تقرأ إشارات المرور وتتضمن مستشعرات وكاميرات للرؤية

«روبوتات» تبدأ توزيع الوجبات الجاهزة في كاليفـورنيا

صورة

في الوقت الذي كانت عائلة مكونة من أب وأم وطفلتين صغيرتين، تعبر ميدان بوسط مدينة «ريد وود» في «وادي السيليكون» بولاية كاليفورنيا الأميركية، في طريقها إلى مدرسة الطفلتين، وقف بجانب العائلة «روبوت» صغير يسير على ست عجلات وتظهر به تسع كاميرات للرؤية، حاملاً وجبة إفطار جاهزة لعائلة تقطن بالشارع المجاور.

طلبت الطفلتان التقاط صورة مع الـ«روبوت» قبل أن تتحول إشارة المرور إلى اللون الأخضر، وتمت اللقطة التي جاءت عفوية لتوثق أول يوم عمل رسمي لهذا الـ«روبوت»، في 23 مارس 2017، بعد تعيينه «موظف توزيع وجبات جاهزة»، هو وخمسة «روبوتات» أخرى في شركة «دور داش»، المتخصصة في توزيع الوجبات الجاهزة في الولايات المتحدة.

توفير الوقت والوقود

قال المؤسس المشارك لشركة «دور داش»، ستانلي تانج، إن شركته تخطط لتجربة الـ«روبوت» مع مراكز التوزيع المركزية، فالروبوتات ستحمل الطعام من المطاعم، وتعود إلى أقرب مركز توزيع، ثم تسلم حمولتها لعمال توزيع من البشر، ليجمع العامل البشري بين أربعة وخمسة طلبات ثم يكمل عملية التوزيع في دورة توزيع واحدة، وهذا من شأنه توفير الوقت والوقود، وربما يسمح لـ«دور داش» بخفض كلفة توزيع الوجبات، وفى كل الأحوال فإن الـ«روبوتات» لن تحل محل البشر كلية في هذه المهنة، بل ستصبح قوة عمل مكملة لعربات التوزيع التي يقودها البشر الآن، فضلاً عن أن الـ«روبوتات» ستضطلع أيضاً بعمليات التوزيع في المسافات القصيرة، التي يقول نانج إن عمال التوزيع من البشر لا يستمتعون بها لأنهم يحصلون من ورائها على أقل عائد مالي.


• الـ«روبوتات» من تصنيع شركة «ستار شيب» للتقنية ومقرها لندن

• يحتاج الروبوت إلى مساعدة بشرية في حال عدم وجود إشارات مرور

في اليوم الأول لعمل الـ«روبوتات» الستة، كان هناك محرر صحافي من موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com المتخصص في تقنية المعلومات، يقوم بجولة ميدانية لمتابعة الموضوع، ونشر الموقع حصيلة هذه التجربة في تقرير حصل على 37 ألفاً و153 قراءة خلال اليوم الأول لنشره.

تصنيع الروبوت

وطبقاً لما جاء في التقرير، فإن الـ«روبوتات» الستة من تصنيع شركة تقنية ناشئة تدعى «ستار شيب» للتقنية، وهي شركة «روبوتات» مقرها لندن، أسسها آهتي هينلا وجانوس فريس، اللذان عملا من قبل على تصنيع «روبوت» لجمع عينات الصخور من سطح القمر وكوكب المريخ، ثم حولا تقنيتهما لتطوير «روبوت» يوزع الطعام والوجبات الجاهزة.

وهذه الـ«روبوتات» ذاتية القيادة بالكامل، ومزودة بتسع كاميرات ومستشعرات تعمل بالموجات فوق الصوتية، وتعمل جميعاً كنظام للرؤية أثناء السير، وبنظام لتحديد المواقع لحظياً، وبخرائط تفصيلية دقيقة لمعالم المنطقة أو المسارات التي تعمل بها.

وعند السير يتكامل نظام الرؤية مع محتوى الخرائط وخدمة تحديد المواقع معاً، في منظومة واحدة، فيتعرف الـ«روبوت» على مساره، وحينما يظهر هدف غير موجود على الخريطة مثل شخص أو أعمال بناء، فإن الـ«روبوت» يتخذ أحد قرارين: إما التوقف، أو الدوران حول الهدف. ويستطيع الـ«روبوت» كذلك قراءة لون إشارات المرور، ولذلك يعرف ما إذا كان عبور الشارع آمناً أم لا.

