أنفقت 2.6 مليار دولار على البحوث والتطوير.. وجزء كبير منها للمشروع

تساؤلات حول مشروع «أبل» للسيارة «ذاتية القيادة» وتوقعات بطرحها بحلول 2024

توقعات تشير إلى أن شركة «أبل» مهتمة بتصنيع سيارة كاملة وليس فقط نظام تشغيل. من المصدر

شهدت الفترة الأخيرة تكهنات عدة حول مشروع «سيارة أبل» «ذاتية أو شبه ذاتية القيادة»، ولم تتوافر حتى الآن إجابة حاسمة للمشروع. وثارت تساؤلات حول اعتزام الشركة تصميم وتصنيع سيارة كاملة تحت علامة «أبل» التجارية، أم تستهدف إنتاج نظام تشغيل لمنظومة معلومات السيارات تحت شعار نظم تشغيلها الشهيرة «أو إس»، وتقوم بترخيصه لأي شركة سيارات، أم ستنفذ مشروعها من خلال مشاركة استراتيجية مع أحد مصنعي السيارات الكبار.

المساعد الرقمي

تستخدم «أبل» في مشروع السيارة المساعد الرقمي «سيري» كقاعدة تحكم أساسية أو قاعدية، وتستخدم نظام «أبل» للذكاء الاصطناعي في التشغيل والملاحة، وربما تستخدم أدوات مسح شبكية العين والتحقق من الهوية باللمس، وتركز كثيراً على تقنيات الأوامر الصوتية، ليس فقط عبر «سيري» بل على التقنية التي حصلت عليها من شرائها لشركة «فوكال».

وأنفقت «أبل» خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة 2.6 مليار دولار على البحوث والتطوير، منها شريحة كبيرة جرى توجيهها لمشروع سيارة «أبل»، التي من المتوقع أن تظهر على الطريق بحلول عام 2024.

«سيارة أبل»

وعلى الرغم مما نشر خلال الفترة الأخيرة حول مشروع «سيارة أبل»، لم تتوافر حتى الآن إجابة حاسمة حول ما تعتزم «أبل» أن تصل إليه بالضبط من خلال هذا المشروع. وثارت تساؤلات عدة أبرزها هل تستهدف الشركة تصميم وبناء وتصنيع سيارة كاملة من الألف إلى الياء تحت علامة «أبل» التجارية، أم تنوى إبداع وإنتاج نظام تشغيل لمنظومة معلومات السيارات تحت شعار نظم تشغيلها الشهيرة «أو إس»، وتقوم بترخيصه لأي شركة سيارات تطلبه، أم ستنفذ مشروعها من خلال مشاركة استراتيجية مع أحد مصنعي السيارات الكبار؟ وهكذا ترك مشروع «أبل» الجميع وسط غابة من الأسئلة، التي تحتوي على غموض وإبداع وترقب ومليارات الدولارات.

وهذا الوضع المعلق غير المحسوم حاولت «الإمارات اليوم» تلخيصه من سلسلة تقارير إخبارية متعلقة بسيارة «أبل» نشرها موقع Computerworld.com في الفترة الأخيرة، ومما جاء في الخطاب الذي ألقاه الرئيس التنفيذي لـ«أبل»، تيم كوك الأسبوع الماضي، وتقرير توجهات الإنترنت لعام 2016، الصادر عن مؤسسة «ماري ميكر»، مع تحليل صادر عن مؤسسة «ماسون» للأبحاث.

فريق عمل

وأول نقطة أوجدت حالة عدم الحسم في المشروع هي طبيعة فريق المهندسين والمصممين المسؤولين عن المشروع، فقد عينت «أبل»، المؤسس والرئيس التنفيذي السابق لشركة برمجيات «كيو ان اكس»، دان دودج ضمن فريق سيارة «أبل»، وذلك بعد أن عينت 10 على الأقل من مهندسي البرمجيات من الشركة نفسها، وكلهم مهندسون في البرمجيات وفي المعدات والأجهزة، وأحدهم يصف نفسه بأنه مهندس نظم تشغيل سيارات.

ومن أشهر الذين عينتهم «أبل» كان سباستيان مارينو الذي يعمل الآن نائب رئيس للبرمجيات في «أبل»، ولذلك انتشرت تكهنات قوية بأن فريق سيارة «أبل» يطور نظام تشغيل يمكن ترخيصه للتشغيل لدى مصنعي السيارات الآخرين، ولا يطور سيارة كاملة ذاتية أو شبه «ذاتية القيادة»، وأن «أبل» لا تريد الوصول إلى منتج متفرد في السوق، ولكن فقط ليحاكي أو يحسن مما هو موجود. ووفقاً لهذه الفرضية، فإن هذا سيساعد «أبل» على بناء قيادة أو ريادة مسالمة غير معادية لأحد في السوق.

