بعد 5 أعوام على تولّي تيم كوك رئاسة «الشركة» خلفاً لمؤسّسها ستيف جوبز

«أبل» تنجح في الـ «آي فون».. وتُخفق في خدمات الخرائط والموسيقى

«آي فون» ساعد «أبل» على أن تكون أكثر الشركات ربحية في العالم. من المصدر

وافق أول من أمس، مرور خمس أعوام على تولّي تيم كوك، منصب الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، خلفاً لمؤسسها وأسطورتها الراحل، ستيف جوبز. ولأن «أبل» تصنّف على أنها الشركة الأبرز عالمياً من حيث جودة العلامة التجارية والربح والإبداع في تقنية المعلومات، فإن شؤونها تظل دوماً محل اهتمام المحللين والمراقبين ومراكز البحث، ولذلك تحوّل مضي خمس سنوات على كوك في منصب رئيس الشركة إلى مناسبة للمراجعة والتقييم واستشراف ما سيجري للشركة خلال الأعوام الخمسة المقبلة.

نشاط اجتماعي وبيئي

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2016/08/529046.jpg

أصبحت شركة «أبل» مع رئيسها التنفيذي، تيم كوك، أكثر نشاطاً في مجال القضايا الاجتماعية، إذ إن كوك يعتبر من المؤيدين بقوة لتحقيق العدالة الاجتماعية، ما جعل الشركة نشطة في الأعمال الخيرية، على عكس سلفه مؤسس الشركة، الراحل، ستيف جوبز، الذي كان يعتقد أن «أبل» ليست في حاجة إلى منح التبرعات، لأنها تدفع ما يكفي من الضرائب.

وإضافة إلى ذلك، تحركت «أبل» إلى جعل نفسها شركة خضراء، مع هدف تشغيل كل عملياتها بالطاقة المتجددة، إذ حققت ذلك بنسبة 93% خلال العام الماضي.

وخلال اجتماع المساهمين في عام 2014، قال كوك لمجموعة تمويل محافظة، إن «(أبل) لا تنظر إلى العائد على الاستثمار حينما يتعلق الأمر بأشياء مثل القضايا البيئية وسلامة العمال، لأننا نريد أن نترك العالم بأفضل ممّا وجدناه».

أصبحت «أبل» تحت قيادة كوك تحقق مزيداً من العائدات، في مجال الخدمات، مثل متجر «آب ستور».

في مجال قضايا المستخدمين وقف كوك، ضد الـ«إف بي آي»، ورفض الكشف عن بيانات مستخدمين لـ«آي فون».

أعطى الاتفاق مع «تشاينا موبايل» الصينية، وصولاً سريعاً لشركة «أبل» إلى أكبر سوق في العالم.

أكثر من ثلثي مبيعات «أبل» أصبحت مرتبطة بـ«آي فون»، ما يشكل تحدياً للشركة مستقبلاً لا يمكن تجاهله.

وأبرز ما جاء في هذا السياق أن تيم كوك جعل من «أبل» أكثر الشركات ربحية في العالم، لكنه ربط ذلك كله بما حققه في هواتف «آي فون» فقط، الأمر الذي يجعل أهم إنجازاته، من أبرز نقاط التحدي والمسؤولية أمامه وأمام الشركة مستقبلاً، إذ إنه أوجد معادلة مفادها أن «آي فون» مصدر قوة «أبل» الأساسي، غير أنه مقابل ذلك كانت هناك إخفاقات في خدمات الخرائط والموسيقى من «أبل»، إضافة إلى عثرات في ساعتها الذكية.

وعندما توقف ستيف جوبز، رسمياً، عن رئاسة الشركة، قال إنه «يعتقد أن أفضل وألمع أيام (أبل) وأكثرها إبداعاً كانت قبل ذلك».. فهل كان محقاً؟

أكثر ربحية

للإجابة عن هذا التساؤل راجعت «الإمارات اليوم» تقارير حول هذا الأمر نشرت في موقع «سي نت نيوز» cnet.com، وفي مواقع بعض شركات بحوث ودراسات سوق تقنية المعلومات، ومن هذه المراجعات يمكن القول إن أكبر نجاح لشركة «أبل» تحت قيادة كوك، كان توسيع نطاق إنتاج وبيع وعائدات وأرباح هواتف «آي فون»، فالشركة تقدم الآن ثلاثة طرز جديدة من «آي فون» كل عام، (آي فون 4.7 بوصات)، و(5.5 بوصات) و(4 بوصات إس إي)، كما دخلت مجال الأجهزة الكبيرة مع «آي فون 6» في عام 2014، وهو ما ساعد «أبل» على أن تكون أكثر الشركات ربحية في العالم.

