معتمدة على السعر المنخفض وخفة الوزن وسط توقعات بإطلاق «الحاسب الشخصي الخليوي» نهاية 2017

معالجات «إيه آر إم» تحاول دخول سوق الحاسبات الشخصيــــة مجدداً

معالجات «إيه آر إم» مخصصة لتشغيل الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية والأجهزة اليدوية. من المصدر

تحاول معالجات «إيه آر إم»، المخصصة لتشغيل الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية والأجهزة اليدوية، حالياً، دخول سوق الحاسبات الشخصية المكتبية والمحمولة مجدداً، مستندة إلى عناصر قوتها التقليدية من السعر المنخفض وخفة الوزن، فضلاً عن طول زمن تشغيل البطارية. وتأتي هذه المحاولة الجديدة بعد فشل أكثر من محاولة سابقة كان أبرزها ما منيت به الحاسبات اللوحية والمحمولة العاملة بنظام تشغيل «ويندوز آر تي».

وفيما تتباين مواقف الشركات المصنعة للحاسبات الشخصية من هذا التوجه، ما بين الحذر وعدم الإفصاح، تتوالى التكهنات والتوقعات بأن هذه المحاولة تنبئ بقرب ميلاد فئة جديدة من الحاسبات الشخصية المحمولة بنهاية العام الجاري، يطلق عليها «الحاسبات المحمولة الخليوية»، التي تتصف بأنها قادرة على الاتصال الدائم بشبكات الاتصالات المحمولة، وفائقة النحافة والخفة، وتعمل على البطارية طوال اليوم من دون إعادة شحن.

بنية معمارية

- التوافق مع التطبيقات أكبر العقبات أمام «إيه آر إم».. و«مايكروسوفت» تقدم الحل.

- تباين في مواقف الشركات المصنّعة للحاسبات الشخصية من توجه «إيه آر إم».

800

غرام وزن الحاسبات المحمولة العاملة بمعالجات «إيه آر إم».

وقد ظهرت معالجات «إيه آر إم» كنوعية من المعالجات للعمل على الأجهزة المحمولة والأجهزة محدودة القدرات، وهي نوعية مختلفة تماماً عن المعالجات الشهيرة في مجال الحاسبات الشخصية، إذ يرجع الاختلاف إلى أنها تعتمد على بنية معمارية خاصة بها، يطلق عليها «ريسك»، وهي اختصار لمفهوم «الحاسب القائم على مجموعة محدودة مخفضة من الأوامر والتعليمات»، بينما تعتمد المعالجات المخصصة للحاسبات الشخصية على بنية معمارية أخرى، معروفة باسم «إكس 86»، يتم فيها تشغيل المعالج بالمجموعة الكاملة من الأوامر.

والشركة التي طورت معمارية «ريسك» هي شركة «أجهزة ريسك المتقدمة»، المعروفة اختصاراً بـ«إيه آر إم»، ولأنها المطور والمنتج الأكبر لهذه النوعية بات اسم «إيه آر إم» يستخدم في وصف جميع المعالجات العاملة بمعمارية «إيه آر إم ريسك»، سواء المنتجة بمعرفة «إيه آر إم» أو غيرها، أما معمارية «إكس 86» فتستخدمها شركات «إنتل» و«إيه إم دي» و«أبل» وغيرها.

ميزات جيدة

ووفقا لتقرير نشره موقع pcworld.com، فإن سوق الحاسبات الشخصية المكتبية بدأت خلال السنوات الأخيرة تتعرض لما يشبه «الغزو» من قبل معالجات «إيه آر إم ريسك».

وذكر التقرير أن مجال التنافس الرئيس يقوم على الخواص الجيدة التي تمنحها معالجات «إيه آر إم» لأي أجهزة تعمل بها.

وأوضح أنه نظراً إلى أنها تعمل بمجموعة مخفضة من الأوامر وتعليمات التشغيل، فهي تنتج بأحجام صغيرة للغاية مقارنة بمعالجات معيارية «إكس 86»، إضافة إلى أن قلة حجم المعالج تعني خفة الوزن، مع المزيد من النحافة وتقليل سمك الجهاز، فضلاً عن الخفض الهائل في الطاقة المطلوبة لتشغيل المعالج.

وأشار التقرير إلى أنه بتطبيق هذه الخواص على الحاسبات الشخصية، لاسيما المحمولة منها، تكون النتيجة حاسبات محمولة فائقة النحافة، خفيفة الوزن (أقل من 800 غرام)، واقتصادية للغاية في استهلاك البطارية، بحيث إن الجهاز يمكنه العمل طوال اليوم من دون الحاجة إلى الشحن.

