تتضمن الإبداع الفجائي وربطه بالاستراتيجيات العليا واستكشاف قدرات العاملين

5 توجهات تحكم مستقبل «برمجيـات إدارة الإبداع» بالمؤسسات والشركات

صورة

حدد موقع «كمبيوتر ورلد» في تقرير نشره أخيراً، خمسة توجهات رئيسة يتعين على المؤسسات أن تتأكد من توافرها في أي «برمجيات لإدارة الإبداع»، تريد اقتناءها وتشغيلها. وتتضمن هذه التوجهات التحول من التركيز على الإبداع التدريجي المتسلسل إلى الإبداع الفجائي الكثيف، واستكشاف القدرات الإبداعية لدى العاملين وتوسيع نطاقها والانتقال من التركيز الشديد على مرحلة التصور والتفكير إلى التركيز على كل شيء في العملية الإبداعية من البداية للنهاية، بجانب الانتقال إلى الجيل المقبل من عوامل التمكين والنجاح، الذي يعمل بطريقة طويلة المدى، بحيث تتضمن عوامل تمكين الإبداع ونشره داخل المؤسسات الآن شبكات التواصل والمحمول والتحليلات وتقنيات الحوسبة السحابية التي تدعم إدارة الفكرة، وأخيراً أن تتجاوز برمجيات إدارة الابداع العمل كمنصة داخلية فرعية داخل المؤسسة أو الشركة إلى العمل كمنهج عمل متكامل.

فرق الإبداع

وتفصيلاً، برزت على الساحة فئة جديدة من البرمجيات مهمتها إدارة عمليات وفرق الإبداع بالشركات والمؤسسات، والمساعدة على اتخاذ القرار السليم بشأن الأفكار الجديدة، واستكشاف صلاحيتها للتطبيق وتحقيق مردود يبرر اللجوء إليها والمخاطرة بها. ولأن هذه البرمجيات تتسم بالحداثة وتتسم بكونها معقدة ومرتفعة الثمن، فإن قرار شرائها وطريقة تشغيلها ليسا بالأمر السهل، الأمر الذي دفع الكثير من المتخصصين للتنبيه إلى النقاط التي يتعين على أي شركة أو مؤسسة تنفذ استراتيجية إبداع أن تعيها وتضعها في الاعتبار، سواء عند الشراء أو التشغيل، في ظل المنافسة الحامية في أسواق المنتجات والخدمات، والتحديات العاتية المتعلقة بالكلفة وزمن الوصول للسوق ونمط الطلب والاحتياجات الجديدة للمستهلكين وغيرها، وبات الإبداع وتقديم الجديد غير المألوف والقابل للاستخدام وذي المردود السريع، هو المخرج الوحيد أمام جميع المؤسسات والشركات للاستمرار وتحقيق العائدات والأرباح، ومع تعاظم الاعتماد على استراتيجيات الإبداع داخل المؤسسات من مختلف الأحجام والتخصصات.

وفي هذا السياق، نشر موقع «كمبيوتر ورلد» Computerworld تقريراً أخيراً، أعده مدير برنامج استراتيجيات الابداع في شركة «يونسيس»، نيكولاس إيفانس، حول مستقبل برمجيات إدارة الإبداع، وحدد فيه خمسة توجهات رئيسة يتعين على المؤسسات أن تتيقن من أنها متوافرة في أي برمجيات لإدارة الإبداع، تريد اقتناءها وتشغيلها.

وكتب إيفانس في تقريره أنه يجب على أي منظمة تقدم على شراء برمجيات إدارة الإبداع، تحديد الخطة الاستراتيجية للتحول الرقمي، الذي تسعى المؤسسة إلى إحداثه في عملياتها الادارية والإنتاجية ومواردها البشرية والمادية، والعلاقات مع زبائنها وشركائها، وتجسيد هذه الاستراتيجية في برنامج عمل له غايات وأهداف عامة يجب أن تقود القرارات الخاصة بالبرمجيات، لا أن تشتري الشركة برمجيات إدارة الابداع ثم تبدأ في وضع الاستراتيجية وبرامجها التنفيذية.

التدريجي والفجائي

سرد إيفانس التوجهات الخمس في تقريره، وبدأ بالتوجه الأول وهو ضرورة أن تتحول برمجيات إدارة الإبداع من التركيز على الإبداع التدريجي المتسلسل إلى التركيز على نظام ايكولوجي شامل يستطيع إنجاز الإبداع الفجائي الكثيف، وتعد هذه خطوة مهمة للغاية، لأن 90% من المؤسسات تركز عملياً على الابداع التدريجي المتسلسل في الخدمات والمنتجات، وتخصيص 10% من جهدها ومواردها للإبداع الفجائي الكثيف الثوري، كمبادرات التحول الرقمي الجذري.

