أبرزها ضيق الأفق ونقص الكوادر المتخصصة في التطوير والتطبيق

5 مظاهر تجعل «الغباء البشري» أكبر خطر على «الذكاء الاصطناعي»

صورة

هل يمكن أن يؤثر «الغباء البشري» سلباً في فرص نجاح وانتشار «الذكاء الاصطناعي»؟ الإجابة نعم، إذ إن هذا التأثير السلبي يمكن أن يقع في مراحل التفكير والتحليل والبرمجة والتطوير، وكذلك في مراحل التطبيق والاستخدام، ففي كل مرحلة من هذه المراحل يمكن أن يعمل هذا «الغباء» على وقوع أخطاء فادحة، أو نتائج كارثية، تقوض الثقة في الذكاء الاصطناعي، وفي قدرته على العمل.

وبناءً على ذلك، عالج تقرير نشره موقع zdnet.com، أخيراً، قضية العلاقة بين «الذكاء الاصطناعي» و«الغباء البشري»، وجمع بين الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة كتقنيتين متقاربتين، تتلازمان في كثير من الأحوال، ويمكن أن تتعرضا للنتائج السلبية الناجمة عن الغباء البشري. وانتهى التقرير إلى أن «الغباء البشري» هو أكبر خطر يمكن أن يواجه «الذكاء الاصطناعي» وتعلم الآلة، لاسيما في مراحل النشر والتوزيع والتطبيق والتشغيل، وذلك من خلال خمسة مظاهر أساسية، أبرزها ضيق الأفق والمبالغة في قدرات الذكاء الاصطناعي، ما يقوض الثقة ويرفع الإحباط، فضلاً عن نقص الكوادر المتخصصة في التطوير والتطبيق.

لا للخيال العلمي

صعوبات وتحديات

أفاد تقرير نشره موقع zdnet.com، أخيراً، بأن هناك العديد من الصعوبات والتحديات التي بدأ الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة يواجهانها، بل ويحتمل أن يواجهاها في المستقبل، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، ليسا من الأمور التي تستدعي لأن يقلق البشر بشأنهما، بل القلق يجب أن ينصرف إلى اخفاقات الذكاء البشري والقدرة على التعلم.


• المشكلة الحقيقية تتمثل في «الاستخدام الطائش» بلا تفكير للذكاء الاصطناعي.

• لايزال هناك نصف قرن قبل أن يكون الذكاء الاصطناعي في مستوى الذكاء البشري.

• %40 من مبادرات التحول الرقمي ستكون مدعومة بقدرات الذكاء الاصطناعي في 2019.

وقد انطلق التقرير في الوصول إلى هذه النتيجة، مما رأى أنه حقائق ثابتة، تتمثل في أن الذكاء الاصطناعي كعلم مجرد، واسع ورحب، وتعلم الآلة فرع من هذا العلم، وكلاهما بعيد عن تخمينات ومبالغات السينما وأفلام الخيال العلمي، مشيراً إلى أن الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يشكل أساساً سليماً للوصول إلى تقنيات ومنتجات وخدمات توفر حلولاً تتساوى أوتتفوق كثيراً مع يمكن أن يحققه العقل البشري.

وبيّن التقرير أن الدليل على ذلك يتمثل في أن الذكاء الاصطناعي، بعدما ظل لفترة طويلة مجرد أفكار تعالجها أفلام الخيال العلمي، أصبح الآن حقيقة واقعة، ويسجل حضوراً وانتشاراً يتسع بوتيرة متسارعة، حتى ان مؤسسة «آي دي سي» العالمية المتخصصة في بحوث تقنية المعلومات تتنبأ بأنه بحلول 2019 ستكون 40% من مبادرات التحوّل الرقمي مدعومة بقدرات الذكاء الاصطناعي.

«الاستخدام الطائش»

ووفقاً لتقرير zdnet.com، فإن المشكلة الحقيقية تتمثل في «الاستخدام الطائش» بلا تفكير للذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، الذي يمكن أن يكون أكثر خطراً من «الأشرار الرقميين» الفائقي الذكاء في أفلام الخيال العلمي، فبداية هناك فرق هائل بين الأهداف المتواضعة للنظم والمنتجات والخدمات القائمة حالياً على الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، وبين الأفكار الكبرى من وراء إيجاد الذكاء الاصطناعي العام الذي يمكن أن يتطابق، ثم بعد ذلك تتفوق سريعاً على قدرات العقل البشري، لكن لم يتم إنجازها بعد.

