الشركة ستطرحه الثلاثاء المقبل.. و3 تغييرات أساسية تنقل المستخدمين من «الاختيار» إلى «الإجبار»

تقرير: تغييرات «مايكروسوفت» في «ويندوز 10» تشبه «الكـابوس»

«مايكروسوفت» دخلت مرحلة جديدة في عمر «ويندوز» تحمل في طياتها تغييرات عاصفة. تصوير: أحمد عرديتي

بينما تضع «مايكروسوفت» اللمسات الأخيرة لإطلاق نسخة «ويندوز 10 للمبدعين» يوم الثلاثاء المقبل، اعتبر محللون أن ما ستقوم به الشركة، ما هو إلا خطوة نحو مرحلة جديدة في عمر نظام تشغيل «ويندوز»، تحمل في طياتها تغييرات عاصفة.

• الفواصل في دورة تطوير «ويندوز» تنخفض من 10 سنوات إلى عام واحد فقط.

• إلغاء حق اختيار التحديثات بصورة فردية والانتقال إلى مرحلة «كل شيء أو لا شيء».

• تم إلغاء «حزم الخدمة» مع «ويندوز 10»، وظهرت طريقة تحديثات «آيزو».

وأكدوا أنه يمكن القول بأن هذه التغييرات ستكون بمثابة «كابوس منتظر» لمستخدمي النظام، خصوصاً من متخصصي تقنية المعلومات المسؤولين عن إدارة وصيانة ودعم الحاسبات العاملة بهذا النظام داخل مؤسساتهم، لأنها ستنقلهم من وضع الاستقرار والانتظام وحرية الاختيار الذي اعتادوه، إلى وضع الاضطراب والتشويش والإجبار الذي لم يألفوه من قبل.

والأمر لا يتعلق بالبنية التحتية للنظام ووظائفه وميزاته الجديدة، بقدر ما يتعلق بمجمل سياسات «مايكروسوفت» تجاه «ويندوز»، بما فيها سياسات التطوير وطرح المنتجات، وسياسات التحديث الدورية.

الأفراد والمؤسسات

وبغض النظر عن مدى صحة هذه التحليلات ومطابقتها للواقع، يظل من المهم للمستخدمين الأفراد والمؤسسات والمتخصصين في تقنية المعلومات معرفة هذا الجانب من الصورة، التي تضمنها تقرير أعدته مجموعة من خبراء شبكة «زد دي نت» zdnet.com، المتخصصة في تقنية المعلومات حول ملامح المرحلة الجديدة من عمر «ويندوز».

وبدأ التقرير بلمحة موجزة عما سيحدث خلال المرحلة المقبلة، مشيراً إلى أن كل شيء تعلمه المستخدمون ومحترفو تقنية المعلومات عن تركيب وتثبيت وتشغيل وصيانة ودعم نظم تشغيل «ويندوز»، يتعرض الآن لثلاثة تغييرات ضخمة، ستجعل الحياة مع «ويندوز» أكثر صعوبة وأقل متعة، عما مضى.

ولفت التقرير إلى أن استراتيجية «ثبت النظام وانساه» التي كانت متبعة مع «ويندوز» خلال العقود الماضية، على وشك أن تختفي وتصبح غير صالحة للعمل. وحدد التقرير الثوابت الرئيسة التي تتعرض للتغيير الآن في ثلاث نقاط هي:

دورة تطوير «عدوانية مفرطة»

كان من المعتاد لأي مستخدم تركيب نسخة من «ويندوز»، ثم يظل ملازماً لها على الأقل لعقد من الزمان، فمن قام مثلاً بتركيب وتشغيل «ويندوز 7» حينما تم اطلاقها في فبراير 2011، على سبيل المثال، يعلم أن خصائصها الموضوعة بها لاتزال ثابتة ومستمرة على مدار السنوات الماضية، وستظل بلا تغيير خلال السنوات الثلاث المتبقية من دورة الدعم المقررة لها.

وبدءاً من «ويندوز 10» تغيرت دورة التطوير، وتقلصت الى نحو 18 شهراً فقط، بفضل طريقة جديدة في التطوير، أطلقت عليها «مايكروسوفت»، «تحديثات المميزات»، وهي تحديثات يملك المستخدم تأجيل تثبيتها وتشغيلها ولا يملك رفضها.

