مع اجتذابها آلاف المشجعين وتحقيقها عائدات كبيرة من مبيعات التذاكر والإعلانات

تزايد أهمية المدربين في منافسات الرياضة الإلكترونية

صورة

كحال الألعاب الرياضية العادية التي يعمل فيها المدربون على متابعة اللاعبين وتقييمهم وإعداد خطط المباريات، أدى تطور الرياضة الإلكترونية أو ألعاب الفيديو للمحترفين للتركيز على دور المدربين المتخصصين الذين يعملون أساساً على تدريب اللاعبين والفرق لخوض منافسات الألعاب التي تجتذب آلاف المشجعين في الساحات وأعداد أكبر عبر الإنترنت، فضلاً عن عائدات طائلة.

وعلى سبيل المثال، ففي فصل الربيع الماضي شارك 6200 طالب، ينتمون إلى أكثر من 600 كلية في الولايات المتحدة الأميركية وكندا، في بطولة للعبة «هيروز أو ذا دوم»، وبثت مباريات البطولة في قنوات تلفزيونية.

وتلقى لاعبو الفريق الرابح مبالغ وصلت إلى 75 ألف دولار في صناديق تمويل الدراسة، بحسب مستواهم التعليمي.

وخلال السنوات الماضية فتحت النقود والشهرة المتزايدة في الرياضات الإلكترونية المجال أمام المدربين وغيرهم من المتخصصين. ووفقاً لشركة «ريوت جيمز»، فلدى كل فريق من بين 116 فريقاً تنافس في بطولات لعبتها الشهيرة «ليغ أوف ليجندز» مدرب واحد على الأقل.

ويكسب بعض مدربي الرياضات الإلكترونية ما يراوح بين 30 ألفاً و50 ألف دولار سنوياً، ما يتوافق مع ما يجنيه صغار المدربين في دوري البيسبول للمحترفين في الولايات المتحدة، حسب ما قال المؤرخ الرسمي لدور البيسبول الكبير، جون ثرون.

وحسب بيانات مكتب إحصاءات العمل الأميركي، ففي عام 2012 بلغ متوسط الراتب السنوي لجميع المدربين ومكتشفي المواهب نحو 28 ألف دولار.

فمثلاً يحصل المدرب، مارك زيمرمان، على ما يزيد قليلاً على 30 ألف دولار، فضلاً عن علاوات مقابل الأداء والتأمين الصحي نظير تدريبه فريق «تيم ليكويد»، الذي يتألف من ستة لاعبين، ويتنافس في بطولات لعبة «ليغ أوف ليجندز».

ويتدرب الفريق في مجمع مكاتب في مدينة سانتا مونيكا في ولاية كاليفورنيا الأميركية، وتفصلهم مبان عدة عن شقة يعيشون فيها على نفقة الفريق.

وخلال اللعب، يقترب منهم زيمرمان ليوضح كيفية استخدام خرائط اللعبة التي لا تظهر عادة، أو ينصحهم بخطوات معينة.

ويخوض «تيم ليكويد» 36 مباراة رسمية خلال العام، ويرتفع هذا العدد مع تحقيقهم الفوز في البطولات. وخلال المبارات العادية في دوري «ليغ أوف ليجندز» للمحترفين، يتألف كل فريق من خمسة لاعبين، وأثناء المباراة تعلو الشاشة ساعة والدرجات التي يُسجلها كل فريق وخرائط ورسوم ونصوص.

وكحال مدربي الرياضات الفعلية، ينصح زيمرمان لاعبيه بالنوم ثماني ساعات يومياً، وتجنب الأطعمة غير الصحية، وممارسة الرياضة بانتظام، للمحافظة على تركيزهم. كما يلتقي اللاعبين بشكل منفرد لتقييم أدائهم والاستماع إليهم.

وعلى غرار المنافسات الرياضية في الأولمبياد وغيرها، أعلنت أخيراً شركة «إلكترونيك سبورتس ليغ» أو «إي إس إل» عن عزمها البدء قريباً بإجراء اختبارات عشوائية، للتحقق من حصول اللاعبين في منافسات ألعاب الفيديو على منشطات لتعزيز الأداء. وتتخذ الشركة من ألمانيا مقراً لها، وتنظم منافسات الرياضات الإلكترونية في دول مختلفة.