تحالفات خارجية

وخارج الأسواق الأميركية، عقدت «أبل» صفقة مع شركة «تشاينا موبايل»، أكبر شركة اتصالات محمولة عالمياً، الأمر الذي أعطاها وصولاً سريعاً وانتشاراً واسعاً في أكبر سوق بالعالم. أما الخطوة التالية، فكانت صفقة تعاون مع شركة «كوك» الهندية، وهي ثاني أكبر سوق واعدة في العالم. ودفعت المشاركة مع «كوك»، شركة «أبل» إلى خدمات جديدة، منها خدمة «أبل» للدفع المعروفة بـ«أبل باي» للمدفوعات المحمولة، و«موسيقى أبل» لخدمات البث.

ارتفاع العائدات

وتحت قيادة كوك، أصبحت «أبل» تحقق المزيد من العائدات والأموال، وذلك من العمل في مجال الخدمات، مثل متجر «آب ستور» الذي تحصل من ورائه على عائدات تتخطى عائداتها من خطوط إنتاج حاسبات «ماك». وتتوقع الشركة أن تكون أعمالها في مجال الخدمات، من بين أكبر 100 شركة على قائمة «فوربس» من حيث حجم الأعمال خلال العام المقبل.

وفي مجال قضايا المستخدمين، وقف كوك ضد مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي»، ورفض الكشف عن بيانات مستخدمين لـ«آي فون»، حسب طلب المكتب، الأمر الذي جعل «أبل» في موضع شركة التقنية التي تهتم كثيراً بخصوصية مستخدميها وأمنهم، إلا أن هذه المعركة التي لم تنتهِ بعد.

تحدّيات

في المقابل، فإن «أبل» تحت قيادة كوك، تواجه تحديات لا يمكن تجاهلها، أبرزها، أن أكثر من ثلثي مبيعاتها أصبحت الآن مرتبطة بـ«آي فون»، وهذا ليس مطمئناً بالنسبة لمستقبل الشركة، لأنه أوجد معادلة مفادها أن «آي فون» مصدر قوة «أبل» الأساسي، وهذا معناه أن أي تراجع يحدث لتلك الهواتف يعني تدهوراً في «أبل».

«موسيقى أبل»

كما أن هناك أيضاً رهانات مشكوك فيها، حيث إن تيم كوك، أنفق ثلاثة مليارات دولار لشراء شركة «بيت» وفريقها الإداري منتصف عام 2014، وأخذ الأمر سنة من هذه المجموعة لتطلق خدمة «موسيقى أبل»، التي تعد خدمة البث الموسيقي الأولى للشركة، وهو العمل الذي قاومه ستيف جوبز لفترة طويلة.

وحقق الإصدار الأول من خدمة «موسيقى أبل» 15 مليون مشترك في أقل من عام، وهو نحو نصف المستوى الذي وصلت إليه منافستها «سبوتيفاي»، لكن موسيقى «أبل» ايضاً حظيت بالنقد بسبب واجهتها غير الأنيقة وعثراتها البرمجية، لكن «أبل» ذكرت في يونيو الماضي أنها أعادت تصميم الخدمة من الألف الى الياء.

الساعة والخرائط

وفضلاً عن ذلك، هناك منتج آخر يمثل تحدياً كبيراً لـ«أبل»، وهو «ساعة أبل»، فالشركة قدمت الساعة أواخر عام 2014، وهي تعد أول جهاز جديد تحت قيادة كوك. ولم تكشف «أبل» عن مبيعات ساعتها، غير أن محللين في مؤسسة «آي دي سي» البحثية يقدّرون أن «أبل» شحنت 1.6 مليون ساعة في الربع الثاني من العام الجاري، بانخفاض نسبته 55% مقارنة بالعام الماضي.

وهناك أيضاً «خرائط أبل» التي جرى إصدارها في 2014، وظهرت كمنتج مملوء بالأخطاء، حتى أن كوك قدّم اعتذاراً علنياً عنه.

تحسينات لا إبداعات

ويكاد يكون هناك اتفاق على أن معظم ما حققه، تيم كوك، كان تحسينات على المنتجات والخدمات، التي جرى ابتكارها وإبداعها تحت قيادة سلفه ستيف جوبز، وبالتالي فالشركة لم تحلق في آفاق أو مجالات جديدة، ولذلك فإن مهمة كوك في السنوات الخمس المقبلة هي أن تعمل على إبداع منتجات جديدة، وارتياد مجالات جديدة.

ورشح لها الخبراء مجالات كالسيارات والواقع الافتراضي، إضافة إلى الرعاية الصحية وأدوات المنازل الذكية، والبرمجيات.

وذكروا أن واحدة من المهام الرئيسة لكوك وفريقه هو جعل مساعد «سيري» الصوتي و«آي فون» أكثر ذكاءً، إذ إن هذه الأداة ستحتاج إلى التنبؤ بما يريد المستخدم قبل حتى أن يسأل عنه، باستخدام الذكاء الاصطناعي، وبالتالي جعلها شيئاً لا غنى عنه.

تويتر