«فيو» تلتحم مع النظارة العادية ولا يُرى أي جزء كبير منها على وجه المستخدم

ابتكار نظارة ذكية بمكونات إلكترونية دقيقة جداً

يتم تركيب الشاشة غير المرئية على أي عدسة عادية للنظارة سواء كانت شمسية أو طبية أو مظهرية للموضة. من المصدر

كشفت شركة تقنية ناشئة تعمل في مدينة «سان فرانسيسكو» الأميركية النقاب عن تقنية جديدة في مجال الأجهزة والأدوات القابلة للارتداء، تعتمد على مفهوم «اللارؤية»، أو عدم رؤية الأداء أثناء ارتدائها، وطبقت هذا المفهوم على النظارات الذكية، إذ صممت نظارة ذكية «غير مرئية»، لا يظهر لها أثر، أو يُرى أي جزء منها على وجه مستخدميها، كما هي الحال مع نظارات «غوغل» وغيرها من النظارات الذكية السابق الإعلان عنها.

وتتخفى النظارة الجديدة بصورة تامة في أجزاء ومكونات النظارات العادية التي يرتديها ملايين الناس طوال اليوم، سواء كانت نظارات شمسية أو طبية أو نظارات للقراءة، أو حتى من أجل المظهر والموضة فقط، ومن خلال هذه النظارات المعتادة، تمارس النظارة الذكية كل وظائفها المطلوبة والمتوقعة منها.

نظارة مختلفة

تحمل الشركة اسم «فيو»، وهو الاسم نفسه الذي أطلقته على مشروع النظارة الجديدة، وطبقاً لتقرير أصدرته حول هذا المشروع ونقله عنها موقع «كمبيوتر وورلد» computerworld.com، فإن مفهوم النظارات الذكية غير المرئية يحاول تفادي المشكلات التي صادفت النظارات الذكية التي ظهرت خلال الفترة السابقة، والتي كانت ضخمة الحجم وباهظة الثمن، سرعان ما يشعر معها من يرتديها بعدم الراحة والإجهاد، كما هي الحال مع نظارة «أبل» الذكية التي تعرضت للسخرية بشدة في الصحافة، لكونها أثبتت أن الأجهزة الظاهرة القابلة للارتداء لا تناسب الوجه، فالكاميرا تصيب الناس بالعصبية، والشاشة تسبب مرضاً يطلق عليه «عين العدسة» وهو الألم الناجم عن تعرض عين واحدة لضوء لامع أو مبهر في غرفة مظلمة، فضلاً عن أن النظر إلى شاشة نظارة «غوغل» يسبب مواقف اجتماعية محرجة، لا سيما حينما ينظر المستخدمون لأعلى أو لليمين لرؤية الشاشة، فضلاً عن أن فترة عمر البطارية قصيرة، وتحتاج إلى إعادة الشحن ربما أكثر من مرة يومياً.

في ضوء هذه التعقيدات، كان الهدف الوصول إلى نظارة ذكية تتطابق في المظهر والتداول والاستخدام مع النظارات العادية، سواء كانت طبية أو شمسية أو مظهرية من أجل الموضة، وتطبيقاً لهذا المفهوم جرى تصميم النظارة الجديدة لتكون غير مرئية، ومتخفية في تصميم وجسم النظارة العادية، ولذلك فهي من دون شاشة وكاميرا، وتظهر طبيعية تماماً، مثل النظارات العادية.

وترى الشركة أن إنجاز هذا الأمر يعني الوصول بالنظارة الذكية إلى الميزة القصوى، لأن الناس لا يقبلون الإلكترونيات الظاهرة أو البارزة في وجوههم.

إلكترونيات دقيقة

لا يمكن للشخص ملاحظة أي من مكونات نظارة «فيو» الذكية على الإطلاق، فجميع المكونات الإلكترونية للنظارة دقيقة الحجم جداً، وموضوعة في الانحناءة الخلفية لذراع النظارة اليمنى، التي تنحني حول الأذن، وتتضمن المعالج ووحدة الاتصال اللاسلكية والشريحة المدمج بها التطبيقات التي تعمل بها النظارة، وكل ما في الأمر أن الطرف الأخير من الذراع المنحنية للنظارة يبدو سميكاً بعض الشيء، وبصورة لا تشكل فارقاً على الإطلاق، أما الذراع اليسرى للنظارة فتثبت بها بطاريات التشغيل في مساحة محدودة مطابقة للمساحة التي يشغلها كمبيوتر تشغيل النظارة في الذراع اليمنى، ما يجعل النظارة متوازنة، وذراعيها بالسمك والمظهر نفسيهما.