ويتطلب هذا التوجه من برمجيات الإبداع أن تضيف خصائص ووظائف جديدة تدعم هذا المنهج المتمركز حول نظام إبداعي عام وشامل، بما يجعلها في النهاية قادرة على إدارة الإبداع التدريجي والإبداع الفجائي الكثيف معاً.

عمليات التخيل

والتوجه الثاني هو أن تسمح برمجيات إدارة الإبداع باستكشاف القدرات الابداعية لدى العاملين وتوسيع نطاقها، بدلاً من تركيزها الحالي على دعم عمليات التخيل والتصور. وقال إيفانس في هذه النقطة، إن «القدرات الموضوعة في برمجيات إدارة الإبداع الحالية تركز بنسبة 80% على دعم عملية التخيل أو وضع التصورات الجديدة، في حين أن المطلوب مستقبلاً أن تركز هذه البرمجيات بنسبة 80% على دعم اكتشاف المهارات والقدرات الإبداعية وتوسيع نطاقها داخل المؤسسة».

وعلى الشركة أو المؤسسة أن تتيقن من أن برمجيات إدارة الإبداع تسمح بالتوسع في العمل الإبداعي، لتساعد فرق الابداع على أن تقرر الملعب الذي ستلعب فيه، وكيف ستوسع رهاناتها الكبيرة، وإذا استطاعت برمجيات إدارة الإبداع أن تميكن وظيفة إدارة الأفكار وتنميط وتبسيط الإجراءات المطلوبة للتعامل مع الأفكار الإبداعية داخل المؤسسة، فسيساعد ذلك على التعامل مع الموارد بطريقة أكفأ، وتخصيص المزيد من الوقت في تحسين دورة حياة الإبداع، لتقل نفقاتها وترتفع مخرجاتها.

من البداية للنهاية

والتوجه الثالث هو الانتقال من التركيز الشديد على مرحلة التصور والتفكير إلى التركيز على كل شىء في العملية الابداعية من البداية للنهاية. وأشار إيفانس في هذه النقطة إلى أن برمجيات إدارة الإبداع الحالية تحقق نتائج جيدة عند تعاملها مع التفاصيل الصغيرة وتنفيذ الخطوات العملية الإجرائية لإدارة الفكرة الإبداعية الرئيسة، لكنها تحقق نتائج أقل جودة في ما يتعلق بربط عملية الإبداع بالاستراتيجية العليا للشركة، وفي العمليات التنفيذية الأدنى التي تتم على مدار اليوم. وهذا القصور ناجم عن أن برمجيات إدارة الإبداع مجزأة بصورة كبيرة، ومركزة حول إدارة الأفكار أو التصور والتخيل، والتي تعد جزئية في دورة حياة الابداع، وتترك بقية السلسلة المرتبطة بالتطوير، ولذلك لابد من التأكد من أنها تعمل وفق مفهوم التعامل مع كل شيء داخل الشركة يتعلق بالعملية الإبداعية من البداية للنهاية.

الجيل المقبل

والتوجه الرابع هو الانتقال إلى الجيل المقبل من عوامل التمكين والنجاح، الذي يعمل بطريقة طويلة المدى وليس بطريقة تكتيكية قصيرة المدى، وعوامل تمكين الإبداع ونشره داخل المؤسسات تتضمن الآن شبكات التواصل والمحمول والتحليلات وتقنيات الحوسبة السحابية التي تدعم إدارة الفكرة، لكن هذا يحتاج إلى التوسع لتوظيف الجيل المقبل من أدوات التمكين والمساعدة، منها الميكنة الذكية للعمليات والذكاء الاصطناعي، وغيرها من الأدوات القادرة على تحديد الموضوعات أو الساحة التي سيتم فيها الإبداع، ومتى وكيف يتم اتخاذ قرار بالتعامل مع هذه الأمور الإبداعية وتحويلها إلى خطط تستحق إنفاق الأموال على إنتاجها في صورة منتجات أو خدمات جديدة.

منهج متكامل

والتوجه الخامس هو أن تتجاوز برمجيات إدارة الابداع فكرة العمل كمنصة داخلية فرعية داخل المؤسسة أو الشركة، وتعمل كمنهج عمل متكامل، يركز على الإبداع التعاوني المستمر مع العاملين والمتعاملين والشركاء، ويستطيع أن يحقق بيئة متكاملة للتوفيق والتلاقي والتلاحم بين الباحثين عن حلول لمشكلات وتحديات جارية، والقائمين على توفير الحلول الجديدة، بما يجعل عملية الإبداع مدارة وفق أهداف وغايات تحقق مردوداً عالي القيمة خلال وقت قصير، يتعامل مع احتياجات ملحة طوال الوقت، ضمن بيئة مناسبة تضمن له أفضل فرص النجاح.

تويتر