«شل»: استخدام الروبوتات يكتسب أهمية متزايدة في مواقع النفط النائية والوعرة

نائب الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات الفنية والتنافسية في شركة «شل» للنفط والغاز: أليسا تشونغ.

قالت نائب الرئيس التنفيذي لتكنولوجيا المعلومات الفنية والتنافسية في شركة «شل» للنفط والغاز، أليسا تشونغ، إن التكنولوجيا الرقمية لم تعد عنصراً أساسياً في قياس مدى التميز بين المتنافسين فقط، ولكنها أصبحت من أهم متطلبات النمو المستدام للأعمال.

وأكدت في مقابلة خاصة حول استخدام التكنولوجيا الرقمية، أن «شل» تستند إلى التكنولوجيا الرقمية منذ سنوات بعيدة، بدءاً من استخدام الـ«روبوت» في سبعينات القرن الماضي، ومروراً بتطوير الذاكرة العشوائية في الثمانينات لمعالجة البيانات الخاصة بالزلازل، كاشفة أن الشركة تعمل حالياً لإنشاء فرق متكاملة مكونة من علماء ومهندسين وخبراء ومتخصصين في تكنولوجيا المعلومات، لتأسيس تعاون وثيق بينهم لتنفيذ مشروعات الشركة على أفضل وجه ممكن.

وأضافت أنه من خلال هذا النهج المتكامل، تمكنت «شل» من تحقيق بناء تقنيات خاصة بها، وإنشاء منصات تقنية متباينة، ونشر المستحدثات التكنولوجية المتعددة، والاستفادة منها في كل العمليات المتباينة الخاصة.

وتوقعت تشونغ أن يصل تعداد السكان على كوكب الأرض في 2050 إلى أكثر من تسعة مليارات نسمة، 75% منهم يعيشون في المدن، بزيادة نسبتها 50%، عما هي الحال عليه اليوم.

وتابعت: «لمواجهة هذا النمو المتزايد في عدد السكان الذين سيعيش معظمهم في المدن ويطمحون إلى مستوى أعلى من المعيشة، فإنه لابد من مضاعفة قدرات أنظمة الطاقة».

وحول الإنسان الآلي «سينسابوت» في الشركة، قالت تشونغ إن «شل» تستثمر في مجال صناعة الروبوتات منذ سنوات طويلة، وذلك انطلاقاً من قناعة بأن الروبوتات يمكن أن تسهم في تجنيب الإنسان العديد من المشكلات التي يتعرض لها، وذلك بإتاحة الفرصة للعاملين للعمل من مسافة آمنة، مع الحفاظ على جودة العمل وتحقيق نتائج أفضل، مؤكدة أن استخدام الروبوتات يكتسب أهمية متزايدة مع توجه عمليات التنقيب عن النفط والغاز نحو مواقع نائية ووعرة.

وأفادت بأن الروبوت «سينسابوت» يعمل في مرافق النفط والغاز النائية أو التي لا يوجد فيها بشر، مشيرة إلى أنه يمكن للمشغلين استخدام «سينسابوت» بمثابة العين والأذن بالنسبة لهم في الموقع، إذ يساعدهم على فحص المعدات والاستجابة للإنذارات في وقت أسرع، فضلاً عن تجميع بيانات دقيقة وفي الوقت المناسب.

وبينت أن الروبوت مزود بعدد من أجهزة الإحساس والكاميرات وأجهزة الاتصال التي تتيح للمشغل رصد ومراقبة مرافق البنية التحتية من مكان آمن.

وحول مساهمة الثورة الصناعية الرابعة في دعم مشروعات «شل»، قالت: «شهدنا موجات من الابتكارات الرقمية التي مهدت للثورة الصناعية الرابعة، بدءاً من دخول أجهزة الكمبيوتر المتنقلة، والحوسبة السحابية وها نحن اليوم نشهد البيانات الكبيرة والتحليلات المتقدمة، كما ظهر إنترنت الأشياء، والتقنيات التي يمكن ارتداؤها، فضلاً عن أننا مقبلون على تطورات جديدة تتمثل في الواقعية المعززة، والذكاء الاصطناعي».

وأوضحت أن التكنولوجيا الرقمية أدت إلى زيادة ضخمة في أحجام البيانات المتداولة والحلول الذكية، متوقعة حدوث تطور كبير في كيفية استخدام البيانات.

ورداً على سؤال حول احتمال خفض الروبوتات للفرص الوظيفية، قالت تشونغ إن «الثابت تاريخياً يشير إلى أن التقنيات الجديدة ظلت دائماً توفر وظائف أكثر من الوظائف التي تلغيها».

وشدّدت تشونغ على تشجيع اكتساب المعارف في مختلف التخصصات والتواصل بين مختلف التخصصات، فضلاً عن ربط تقنية المعلومات بعلوم الهندسة والفيزياء والكيمياء والرياضيات، حتى يتسنى مواكبة التقنيات الناشئة.

وتابعت: «يجب أن يصبح تعليم قواعد علم البيانات مثل تعلم قواعد اللغة، وأن يكتسب الاهتمام بتعلم الترميز أهمية موازية لتعلم اللغات الأجنبية»، متوقعة ازدياد أهمية المهارات الناعمة، وفرق العمل الرشيقة المرنة.

تويتر