الصف الأول

إلا أن هذه الفرضية يقابلها أن فريق «أبل» يعمل به مئات من المهندسين الذين عملوا سابقاً لدى كبار مصنعي السيارات، ويملكون طيفاً واسعاً من المهارات من بينهم خبراء من الصف الأول في البحوث والتطوير بصناعة السيارات وخبراء في بناء هياكل السيارات، والأفضل عبر طيف واسع من الصناعات، ما يشير إلى أن الشركة مهتمة بتصنيع سيارة كاملة وليس فقط نظام تشغيل. ويعزز ذلك التقرير الذي نشرته صحيفة «فرانكفورتر» الألمانية، وذكرت فيه أن «أبل» ربما تعمل مع شركة «ماجنا» النمساوية لتصنيع سيارتها. وذكر التقرير أنها صممت سيارة سرية في معمل ببرلين، حيث قاما معاً بوضع فريق هندسي في هذا المشروع.

استراتيجية التصنيع

لكن فرضية تصنيع سيارة كاملة لا تنهي التساؤلات، بل تطرح المزيد، منها إذا اختارت «أبل» أن تصنّع سيارتها الخاصة فأين سيمكن تصنيعها ومن سيشتريها؟ وأي نوع من الإنتاج وما هي الكمية التي تستهدفها؟ وهل ستكون كهربائية، وتعمل بآخر التقنيات في مجال البطاريات والطاقة الخضراء أم لا؟ وهل ستكون ذاتية أو شبه «ذاتية القيادة»؟

كما ثارت تساؤلات حول ما هي استراتيجية الإنتاج والبيع الذي ستتبعها أبل؟ وهل هي إنتاج مئات قليلة من الوحدات أم الملايين؟ وهل ستتبع استراتيجية شركة «الفا روميو» التي سجلت حجوزات بلغت 236 في بريطانيا عام 2015، أم استراتيجية شركة «فورد» التي سجلت حجوزات بلغت 21 ألفاً و480 سيارة جديدة طبقاً لما تقوله جميعة مصنعي وتجار السيارات الدولية؟

سلسلة تقنيات

وفي جانب التقنيات المزمع استخدامها في المشروع، هناك العديد من التقنيات التي جرى الحديث عن قيام «أبل» بتوظيفها في هذا المشروع، ومنها سلسلة تقنيات حصلت عليها من شركات ناشئة بالاستحواذ والشراء، مثل شركة «ميايو» التي اشترتها عام 2015، و«فلاي باي ميديا»، و«فيس شيفت» و«إيموتينت» و«بريم سينس»، و«فوكال»، وجميعها شركات ناشئة متخصصة في تقنيات يمكن استخدامها كمكونات مهمة في السيارات «ذاتية أو شبه ذاتية القيادة».

وتعتبر «أبل» أن الصوت هو المفتاح لكل شيء في سيارة المستقبل، فما يتم الآن مع الهاتف المحمول أنه يتم سحبه من الجيب لإجراء مكالمة، وهذا سيتغير كلية، لأن المكالمة لن تكون هي محور الأشياء. وكذلك الشيء بالنسبة للسيارة، فالقيادة لن تكون هي الأمر المركزي الذي تفعله حينما تجلس داخل السيارة أمام مقود القيادة، بل سيكون هناك الكثير غيرها، والدقة المطلوبة في استخدام الصوت أثناء القيادة أو كأوامر للقيادة هو 99%. ولذلك استحوذت «أبل» على شركة «فوكال» التي وصلت بالدقة فى تشغيل الأوامر الصوتية إلى ما يراوح بين 90 و95%، بحيث إن معالجة اللغات الطبيعية مع تحليلات البيانات المعتمدة على الخادمات ستفتح فرصاً واسعة للخدمات.

ويتبقى في هذا السياق الإشارة إلى أن «أبل» أنفقت خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة 2.6 مليار دولار على البحوث والتطوير، ويعتقد أن شريحة كبيرة منها جرى توجيهها لمشروع سيارة «أبل»، التي ترى بعض التكهنات أن تظهر على الطريق عام 2024، أي بعد أن تكون الموجة الأولى من المركبات «ذاتية أو شبه ذاتية القيادة»، قد ظهرت وتخطت مرحلة الاختبار وتعاملت مع التحديات الخاصة بالتأمين والأبعاد القانونية المختلفة وأصبحت جزءاً من الحقائق الفعلية على الطرق.

تويتر