تمثلت في «التعرق» و«الملل» والشعور بحالة «دوار» وتوعك

خبراء تقنية يحددون 3 مشكلات تــواجه مطوري ألعاب الواقع الافتراضي

«معرض الترفيه الإلكتروني الدولي» أقيم في مدينة لوس أنجلوس الأميركية أخيراً. من المصدر

على الرغم من ظهورها القوي، والإثارة التي حققتها خلال الدورة الأخيرة من «معرض الترفيه الإلكتروني الدولي» الذي أقيم في مدينة لوس أنجلوس الأميركية، أخيراً، فإن ألعاب الواقع الافتراضي لم تستطع تقديم لعبة يمكن وصفها بـ«النقطة الفاصلة»، أو التطبيق الذي يتخطى ويزيل عقبات الاستخدام ومحدودية الانتشار.

والسبب في ذلك ثلاث مشكلات لاتزال تصاحب استخدام الخوذات والنظارات المستخدمة أثناء اللعب، وهي: العرق، والملل، وشعور اللاعبين بشيء من التوعك والتعب وربما «الدوار» لمدة 45 دقيقة، بعد ممارسة اللعب 15 دقيقة.

تقييم تقني


«معرض الترفيه الإلكتروني»

يعتبر «معرض الترفيه الإلكتروني الدولي» أكبر معرض دولي في مجال الألعاب الإلكترونية. ويقام سنوياً في مدينة لوس أنجلوس الأميركية لمدة ثلاثة أيام، يسبقه يوم خاص لمؤتمرات الشركات الكبرى مثل «مايكروسوفت»، و«سوني»، و«ننتندو» وغيرها، والتي يتم فيها الكشف عن المشروعات الكبرى لهذه الشركات، إضافة إلى طرح أحدث الأدوات والأجهزة الجديدة، إن وجدت.

وكان التركيز الأكبر في دورة العام الجاري على ألعاب الواقع الافتراضي، أو الألعاب التي تتم ممارستها بتقنية الواقع الافتراضي، عبر خوذات مزودة بسماعات ونظارات خاصة، ووحدات تحكم تعمل باللمس أو مفاتيح الضغط.

قدم موقع «سي نت» www.cnet.com تقييماً تقنياً لما حققته ألعاب الواقع الافتراضي من تقدم في ضوء ما ظهر في المعرض من ألعاب تعمل وفق هذه التقنية، وجرى عرضها للتجربة والاختبار من قبل الجمهور وخبراء ومتابعين، في ما جاء التقييم بناء على معايشة حية قام بها خبراء ومتخصصون في الألعاب، ومراجعة التقنيات الحديثة للواقع الافتراضي.

يتركز أهم ما ورد في هذا التقييم بأنه لم يظهر في المعرض لعبة واحدة تعمل بتقنية الواقع الافتراضي، يمكن أن تدفع المستخدم إلى الإسراع لشراء سماعة ونظارة رأس بالواقع الافتراضي، فشركة «ستار تريك» أقفلت جناحها دون تحقيق هذه الخطوة، وشركة «يوبي سوفت» قالت إنها تحتاج إلى المزيد من العمل، أما «سوني» اليابانية التي راهن العديدون على أنها ستحقق القفزة المنتظرة خلال المعرض، فأفادت بأنها ستطلق جهاز «بلاي ستيشن» يعمل بتقنية الواقع الافتراضي خلال أكتوبر المقبل، مؤكدة أنها تبذل الكثير لكي تدخل الواقع الافتراضي إلى عائلة ألعابها المنزلية.

وفضلاً عن ذلك، فإن الألعاب العاملة على أجهزة الكمبيوتر المكتبية بتقنية الواقع الافتراضي، لاتزال باهظة الثمن.

وفي المحصلة، لم يكشف المعرض عن شيء يمكن أن ينتشر في المنازل بصورة كبيرة أو سريعة.

