«إي ماركتر» للأبحاث تتوقع استحواذهما معاً على حصة تجاوز 35 مليار دولار خلال 2015

«فيس بوك» و«غوغل» تتصدران سوق إعلانات الأجهزة المحمولة

صورة

قدمت أحدث النتائج المالية لشركة «فيس بوك» الأميركية دليلاً جديداً على جاذبية الشبكة الاجتماعية الأوسع استخداماً على الإنترنت للعلامات التجارية الكبيرة، ما هيأ لها، إضافة إلى منافستها «غوغل»، نيل الحصة الكبرى من السوق سريعة النمو للإعلانات عبر الأجهزة المحمولة.

 

إقبال على «فيس بوك»

مستخدمو «فيس بوك»

تحظى شركة «فيس بوك» الأميركية بوضعٍ جيد، في ما يتعلق بأعداد المستخدمين، إذ ذكرت أن 1.49 مليار شخص يستخدمون موقعها لمرة واحدة على الأقل في كل شهر، وبلغ عددهم 1.44 مليار شخص في نهاية مارس الماضي، فيما يبلغ عدد المستخدمين النشطين يومياً 968 مليون شخص، مُقابل 936 مليون مُستخدم في الربع الأول من العام الجاري.

«فيس بوك» تتقدّم

تتناقض النتائج المالية الجيدة لشركة «فيس بوك» مع غيرها من شركات التقنية، التي يتزايد اعتمادها على مُستخدمي الأجهزة المحمولة والإعلانات، إذ تراجعت أسهم شركة «تويتر» الأميركية بنسبة 14%، عقب إعلان نتائجها للربع الثاني، وتسجيلها زيادة ضعيفة في أعداد المُستخدمين الجدد، كما تراجعت أسهم شركة «يلب»، صاحبة موقع المراجعات على الإنترنت بنسبة 25%.

وارتفعت عائدات «فيس بوك» بنسبة 39%، خلال الربع الثاني من العام الجاري، وشكلت الإعلانات على الأجهزة المحمولة مصدراً لنحو ثلاثة أرباع الزيادة، إلا أنه على الرغم من تصاعد إنفاق الشركة بمُعدل يفوق عائداتها، فإن مسؤولين في «فيس بوك» خفضوا سقف التوقعات السابق لارتفاع النفقات، الأمر الذي سيُسهِم في زيادة المكاسب.

ويلفت ارتفاع العائدات الفصلية إلى توجيه الشركات الكبيرة جانباً كبيراً من ميزانيتها الإعلانية لجذب الجماهير التي تُولي اهتماماً كبيراً لاستخدام موقع «فيس بوك». ويُقدر مُحللون تخصيص المستهلكين وقتاً يراوح بين خمس وثلث وقت استخدامهم للأجهزة المحمولة، لتطبيقات تمتلكها شركة «فيس بوك».

ووفقاً لما قاله الرئيس التنفيذي لشركة «فيس بوك»، مارك زوكربيرج، فإن المستخدمين يقضون أكثر من 46 دقيقة يومياً في «فيس بوك»، وخدمات أخرى تمتلكها الشركة منها «فيس بوك ماسنجر» للتراسل الفوري، وتطبيق «إنستغرام» لنشر الصور.

 

الإعلان عبر «المحمول»

وتوقعت شركة «إي ماركتر» لأبحاث السوق استحواذ «فيس بوك» و«غوغل» معاً على أكثر من نصف الإنفاق على الإعلانات عبر الأجهزة المحمولة على الصعيد العالمي العام الجاري، والذي سيصل إلى 69 مليار دولار (نحو 253.4 مليار درهم)، لتستحوذا معاً على نحو 35 مليار دولار، لافتة إلى أن «غوغل» تتقدم بحصة تبلغ 35%، بينما تُحقق «فيس بوك» نمواً أسرع.

وفضلاً عن إعلانات المحمول، تتنافس «فيس بوك» و«غوغل» في مجالات عدة منها نشر الفيديو على الإنترنت، والواقع الافتراضي والبحث.

وكشف زوكربيرج، خلال المؤتمر الأخير للإعلان عن النتائج المالية، عن إجراء مُستخدمي «فيس بوك» نحو 1.5 مليار عملية بحث يومياً، وعن فهرسة «فيس بوك» أكثر من تريليوني منشور.

وقال المُحلل في شركة «آر بي سي كابيتال ماركتس»، مارك ماهاني، مُشيراً إلى «غوغل» و«فيس بوك»: «في الواقع أعتقد أنهما متشابهتان للغاية من بعض النواحي، إذ يزيد مُستخدمو مُنتجات كل منهما على مليار مُستخدم، ما يُمكن أن يُوفر المزيد من مصادر العائدات بمضي الوقت»، حسب ما قال.

وفي الواقع تسعى «فيس بوك» إلى تحسين الإمكانات الإعلانية في تطبيق «إنستغرام»، الذي استحوذت عليه في عام 2012، ولم يبدأ بعد في تحقيق الأرباح. وتندرج الغالبية من مُستخدمي «إنستغرام» ضمن الفئة العمرية التي تقل عن 35 عاماً، ما يُمثل عنصراً مهماً لجذب المعلنين.

وكشفت «فيس بوك»، أخيراً، عن عزمها مُشاركة عائدات الإعلانات مع أصحاب مقاطع الفيديو التي تُنشر من خلال موقعها، في محاولة لاجتذاب محتوى عالي الجودة من الفيديوهات إلى شبكتها الاجتماعية، إضافة إلى نيل حصة من ميزانيات الإعلانات التلفزيونية.

