تتيح فرصة للشركات لزيادة أرباحها

برامج جديدة لاختيار الصور ومقاطع الفيديو الأكثر جاذبية لمستخدمي الإنترنت

الأدوات الجديدة الأمل الأخير لشركات الإنترنت المُتطلعة إلى زيادة علامات مشاركة الجمهور. غيتي

تتدفّق مئات الملايين من الصور ومقاطع الفيديو إلى الإنترنت يومياً، وتُمثل فرصة ذهبية لشركات الإنترنت لجذب المستخدمين للنقر عليها، ما يزيد من أرباحها.، لكن يبقى من المُحير تحديد أي الصور ستنجح في جذب العدد الأكبر من الجمهور، وتصير الأكثر رواجاً وسط ازدحام الصور.

وتُدرك شركات الإنترنت جيداً قيمة إضافة الصور إلى المحتوى في تعزيز مُشاركة المستخدمين. وبحسب شركة «شيفت» للتسويق، تزيد احتمالات نقر القراء على الروابط في تغريدات «تويتر» التي تتضمن صوراً خمس مرات مُقارنةً بالتغريدات العادية. وتزيد كثرة الصور والفيديو من صعوبة تحليلها، وتجعل من تحديد أكثرها جاذبية أمراً يعتمد على الرؤية الفنية أكثر من التحليل العلمي.

وحالياً يسعى جيل جديد من البرمجيات لمساعدة مواقع الإنترنت على الحصول على أكبر حصة من بين 149 مليار دولار، تُمثل حجم الإنفاق على إعلانات الإنترنت، و1.6 تريليون دولار حجم التجارة الإلكترونية. وتُطور شركات، منها «آي إم موبيل جمب إتش» EyeEm Mobile GmbH و«نيون لابز» Neon Labs برمجيات تبحث في الصور، وتُركز على صفات دقيقة في الصور التي تجذب المشاهدين.

وقال المُدير الإبداعي السابق في «غيتي إيمدجز» التي اختبرت البرمجيات، ستيفن مايز: «هذه التقنية ستُعيد تشكيل الصناعة البصرية». وأضاف أنه مثلما جعلت «غوغل» الويب أكثر فائدة من خلال فهرسة صفحات الإنترنت، ستُعزز البرمجيات الجديدة من قوة الصور على الإنترنت من خلال الفهرسة وترتيب الأولويات التي تجذب الاهتمام.

وتُعد هذه الأدوات الأمل الأخير لشركات الإنترنت المُتطلعة إلى زيادة علامات مشاركة الجمهور، مثل النقرات والتعليقات والوقت الذي يقضيه المستخدمون في صفحاتها. وتُوفر شركات، مثل «أوتبرين» و«تابولا» خدمات لزيادة شعبية صفحات الإنترنت بإضافة روابط حققت رواجاً بين المستخدمين، وإن كانت تميل إلى تقديم عناوين أقل جودة، تركز على جذب الإعلانات مثل «ستندهش بمعرفة أي المشاهير لايزال يُدخن».

وتُركز البرمجيات الجديدة على التنقيب مُباشرةً في البيانات البصرية، واستناداً إلى تقنيات تمييز الصور وتحديد ما تحتويه من عناصر يبحث برنامج «آي إم» عن الأنماط المشتركة في الصور التي يختارها المصورون المحترفون، بينما ترصد برمجية «نيون لابز» سمات الصور التي أظهرت أبحاث علم الأعصاب تحفيزها للدماغ.

وتعمل «نيون لابز» في الوقت الراهن على تحديث برمجياتها للتعرف إلى صور المشاهير، أو بالأحرى الوجوه التي تتكرر بمُعدل غير مُعتاد. وقالت المؤسسة المُشاركة، صوفي ليبرشت: «نظراً لاشتعال الموسم السياسي، نرُكز على ترامب وكلينتون».

