تُعد الأسرع نمواً بين فئات وخدمات الحوسبة السحابية الأخرى بمعدّل نمو سنوي 38.4%

22.4 مليار دولار القيمة السوقية التقديرية لخدمة «آياس» خلال 2016

تعتبر «آياس» على مستوى السوق فئة من الحوسبة السحابية لاتزال في طور النضوج. من المصدر

خلال الأشهر الماضية من العام الجاري، كانت خدمة «آياس»، أو الحصول على البنية التحتية المعلوماتية للمؤسسات والشركات كخدمة من الإنترنت، هي الأكثر بروزاً، في مجال الحوسبة السحابية، والأكثر قدرة على الأداء وجذب الانتباه في مضمار الأنماط الجديدة المتبعة في تشغيل تقنية المعلومات داخل المؤسسات والشركات الكبرى، إذ سجلت نفسها باعتبارها الفئة الأسرع نمواً على الإطلاق بين كل أشكال وفئات وخدمات الحوسبة السحابية الأخرى، بمعدل نمو سنوي بلغ 38.4%، وبقيمة سوقية للعام الجاري قدرتها بـ22.4 مليار دولار.

ووسط كل هذا الصخب برزت شركة أمازون لاعباً مهيمناً على السوق، تفصله مسافات واسعة عن منافسيه ممّن يقدّمون الخدمة ذاتها، وهو ما دفع محللين كثيرين لأن يضعوا عنواناً للأشهر الماضية مفاده «من يتحدى (أمازون)؟».

تغيّر سريع

ثقة متزايدة

تحظى خدمة «آياس» بثقة متزايدة من قبل الشركات والمؤسسات الكبرى، إذ أظهرت نتائج استطلاع للرأي، خلال العام الجاري، حول الأسباب التي تدعو الشركات للتحول الى خدمة «آياس» والحوسبة السحابية، أن 62% ممن شملهم الاستطلاع يعتبرون السبب الرئيس هو الوصول الأسرع الى البنية التحتية، بعدما كان هذا السبب يحظى بـ57% من إجابات المبحوثين في 2015، وبعد ذلك تأتي القابلية الكبرى للتوسع 58%، والإتاحة العالية 52%، والوصول السريع للسوق 52%. أما قضايا الكلفة ونقل النفقات الرأسمالية الى النفقات التشغيلية، مثل كفاءة موظفي تقنية المعلومات وتقليل الكلفة، فجميعها كانت أقل من 40%، كما لوحظ انخفاض القلق لدى المتعاملين حول جوانب أمن المعلومات التي عادة ما كانت تعد سبباً للقلق من الحوسبة السحابية، خلال الفترة من 2014 الى 2016، إذ لم يعد هذا العنصر حاكماً في الانتقال إلى «آياس» من عدمه.

وفي تقرير مفصل نشرته شبكة «زد دي نت» zdnet.com، خلال الأسبوع الجاري، حول أوضاع وديناميكيات التغيّر السريع في سوق الحوسبة السحابية، ومكان خدمة «آياس» في داخلها، ذكرت الشبكة النتائج التي توصلت إليها بعض الشركات المتخصصة في بحوث سوق تقنية المعلومات بشأن سوق الحوسبة السحابية، وتحديداً خدمة «آياس».

وحسب تعريف «ويكيبيديا»، فإن تعريف خدمة «آياس»، هي نوع من الخدمات التي تقدم عبر الإنترنت، وتخلّص المستخدم من التفاصيل الخاصة بالبنية التحتية المعلوماتية، مثل موارد الحوسبة المادية، والمكان وتقسيم البيانات والتأمين والتوسع والنسخ الاحتياطية، وغير ذلك، ويمكن الحصول عليها كخدمة يوفرها طرف آخر عبر الإنترنت.

تفوّق واضح

وعلى مستوى السوق تعتبر «آياس» فئة من الحوسبة السحابية لاتزال في طور النضوج، وتعتبرها بعض شركات الأبحاث، مثل «غارتنر»، أنها تمر بمرحلة التعريف والتنوير والانتشار، وهي المرحلة الأخيرة قبل التطبيق واسع النطاق.

وتتفوق «آياس»، بشكل واضح، على خدمات أخرى قريبة الشبه منها في مجال الحوسبة السحابية، مثل خدمات قواعد البيانات وشبكات توزيع المحتوى، أو خدمة «الباس» أو تقديم المنصات كخدمة.