تحديات

لكن تقرير pcworld.com بين أن هناك عاملين رئيسين يقفان في وجه «غزو» معالجات «إيه آر إم»، الأول، أن معالجات معمارية «إيه آر إم ريسك» لا تتوافق مع تطبيقات وبرمجيات الحاسبات المكتبية والمحمولة القائمة والقديمة التي تعمل بنظم تشغيل «ويندوز»، وغيره من نظم تشغيل الحاسبات الشخصية، إذ يجعل هذا مصنعي الحاسبات ومستخدميها على السواء يرفضون تشغيل حاسباتهم المكتبية والمحمولة بمعالجات «إيه آر إم»، لأنها تجعل من الصعب أو المستحيل عليهم تشغيل ما لديهم من تطبيقات وبرمجيات ووثائق وملفات. وأضاف أن العامل الثاني، يتمثل في كون معالجات معمارية «ريسك»، هي بطبيعتها محدودة القدرة، ولا تتناسب مع الاحتياجات المطلوبة في كثير من الحالات، كتشغيل الفيديو والبرمجيات التي تتطلب طاقة حوسبة كبيرة.

ردود أفعال

ولفت التقرير إلى تعدد ردود الأفعال تجاه محاولة «الغزو» الحالية، فقد أعلنت شركة «سامسونغ» عن إنتاج حاسب محمول من فئة «كروم بوك بلس» يستخدم شريحة «إيه آر إم»، كما بدأت شركة «أيسر»، في نهاية العام الماضي، تسويق حاسب محمول فئة «كروم بوك»، يحمل اسم «آر 13» ويعمل بمعالج بمعمارية «إيه آر إم».

وأفاد التقرير بأنه من المتوقع كذلك أن تظهر، في نهاية العام الجاري، الحاسبات الشخصية المحمولة العاملة بنظام تشغيل «ويندوز 10» ومعالجات بمعمارية «إية آر إم»، تصنعها شركة «كوالكوم»، تحت اسم «سناب دراجون 835»، وهذه تحديداً التي ستدشن ميلاد فئة الحاسبات الشخصية المحمولة الخليوية.

«مايكروسوفت» تدعم

وفي خطوة تستهدف حل مشكلة عدم توافق التطبيقات، أعلنت شركة «مايكروسوفت» أنها ستطرح قبل نهاية عام 2017 أدوات «محاكاة» تسمح بتشغيل التطبيقات والوثائق والملفات المنتجة للعمل مع معمارية «إكس 86»، لتعمل مع معالجات معمارية «إيه آر إم ريسك». وقال الباحث الرئيس في مؤسسة «جي جولد للأبحاث»، جاك جولد، إن «(مايكروسوفت) تبدي رغبة واضحة في التحول إلى معالجات معمارية (إيه آر إم ريسك) لأنها تريد المنافسة في عالم (المحمول)، وترى أن الحاسبات الشخصية الخليوية ستكون أفضل طريقة لكسر تحالف (إنتل) و(ويندوز) طويل الأمد، لأنه يعطي (مايكروسوفت) المزيد من المرونة في نشر وتطبيق نظم تشغيل (ويندوز)، كما يعطي مصنعي الأجهزة المزيد من الفعالية في التفاوض مع (إنتل)».

حذر وترقب

ووفقاً لتقرير pcworld.com، فإنه في المقابل هناك العديد من مصنعي الحاسبات الشخصية الذين لايزالون حذرين بشأن إنتاج حاسبات شخصية تعمل بمعالجات معمارية «إيه آر إم ريسك»، فشركة «ديل» ذكرت أنها تنتظر نتائج اختبار الأجهزة قبل الالتزام بإطلاق الحاسب المحمول الخليوي بمعمارية ونظام «ويندوز 10».

أما شركة «إتش بي» فرفضت توضيح ما إذا كانت تريد إطلاق حاسب محمول يعمل بمعالجات «إيه آر إم» ونظام تشغيل «ويندوز 10» أم لا، وإن كانت قد اتخذت خطوة رآها بعض المحللين بداية تفتح الباب للقيام بذلك، وهي إطلاق هاتف ذكي يعمل بـ«ويندوز 10» ومعالج بمعمارية «إيه آر إم ريسك». من جهتها، لم تحدد شركة «لينوفو» بصورة حاسمة خططها لتصنيع حاسبات شخصية بمعالجات «إيه آر إم» ونظم تشغيل «ويندوز 10»، وإن كانت طرحت الحاسب «إن 23 يوجا» كأول حاسب «كروم بوك» من إنتاجها يعمل بمعالج لا يعتمد على معمارية «إكس 86».

تويتر