2017.. عام عودة الانتعاش إلى سوق تقنية المعلومات

مديرو التقنية يواجهون «سطوة المتعاملين والمستهلكين» بالمرونة وسرعـة التغيير

الذكاء الاصطناعي والنظم المتقدمة لتعلم الآلة سيكونان ساحة الصراع الأساسية في مجال التقنية. من المصدر

تختلف زاوية النظر إلى عام 2017، وتتنوع بحسب طبيعة كل طرف، بين مديري إدارات التقنية في المؤسسات والمنظمات المختلفة، وأصحاب الأعمال، وقادة المؤسسات والشركات، والقادة الحكوميين.

ولذلك، تحاول «الإمارات اليوم» في هذا التقرير تقديم تلخيص لما ترى شركات الأبحاث والخبراء أنه مهم بالنسبة لمديري التقنية داخل المؤسسات، ولا يملكون ترف تجاهله في العام الجديد، الذي يتركز في محوره على سرعة التغيير المنتظر وتنوعه، وتعدد أدوات الاستجابة لهذا التغيير، واختلافها الكبير عن السنوات الماضية، وهو ما يجعل عام 2017 أقرب إلى نقطة مفصلية تنقل مديري التقنية من نهج إلى نهج، ومن طرق متعارف عليها إلى أدوات وتقنيات جديدة، تفرض الكثير مما يتعين بذل الجهد لاستكشافه، وتطبيقه، والتعايش معه.

والخلاصة التي تقدمها «الإمارات اليوم» في هذا التقرير مستندة إلى مزيج من تنبؤات واستنتاجات مستخلصة مما وضعته شركتا «فورستر» و«غارتنر» للأبحاث في تقاريرهما للعام الجديد 2017، وما نشره موقع «تيك ريبابليك» للتقنية على لسان خبراء متخصصين في هذا الشأن.

سطوة المتعاملين

معمارية أمن المعلومات

تعني معمارية أمن المعلومات القابلة للتكيف، أن انتشار نظم الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وغيرها من النظم الجديدة، سيكون له دور مهم في جعل الأنظمة العاملة بالمؤسسات أكثر ديناميكية وأكثر تكيفية مع متطلبات الأمن، بمعنى أنها توفر الأمن في وقت مبكر، وتمضي بعمق في هذه العملية لتجعل أمن المعلومات منظومة تكيفية سريعة الاستجابة وعالية الفعالية، وهذه تعد من التقنيات التي سيكون لها تأثر طاغٍ خلال عام 2017.

المناخ العام المتوقع لعام 2017 هو مزيد من سطوة وتأثير المتعاملين بصورة تفوق أي وقت مضى، وهذا الأمر سيرفع من معدلات التسارع في التغيرات الحاصلة في بيئة الأعمال.

ولذلك، يقول تقرير «فورستر» لأي مدير تقنية في أي مؤسسة: «عليك باعتياد ذلك، فقد ولّت أيام الاستقرار والقدرة على التنبؤ، والعديد من هذه التغيرات ستكون خارج السيطرة».

وفي مواجهة هذا المناخ المحكوم بسطوة المتعاملين، تطرح «فورستر» بعض الخطوات التي يتوقع أن يلجأ إليها مديرو التقنية في عام 2017 لمواجهة هذا الأمر، وذلك على مستوى منهجيات العمل والخطط العامة، ومنها: وضع استراتيجية مصممة بالأساس كي تحركها سلطة أو سطوة المتعاملين والمستهلكين، فالعدد المتزايد من الأجهزة والأدوات والمعلومات التي توضع بين يدي المستخدم أو العمل، أصبح أكثر من أي وقت مضى، وهنا يحتاج مديرو تقنية المعلومات إلى هذه الاستراتيجية لتوسيع تركيزهم وراء خبرة مستخدم عظيمة، وتحقيق السرعة والمرونة في إعادة تصميم قلب أو محور وظائف التشغيل الأساسية داخل مؤسساتهم، للوفاء بمتطلبات العملاء المتسارعة.

أما الخطوة الثانية التي تنصح بها «فورستر»، فهي التوجه بصورة أكبر إلى تفعيل وتوظيف التقنيات الجديدة البازغة والناشئة، للمشاركة في المبادرة الابداعية، وسيكون ذلك مدفوعاً بالحاجة إلى تسريع العمليات وتحقيق التعادل ما بين الاستثمارات والأموال والعائدات. فيما تتمثل الخطوة الثالثة في الاعتماد بصورة أكبر على المصادر المفتوحة، في البرمجيات والنظم والإلكترونيات، وغيرها من مجالات المعرفة التي يعملون فيها، فخلال السنوات الأخيرة أصبحت المصادر المفتوحة تلعب دوراً في تسريع وتقليل زمن دورة الإبداع، وتقليل وقت الوصول للأسواق، وفي عام 2017 سيتوسع هذا الدور في المنتجات التي لها علاقة بالبرمجيات وخبرة المستخدم، وحلول العمليات المتداخلة بشدة مع النظم والأدوات التقنية.