وحالياً، تتعدد أوجه الشبه بين «فيس بوك» و«غوغل»، وربما بشكل يفوق أي وقت مضى؛ إذ تنمو عائدات «فيس بوك» بمعدلٍ سريع. وفي حال استبعاد تأثير ارتفاع سعر الدولار، فإن عائدات «فيس بوك» ارتفعت بنسبة 50%، كما ازداد دخلها من الإعلانات بنسبة 55%.

واعتبر المُحلل في شركة «بيفوتال ريسيرش»، براين ويزر، أن «مُواصلة شركة بهذا الحجم نموها وبهذه السرعة أمر يُثير الإعجاب».

 

توجه المعلنين

ويُبرر المعلنون توجيه إنفاقهم إلى «فيس بوك» بما تتيحه من إمكانية استهداف المستخدمين بناءً على سمات محددة ودقيقة، مثل من أعلنوا خطبتهم خلال الأشهر الستة الأخيرة، أو المهتمين بتطبيقات الألعاب.

وأشار المسؤول عن نمو التسويق في شركة «أتلسيان» الأسترالية، كاميرون دياتسش، إلى شعور الشركة بأنهم لايزالون يتعاملون مع إعلانات «فيس بوك» بشكلٍ سطحي ومع جانب بسيط منها. وأضاف أن «أتلسيان» التي تُنتج برمجيات مُوجهة للمطورين ومُديري المشروعات، زادت من إنفاقها على الإعلانات في «فيس بوك» بشكلٍ كبير خلال العام الماضي.

وخلال مُؤتمر الإعلان عن الأرباح الفصلية، قدم مسؤولو «فيس بوك» مثالاً لإمكانات الإعلان في الموقع بطرح سلسلة مطاعم «ويندي» لشطائر الدجاج الحار، واختيارها توجيه إعلاناتها لفئة الشباب من مواليد الثمانينات وما بعدها الذين يحبون الأطعمة المُتبلة.

وأشارت الرئيسة التنفيذية للعمليات في «فيس بوك»، شيريل ساندبرج، إلى أن إعلانات تثبيت التطبيقات تجذب أيضاً الشركات الكبيرة مثل شبكة «إتش بي أو» التلفزيونية، ولا يقتصر رواجها على المطورين والشركات الناشئة. وتحث «إعلانات تثبيت التطبيقات» المستخدمين على تثبيت تطبيق معين من متاجر التطبيقات مثل «آب ستور» و«غوغل بلاي»، وتُوفر خياراً لتحميله مباشرة.

 

نتائج مالية

وقدم المحللون توقعات مرتفعة لإيرادات «فيس بوك»، خلال الربع الثاني من العام الجاري، الذي يشمل أشهر أبريل ومايو ويونيو، لاسيما بعد تحقيق «غوغل» و«أمازون» نتائج جيدة. وفي 20 يوليو الماضي، تجاوزت القيمة السوقية لشركة «فيس بوك»، بعد مضي 11 عاماً على تأسيسها شركة «جنرال موتورز» للمرة الأولى.

وخلال العام الجاري، ارتفعت أسهم «فيس بوك» بنسبة 24%، وفاقت بذلك مُعدل صعود «مُؤشر بورصة ناسداك المرُكب» الذي بلغ 7.9%. وإن كانت أسهم «فيس بوك» انخفضت بنسبة 3% مساء 29 يوليو الماضي عقب الكشف عن النتائج المالية للشركة.

وبلغت عائدات «فيس بوك»، خلال الربع الثاني من العام الجاري، 4.04 مليارات دولار مُقارنةً مع تحقيقها 2.91 مليار دولار خلال الفترة نفسها من العام الماضي. ومع ذلك، فقد تراجع صافي دخل الشركة بنسبة 9.1%، ليصل إلى 719 مليون دولار، أي ما يُعادل 25 سنتاً لكل سهم، في حين بلغ خلال الربع الثاني من العام الماضي 791 مليون دولار، بما يُعادل 30 سنتاً لكل سهم.

ويعكس تراجع صافي الدخل التصاعد المُتواصل في إنفاق «فيس بوك»، لاسيما على تعيين موظفين جدد، إذ كشفت الشركة أنها ضمت 873 موظفاً جديداً خلال الربع الثاني من العام الجاري، ليصل إجمالي عدد العاملين فيها إلى 10 آلاف و955 موظفاً، ما يُمثل زيادة بنسبة 52% مُقارنة بالعام السابق.

وشهدت الأشهر الثلاثة الماضية ارتفاع التكاليف والنفقات في «فيس بوك» بنسبة 82%، وازداد الإنفاق على الأبحاث والتطوير بأكثر من الضعف، ما أسهم في انكماش عائدات التشغيل الخاصة بالشركة إلى 31% مُقابل نسبة 48% قبل عام.

وكان زوكربيرج أعلن سابقاً أن العام الجاري سيشهد استثمارات كبيرة في تشييد مراكز البيانات، والتعيينات الجديدة، وغيرهما من المُبادرات طويلة الأمد، وتشمل تقنية الواقع الافتراضي، ونشر طائرات دون طيار تعمل بالطاقة الشمسية لتوفير خدمات الإنترنت للمناطق النائية.

وخلال مُؤتمرها للإعلان عن النتائج المالية للربع الثاني، خفضت «فيس بوك» من توقعاتها السابقة لحجم التكاليف، وتوقعت ارتفاع نفقاتها خلال عام 2015 بنسبة 60%، وكانت توقعت سابقاً ارتفاعها بنسبة تصل إلى 65%.

تويتر