مراقبون يرون أنها بحاجة إلى أدوات مساعدة لتوفير تجربة مثالية

شركات تطوّر تقنيات لجعل «الواقع الافتراضي» أكثر واقعية

يمكن استغلال تقنيات الواقع الافتراضي في توفير التدريب الاحترافي للمُختصين إلى جانب استخداماتها في مجال الألعاب. غيتي

أصبحت تقنيات الواقع الافتراضي خلال الأعوام القليلة الماضية من أكثر التقنيات استحواذاً على الاهتمام بين المستخدمين ووسائل الإعلام والمؤسسات على اختلاف أحجامها واختصاصاتها، خصوصاً بعد استحواذ شركة «فيس بوك» على شركة صناعة الواقع الافتراضي «أكولوس في آر» Oculus VR بصفقة بلغت ملياري دولار.

وتتوقع شركة الأبحاث «جونيبر» Juniper Research شحن 30 مليون خوذة واقع افتراضي بحلول عام 2020، وثلاثة ملايين وحدة مع نهاية عام 2016، في حين يستبعد مراقبون أن يتم بيع هذا العدد من الوحدات خلال العام الجاري، وذلك نظراً لارتفاع متوسط سعر الواحدة منها.

«غوغل» تعمل على تطوير نظارة واقع افتراضي جديدة للهواتف الذكية

أفادت صحيفة «فايننشيال تايمز»، بأن شركة «غوغل» تعمل على تطوير نظارة واقع افتراضي جديدة للهواتف الذكية، كما أنها تعتزم تقديم مزيد من الدعم لهذه التقنية إلى نظام التشغيل «أندرويد» التابع لها، وذلك سعياً منها لتحدي نظارة «أوكولوس ريفت» Oculus Rift التابعة لشركة «فيس بوك».

ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر قالت إنها مطلعة، أن النظارة الجديدة ستكون خلفاً لنظارة «كاردبود» Cardboard البسيطة، التي أطلقتها «غوغل» في عام 2014، مع تحسين مزايا الاستشعار، والعدسات، ثم إنها ستقدم هيكلاً أكثر صلابة من البلاستيك بدلاً من الورق المقوى.

وذكرت «فايننشيال تايمز» أن النظارة التي ستسمى «أندرويد في آر» Android VR، ستكون مشابهة لـ«غير في آر» Gear VR، وهي نظارة واقع افتراضي طورتها شركة «سامسونغ» بالتعاون مع شركة «أوكولوس» Oculus، التي استحوذت عليه «فيس بوك» قبل نحو عامين مقابل ملياري دولار.

وأضافت الصحيفة أنه من المتوقع أن تطلق «غوغل» نظارتها، التي ستعتمد كلياً على هاتف ذكي لإظهار الصور، إلى جانب منصة للواقع الافتراضي قائمة على نظام «أندرويد»، العام الجاري.

ويُشبّه أحد كبار المهندسين العاملين على خوذة الواقع الافتراضي الخاصة بشركة «سوني»، ريتشارد ماركس، وضع تقنيات الواقع الافتراضي في هذه الأيام بحال الهواتف المحمولة عند بداية ظهورها، فحسب ماركس، لاتزال هذه التقنيات بحاجة إلى بذل جهود كبيرة قبل أن تُقدم النتائج المنتظرة منها.

وإلى جوار استخداماتها في مجال الألعاب، يمكن استغلال تقنيات الواقع الافتراضي في توفير التدريب الاحترافي للمُختصين، وعلى الصعيد الاجتماعي يُنتظر أن تُساعد هذه التقنيات الأشخاص على الالتقاء افتراضياً، حتى لو حالت بينهم آلاف الأميال، كما برهنت هذه التقنيات على قدرتها على معالجة حالات الخوف واضطرابات ما بعد الصدمة.

وفي سعيها لجعل تقنية الواقع الافتراضي أكثر قدرة على تنفيذ شرائح واسعة من المهام، تعمل شركة ناشئة تُدعى «آيفلوينس» Eyefluence على بناء تقنية لتتبع حركة العين، تؤمن الشركة أنها ستُساعد الإنسان على الاستمتاع بتقنيات الواقع الافتراضي بشكل أكثر تنوعاً واحترافية.

