تصل إلى نظام «آي أو إس» قريباً

تطبيقات «حجب الإعلانات» تعِد بتصفح أسرع وأكثر أمناً وخفض فاتورة الاتصال

صورة

ينتظر متجر تطبيقات «آي تونز»، التابع لشركة «أبل» الأميركية، شكلاً جديداً من التطبيقات خلال الخريف المُقبل، يعِد بجعل تصفح الإنترنت أسرع وأكثر أمناً، فضلاً عن خفض فاتورة الاتصال بالإنترنت، وإطالة مدة بقاء البطارية، من خلال «حجب الإعلانات» في مواقع الإنترنت، ما قد يُصعّد الجدال الدائر بالفعل حول آثار حجب الإعلانات في ناشري مواقع الإنترنت.

 

«حجب الإعلانات»

يستفيد المُستخدمون من «إضافات حجب الإعلانات» بالتخلص من التشغيل التلقائي لمقاطع الفيديو الإعلانية، وتجنب مُتابعة شركات الإعلانات لأنشطتهم المختلفة، وفي المُقابل يتسبب في خسارة مواقع الإنترنت جانباً من عائدات الإعلانات، التي تعتمد عليها للاستمرار وتحقيق الأرباح.

ويتزايد الإقبال سريعاً على «إضافات حجب الإعلانات» على أجهزة الكمبيوتر المكتبية، ما دفع بعض الناشرين للاستعانة بتقنيات مُضادة، تعرض الإعلانات على الرغم من وجود إضافات الحجب. وقد يُسهِم ظهور تطبيقات لحجب الإعلانات بمتجر تطبيقات «أبل» في زيادة شعبية هذا النوع من الأدوات.

 

نسخة «آي أو إس 9»

وتعتمد تطبيقات حجب الإعلانات لنظام «آي أو إس» على ما كشفت عنه «أبل»، أخيراً، من النسخة الجديدة من نظام التشغيل باسم «آي أو إس 9»، المُقرر إطلاقها الخريف المُقبل، وتتضمن دعماً للتطبيقات التي تُرشح المحتوى في مُتصفح الإنترنت «سفاري»، وهو المُتصفح الافتراضي لهواتف «آي فون» وأجهزة «آي باد» اللوحية.

ولم تُعلن «أبل» عن القصد من إطلاق العنان لتطبيقات حجب الإعلانات، كما رفضت طلباً بالتعليق على الأمر بحسب ما تضمن تقرير نشره موقع «إم آي تي تكنولوجي ريفيو»، إلا أن مطورين رأوا أن النسخة الجديدة من نظام التشغيل الذي أعلنت عنه «أبل»، ملائمة على نحوٍ مثالي لتطبيقات حجب الإعلانات.

وحالياً، يختبر بعض المطورين تطبيقات لحجب الإعلانات بهدف إطلاقها للمُستخدمين بمجرد إتاحة «آي أو إس 9»، ويتوقع هؤلاء أن تلقى تطبيقاتهم شعبية كبيرة، إذ اختبر مُطور التطبيقات الذي يعمل في المملكة المُتحدة، دين ميرفي، تطبيقاً لحجب الإعلانات لمدة ساعة على هاتف «آي فون»، وأظهر الاختبار انخفاض الوقت اللازم لتحميل مدونة «آي مور» التابعة لشركة «أبل» من 11 ثانية إلى ثانيتين فقط.

ويسعى ميرفي إلى تطوير نسخة كاملة ومُنقحة من تطبيق لحجب الإعلانات باسم «كريستال» Crystal، فيما يتوقع وجود الكثير من التطبيقات المُشابهة مع إصدار «آي أو إس 9»، وقال: «وضعت (أبل) أساساً متيناً لتطبيقات ذات جودة عالية لحجب الإعلانات».

 

تطبيق «بيوريفاي»

ومن بين مُنافسي «كريستال»، تطبيق باسم «بيوريفاي» Purify طوره المسؤول عن تطوير إضافة «يو بلوك»، لحجب الإعلانات المُستخدمة على أجهزة الكمبيوتر المكتبية، كريس ألجودي، ويتجاوز عدد مُستخدميها النشطين، بحسب ألجودي مليون شخص.

