التطبيقات ستذهب إلى الساعة الذكية.. والشاشة إلى النظارات الرقمية وسماعات الأذن الذكية

دراسة تتوقع حلول الأجهزة القابلة للارتداء مكان الهاتف الذكي خلال سنــــوات مقبـلة

صورة

توقعت دراسة لموقع Computerworld.com أن تحل الاجهزة القابلة للارتداء محل الهواتف الذكية بصورة تدريجية خلال السنوات المقبلة. وأشارت إلى أن الهاتف الذكي سيتفتت ككيان موحد، ليتحول إلى واحد أو أكثر من الأدوات «القابلة للارتداء»، مثل الساعة الذكية، والنظارات الذكية، وسماعات الأذن الذكية.

المساعدات الصوتية

أكدت الدراسة أن التصاعد والازدياد المستمر في بروز وانتشار المساعدات التخيّلية العاملة بالأوامر الصوتية، والتي تجعل المستخدم يتحدث إلى الأدوات التي يرتديها بدلاً من التحديق في شاشة هاتفه الذكي ليقرأ ويختار الأوامر، وهذه الرؤية حول الحوسبة الشخصية ستظل شخصية بصورة كثيفة، فلن يوجد حولنا أحد يسمع مساعداتنا التخيّلية وهي تتحدث إلينا، أو يشعر باللمسات أو يرى المعلومات البصرية التي تصب مباشرة أمام أعيننا من النظارات الذكية.

وتفصيلاً، أثارت التطورات المتلاحقة للهواتف الذكية تساؤلات كثيرة عن شكل ووظيفة هذه الهواتف في غضون خمس أو 10 سنوات مقبلة. والإجابة تتنوع وتختلف من طرف لآخر، لكن واحدة من الإجابات اللافتة للنظر ترى أن الهاتف الذكي سيتفتت ككيان موحد، ليتحول إلى واحد أو أكثر من الأدوات «القابلة للارتداء». فالمعالج ووحدة التخزين والتطبيقات ستذهب إلى الساعة الذكية، والكاميرا والشاشة أيضاً ستذهب إلى النظارات الذكية، والميكروفون وسماعات الرأس وكل ما يتصل بالصوت وتشغيله سيذهب إلى سماعات الأذن الذكية. وهكذا سيتلاشى الهاتف الذكي ويتفرق بين هذه الأجهزة الذكية الجديدة التي نرتديها طوال الوقت ولا نحملها في أيدينا، والتي سيكون بينها جميعاً نوعاً من التواصل والتكامل السلس، الذي يجعل الهاتف الذكي بصورته الحالية يتلاشى.

وهذه الرؤية المستقبلية لمصير الهواتف الذكية قدمها مايك إيلجان في دراسة نشرها له موقع Computerworld.com، وكان التساؤل الأساسي للدراسة هو: لماذا ستحل الأدوات الذكية القابلة للارتداء محل الهواتف الذكية الحالية.

التخصص والتكامل

وتضمنت الإجابة على هذا السؤال نقطتين، الأولى أن الأدوات الذكية القابلة للارتداء (الساعات الذكية، النظارات الذكية، سماعات الأذن الذكية، أدوات متابعة اللياقة البدنية الذكية)، جميعها يعمل بصورة تخصصية على وظيفة أو مجموعة وظائف متشابه، بصورة أعمق وأكثر تفصيلاً مما يقوم به الهاتف الذكي، بل وتتجاوز الهاتف الذكي بمراحل من حيث الكفاءة، مما يجعلها بديلاً محتملاً للهاتف الذكي على المدى الطويل في مجال القيام بهذه الوظائف.

والنقطة الثانية أن جميع هذه الأدوات يعتمد على الاتصالات اللاسلكية في الاتصال والتواصل مع أدوات أو أجهزة أخرى، من بينها الهاتف الذكي نفسه، وسلسلة طويلة من التطبيقات والنظم الموجودة على الانترنت أو في حاسبات وأجهزة وقواعد بيانات، وذلك كله إما مباشرة أو عبر الانترنت أو شبكات معلومات خاصة، مما يجعلها مؤهلة وجاهزة تماماً لأن تعمل وتتواصل بين بعضها البعض، لتحقق نوعاً من البيئة الاتصالية الشخصية المتكاملة المترابطة، التي تقدم للمستخدم تسهيلات وخبرات لا يستطيع الهاتف الذكي وحده تحقيقها.