وقال ألكس تشو، الذي يبلغ من العمر 22 عاماً، وترك دراسته في «جامعة كاليفورنيا» في سانتا كلارا قبل ثلاث سنوات ليتابع لعبه للرياضة الإلكترونية: «هناك وقت كان أداؤنا فيه سيئاً، بدأت فعلاً بالبكاء»، وأرجع الفضل إلى خطاب حماسي مشجع من زيمرمان في تعزيز ثقته.

وفي ما يتعلق بأرباح اللاعبين أنفسهم، فتراوح بين 35 ألفاً و120 ألف دولار، حسب اختلاف الألعاب ومستوى نجاحهم، إضافة إلى جوائز مالية نتيجة فوز فرقهم بالمسابقات.

ويتمكن بعض اللاعبين الأكثر شهرة من رفع أرباحهم بآلاف الدولارات، من خلال عائدات ظهور الإعلانات إلى جانب مقاطع الفيديو التي تصور لعبهم في مواقع مثل «تويتش» و«يوتيوب».

ولا يختلف التدريب في الرياضة الإلكترونية كثيراً عما يقوم به مدربو كرة القدم من دراسة المباريات وتحليلها ساعات طويلة.

وقال ريان توي، وهو تاجر يبلغ من العمر 24 عاماً، ويدرب فريقاً للعبة التصويب «هيلو» من «مايكروسوفت»، إن «تسجيل الملاحظات تحليلي حقاً».

وفي مقابل ساعات الدراسة الطويلة وما قد تحمله من ملل، قد تكون مباريات البطولات مثيرة للحماس، وتستمر الفاعليات الكبيرة أياماً عدة، وتعقد داخل ساحات وملاعب تكتظ بالمشاهدين، ويرتدي المدربون عادة زي الفريق، وينصحون اللاعبين بين المسابقات، وهو ما يثير اهتمام توي وحماسه.

ووفقاً لشركة «سوبر داتا ريسيرش» في مدينة نيويورك المعنية بمتابعة مجال ألعاب الفيديو، فمن المتوقع أن تحقق الرياضة الإلكترونية خلال العام الجاري عائدات تزيد على 600 مليون دولار على مستوى العالم، منها 140 مليون دولار حصة سوق الولايات المتحدة، وذلك نظير مبيعات التذاكر والبضائع ورعاية الشركات والإعلانات، مقارنة مع 398 مليون دولار عائدات حققتها الرياضة الإلكترونية في العام الماضي.

وقال المؤرخ في دوري البيسبول الكبير، ثرون، إن «الألعاب الإلكترونية في سبيلها لدخول مضمار الألعاب الأميركية الحديثة»، مرجعاً ذلك إلى اهتمام ملايين المشاهدين، وتدفق الأموال.

وتراوح كلفة إدارة فريق جماعي محترف للرياضة الإلكترونية، بما يشمل رواتب اللاعبين والعاملين وكلفة السفر ونفقات المعيشة في بعض الأحيان، بين نصف مليون إلى خمسة ملايين دولار سنوياً، بحسب عدد الفرق ومكانها، وفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي لشركة «إلكترونيك سبورتس ليغ»، رالف أرنست.

وفي يناير الماضي، ألزمت شركة «ريوت جيمز» جميع الفرق الخاصة بلعبة «ليغ أوف ليجندز» في أميركا الشمالية وأوروبا توظيف مدربين. ومنحت الشركة، التي تمتلك فيها مجموعة «تنسنت» الصينية حصة الأغلبية، كل فريق 50 ألف دولار سنوياً نظير نفقات التدريب.

وقال نائب رئيس الرياضة الإلكترونية في «ريوت»، التي تتخذ من مدينة لوس أنجلوس الأميركية مقراً لها، داستن بيك، إن لدى الفرق في الصين وكوريا الجنوبية مدربين منذ سنوات.

ويمضي يونسوب تشوي ما يصل إلى 10 ساعات يومياً طوال أيام الأسبوع في تدريب فريق يحمل اسم «تيم سولوميد»، ويربح أكثر قليلاً من دخله السابق كلاعب رياضة إلكترونية.

وأشار إلى ما يواجهه من صعوبة في نيل احترام اللاعبين، كونه في المرحلة العمرية نفسها، وعليه تنبيههم إلى النظام والدقة، لاسيما أنها وظيفتهم الأولى، كما أنها المرة الأولى التي يعيشون فيها بعيداً عن عائلاتهم.

 

تويتر