وينتظر أن يشهد شهرا مارس وأبريل المقبلين على وصول تقنيات الواقع الافتراضي المُطورة من قبل «أوكولوس» و«إتش تي سي» إلى المُستهلكين، لكن وعلى الرغم من التقدم الذي يحققه الواقع الافتراضي، تبقى الطريقة المُثلى لتحقيق تفاعل ناجح مع هذه التقنيات غير واضحة.

ووفقاً لمراقبين، لايزال التفاعل بين الواقع الافتراضي والإنسان أمراً غير واضح، الأمر الذي أكده أستاذ الأبحاث المساعد في «معهد التقنيات الإبداعية» Institute for Creative Technologies في جامعة كاليفورنيا الجنوبية، إيفان سوما.

وتمتلك شركتا «أوكولوس» و«إتش تي سي» حلولاً لتلك المشكلة، إذ تُخطط الأولى لطرح خوذتها مدعومةً بقبضة تحكم «إكس بوكس ون» Xbox One اللاسلكية، على أن تطرح في وقت لاحق من العام الجاري وحدة التحكم «أوكولوس توتش» Oculus Touch، وهي وحدة تشبه السوار لتتيح للمُستخدمين استخدام أيديهم في التفاعل مع الألعاب، أي لتنفيذ مهام مثل الضغط على زناد مسدس افتراضي، أو استخدام الإيماءات للتواصل مع لاعبين آخرين.

من جهتها، تخطط «إتش تي شي» لطرح خوذتها مدعومة بقبضة تُشبه الصولجان، في حين يرى مراقبون أن مثل قبضات التحكم هذه قد لا توفر وسيلة مثالية لمساعدة المستخدم في الحالات التي يلجأ فيها إلى استعمال كامل جسده، مثل قيامه باستكشاف كهف افتراضي.

ونظراً لعجز قبضات التحكم عن توفير تجربة استخدام مثالية لتقنيات الواقع الافتراضي، تعمل «آيفلوينس» على طرق أكثر فاعلية، وذلك من خلال تحليل حركة عين المُستخدم، وفقاً لأحد مؤسسي «آيفلوينس»، ديفيد ستاير.

وتركز «آيفلوينس» على تطوير التقنية التي تم ابتكارها أصلاً من قبل شركة «آي - كوم» Eye - Com، التي طورت دارة إلكترونية مرنة تضم كاميرا ومصدر إضاءة، وغير ذلك من العتاد الصلب المُصغر والمُدمج في بنية معدنية صغيرة، تطمح الشركة إلى أن يتم دمجها في خوذ الواقع الافتراضي.

وتحاول شركة ناشئة أخرى تُسمى «غيست» Gest الاستفادة من أصابع المستخدم لتوفر له تجربة مميزة في التعامل مع الواقع الافتراضي، حيث قامت الشركة بتصميم جهاز مُزود بحساسات حركة يُمكن تثبيته على كف المُستخدم وأصابعه، إذ تُخطط الشركة لطرحه في نوفمبر المقبل، على أن تُزود المُطورين بالأدوات اللازمة لجعل منتجها قابلاً للتعامل مع الواقع الافتراضي وتطبيقات أخرى.

ويرى الرئيس التنفيذي لـ«غيست» وأحد مؤسسيها، مايك بفستر، أن فاعلية منتجه لا تنحصر في ألعاب الواقع الافتراضي، حيث يمكن له أن يساعد المُستخدم على إنجاز الأعمال الضرورية، ويُمكن للمُصمم الاستفادة منه في التعامل مع النماذج المبنية حاسوبياً، أو في الكتابة على لوحة مفاتيح افتراضية.

وفي حال تأخر وصول تقنيات مثل تلك المطورة من قبل «غيست» فإن ذلك لا يعني أن تقنيات الواقع الافتراضي ستكون عاجزة عن توفير تجربة جيدة للمُستخدم، حيث تعتمد خوذ الواقع الافتراضي المطورة من قبل شركات مثل «أوكولوس» و«إتش تي سي» على تقنيات لتعقب حركة الرأس، وتأتي مزودة بحساسات لمراقبة موقع الرأس وتحويله إلى فعل محدد.

ويتوقع علماء أن تحظى تقنيات الواقع الافتراضي بتطور كبير في المُستقبل، كأن يكون المستخدم قادراً على الشعور بملمس الأجسام الافتراضية حوله، أو أن تقوم هذه التقنيات بفصله عن واقعه بشكل تام، لتوفر لخياله إمكانية التحرك في واقع افتراضي دون أن يُغادر جسده مكانه.

تويتر