«معامل دوبلر»

ولجأت الدراسة إلى العديد من الأمثلة لشرح هذه الرؤية ومبرراتها، فقالت إن شركة «معامل دوبلر» أعلنت الأسبوع الماضى عن منتج جديد يطلق عليه «وان هير» أو «هنا واحد»، وهو يبدو كسماعة يتم ارتداؤها داخل الأذن، لكنه أول نظام حوسبة كامل يتم وضعه بالأذن، فهو يحتوي على تقنية خاصة لمعالجة الصوت من خلال معالجات دقيقة متعددة المحور، والعديد من مكبرات الصوت. ويمكن من خلال هذا النظام التحكم في إعداد أو تهيئة ما تسمع، فمثلاً يمكنك أن تطلب إيقاف صوت صراخ طفل يصرخ بجوارك، فتسمع كل شيء ما عدا صراخ الطفل، وإذا كنت في مطعم به ضوضاء وتحاول إجراء محادثة، يمكن أن توقف الضوضاء الموجودة في الخلفية، وتسمع صوت المحادثة فقط، أو صوت الموسيقى فقط، وتستمع بوجبتك دون أن تطلب إغلاق أو ايقاف الأصوات من حولك. كما يمكنك أن تسمع الاثنين إذا كنت تريد ذلك.

وأكدت شركة «دوبلر» أن تقنية «الفلترة» التي اخترعتها لا تعني فقد الإزالة العمياء لترددات بعينها، ولكن بدلاً من ذلك تنصت للأصوات في البيئة المحيطة، وتحدد الضوضاء المخالفة، ثم تفلترها بناء على ما تسمعه، ومن المتوقع أن يظهر «هنا واحد» في نهاية نوفمبر المقبل. ويمكن حجز شراءه مبكراً من الآن مقابل 299 دولار، وهذا النظام الصوتي المتطور يتطلب معالجة عالية الأداء، تعمل داخل سماعة الأذن، وهذا ما لا يستطيع الهاتف الذكي القيام به. ومع انتشار هذه السماعات على نطاق واسع مستقبلاً، لن تستطيع شركات تصنيع الهواتف الذكية ولا مستخدميها تجاهل ما تقدمه من مزايا إضافية، ولن يكون هناك حل سوى نقل كل الخصائص والوظائف المتعلقة بالصوت داخل الهاتف الذكي إلى هذه السماعات، لتحل السماعة محلها في النهاية.

الساعة الذكية

والقضية لا تتوقف عند هذه السماعات فقط، فإذا كان بالإمكان مثلاً النظر إلى شاشة في الساعة الذكية بدلاً من الهاتف الذكي لمعرفة طالب المكالمة، أو للبحث عن الأسماء والعناوين، فمعنى ذلك أن الساعة الذكية تقوم بالوظيفة نفسها التي تقوم بها شاشة الهاتف الذكي ووحدة التخزين الخاصة به وكذلك نظام التشغيل. وهنا يصبح السؤال: إذا تطورت الساعة الذكية أكثر لتلامس وربما تتفوق على قدرات معالج ووحدة تخزين نظام تشغيل الهاتف الذكي، وهذا متوقع حدوثه، فما الحاجة إلى الهاتف الذكي بصورته الحالية إذا كانت الساعة الذكية ستقدم وظائف أكثر كنقل حالة نبض القلب وقياس الكثير من القراءات الحيوية الخاصة باللياقة البدنية، ونقل التنبيهات الواردة عبر الهاتف عبر نبضات خفيفة تلامس منطقة الجلد الملتصقة بالساعة؟.

وأكدت الدراسة أن الأدوات القابلة للارتداء ستعمل معاً لتعطينا واجهات استخدام غير مرئية، وأن التغيّر يحدث فعلياً، ولكن تدريجياً، وتتفتت معه واجهات الاستخدام الخاصة بالهواتف الذكية ويتم استبدالها بالأدوات القابلة للارتداء، حتى يتلاشى الهاتف الذكي بصورته الحالية.

تويتر