تسعى إلى استعادة مكانتها وإنعاش مبيعاتها في قطاع الهواتف الذكية

«بلاك بيري» تراهن على الميزات الأمنية لنجاح أول هواتفها بنظام «أندرويد»

صورة

تراجعت حصة شركة «بلاك بيري» في سوق الهواتف الذكية لما يقل عن 1%، وتسعى الشركة الكندية إلى استعادة مكانتها القديمة وإنعاش مبيعاتها في قطاع الهواتف الذكية، وتُعوّل في ذلك على أول هواتفها بنظام تشغيل «أندرويد»، الذي سيُواجه منافسةً كبيرة وسط سوق بالغة الازدحام.

 

ومن المُنتظر أن يبدأ شحن هاتف «بريف» Priv الجديد من «بلاك بيري» في وقت لاحق من الشهر الجاري، ما يُمثل تحوّلاً استراتيجياً للشركة التي اعتمدت سابقاً على نظام تشغيلها الخاص، ولوحات المفاتيح الكاملة للنجاح في سوق الهواتف الذكية، من خلال توفير ميزات أمنية، وتيسير الكتابة على العاملين في القطاع المصرفي والمحاماة وغيرهما من المجالات المهنية.

 

لكن المستهلكين تحوّلوا بعيداً عن أجهزة «بلاك بيري» سعياً للحصول على تصميمات أكثر أناقة، وعدد أكبر من التطبيقات التي تُوفرها الأجهزة المُنافسة. وبدافع من تراجع حصتها في سوق الهواتف الذكية، لجأت الشركة إلى نظام «أندرويد» الأوسع انتشاراً لجذب مستهلكين جدد.

وتسعى «بلاك بيري» إلى تمييز هاتف «بريف» عن المنتجات المنافسة، من خلال التأكيد على تقنيات التشفير الخاصة بها، التي تُعدّ في نظر بعض الحكومات والشركات الأفضل من نوعها في هذا الجانب، إضافة إلى أدوات الإنتاجية، مثل صندوق البريد المُوحد الذي يجمع في مكانٍ واحد مختلف الرسائل النصية والبريد الإلكتروني، وغيرها من المراسلات. ويُعد نقل «بلاك بيري» هذه التقنيات إلى «أندرويد» تحوّلاً مهماً بالنظر إلى حديث الشركة سابقاً عن نظام تشغيلها، باعتباره المنصة الأفضل لعمل ميزاتها الأمنية، وتسبب نقلها إلى «أندرويد» في التقليل من فاعليتها.

وتواجه «بلاك بيري» تحدياً في إقناع المستهلكين والشركات بشراء هاتفها «بريف» بسعر مرتفع نسبياً (699 دولار)، في وقت تُعزز فيه الشركات المُنافسة، مثل «أبل» و«سامسونغ» الميزات الأمنية في أجهزتها، كما يسمح المزيد من أرباب الأعمال للموظفين باستخدام هواتفهم الذكية الخاصة في العمل، بحسب ما يرى بعض المحللين والمسؤولين في القطاع.

وقال رئيس «موبي وايرلس مانجمنت»، ميتش بلاك، إن «من بين الشركات التي تتعامل معها شركته ترتفع نسبة أجهزة (أبل)». وتُوفر «موبي وايرلس» للشركات إمكانية التحكم في جميع مكونات شبكات الحاسب فيها، من خلال نقطة مركزية. وتُعوّل «بلاك بيري» كثيراً على نجاح هاتف «بريف»، ومنذ سبتمبر من العام الماضي، أطلقت الشركة ثلاثة هواتف جديدة في محاولة لاجتذاب عملائها التقليديين في الشركات، بعدما أخفق مسعاها في العام السابق للتركيز على سوق المستهلكين.

وحرصت «بلاك بيري» على إبراز ميزات الإنتاجية والحماية الأمنية في هذه الهواتف، ومع ذلك لايزال قطاع الهواتف فيها يتعرض لكثير من الضغوط. وتراجعت عائدات الأجهزة بنسبة 24% في الفصل المنتهي في 29 من شهر أغسطس الماضي مُقارنةً بالربع السابق. وتعتمد «بلاك بيري» في استعادة النمو على مبيعاتها من البرمجيات والخدمات الأمنية التي تُوفر هامش ربح أعلى، لكن أرباح قطاع الأجهزة من شأنها أن تمنح هذه الاستراتيجية مزيداً من الوقت للنجاح. وتستند الشركات المنتجة للهواتف الذكية على علاقاتها مع شركات الاتصالات لبيع أجهزتها، من خلال متاجر التجزئة التابعة لشركات الهواتف المحمولة، ما يُتيح لها الوصول إلى نطاق أوسع من الجمهور. وفي ظل خسارة «بلاك بيري» جانباً كبيراً من إعجاب المستهلكين، خسرت الشركة بعضاً من هذا الدعم، ما أضر بمبيعات هواتفها. وأكدت «بلاك بيري» أنها تعمل حالياً على استعادة ثقة شركات الاتصالات. وكانت شركة «أيه تي آند تي» من بين موزعي هاتف «باسبورت»، الذي طرحته «بلاك بيري» في سبتمبر 2014. ووزعت «أيه تي آند تي» و«فيريزون» هاتف «كلاسيك»، الذي أطلقته «بلاك بيري» في العام الماضي. وحتى الآن، من المُقرر أن تُوزع «أيه تي آند تي» هاتف «بريف» الجديد، دون أن تشمل قائمة الموزعين «فيريزون» و«يو إس سولر»، ما يعني انخفاض العدد المحتمل للمستهلكين لهاتف «بريف».

