رغم تزايد الهواتف الذكية وشبكات التواصل وتقنيات الحوسبة السحابية

«غارتنر»: 59% من المؤسسات غير مستعدة للتحول الرقمي

صورة

لم يحدث أن عايش العالم حالة من «الصخب الرقمي» المرتفع والمتسارع الوتيرة الذي يحدث حالياً، بفعل مليارات الأدوات والأجهزة والتطبيقات والنظم، وقواعد البيانات وشبكات الاتصالات والمعلومات والهواتف الذكية، وشبكات التواصل والحوسبة السحابية، وغيرها.

ومع ذلك تخرج تقارير حديثة «صادمة» تؤكد أن المؤسسات والمنظمات المختلفة، على أرض الواقع الفعلي، لاتزال غير مستعدة تماماً لعمليات التحول الرقمي، إذ كشف تقرير صادر عن مؤسسة «غارتنر» البحثية، أول من أمس، أن 59% من متخصصي تقنية المعلومات ومحترفيها، داخل المؤسسات المختلفة، يرون أن مؤسساتهم ليست مستعدة للتحول الرقمي.

نموذج عمل

ويعرف التحول الرقمي بأنه عملية انتقال الشركات إلى نموذج عمل يعتمد على التقنيات الرقمية في ابتكار المنتجات والخدمات، وتوفير قنوات جديدة من العائدات وفرص تزيد من قيمة منتجها.

وفي هذا السياق، يتم دوماً الحديث عن شركة «أوبر» التي هزت قطاع خدمة سيارات الأجرة حول العالم، وفرضت عليه قواعدها الجديدة، فضلاً عن شركة «إيربنب» التي غيرت مفاهيم القطاع العقاري، وشركة «نيت فليكس» التي أحدثت ثورة في صناعة السينما من دون أن يكون لديها أي أصول سينمائية على صعيد الإنتاج.

ويوفر التحول الرقمي فرصاً ضخمة للشركات على مختلف الجوانب، من أهمها فرص الاستثمار في تطوير التقنيات والبنى الأساسية الداعمة لمشروعات التحول، والمعززة لشبكات الاتصال والمطورة لها، والتصور السائد أن الإقبال على التحول الرقمي أصبح أمراً مفروغاً منه لدى الأغلبية العظمى من الشركات والمؤسسات الساعية إلى تحقيق منافسة فعالة في عالم اليوم. لكن الدراسات تثبت خطأ هذا التصور وتكشف عن وجود تفاوتات واضحة في الاستعداد لعملية التحول الرقمي.

نتائج استطلاع

ووفقاً لتقرير مؤسسة «غارتنر»، المتخصصة في بحوث سوق تقنية المعلومات، فإن 41% من المتخصصين في تقنية المعلومات، الذين جرى استطلاع رأيهم، قالوا إنهم يعتقدون أن مؤسساتهم ستصبح جاهزة للأعمال الرقمية خلال السنتين المقبلتين، في ما قالت نسبة 59% إن شركاتهم ليست مستعدة لمواجهة العصر الرقمي خلال الفترة نفسها.

وذكر 29% ممن جرى استطلاع رأيهم، أنهم يتوقعون أن يكون الانخراط في المطالب الخاصة بالأعمال الرقمية واجبهم الأول، أو أن يشكل جزءاً كبيراً من واجباتهم خلال الفترة نفسها.

واستندت «غارتنر» في هذه الأرقام إلى استطلاع رأي أجرته على 948 من متخصصي تقنية المعلومات لدى المتعاملين معها في 30 دولة، خلال الربع الأول من عام 2016، وكان من بينهم متخصصون في تكنولوجيا المعلومات عبر فئات وتخصصات وظيفية مختلفة، وكلهم جرى سؤالهم حول أدوارهم في الجهود الجارية بمؤسساتهم للتحول لتلبية احتياجات الأعمال الرقمية.

