التطبيقات التقليدية تواجه صعوبات كازدحام المتاجر والتراجع السريع لنجاحها واقتصار الاستخدام على عدد قليل منها

«التراسل» و«الويب التقدمية».. بدائل مُحتملة للتطبيقات على المحمول

تطبيقات الهواتف الذكية حققت عوائد بالمليارات على شركات مثل «غوغل» و«أبل». غيتي

رغم الشعبية الواسعة لتطبيقات الهواتف الذكية، والنجاحات البارزة التي نالها البعض منها، والمليارات التي تُدرها على شركات مثل «غوغل» و«أبل» والمطورين والمعلنين، إلا أنه من الصعب تجاهل المُشكلات التي تُواجهها كازدحام متاجر التطبيقات، والتراجع السريع لنجاحها، واقتصار الاستخدام الفعلي على عددٍ قليل منها، ربما لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة.

 

ويتوجب على المستخدمين البحث عن التطبيقات وتنزيلها لتزدحم بها هواتفهم وحواسيبهم اللوحية، ويُضطرون في كثيرٍ من الأحيان لإزالة البعض منها لإفساح المجال لأخرى جديدة. ويُواجهون باستمرار دعاية المواقع المختلفة لتنزيل تطبيقاتهم بدعوى توفير تجربة أفضل للاستخدام. وبحسب الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، تيم كوك، يُوجد في المتوسط 119 تطبيقاً على هواتف «آي فون»، ويتزايد هذا العدد باطراد. ومع ذلك، غالباً ما يُستخدم ربع هذه التطبيقات في كل شهر. وانتهت دراسات سابقة إلى أن التطبيق العادي يخسر 77% من مستخدميه خلال ثلاثة أيام من تنزيله. ويتحول الكثير من التطبيقات إلى ما يُشبه الحدائق ذات الأسوار المُعزولة عما سواها، في تجاهل لوجود محتوى وخدمات أخرى خارجها، ما يدفع البعض إلى استخدام الويب للأجهزة المحمولة.

 

لكن ذلك لا ينفي الشعبية الواسعة لبعض التطبيقات وتفوقها على وسائل إعلام وترفيه أخرى، ويُخصص الأميركيون أكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة يومياً للتطبيقات ما يتجاوز وقت مُشاهدة التلفزيون، ويبلغ تقريباً ضعف الوقت الذي يُخصصه الوالدان في المتوسط للعناية بأطفالهما الذين تقل أعمارهم عن ستة أعوام. ويُوجَّه 80% من وقت استخدام التطبيقات إلى خمسة تطبيقات مُفضلة تتفاوت من شخصٍ آخر، ويُقدم ذلك برهاناً على إدمان الاتصال المُستمر، وفي الوقت نفسه يحمل اتهاماً للتطبيقات التي لا تندرج ضمن فئات الدردشة والبريد الإلكتروني والإعلام الاجتماعي.

ويُشير ذلك كله إلى تغير ينتظر التطبيقات في المُستقبل القريب، وتُشكل تطبيقات التراسل الفوري البديل الأبرز والأكثر إثارة للاهتمام، وهو ما يتجلى أكثر في قارة آسيا بوجود تطبيقات مثل «وي شات» واسع الانتشار في الصين، ويُستخدم لأغراض متنوعة تتجاوز الدردشة مع الأصدقاء، منها طلب سيارات الأجرة، وسداد الفواتير والتسوق وخدمات المتعاملين وحجز التذاكر، بحسب ما تناول كريستوفر ميمز، في مقال بصحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية.

ويُخطط تطبيق «كيك» لتقديم ميزات مُشابهة، خلال الأشهر الستة المُقبلة، بحسب الرئيس التنفيذي للشركة، تيد ليفينغستون. ولا ينال «كيك» اهتماماً كبيراً، لكنه في أوساط المراهقين الأميركيين يقف على قدم المساواة مع أسماء أشهر مثل «ماسنجر» من «فيس بوك» و«سناب شات»، في ما يتعلق بأعداد المستخدمين والأهمية. وتجري الكثير من المحادثات مع «روبوتات الدردشة» Chat Bots، وهي برامج آلية تفاعلية مُصممة لخوض محادثات نصية أو صوتية، والإجابة عن الأسئلة بنصوص وصور ومعلومات وأسعار منتجات وأزرار للشراء، وغيرها، وتتسم بعضها بإمكانات مُطورة في معالجة اللغات الطبيعية.