الدوار والعرق

بعد المراجعات التقنية والمعايشة الحية، لخّص خبراء التقنية المشكلات التي تقف وراء هذا الأمر في ثلاثة أشياء تحدث عند استخدام أدوات تقنية الواقع الافتراضي لممارسة الألعاب، والتي تتمثل في كمية العرق التي لا يستهان بها التي تحدث بعد دقائق من ممارسة الألعاب، والثانية شعور المستخدم بحالة من الملل وعدم الارتياح أثناء ممارسة اللعب، ربما لكون التقنية لاتزال في بدايتها، ولا تمنح المستخدم شعوراً بالسهولة والسلاسة في اللعب، كما هو معتاد أو مطلوب بشغف من جانب اللاعبين.

أما المشكلة الثالثة فتتمثل في أن كل 15 دقيقة من ممارسة الألعاب بتقنية الواقع الافتراضي، تعقبها 45 دقيقة على الأقل من الشعور بالتوعك، وربما الدُوار، بعد خلع اللاعب للخوذة المحتوية على النظارة والسماعة.

وتظهر هذه المشكلات بصورة واضحة ومقلقة مع الألعاب التي تتعين ممارستها وقتاً طويلاً خلال جلسة اللعب الواحدة.

ويرى فريق المحللين والخبراء الذين قدموا هذا التقييم أن هذه هي المشكلات الثلاث الكبرى التي يواجهها مطورو الألعاب وخوذات الواقع الافتراضي على السواء.

تطوير الألعاب

هذه النتيجة العامة لا تنفي أن العديد من الشركات المنتجة بذلت جهداً لا يمكن إنكاره على صعيد تطوير وتحسين الألعاب العاملة بتقنية الواقع الافتراضي، مثلما حدث مع لعبة «الدفاع الأمامي»، التي طورها فريق داخلي في شركة «إتش تي إي»، والتي تجعلك تقاتل من وراء أكياس الرمال، فضلاً عن الإصدار السابع من لعبة «الشر المقيم» التي تعد واحدة من أوائل الألعاب التي يتوسم فيها أن تكون لعبة تمارس بالكامل بتقنية الواقع الافتراضي.

وهناك أيضاً ألعاب حاولت تخطي هذه العقبات، مثل لعبة رحلة نجمة «ستار تريك»، ولعبة «طاقم الجسر» أو «بريدج كرو»، وهما من الألعاب المثيرة والمشوقة في ما يتعلق باستخدام تقنية الواقع الافتراضي، إذ تقدمان سيناريوهات للعب تستغرق وقتاً أقل في جلسة اللعب الواحدة، ما يمنح المستخدم فرصة إنهاء اللعب قبل أن تبدأ مشكلات عدم الراحة من الاستخدام الطويل للسماعات ونظارات الرؤية الافتراضية.

خوذة «سوني»

وعلى صعيد تطوير أدوات الممارسة، ظهرت الخوذات والسماعات الأخف وزناً، مقارنة بما كان موجوداً خلال السنوات الثلاث الماضية.

وخلال المعرض، قدمت شركة «سوني» اليابانية أحدث نموذج لمشروع خوذة الواقع الافتراضي «مورفيوس» التي تأتي بشاشة OLED 1080 وتكنولوجيا الأبعاد الثلاثية السمعية، ومزودة بتسعة مصابيح LED تدعم زاوية عرض وتتبع أثناء اللعب مقدارها 360 درجة. وعلى الرغم من أن الظهور الأول لهذه الخوذة كان عام 2014، فإن «سوني» زودت النسخة الأخيرة بأكثر من 30 لعبة جديدة، كان زوار المعرض حريصين على تجربتها، لكن الخوذة التي يفترض أنها تواجه المشكلات السابقة، لن يعلن عنها قبل أكتوبر المقبل، وهي الرهان الكبير الذي ينتظره العديد من المتخصصين والممارسين للعبة على السواء.

ويضاف إلى ذلك، التطور الذي ظهر في لعبتي «دووم» و«فول آوت» اللتين حاولتا تقديم حل لمشكلة الاحساس بالدوار.

كما قدمت شركة «يوبي سوفت» تقنية جديدة مع لعبة «تريك بريدج» تستخدم سماعات «أوكليوس» ووحدة التحكم العاملة. ومن واقع المعايشة والمراجعة، قال الخبراء إنها تقدم تقريباً حلاً لواحدة من أكبر المشكلات التي تعترض حركة الألعاب التخيلية، وهي التوعك والشعور بالدوار عند اللعب فترة طويلة.

تويتر