شاشة لمس بالعدسة

سماعات عظمية

ابتكرت شركة «فيو» الأميركية سماعات معدة بتقنية جديدة تماماً يطلق عليها «التوصيل العظمي»، ومعناها أن هناك وسادة صغيرة في الجهة الداخلية في الطرف الأخير المنحني في كل ذراع من ذراعي النظارة، تلتصق بالعظمة الموجودة خلف الأذن، وتوصل الصوت للأذن من دون إدخال شيء داخل الأذن كما هي الحال في سماعات الأذن الداخلية، أو وضع شيء على الأذن من خارجها، كما هي الحال مع سماعات الرأس.

أما الشاشة فهي جزء ناعم يعمل باللمس وملتصق تماماً بعدسة النظارة، ونحيف للغاية، بحيث لا يمكن ملاحظته أو رؤيته بالعين، سواء من جانب من يرتدي النظارة أو أي شخص آخر ينظر إليه، ويتم تركيب هذه الشاشة غير المرئية على أي عدسة عادية للنظارة، سواء كانت شمسية أو طبية أو مظهرية للموضة، وهناك مكان لظهور وميض من ضوء «ليد» يظهر على الشاشة، لينبه المستخدم إلى وصول مكالمة أو بريد إلكتروني أو عرض بيانات مرسلة، ومكان ظهور الوميض تم تحديده بحيث يلفت الانتباه بسرعة.

وبعد إضافة هذه الأجزاء جميعاً الى المكونات العادية للنظارة: (العدسات الزجاجية ـ الإطار ـ شامبر النظارة)، يصبح الوزن الكلي للنظارة الذكية 28 غراماً فقط.

نمط التصميم

وتقول الشركة إنه تم تصميم النظارة الذكية غير المرئية في نمطين: النمط الكلاسيكي القديم، والنمط الشائع، وهما في ثلاثة ألوان: الأسود، والأبيض، والبني، فضلاً عن خيارات متعددة للشامبر، منها الأسود، والكربوني، والخشبي، والبني، والأزرق.

وتعمل شاشة اللمس بأربعة خيارات هي: الضغطة الواحدة، والضغطتان المتتاليتان، وتمرير الإصبع على الشاشة، والضغط الطويل، فعلى سبيل المثال يمكنك استخدام ضغطة واحدة لفتح الخط والرد على المكالمة، والتمرير للوصول إلى البريد الإلكتروني التالي، وهكذا.

وبالتكامل مع ذلك، تظهر ومضات الضوء لتنبهك الى الرسائل القصيرة والبريد الإلكتروني الذي وصل إليك، وتستطيع اختيار ما الذي يعنيه هذا الوميض من خيارات التطبيق الذي تعمل به النظارة.

آلية السمع

أما وسادة التوصيل العظمية، فتجعلك تسمع أي صوت يمكن أن تسمعه بصورة طبيعية في سماعات الأذن، بما في ذلك أصوات تطبيق المساعد «سيري» لو كنت تشغل منتجات «أبل» مثل «آي فون»، أو مساعد «غوغل» الرقمي، أو تنبيهات المكالمات التليفونية أو الموسيقى وغيرها.

وهذه الوسادة تتضمن تقنية تمنع الآخرين من سماع أي شيء، كما تجعل الأذن تسمع ما يصدر عن النظارة من دون تشويش أو تداخل من أصوات خارجية، ولأنها موضوعة خارج الأذن ودقيقة الحجم، فإنه يمكنك الوصول إلى كل المواد السمعية طوال النهار من دون الشعور بعدم الراحة الذي يظهر مع ارتداء السماعات الحالية.

بهذا الشكل، يمكنك أن تستخدم النظارة الذكية غير المرئية طوال اليوم، وتستمع إلى ما تريد من دون خلع النظارة، مع ملاحظة أن تقنية التوصيل العظمي ليست مقبولة كبديل لسماعات الأذن في ما يتعلق بسماع الموسيقى، فهي كافية ومريحة وفعالة مع التنبيهات والمكالمات الصوتية القصيرة.

ويأتي مع النظارة تطبيق يعمل على نظامي تشغيل «أندرويد» و«آي أو إس»، ويقدم مدى واسعاً من الخصائص والميزات والخيارات، إذ يمكنك تتبع النظارة وتحديد مكانها إذا فقدتها، كما يمكن استخدامها أثناء ممارسة الرياضة، في تتبع الخطوات والحصول على تقدير للمسافة والسعرات المحترقة.

تويتر