وقال ليفينغستون إنه «بمقدور الدردشة التعامل مع معظم تفاعلات العالم الحقيقي، التي تطلبت في السابق زيارة صفحات ويب على الأجهزة المحمولة، أو تثبيت تطبيقات معينة، أو التخلي في نهاية المطاف عن إتمام المهمة المطلوبة بسبب قيود الهاتف». وأضاف أن «السباق من أجل تبوؤ مكانة (وي شات) في العالم الغربي يسير على أشده، وحينما يهدأ غبار المعركة الحالية ستتحول تطبيقات التراسل المُفضلة إلى منصة لأمور مختلفة، مثل الحصول على الاتجاهات والتسوق». وبطبيعة الحال لن تُعالج تطبيقات التراسل الفوري وحدها مُشكلة انعزال التطبيقات، وما فيها من بيانات وخدمات عن غيرها، لكن يُمكنها على الأقل إتاحة المجال لإنجاز تفاعلات عادية مع الخدمات خلال ثوانٍ، دون إهدار الوقت في تثبيت تطبيقات وإضافة ملفات. وتحدثت تقارير في شهر يناير الماضي عن خطة «فيس بوك» السماح للمطورين بإنشاء «روبوتات الدردشة» في تطبيق «ماسنجر»، ويعني ذلك بكلمات أخرى تحول تطبيقات الدردشة إلى متصفحات الويب الجديدة للأجهزة المحمولة. ومن بين أبرز التقنيات المُرشحة لاحتلال المكانة الحالية للتطبيقات أحد أسلافها، وهو تصفح الويب على الأجهزة المحمولة.

وقال مُدير المنتجات في منصة الويب في «غوغل»، ألكس كومرسك، إن «المستهلكين سيشهدون، خلال الأشهر الستة المُقبلة، (نهضةً) في تطبيقات الويب للأجهزة المحمولة بالاستعانة بتقنيات جديدة أهمها (تطبيقات الويب التقدمية) Progressive Web Apps». ولدى «غوغل» الكثير من الأسباب التي تدفعها لتطوير الويب للأجهزة المحمولة وتحسينه، منها اعتماد عائدات الشركة في المرتبة الأولى على الإعلانات ضمن محركها البحثي على الإنترنت. وحالياً لا يتوافر الكثير من التقنيات اللازمة لتطبيقات الويب في «سفاري» المُتصفح الافتراضي في هواتف «آي فون» من «أبل». وتُشبه «تطبيقات الويب التقدمية» التطبيقات المُعتادة في الهواتف الذكية في ما يتعلق بالمظهر والوظيفة، ويُمكن تحميلها سريعاً، وتظهر على الشاشة بأكملها بدلاً من الظهور ضمن متصفح الويب، وتتضمن رسوماً مُتحركة سلسة، كما يُمكن إضافتها إلى الشاشة الرئيسة للجهاز، واستقبال التنبيهات منها.

وتختلف «تطبيقات الويب التقدمية» في تطويرها بناءً على معايير الويب، الأمر الذي يُؤهلها للعمل مع المتصفحات المختلفة. وطرحت شركة «فليبكارت» الهندية للتجارة الإلكترونية تطبيقاً يعتمد على هذه التقنية، ليتناسب مع متعامليها القلقين من كلفة رسوم البيانات عند استخدامهم تطبيق الشركة لهواتف «أندرويد» في التسوق. وبمقدار الوقت الذي يُخصصه المستخدمون حالياً لتطبيقات «التراسل الفوري» والتواصل مع أصدقائهم من خلالها، سيمضون المزيد من الوقت في التحدث على هواتفهم، الأمر الذي يعني استحواذها على وقت أكبر من المستخدمين.

 

 

تويتر