تغيير متواصل

وقال متخصصو تقنية المعلومات إن أولوياتهم الاستثمارية وتغيير البنية التحتية، وتطوير المهارات والتفاعلات بين الأعمال الجارية وتقنية المعلومات، جميعها أمور تشهد تغييراً متواصلاً، ما يجعلهم غير متأكدين من الكيفية التي ستقوم مؤسساتهم العاملة في تقنية المعلومات، بالإقدام عليها عبر أي عملية تحول رقمي.

وفي تقديمه للتقرير، قال نائب الرئيس والمحلل في «غارتنر»، جوهان هاجرتي، «إن البعض يعتقد أن التغيير قادم بسرعة، وبالنسبة لآخرين فهو لا يأتي بالسرعة نفسها، والكثيرون مقتنعون بأنهم يحتاجون إلى التغيير وإلى التفكير والتصرف بطريقة مختلفة، لكنهم يتصارعون مع هذه التغييرات، والكثيرون أيضاً يرون أنه من الصعب الموازنة بين الاحتياجات اليومية، مثل الحفاظ على مؤسساتهم تعمل، وبين ما يتعين عليهم فعله غداً».

مجالات مهمة

وبيّن تقرير «غارتنر» أن الحوسبة السحابية، والتحليلات والبيانات، والعمل أثناء التنقل، وأمن المعلومات، تمثل المجالات التقنية الأربع الأكثر تأثيراً في متخصصي تقنية المعلومات ومسارهم المهني خلال الأشهر الـ18المقبلة.

وقال 22% ممن شملهم الاستطلاع إن الحوسبة السحابية سيكون لها التأثير الأكبر في أعمالهم خلال عام 2016، فيما أشار 11% إلى أن البيانات والتحليلات ستكون الأكثر تأثيراً خلال الفترة نفسها.

وطلب إلى المشاركين في الاستطلاع، تحديد فجوات مهارية محددة داخل مؤسساتهم، وفي كل من الحوسبة السحابية، والبيانات والتحليلات التي تقود قائمة المهارات.

ومن خلال الإجابات، وجد أن ثلاثة من أكبر الاستجابات حددت المهارات الاحترافية ذات العلاقة بالأعمال، وكانت: التفكير النقدي، وحل المشكلات ومهارات التواصل، والذكاء التجاري والمعرفة بالأعمال.

اضطرابات التحول

وفي استطلاع رأي آخر أجرته شركة «فانسون بورن» لمصلحة شركة «إي إم سي» في 16 دولة، بعنوان «التحول الرقمي الجديد للأعمال»، وجد أن 52% من بين 4000 رجل أعمال، في 12 قطاعاً أساسياً، شملهم الاستطلاع، يرون أن القطاعات التي يعملون فيها شهدت اضطراباً بسبب التحول إلى التكنولوجيات الرقمية. وقال 48% منهم إنهم لا يعرفون ما الشكل الذي سيبدو عليه القطاع الذي يعملون فيه خلال ثلاث سنوات من الآن.

وقال 62% من المستطلعة آراؤهم إنهم شهدوا دخول منافسين جدد في القطاعات التي يعملون بها نتيجة للمبادرات الرقمية، فيما قال 56% إن ارتفاع طلب المتعاملين سيعمل قوة دافعة وراء الحاجة إلى التحول الرقمي.

ويرى واضعو تقرير «غارتنر» أن هذا يرقى إلى كونه «جرعة شك ثقيلة» حول استعداد المؤسسات للتحول الرقمي، وحول كيفية الانتقال من الوضع الحالي إلى التحول الرقمي الكامل.

وعلى الرغم من حالة الشك، فإن 91% من المتخصصين في تقنية المعلومات الذين جرى استطلاع رأيهم، قالوا إن الشيء الوحيد الذين يتأكدون منه هو أنهم سيلعبون دوراً في عملية التحول إلى المؤسسة الرقمية.

تويتر