قال إن الصفقة تفتح سوقاً جديدة أمام الشركة يصل حجمها إلى 70 مليار دولار في 2030

«بيزنس إنسايدر»: هروب «إنتل» من مصاعب سوق الهــواتف والكمبيوتر وراء استحواذها على «موبايل آي»

«موبايل آي» توفر أفضل نظام للرؤية عبر الحاسب في السيارات ذاتية القيادة. من المصدر

أعلنت شركة «إنتل» الأميركية، أكبر مصنّع للمعالجات والشرائح الإلكترونية الدقيقة عالمياً، استحواذها أخيراً على شركة «موبايل آي» العالمية، العاملة في إنتاج نظم الرؤية في السيارات ذاتية القيادة ونظم القيادة المساعدة المتطورة، وذلك مقابل 15.3 مليار دولار.

استثمارات سابقة

أفاد تقرير لموقع «بيزنس إنسايدر» بأن «موبايل آي» ليست الشركة الأولى المتخصصة في نظم القيادة المتطورة التي تستثمر فيها شركة «إنتل»، مشيراً إلى أنه في نوفمبر 2016 أعلنت «إنتل» استثمار 250 مليون دولار في تقنيات القيادة الذاتية للمركبات. كما أشار إلى أنه في يناير الماضي أعلنت «إنتل» عن شراء 15% من أسهم شركة «هير» الهولندية، المتخصصة في تصنيع الخرائط الرقمية والخدمات المعتمدة على الموقع للمركبات ذاتية القيادة.


• الصفقة تجعل «إنتل» الأولى في نُظُم الرؤية والقيادة المتقدمة

• هبوط سهم «إنتل» 2% مع الإعلان عن الصفقة وسط تذمر المستثمرين


15.3  مليار دولار قيمة استحواذ «إنتل» على «موبايل آي».

ومع أن «موبايل آي» مكونة من 600 موظف فقط، لكنها تعد كياناً عملاقاً من ناحية الإبداع في مجال نظم قيادة المساعدة سريعة النمو، إذ إنها تستحوذ على 70% من سوق هذه النظم، وتعمل مع جميع الموردين من الصف الأول، الذين يبيعون لعمالقة صناعة السيارات، مثل «جنرال موتور» و«فولكس فاجن». وباستثناء «تويوتا»، تبيع «موبايل آي» نظمها لأكبر 27 صانع سيارات في العالم.

وبمجرد الإعلان عن الصفقة، هبط سعر سهم «إنتل» في البورصات بمقدار 2%، وأبدى العديد من المستثمرين تذمرهم من الأمر، فيما تصدت الإدارة العليا للشركة لتدافع عن الصفقة وتوضح أهميتها بالنسبة لها، واصفة إياها بأنها تمثل استراتيجية مستقبلية سليمة بعيدة المدى.

ولفتت هذه البداية الأنظار إلى الصفقة، فتوالت التحليلات والتقارير الخاصة بها، وركز موقع «بيزنس إنسايدر» businessinsider.com، في تقرير له، على السر الذي جعل إدارة «إنتل» تُقدم على الصفقة ثم تدافع عنها، رغم البوادر الأولية غير المشجعة، إذ وصفها بأنها «صفقة الهروب من مصاعب سوق الهواتف الذكية والحاسبات الشخصية إلى (جنة) السيارات ذاتية وشبه ذاتية القيادة»، التي يتوقع أن يصل حجمها إلى 70 مليار دولار عالمياً بحلول عام 2030.

عملية دمج

وأورد الموقع خلاصة للردود التي قالها الرئيس التنفيذي لـ«إنتل»، برايان كرزانيش، في مؤتمر صحافي عقده بالهاتف عقب الإعلان عن الصفقة، التي تمثلت في أن «الصفقة تدمج عيون السيارات ذاتية القيادة مع العقول الذكية التي تقود السيارة بالفعل».

وأوضح كرزانيش أن «(إنتل) توفر التقنيات الأساسية الحيوية للسيارات ذاتية القيادة، بما فيها تحديد مسار السيارات واتخاذ القرارات اللحظية الفورية للقيادة، فيما توفر (موبايل آي) أفضل نظام من نوعه على الإطلاق للرؤية عبر الكمبيوتر ولديها علاقات قوية مع المصنعين والموردين».

وأضاف أن «وجود الشركتين في كيان واحد يمكن أن يؤدي إلى تسريع مستقبل القيادة الذاتية من خلال الأداء المحسن لحلول الحوسبة السحابية للسيارات بكلفة منخفضة لمصنّعي السيارات».