عند بدايتها، جمعت شركة «ستار شيب» الناشئة 17 مليون دولار في جولة تمويل عام 2016، قادتها شركة «دايملر»، وهي الشركة الأم لشركة «مرسيدس بنز». ويقول مؤسسا الشركة إن عمال التوزيع الآليين الذين يسيرون على ست عجلات، يمكنهم القيام بعملية التوزيع خلال وقت قصير يراوح بين 15 و30 دقيقة، وتعبر شوارع «وادي السيليكون» بسهولة نسبية.

موزع وجبات

وقد عرضت «ستار شيب» ستة من الـ«روبوتات» التي تصنعها على شركة «دور داش» المتخصصة في توزيع الوجبات الجاهزة، ويعمل بها أكثر من 100 ألف موظف، وتنتشر عملياتها في شمال أميركا على وجه الخصوص.

وبعد عمليات اختبار ومراجعة، قررت «دور داش» توظيف ستة من هذه الـ«روبوتات» في وظيفة «موزع وجبات جاهزة»، وخصصت لها منطقة عمل تتمثل في دائرة نصف قطرها كيلومتران بمنطقة وسط مدينة «ريد وود» بوادي السيليكون بولاية كاليفورنيا.

آلية العمل

في يوم العمل الأول، رافق محرر «بيزنس إنسايدر» أحد هذه الروبوتات، وبدأ العمل بتسجيل أحد العمال طلب الطعام في تطبيق أو برنامج «دور داش»، للحصول على وجبة «لازانيا» من مطعم.

وهنا، قامت خوارزمية، مطورة بمعرفة «دور داش»، بتوضيح ما إذا كان التوزيع سيتم في توقيت يناسب أحد عمال التوزيع من البشر أم أحد الروبوتات، وهذا القرار يتم استناداً إلى طبيعة الطريق من المطعم إلى مقر طالب الوجبة، وهل المطعم مثلاً محاط بأرصفة واسعة، في دائرة نصف قطرها كيلومتران حتى الوصول للمستهلك أم لا؟، وإذا كانت الإجابة بـ«نعم»، فإن المهمة تسند إلى الروبوت.

جاءت الموافقة، وأسندت المهمة لـ«روبوت» بدأ يتحرك من مقره في مركز توزيع الوجبات بشركة «دور داش» متوجهاً إلى المطعم الذي يعدّ الوجبة. وخلال الرحلة وصل الـ«روبوت» إلى ممر من دون إشارات مرور، ولم يعرف متى يكون العبور آمناً، فتوقف وطلب مساعدة بشرية من موظفي «ستار شيب» الذين يديرون الخدمة ويراقبون الـ«روبوتات» مركزياً.

وهنا، كان أحد موظفي «ستار شيب» يراقب الـ«روبوت» من خلال الكاميرات، وحينما تأكد أن العبور آمناً، أرسل للروبوت إشارات تخبره بأن العبور آمن، ليبدأ الروبوت عبور الطريق ومواصلة السير.

بعد ذلك، ظهرت منطقة أعمال بناء، فتعامل الـ«روبوت» مع الموقف بحذر، وانزلق بحرص فوق طريق مكسور، ثم دار حول حفريات ومخلفات الموقع بسهولة.

ظل الـ«روبوت» يسير لمدة 15 دقيقة بعد مغادرته مركز التوزيع التابع لـ«دور داش»، حتى وصل إلى المطعم الذي يعد الوجبة، وقبيل وصوله كان مدير المطعم قد وصله تنبيه بوصول الـ«روبوت» من خلال الموظف الذي يدير الـ«روبوتات»، فخرج مدير المطعم ومعه الوجبة التي كان قد تم تجهيزها بالفعل، وفتح غطاء الـ«روبوت» باستخدام «كود» مرسل إليه سلفاً، ووضع حقيبة وجبة الطعام، ثم أغلق غطاء الـ«روبوت» بإحكام. وبعدها بدأ الـ«روبوت» يستدير ويبدأ السير لوجهته النهائية، وهو مركز توزيع الوجبات التابع لـ«دور داش»، حيث كان الزبائن الجائعون ينتظرون، في وقت نبه تطبيق «دور داش» العاملين بوصول الـ«روبوت»، وساعتها خرج موظف وفتح الغطاء وسلم الوجبة لأصحابها.

تويتر