فإذا كنت قد قمت بالتحديث إلى «ويندوز 10 برو» منذ نحو عامين، أي في فبراير 2015، فأنت تعمل على نسخة جديدة تماماً هي الإصدار 1607، وبانتظارك تحديث جديد بعد أيام.

ولأن «ويندوز 10» يتيح تأجيل تثبيت وتشغيل هذه التحديثات لثمانية أشهر، فأنت ستكون مجبراً على الترقية الى النسخة 1707 أو أقدم منها في يوليو المقبل، ما يعني أن كل حاسب شخصي داخل مؤسسة أو بيئة عمل أو منزل مطلوب تحديثه مرة على الأقل كل عام.

وهذا تحدٍ كبير بالنسبة للأعمال الصغيرة التي ليس لديها الوقت أو الخبرات التقنية لاختبار كل خاصية جديدة مسبقاً، ويمكن أن ينتج عنه اضطرابات كبيرة، إذا ما كسر تحديث ما «التوافقية» مع تطبيقات طرف ثالث ضرورية لأداء الأعمال.

«كل التحديثات أو لا شيء»

في الفترة الماضية، كانت مجموعة التحديثات الدورية التي يطلق عليها «تحديثات يوم الثلاثاء»، تتكون من تشكيلة تحديثات، كل منها منفصل عن الآخر.

ويمكن للمستخدم الاختيار من بينها، وهذا الوضع تم إلغاؤه وحل محله نموذج تحديث جديد يضع كل التحديثات، سواء الأمنية أو المتعلقة بالاعتمادية والموثوقية وخلافه في حزمة واحدة متراكمة لا يمكن فصل أي منها عن الأخرى، ليكون أمام المستخدم الاختيار بين «كل شيء» أو «لا شيء»، مع خيار واحد فقط أنه يمكن تأجيل تنزيل وتشغيل التحديث لأسابيع عدة فقط.

وبدأ هذا التصميم مع «ويندوز 10» منذ بدايته، وأخيراً تم نقله الى «ويندوز 7»، و«ويندوز 8».

وقالت «مايكروسوفت»: إن «سبب هذا التوجه أن مهندسين يستخدمون نظم تصحيح كاملة، كخط أساس عند إجراء التحديث، والنموذج الجديد مصمم لسحب القاعدة الكاملة الأساسية المثبتة لحاسبات (ويندوز) الشخصية، وتغييرها كاملاً الى التكوين الأساسي إذا لزم الأمر، حتى يكون التحديث دقيقاً وشاملاً ولا يسبب مشكلات كعدم التوافق التي تحدث عند تثبيت كل تحديث على حدة». ويمثل هذا النموذج تحدياً خطيراً لمتخصصي تقنية المعلومات بالمؤسسات والشركات، لأنه لا يترك لهم خيار «إلغاء التثبيت» إذا ما برزت مشكلة عدم توافق في بيئة العمل بعد إنهاء التثبيت، وسيكون بمقدورهم فقط تأجيل التثبيت 30 يوماً.

ويطلق على هذا النموذج «التحديث التراكمي»، واللافت أنه سبب بعض المشكلات المؤلمة لـ«مايكروسوفت» نفسها، فقد حدثت مشكلة في فبراير 2017 أجبرتها على تخطي واحدة من «تحديثات الثلاثاء» لأول مرة في تاريخها.

موت «حزم الخدمة»

«حزم الخدمة» كانت من الأدوات المألوفة لدى «مايكروسوفت»، وهي عبارة عن تجميع لحلول المشكلات التي تظهر بعد طرح النظام، وفي حالة «ويندوز 7» ظهرت حزمة خدمة واحدة بعد إطلاقه بعام، وإذا أردت تثبيت نسخة «ويندوز 7» جديدة، فسيحتاج الأمر لأيام عدة حتى يحصل النظام على تحديثاته كاملة عبر الإنترنت. ومع «ويندوز 10» تم إلغاء «حزم الخدمة»، وظهرت طريقة تحديثات «آيزو»، والمشكلة في هذه التحديثات أنها لا تؤثر في نسخة النظام الاحتياطية الموضوعة على المساحات المخصصة لمصنعي الأجهزة الأصلية، كما كان الحال مع «حزم الخدمة». وهذا معناه أنك إذا ما أعدت الحاسب إلى وضعية «حالة المصنع» ومواصفاتها الأصلية، سيكون من المتعين عليك تحميل العديد من الـ«غيغابايت» حتى تصل إلى أحدث السمات.

تويتر