى أنه «لكون منتجات تقنية (أوبتين) تتضمن الاثنتين معاً في كيان واحد، فقد وجدت الشركة أن قواعد بياناتها أصبحت أسرع بصورة ملحوظة مع تقنية (أوبتين) مقارنة بتشغيلها على وحدات تخزين (إس إس دي) العاملة بشرائح (ناند) الفلاشية».

وأضاف أنه وجد من خلال الاختبار أن «هناك اختلافات كبيرة في الكيفية التي تعمل بها وحدات (إس إس دي) المعتمدة على تقنية (أوبتين) من جهة، ووحدات (إس إس دي) المعتمدة على ذاكرة (ناند) الفلاشية من جهة أخرى»، مبيناً أنه «في (أوبتين) يمكن الوصول إلى البيانات على مستوى (البت)، الذي يعد أصغر وحدة قياس في عالم البيانات والمعلومات، وكل ثمانية منها تعادل واحد (بايت)، أما شرائح (ناند) فعلى العكس من ذلك تعمل على مستوى (البايت) الموضوعة في كتل مجمعة معاً».

ولفت بولكوسكي إلى أن «العمل على مستوى (البت) يتيح لـ(أوبتين) تغيير (البت) أو (البايت) عند كتابة البيانات أو محوها من على وحدة التخزين، ما يحقق سرعة كبيرة جداً في الكتابة والاسترجاع والمحو والتعديل، وهو شيء لا تستطيعه وحدات تخزين (ناند) الفلاشية، أو وحدات التخزين التقليدية الأخرى تحقيقه، حيث يزيد معدل السرعة لدى (أوبتين) في هذه المهام عشرة أضعاف، فيما تزيد سرعة القراءة ثلاثة أضعاف، مقارنة بسرعة وحدات التخزين العاملة بشرائح (ناند) الفلاشية».

معدل التحمل

وأفاد بولكوسكي بأن «الاختبارات أثبتت كذلك أن منتجات (أوبتين) لديها معدل تحمّل يعادل ثلاثة أضعاف معدل تحمل وحدات تخزين (إس إس دي) المصنعة بشرائح (ناند)».

كما بين أن «(أوبتين) تقلل زمن تدوير البيانات والأوامر داخل الشبكة، والمقصود به الوقت المستغرق في الذهاب والإياب بالأوامر والاستجابات ما بين وحدة تخزين الذاكرة الإلكترونية وبقية المكونات والمنتجات العاملة عبر الشبكة المرتبطة بهذه الوحدة»، مشيراً إلى أن «هذه الخاصية تساعد على بناء قاعدة بيانات أسرع وأكثر موثوقية».

قاعدة البيانات

وذكر بولكوسكي أنه «لوحظ خلال الاختبارات أن أداء قاعدة البيانات يرتفع بصورة كبيرة جداً مع تقنية (أوبتين)، لأن نقل البيانات من شرائح الذاكرة المدمجة مع شرائح التخزين إلى المعالج واللوحة الرئيسة للحاسب المثبت عليه قاعدة البيانات أكثر سرعة مما يتحقق مع تقنيات الربط والتوصيل الأخرى الحالية، مثل تقنية (بي سي آي إكسبرس)، وتقنية (إن في إم) المستخدمة مع وحدات التخزين الإلكترونية الحالية»، لافتاً إلى أن «مثل هذه الميزة المهمة تنعكس في النهاية بمستوى أكبر من المرونة عند تشغيل قاعدة البيانات، ويتضح ذلك بصورة أكبر عند إنشاء بنية معمارية لقاعدة البيانات تعتمد على تعدد وتكرارية نسخ قواعد البيانات، وهو الأسلوب الذي يستخدم لضمان استمرار العمل في حال توقف نسخة ما أو تعطلها، لتعمل النسخة الأخرى المكررة وتدير العمل إلى حين عودة النسخة الأصلية لحالتها».

يشار إلى أن شركة «إيروسبيك» لم تكن الوحيدة التي اختبرت تقنية «أوبتين» خلال العام الماضي، بل كان معها شركات مثل «فيس بوك» و«آي بي إم» وغيرهما من عمالقة التقنية، لكن «إيروسبيك» هي من بادر بإعلان نتائجها مبكراً.

تويتر