تتركز في سوق الحاسبات المكتبية والمحمولة.. وحاسبات الألعاب

طرح «إيه إم دي» معالجات «زين» يثير مواجهة جديدة مـع «إنتل»

معمارية «زين» تحقق تحسيناً بـ40% في الأوامر المنفذة خلال الدورة الواحدة داخل المعالج. من المصدر

من المنتظر أن يندلع أول فصول مواجهة جديدة بين قطبي صناعة المعالجات الدقيقة في العالم، شركة «إنتل»، وشركة «إيه إم دي»، خلال الشهر المقبل، مع طرح الأخيرة أول معالجاتها العاملة بمعمارية «زين» الجديدة، التي قالت «إيه إم دي»، والكثير من المحللين والمراقبين، بل واعترفت «إنتل» نفسها، بأنها تمثل منافساً قوياً غير معتاد منذ فترة طويلة لمعالجات «إنتل»، ولذلك يتوقع أن تخيّم على هذه المواجهة أجواء أكبر مواجهتين سابقتين بين الشركتين، حدثتا في عامي 1997 و2006، حينما قدمت «إيه إم دي» معالجات مستندة لإبداعات جديدة، سببت قلقاً شديداً لـ«إنتل»، ونافستها بقوة على مكانتها في السوق التي تحتلها منذ عقود طويلة كأكبر صانع للمعالجات الدقيقة في العالم. وقد تناول العديد من مؤسسات وشركات البحوث والدراسات في سوق تقنية المعلومات هذه المواجهة المرتقبة التي ستتركز في سوق الحاسبات المكتبية والمحمولة والخوادم وحاسبات الألعاب، وكان من أبرزها توقعات أصدرتها مؤسستا «ميركوري» لبحوث سوق الحاسبات الشخصية mercuryresearch.com، و«مور» للاستراتيجيات والرؤى moorinsightsstrategy.com، فضلاً عن تقارير أخرى، من بينها تقرير لموقع computerworld.com.

90 %

حصة «إنتل» في سوق معالجات الحاسبات.

- تُعرف «إيه إم دي» في سوق المعالجات «بالخصم المغدور حقّه».

- معظم حاسبات الألعاب تعمل حالياً بشرائح «إنتل» عالية المواصفات.

ربح أعلى

أفادت شركة «إيه إم دي» المتخصصة في صناعة المعالجات الدقيقة، بأنها لن تطرح معالجات للأدوات المحمولة والهواتف الذكية خلال الفترة المقبلة، لأنها تركز في مواجهتها المرتقبة مع نظيرتها «إنتل» على هوامش الربح الأعلى والحاسبات المحمولة والمكتبية والخوادم عالية الأداء.

«الخصم المغدور حقّه»

تُعرف شركة «إيه إم دي» في سوق المعالجات والشرائح الدقيقة «بالخصم المغدور حقّه»، فقد اعتادت تقديم الكثير من الإبداعات التقنية المهمة الجديدة التي خاضت بها جولات ومعارك متعددة من قبل مع شركة «إنتل»، إذ إنها، على سبيل المثال، من اخترع الشرائح من فئة «64 بت» في عام 1997، والشرائح ثنائية المحاور في عام 2006، وكلاهما هدّدا مكانة «إنتل» في سوق المعالجات والشرائح الدقيقة، لكونها تستحوذ على أكثر من 70% من هذه السوق، بل وتصل حصتها إلى أكثر من 90% في سوق معالجات الحاسبات على وجه التحديد.

ومع ذلك لم تنجح «إيه إم دي» في إسقاط «إنتل» طوال السنوات الماضية، وظلت حصتها أقل بكثير من حصة «إنتل»، بسبب قرارات تقنية وإدارية وصفها تقرير لمؤسسة «ميركوري» البحثية بـ«الكارثية التي كلّفتها غالياً».

تحسين الأداء

وتشير التوقعات الخاصة بالمواجهة المقبلة، في مجملها إلى أن أجواء عامي 1997 و2006 تخيّم من جديد على العلاقة بين الطرفين، إذ تسعى «إيه إم دي» لحشد قاعدتها الجماهيرية مع سلسلة الشرائح الإلكترونية الخاصة بالحاسبات المكتبية والمحمولة والخوادم المعتمدة على تقنية أو معمارية «زين».

وتثير معمارية «زين» ضجيجاً كبيراً، لكونها ستحقق تحسيناً مقداره 40% في الأوامر المنفذة في الدورة الواحدة داخل المعالج، وهو معيار مهم للغاية في أداء المعالجات والشرائح، وهذا الرقم مثير للإعجاب، مع الأخذ بالاعتبار أن الشرائح الجديدة من «إنتل» أو غيرها عادة ما تحقق تحسيناً في كفاءة وحدة المعالجة المركزية يصل الى 20% فقط.

ويُعد هذا مكمن القوة الرئيس الذي تعتمد عليه «إيه إم دي» في مواجهتها المقبلة، ويبدو أنه واقعي وحقيقي، حتى أن «إنتل» نفسها اعترفت بقوة المنافسة التي يتوقع أن تقف في طريقها بسبب هذه النوعية من الشرائح.