ويتوقع المُحلل المُتخصص في الإعلام في شركة «فورستر» للأبحاث، لوكا باردني، أن يستخدم أغلب الناشرين لاحقاً نوعاً من العمليات الآلية المُعتمدة على الخوارزميات للإشراف على اختياراتهم. واعتبر أن الأدوات الآلية المُدربة على كيفية رؤية الدماغ البشري للجمال قد تُقدم خبرات مرئية أكثر إثارة للاهتمام تفوق ما تُوفره شركات معارض الصور.

وتأسست شركة «آي إم» في عام 2011 في العاصمة الألمانية برلين، ونجحت في اجتذاب تمويل بقيمة 24 مليون دولار من مستثمرين، منهم المستثمر في رأس المال المغامر بيتر ثيل. وتُدير الشركة متجراً للصور على الإنترنت، وتعمل برمجيتها على دراسة 50 ألف صورة صنّفها مجموعة من المصورين الخبراء.

وقال الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في «آي إم»، رمزي رزق، إن أسلوب التعلم العميق توصل إلى ملايين السمات المُميزة للصور الجذابة عن غيرها من الصور الأقل إثارة للاهتمام. وقال رزق: «يقولون إن الجمال أمر شخصي، لكن يُمكن قياس الكثير منه كمياً».

ووفقاً لما قاله رزق، فبعد مضي شهرين على إطلاق برمجية «آي إم» ارتفعت مشاهدات الصور والإعجابات والتعليقات بنسبة 30% في متجر الشركة للصور على الإنترنت الذي يتنافس مع مزودي الصور، مثل «غيتي». ورفض رزق تحديد ما إذا كان ذلك قد أسهم في تحسين المبيعات، مُشيراً إلى أن عمل المتجر منذ ثمانية أسابيع لم يُنتج ما يكفي من البيانات لعقد مقارنات.

وفي ما يتعلق بمقاطع الفيديو على الإنترنت، فإن وفرتها فتحت المجال أمام العديد من الفرص. وعادةً ما يختار الناشرون في مواقع، مثل «يوتيوب»، لقطة واحدة من الفيديو لتظهر كصورة مصغرة على أمل نجاحها في جذب الزوار لمشاهد الفيديو كاملاً، وتُساعد برمجية «نيون لابز» الناشرين على اختيار اللقطة الأكثر جاذبية.

وتعتمد برمجية «نيون لابز» على دراسة صوفي ليبرشت، على مدار 10 سنوات، لعلم الأعصاب في «جامعة كارنيجي ميلون» و«المؤسسة الوطنية للعلوم». وقالت ليبرشت إن التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة المتطوعين خلال مُشاهدة الصور أظهر استكمالهم للمعلومات الناقصة، والانجذاب إلى الإضاءة الساطعة، والأدلة لتي تُشير إلى الروابط العاطفية بين الأشخاص وذلك من بين عشرات الآلاف من نقاط البيانات التي توصل إليها البحث، وقالت: «هناك هذه الحاجة المُتأصلة إلى الإكمال التلقائي».

وتتضمن قائمة عملاء «نيون لابز» وشركائها «مهرجان صندانس السينمائي»، وبعض المؤسسات الإخبارية الأميركية، رفضت الشركة الكشف عن أسمائها. وقالت «نيون» أنهم لمسوا نمواً في العائدات بنسبة تراوح بين 16 و40% من مقاطع الفيديو بسبب ارتفاع عدد النقرات. وأحجمت الشركة عن إعلان أسعار استخدام برمجياتها.

ويرى مُدير «مختبر نيمان للصحافة» في «جامعة هارفارد» الأميركية، جوشوا بنتون، أن هذه التكنولوجيا قد تُشجع ناشري الويب على تلبية الغرائز الأساسية، وأنها قد ترفع من جودة الصور بأساليب مُثيرة للاهتمام. وقال: «ربما تكون الخوارزمية خفية مثل عين جوني إيف»، مُشيراً إلى المصمم الشهير لشركة «أبل»، جوني إيف. وتابع بنتون: «ربما من الأفضل أن يكون لديك الكثير من جوني إيف بدلاً من واحد فقط».

تويتر