في المُقابل، حظى هاتف «غالاكسي إس 6 إيدج»، الذي طرحته «سامسونغ» في وقتٍ سابق من العام الجاري، بتوزيع كل من «أيه تي آند تي»

و«فيريزون» و«يو إس سولر» وغيرها من شركات الاتصالات.

ورفض الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة «بلاك بيري»، مارتي بيرد، التعليق عما إذا كانت هذه الشركات ستُوزع لاحقاً هاتف «بيرد»، لكنه قال إن «الشركة تُخطط للإعلان عن اتفاقات جديدة للتوزيع خلال المستقبل القريب». واعتبر الرئيس التنفيذ لشركة «بلاك بيري»، جون تشن، أن «نقص عدد تطبيقات الإعلام الاجتماعي والترفيه التي تحظى بإعجاب المستهلكين من بين المشكلات التي تُواجه مبيعات أحدث هواتف الشركة». وفي الواقع، يتسبب نصيب «بلاك بيري» المنخفض من سوق الهواتف الذكية العالمية، الذي يقل عن 1%، في تثبيط المطورين عن طرح تطبيقاتهم لنظام تشغيلها، نظراً لصعوبة جنيهم المال من توفير التطبيقات لعددٍ محدود من المستخدمين. وبطبيعة الحال، لن يُعاني هاتف «بريف» المُرتقب هذا العيب، بسبب اعتماده على نظام تشغيل «أندرويد»، وتُحمل الأجهزة مُسبقاً بمتجر «غوغل بلاي ستور»، الذي يضم من التطبيقات ما يزيد بنحو ثلاث مرات على التطبيقات المتوافرة للهواتف الحالية من «بلاك بيري».

ويتوافر هاتف «بريف» على شاشة منحنية قياس 5.4 بوصات، ويعطي المستخدمين خياراً بين استخدام الشاشة اللمسية، أو لوحة مفاتيح قابلة للانزلاق. وكما كتب تشن في تدوينة رسمية، فإن هاتف «بريف» يعدّ الجواب على المستخدمين السابقين لأجهزة هاتف «بلاك بيري» الذين افتقدوا لوحة المفاتيح الكاملة، ويرغبون في الوقت نفسه في عددٍ أكبر من التطبيقات. لكن هذه الميزات لا تضمن نجاح «بريف» الذي يخوض مجالاً مزدحماً، إذ تعمل 83% من الهواتف الذكية في العالم بنظام تشغيل «أندرويد». وبهدف تمييز الهاتف عن المنافسين، أضافت «بلاك بيري» إلى «بريف» تقنية التشفير، بما يُوفر حماية أفضل للبيانات المُخزنة على الهاتف، ويحميه في مواجهة عمليات التلاعب والاختراق. كما يُوفر الهاتف نظاماً لتنبيه المستخدمين عند تتبع تطبيقات الإعلام الاجتماعي لموقعهم الجغرافي.

وفي هذه الأثناء، تسعى الشركات المنافسة، مثل «أبل» و«سامسونغ» إلى تحسين الجوانب الأمنية في منتجاتها. ومثلاً صعّبت «أبل» من اختراق رمز المرور من خلال زيادة عدد الأرقام المطلوبة لفتح الهاتف، كما أضافت طبقة حماية لوثائق المستخدمين وصورهم وبياناتهم الأخرى. وبالنسبة لشركة «سامسونغ»، فقد زوّدت أجهزتها الجديدة بمنصة أمنية من شركة «كنوكس» الكورية الجنوبية لفصل البيانات الشخصية عن بيانات العمل، بما يكفل الحفاظ على أمن الشركات وخصوصية الموظفين.

وفي ما يتعلق بسعر هاتف «بريف»، فمن المنتظر طرحه بسعر 2572 درهماً (699 دولاراً)، ما يجعله أقل بما يزيد على 368 درهماً (100 دولار) من هاتفيّ «غالاكسي إس 6 إيدج» و«غالاكسي إس 6 بلس» من «سامسونغ»، كما يتوسط سعره هاتفيّ «آي فون 6 إس» و«آي فون 6 إس بلس». وتساءل المُحلل في شركة «أيه بي ريسيرش» للأبحاث، ديفيد ماكوين، عما سيدفع المستهلكين للتغيير في وقت صارت فيه الميزات الأمنية أقل وضوحاً، في ظل استخدام مزيد من الموظفين لهواتفهم الخاصة في العمل.

 

 

تويتر