صفقة الاضطرار

من جهتهم، قال محللو «بيزنس إنسايدر» إن «إدارة (إنتل) العليا ترى أنها هذه المرة مضطرة لتنفيذ هذه الصفقة، إذ إن الشركة فاتها قطار الهواتف الذكية، وتتراجع أمامها صناعة الحاسبات الشخصية، ومن ثم تحتاج إلى مكان جديد تبيع فيه شرائحها الدقيقة التي تمثل بالنسبة لها المنتج الرئيس»، وأوضحوا أن «الصفقة الجديدة تشير إلى أن السيارات، وتحديداً السيارات ذاتية القيادة، هي مجال الحركة الأبرز المقبل لـ(إنتل)، وإذا كانت (إنتل) كسبت كثيراً من وراء شعارها الشهير (إنتل بالداخل) الذي كان يتم لصقه على كل كمبيوتر، فهي بهذه الصفقة تحاول أن تفعل الشيء نفسه في مكان آخر وهو السيارات التي يمكن أن تخرج من مصانعها يوماً ما وتحمل الشعار نفسه، وتباع بالملايين وبهامش ربح مرتفع كثيراً عن أجهزة الكمبيوتر».

قوة «موبايل آي»

ونقل «بيزنس إنسايدر» عن الباحث في مؤسسة «جارتنر» لبحوث ودراسات سوق تقنية المعلومات، مايك رمزي، استعراضه نقاط القوة في «موبايل آي»، إذ بين أن «نظام (موبايل آي) للرؤية بالكمبيوتر وحيد الكاميرا داخل السيارة، يجمع بين الفعالية وارتفاع الثمن، ويستخدم شريحة فيها نظام رؤية آلي مدمج بها، يتعرف ويلاحظ المركبات والعلامات والمشاة وخطوط السير وكل شيء، ويقوم بعمليات الإيقاف التلقائي في حالات الطوارئ ويحافظ على احتفاظ السيارة بمسارها قدر الإمكان».

وذكر أن «الشركة تعمل على مزيد من الشرائح الأكثر قوة التي تستخدم العديد من الكاميرات والمستشعرات لتنفيذ تطبيقات القيادة الذاتية وشبه الذاتية».

قوة «إنتل»

وبالنسبة لنقاط القوة لدى «إنتل» في ما يخص القيادة الذاتية، أوضح رمزي أنها «ترتبط بالمعالجات التي يمكن أن تدمج بحاسبات السيارة التي تقوم بمعالجة البيانات المجمعة من نظم القيادة المتطورة»، مضيفاً أنه «إلى جانب تمكين القيادة الذاتية وشبه الذاتية، فإن المعلومات المجمعة من خلال نظم الحاسبات المثبتة بالسيارة ترسل البيانات إلى المصنعين لمساعدتهم على تحسين السيارة وتقنية القيادة الذاتية».

غضب المستثمرين

ووفقاً لتقرير «بيزنس إنسايدر»، فقد تسببت صفقة «إنتل» الأخيرة في غضب المستثمرين وحَمَلة الأسهم الذين تعاملوا معها وفي ذهنهم السجل السيئ لنتائج عمليات الاستحواذ السابقة للشركة، فقد اشترت «إنتل» خلال الفترة بين عامي 1997 و2002 نحو 40 شركة، بعضها عرف بـ«فقاعة شركات دوت كوم» أو شركات الإنترنت التي ظهرت بسرعة وتهاوت وخسرت بسرعة، وبالتالي خسرت «إنتل».

ثم أبرمت الشركة بعد ذلك صفقة قيمتها 7.7 مليارات دولار لشراء شركة «ماكافي» المتخصصة في أمن المعلومات، كما دفعت مليارات الدولارات في شركات مثل «ويند ريفر» و«ديالوجيك»، بغرض دخول سوق الهواتف المحمولة، لكنها فشلت وأنهت أعمال وحدة الاتصالات المحمولة في عام 2006.

ويعرف المستثمرون الذين تابعوا «إنتل» عبر السنوات الماضية ذلك ويفهمونه جيداً، لذلك فإن الإعلان عن دفع 15.3 مليار دولار في الصفقة الأخيرة جعلهم يعبرون عن غضبهم، وربما يفسر ذلك انخفاض سهم «إنتل» 2% الأسبوع الماضي.

تويتر