توقعات مرتفعة

وقال المحلل الرئيس في مؤسسة «ميركوري»، دين ماكرون، إن «التوقعات حول شرائح (زين) مرتفعة، واحتمالات أن تتخبط أو يكون أداؤها سيئاً أمر غير مرجح، والبداية القوية مهمة جداً بالنسبة لـ(إيه إم دي)»، مشيراً إلى أن «هذه البداية يتوقع أن تكون مدفوعة ببعض الطلب الكامن عليها عند الطرح المبكر، من جانب من يدينون بالولاء لـ(إيه إم دي)، الذين أوقفوا مشترياتهم من الحاسبات الشخصية، انتظاراً لشراء شرائح (زين) المخصصة لحاسبات الألعاب المكتبية». وأضاف ماكرون أنه «بعد الاندفاعة الأولى، سيتحدد ما إذا كان من يستخدمون شرائح (إنتل) في حاسباتهم المكتبية سيبدأون التحول إلى (إيه إم دي) أم لا».

ووفقاً لتقديرات مؤسسة «مور» للاستراتيجيات والرؤى، فإن معظم حاسبات الألعاب تعمل حالياً بشرائح «إنتل» عالية المواصفات، فيما يعمل بعض مصنّعي حاسبات الألعاب، مثل «ديل» و«اليينوير» و«فالكون» فقط على شرائح «إنتل»، لكن إذا كان هناك طلب، فسيتجه مصنّعو الحاسبات الشخصية لتقديم حاسبات ألعاب تعمل بشرائح «زين».

أول شريحة

من جهته، قال الرئيس التنفيذي لشركة «إيه إم دي» ليزا سو، إن «الشركة ستطرح أول شريحة معتمدة على معمارية (زين) والمعروفة باسم (راي زين) في مارس المقبل، لتعمل مع الحاسبات المكتبية عالية المواصفات، مع إتاحة النظم واللوحات الرئيسة في الوقت نفسه»، لافتاً إلى أن «الشريحة الأولى من (راي زين) ستتنافس أولاً مع شرائح (إنتل) طراز (كور آي 5 وآي 7)».

وأضاف سو أن «(إيه إم دي) ستطلق في النهاية حزمة كاملة من شرائح (راي زين)، وستتنافس مع جميع شرائح (إنتل) للحاسبات المكتبية»، متوقعاً «عودة سريعة إلى شرائح (راي زين) مع التوسع الكبير في سوق الألعاب». وأشار إلى أن «(إيه إم دي) تخطط أيضاً لإطلاق وحدة المعالجة المركزية المخصصة للرسوميات في الربع الثاني من العام الجاري، بحيث يمكن أن تطرح بصورة مزدوجة مع شرائح (راي زين)».

معالجات للحاسبات المحمولة

وذكر سو أن شركته ستطرح في النصف الثاني من عام 2017، شرائح «زين» أخرى تحت الاسم الكودي «رافين ريدج» المخصصة للحاسبات المحمولة، مضيفاً أنه «من الصعب التنبؤ بما إذا كانت (رافين ريدج) ستصل لسوق الحاسبات المحمولة بعامل السعر المنخفض فقط، أم بكونها مكوناً داخلياً عالي الأداء أيضاً».

وفي هذه النقطة تشير تقديرات مؤسسة «ميركوري» إلى أن نجاح شرائح «ريفين ريدج» يعتمد أيضاً على سوق الحاسبات الشخصية، وإذا لم يقم أصحاب العلامات التجارية الكبرى باستخدام هذه الشرائح فإن فرص النجاح أمام «إيه إم دي» ستقل.

وأفادت «ميركوري» بأنه حتى الآن لم يصرح مصنّعو الحاسبات الشخصية علناً بما إذا كانوا سيقدمون حاسبات محمولة بشرائح «رافين ريدج» أم لا، متوقعة أن عدداً قليلاً سيتجه لذلك. وبينت أن شركات «إتش بي» و«ديل» و«لينوفو»، تستخدم شرائح «إيه إم دي» في معظم الحاسبات المحمولة، وهذا يعني أن هذه الشركات يمكن أن تكون منفتحة على استخدام «ريفين ريدج».

معالجات للخوادم

إلى ذلك، أفاد سو بأن «إيه إم دي» ستطرح في النصف الثاني من العام أيضاً معالجات «زين» الضخمة المخصصة للخوادم، والتي تحمل الاسم الكودي «نابليس»، والتي تتكون من 32 محوراً، مبيناً أن «الهدف من (نابليس) هو تقديم المزيد من الكفاءة، والسرعة الأعلى، والمزيد من قدرات الذاكرة في الخوادم».

وحسب مؤسسة «مور»، من المتوقع أن تكون «إيه إم دي» أكثر تحفظاً بشأن نتائجها المتوقعة من معالجات «نابليس»، ويعود ذلك جزئياً إلى أنه سيكون من الصعب إسقاط «إنتل» من مكانتها في السوق التي تحتلها منذ عقود طويلة كأكبر صانع للمعالجات الدقيقة في العالم.

تويتر