تقنيات للمواجهة

أما على مستوى التقنيات والأدوات، فقد حددت التقارير 10 تقنيات سيكون لها تأثير طاغٍ خلال عام 2017 في تدعيم وترسيخ ونشر مفهوم «سطوة المتعاملين والمستهلكين». ويرى الخبراء أن مديري تقنية المعلومات لا يملكون ترف تجاهلها أو عدم وضعها في الاعتبار وهي: الذكاء الاصطناعي والنظم المتقدمة لتعلم الآلة والتعلم العميق، التي ستكون ساحة الصراع الأساسية في مجال التقنية.

وبحسب التقارير، سيكون الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة والتعلم العميق بدءاً من عام 2017 وحتى عام 2020، مع ملاحظة أنه لن يحل محل أي شيء قائم ويعمل حالياً، لكنه سيكون المفجر للنظم ذاتية التشغيل، التي تتم برمجتها لتعمل بصورة مستقلة وتسمح لإدارات تقنية المعلومات لكي تعمل بصورة أعمق.

التطبيقات الذكية

أما التقنية الثانية فتتمثل في التطبيقات الذكية، ويقصد بها الروبوتات التي تقوم بالدردشة (شات)، والمساعدات الرقمية مثل «سيري» و«إليكسا»، أو ما يطلق عليه «المستشارون الأذكياء»، لاسيما النسخ المخصصة للمؤسسات من المساعدات المستندة إلى الذكاء الاصطناعي التي تستهدف مهام بعينها، مثل مساعد الرعاية الصحية الذي يعمل على نظام «آي بي إم واطسون» للذكاء الاصطناعي.

الأشياء الذكية

وجاءت تقنيات «الأشياء الذكية» مثل الروبوتات والطائرات الصغيرة من دون طيار «درونز» والسيارات ذاتية القيادة في المرتبة الثالثة، وكلها ستأخذ خطوات إضافية مهمة للأمام في عام 2017، مدعومة بالبرمجيات ونظم تعلم الآلة، تليها تقنيتا «الواقع الافتراضي» و«الواقع المعزز» اللتان ستفتحان مجالات عدة متخصصة وجديدة داخل المؤسسات والمنظمات خلال 2017.

التوائم الرقمية

ومن التقنيات التي سيكون لها تأثر واضح؛ ما يعرف بـ«التوائم الرقمية»، وهي مكونات برمجية ممتزجة بها معدات صغيرة، ويقصد بها «نماذج البرمجيات الديناميكية لشيء أو لنظام، وتعتمد على مستشعرات أو غيرها من البيانات لتفهم حالتها، وتستجيب للتغيرات لتحسين العمليات وإضافة القيمة». وهي في الأساس مزيج من البيانات الوصفية، وبيانات الحدث والتحليلات والحالة والظرف، وتستهدف في النهاية بناء نظم يحركها الحدث.

سلاسل الكتل

وهناك أيضاً «سلاسل الكتل»، وعملة الإنترنت «بيتكوين»، وهما تقنيتان مخصصتان للمعاملات الإلكترونية، وسيكون لهما تأثيرات ضخمة في قنوات التوزيع وسلسلة الموردين والنظام المالي العالمي، وتعتبرها بعض مؤسسات الأبحاث، مثل «غارتنر»، عامل تغيير واضطراب ضخم لصناعة التقنية والمجتمع معاً، سيكون تأثيره واضحاً بدءاً من عام 2017.

أما تقنية «نظم المحادثة»، فهي نظم التعامل مع الصوت، التي انتقلت فعلياً من مجرد التعرف على الصوت، إلى المحادثة والأخذ والرد، وبدءاً من 2017 ستدخل هذه التقنية في مرحلة أكثر نضجاً، تتمثل في أنها ستصبح أكثر قدرة على فهم البشر والتكيف معهم ومعرفة طريقتهم في التفاعل صوتياً، بصورة أفضل وأكثر ذكاء.

شبكات التطبيقات

ومن التقنيات الأخرى المتوقعة «شبكات التطبيقات ومعمارية الخدمات»، إذ سيكون مديرو التقنية وغيرهم في حاجة إلى بناء ما يعرف بـ«شبكات الذكاء الرقمية الخاصة»، التي تخدم فرداً أو فريق عمل أو مؤسسة ككل، وهذه ستكون معتمدة على شبكة من التطبيقات وبنية معمارية خاصة للخدمات، وتستند بالكامل إلى الحوسبة السحابية، وبنية الخدمة الموجهة ومراكز البيانات المحددة بالبرمجيات، وغيرها من التقنيات التي تدعم فكرة شبكة الذكاء الرقمية.

منصات رقمية

أما تقنية المنصات التقنية الرقمية، فيقصد بها النظام المتكامل الذي يدير طيفاً من الوظائف والمهام بصورة متناغمة معاً، والمقصود هنا أنه في عام 2017 سيجد مديرو التقنية أن كل شيء يحتاجون إليه داخل مؤسساتهم، يتطلب التعامل معه باعتباره منصة أو نظاماً متكاملاً في حد ذاته، مثل منصة «إنترنت الأشياء» ومنصة الخدمات، وغيرهما.

تويتر