وتقدّر «غارتنر» سوق الخدمات السحابية العامة بنحو 204 مليارات دولار في عام 2016، وذلك وفقاً لمعدل نمو سنوي يقدر بـ16.5%، أما «آياس» فتقدّر سوقها منفردة بنحو 22.4 مليار دولار، تمثل 11% من سوق الحوسبة السحابية ككل، لكنها الأسرع نمواً بين جميع فئات سوق الحوسبة السحابية، إذ وصل معدل نموها إلى 38.4% سنوياً، وذلك لأن المؤسسات تتخلى بسرعة عن بناء مراكز البيانات الخاصة بها وتحول احتياجاتها من البنية التحية الى «آياس» والحوسبة السحابية.

«أمازون» تهيمن

وبالنظر إلى أوضاع موفري هذه الخدمة في السوق، تبرز شركة «أمازون» لاعباً مهيمناً من خلال خدمة «إيه دبليو إس» أو «خدمات ويب أمازون»، وهي خدمة أطلقت في عام 2006، مع خدمات «إي سي 2» للحوسبة، و«إس 3» للتخزين، ووفقاً لنتائج الربع الأحدث في «أمازون»، وهو الربع الثاني من العام الجاري الذي انتهى في 30 يونيو الماضي، حققت خدمات «ويب أمازون»، عائدات بقيمة 2.9 مليار دولار، تمثل 58% من النمو في العام على أساس سنوي، وتمثل 9.5% من عائدات «أمازون» الإجمالية البالغة 30.4 مليار دولار خلال الربع الثاني من 2016.

منافسة وتحدٍّ

وإلى جانب «أمازون» هناك العديد من الشركات التي يمكن أن تكون منافسة وتمثل تحدياً لها، مثل «مايكروسوفت آزور»، ومنصة «غوغل» السحابية. وفي تقريرها ربع السنوي حول البنية التحتية السحابية لعام 2016 صنفت «غارتنر»، شركة «مايكروسوفت» كقيادي يحاول اللحاق بـ«أمازون»، كما صنفت «غوغل» ضمن «الحالمين» وأصحاب الرؤى المستقبلية الشاملة، إضافة إلى تصنيفها سبعة آخرين من موفري هذه الخدمة ضمن من يلعبون في «التخصص» أو الأسواق المتخصصة، مثل «آي بي إم»، و«راك سبيس» و«في إم وير».

وكانت «مايكروسوفت»، دخلت سوق «آياس» في عام 2013 مع خدمات «آزور» للبنية التحتية، وقد أشادت بها «غارتنر» بسبب التكامل الجيد الذي تقدمه بين المنصات كخدمة والبنية التحتية كخدمة، والذي يمكن تحقيقه والتوسع فيه بسلاسة وتشغيله بشكل بيني مع بنية «مايكروسوفت» التحتية داخل مقار المتعاملين.

ومع أن خدمة «آزور» أقل غنى وأقل نضجاً من خدمات «ويب أمازون»، فهي تنمو بسرعة وأسعارها تقبل المقارنة، فضلاً عن بعض وظائفها التي تعمل على مستوى المؤسسات، يتم تنفيذها وتوثيقها ودعمها بصورة كاملة، وإن كان خبراء الطرف الثالث في «أزور» لايزالون محدودي العدد حتى الآن.

مفاتيح قوة

كما دخلت «غوغل» أيضاً سوق «آياس» في 2013، مع خدمة محرك «غوغل» للحوسبة. وترى «غارتنر» أن قدرة «غوغل» على تشغيل المنصات التقنية على مستوى واسع، قياساً إلى عملياتها الداخلية، تعتبر ميزة محورية، جنباً إلى جنب مع رؤية شاملة، وخبرة وإدارة لدورة حياة التطبيقات السحابية المنشأ، والبيانات الضخمة والتحليلات وتعلم الآلة، وهذه جميعها مفاتيح للقوة، وفي حين أن وجود «غوغل» خلف خدمات «ويب أمازون» و«مايكروسوفت» يقع في مجموعة المزايا الواسعة، فهي تفتقد إلى بعض القدرات لكل من المؤسسات الكبرى والشركات الناشئة، كما تقول «غارتنر»، ولاتزال «غوغل» تتعلم الارتباط مع المؤسسات الكبرى وسوق المتعاملين متوسطي الحجم.

تويتر