ويُظهر فيديو لاستخدام «بيوريفاي» دوره في زيادة سرعة تحميل موقع إخباري، والتخلص من إعلانات الفيديو في موقع «يوتيوب»، وتقليل استخدام البيانات لتصفح الـ«ويب» بنحو الربع، ما يُمكن أن يُخفض قيمة فواتير البيانات لدى البعض، ويُسهِم في إطالة عمر البطارية. وينوي كلٌ من ميرفي وألجودي إتاحة «كريستال» و«بيوريفاي» بسعرٍ رخيص، دون أن يتوافرا مجاناً.

 

إعلانات مزعجة

وعلى الرغم من أن «بيج فير» تُعد واحدة من بين العديد من الشركات التي تُوفر تقنيات للناشرين، لعرض إعلاناتهم في ظل أدوات حجب الإعلانات، فإن آراء «بلانشفيلد» تتفق مع الأفكار التي تدعم استخدام التقنية التي يُحاربها؛ وهي أدوات حجب الإعلانات. وقال: «لا يُمكننا انتقاد مئات الملايين من الأشخاص لاستخدامها»، ولفت إلى وجود إعلانات تسبب إصابة الأجهزة بالبرمجيات الخبيثة، إضافة إلى مخاوف مُتعلقة بالخصوصية وأداء تصفح الإنترنت.

ويتفق معه في الرأي المُؤسس المُشارك في «سورس بوينت»، ماثيو أدكيسون، وهي شركة تُوفر تقنية لمحاربة إضافات حجب الإعلانات. وأوضحا أن استراتيجيتهما على المدى الطويل تكمن في إقناع الناشرين بالتخلي عن الأشكال المُزعجة من الإعلانات. ويرى بلانشفيلد وأدكيسون أن مُستخدمي «إضافات حجب الإعلانات» لا يرفضون وجود إعلانات غير مُباشرة ومُتقنة.

وترتبط «بيج فير» باتفاقية مع «إيو» Eyeo التي تُوفر إضافة «آد بلوك بلس» لحجب الإعلانات في أجهزة الكمبيوتر المكتبية التي يصل عدد مُستخدميها إلى 50 مليون مُستخدم. وتسمح الاتفاقية لشركة «بيج فير» ببيع إعلانات تضمن ألا يجري حجبها بسبب توافقها مع معايير «إيو» للإعلانات المقبولة. وتدفع شركات أخرى مثل «غوغل» و«مايكروسوفت» و«أمازون» أموالاً لـ«إيو»، نظير استثناء إعلاناتها من الحجب شريطة اتفاقها مع قواعد الشركة.

ووصف أدكيسون مثل هذه الاتفاقات بالابتزاز، في وقت يُركز فيه عمل «سورس بوينت» على فكرة السماح للمُستخدمين باختيار طريقة جني الناشرين للمال، مثل اختيار مشاهدتهم لإعلانات تقليدية، أو مُشاهدة فيديو واحد في كل يوم، أو دفع بضعة دولارات كل شهر مُقابل حجب الإعلانات في مجموعة من أهم المواقع.

 

أفكار «أبل»

وتمتلك شركة «أبل» أيضاً أفكارها الخاصة بشأن مُستقبل النشر، وسيتضمن نظام «آي أو إس 9» تطبيقاً للأخبار يُعيد تقديم محتوى من ناشرين مُختلفين ضمن واجهة براقة، ويتضمن إعلانات تُباع من خلال «أبل». وكانت «فيس بوك» أطلقت، أخيراً، ميزةً مُشابهة باسم «المقالات الفورية».

ويُقر أدكيسون أن الناشرين القلقين حيال أدوات حجب الإعلانات والوصول إلى جماهير ضخمة، قد يرون هذه الخطط الجديدة أكثر جاذبية من محاولة محاربتها في الـ«ويب». ويرى أن هذه النطاقات المُغلقة أو «الحدائق المسوّرة» تحد من حرية الناشرين التي جعلت الـ«ويب» المفتوح بالغ الروعة.

تويتر