وجاء في التقرير أنه على الرغم من التطور الكبير الذي حدث، لايزال هناك نصف قرن أو أكثر قبل أن يكون الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في مستوى الذكاء البشري الذي بناه، لكن الاستعجال وعدم الفهم وغيرهما من صور «الغباء البشري» لدى البعض، تجعل هناك من يتعامل مع الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وفق ما رآه وأدركه من أفلام الخيال العلمي، وليس ما تم تحقيقه بالفعل على أرض الواقع.

ومضى التقرير في معالجته لهذه القضية، محدداً أهم مظاهر «الغباء البشري» في التعامل مع الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في خمس نقاط أساسية، هي:

«خلط اليوم بالغد»

وأفاد بأن «خلط اليوم بالغد» يعدّ أول مظاهر الغباء البشري التي تصطدم بالذكاء الاصطناعي وتؤثر فيه سلباً، موضحاً أن «الخلط بين الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وتوقعات الغد، والتعامل معها كشيء واحد، شجع العديد على المبالغة في تصور ما يمكن أن يحدث اليوم أو على المدى القصير».

إجابة لكل الأسئلة

أما النقطة الثانية، حسب التقرير فهي، النظر إلى الذكاء الاصطناعي مصدراً للإجابة عن كل سؤال، وتقديم حل لكل مشكلة، ثم محاولة استغلال ذلك تجارياً بصورة خاطئة، باتت تعرف الآن بـ«غسيل الذكاء الاصطناعي»، وهو تصرف مقصود به أن جهة أو شركة ما تقوم على خلاف الواقع بالادعاء بأن المنتج أو الخدمة التي تقدمها مبنية على الذكاء الاصطناعي، لتستغل ذلك في بناء صورة ذهنية أفضل للمنتج أو الخدمة.

نقص الكوادر

وبيّن التقرير أن ثالث مظهر من «الغباء البشري» في التعامل مع الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، هو نقص الكوادر المتخصصة الماهرة القادرة على تحقيق الاستفادة القصوى من هذه التقنيات، جنباً إلى جنب مع التوقعات المبالغ فيها بشكل كبير، التي يمكن أن تؤدي الى فقد في الثقة، والتعجيل بحدوث ما يطلق عليه «شتاء الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة»، كما يمكن أن يتسبب ذلك في نتائج أشد ضرراً، إذا لم يؤت الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ثماره المرجوّه.

«سحر وصندوق أسود»

وأوضح تقرير zdnet.com أن «المظهر الرابع يتمثل في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، باعتباره سحراً يخرج من صندوق أسود، ولا يقبل المناقشة بأي صورة، في حين أن الأمر يختلف عن ذلك كثيراً، لأن الأمر في النهاية ليس سوى تعامل مع خوارزميات ونماذج رياضية، تم وضعها من قبل مبرمجين من البشر، ويتعين إيجاد سبل للتأكد من أن اتخاذ القرار المستند إلى الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة سهل الفهم، ويمكن تحديه ومناقشته ونقضه، مثل أي نمط آخر».

ضيق الأفق

وبالنسبة للمظهر الخامس لـ«الغباء البشري» في التعامل مع الذكاء الاصطناعي، لفت التقرير إلى أنه يتلخص في ضيق الأفق وعدم الاهتمام بإدراك وفهم تأثير الذكاء الاصطناعي بأوسع معانيه، مبيناً أن مثل هذه التقنيات لديها القدرة على إحداث تغيير كبير في العديد من الوظائف، وإيجاد البعض وتدمير الآخر. وذكر أن مطوّري هذه التقنيات ومستخدميها يحتاجون لأن يأخذوا في الحسبان ويعرفوا العواقب المحتملة، ما بين السيئ والحسن، الذي يمكن أن يترتب على تطبيق ونشر الذكاء الاصطناعي.

تويتر