على الرغم من مواجهتها العديد من الإخفاقات في السابق

شركات التكنولوجيا تتسابق لتحويل التلفزيون إلى ساحة جديدة للتطبيقات

صورة

منذ أعوام، بدأ حديث شركات التكنولوجيا ومساعيها لإحداث تغيير جذري في أجهزة التلفزيون، وهو أمر واجه العديد من الإخفاقات؛ ومع ذلك، تراهن شركات التكنولوجيا الأميركية مجدداً على قدرتها على تغيير التلفزيون، من خلال تحويله إلى تشغيل تطبيقات متنوعة تضاهي التنوع المتوافر للهواتف الذكية.

وتحث كل من «غوغل» و«أبل» مطوري التطبيقات على تقديم إبداعاتهم على الشاشة الكبيرة، مثل ما يظهرون على شاشات الهواتف الذكية؛ وتتمحور هذه الجهود أساساً على الأجهزة الصغيرة التي تطرحها شركات التكنولوجيا للعمل مع التلفزيونات كمنصات توفر التجارب التفاعلية جنباً إلى جنب مع البرامج التلفزيونية التقليدية.

وفي هذه الفترة، التي تشهد انعقاد مؤتمر «غوغل» السنوي للمطورين في مدينة سان فرانسيسكو الأميركية، يمر عام على إطلاق الشركة لنظام «أندرويد تي في» للتلفزيون، وتبعه جهاز «نيكزس بلاير»، وتبنى بالفعل عدد من منتجي التلفزيون نظام «أندرويد تي في»، منهم «سوني» و«شارب».

كما كشفت شركة «نفيديا» في مارس الفائت عن خطط لإنتاج جهاز «شيلد» Shield، الذي يدعم نظام «أندرويد تي في»، كما بدأت «رازر» Razer بيع جهازها «فورغ تي في» Forge TV مطلع شهر مايو الجاري؛ وعن ذلك، قال الرئيس التنفيذي لشركة «نفيديا»، جين ـ هسون هوانغ: «يوشك الإنترنت أخيراً على تغيير التلفزيون»، مضيفاً أن «غرفة المعيشة في سبيلها لتشغيل التطبيقات».

وفيما يتعلق بشركة «أبل»، فمن المتوقع أن يتطور عملها في مجال التلفزيون، وأن يشهد يونيو المقبل، خلال مؤتمرها السنوي للمطورين، إتاحة جهاز «أبل تي في» أمام مطوري التطبيقات.

ويعتقد مسؤولون في المجال أن «أبل» تطور نسخة محدثة من «أبل تي في» تدعم معالجاً أقوى، ما سيسمح بتشغيل الألعاب، بما قد يشكل تحدياً لمنصات الألعاب المتخصصة، مثل «بلاي ستيشن» من «سوني»، و«إكس بوكس» من «مايكروسوفت».

ويتوقع آخرون توفير مجموعة من التطبيقات ستحول التلفزيون إلى مركز تحكم متعدد الوظائف لإدارة مهام، مثل توصيل الطعام ومؤتمرات الفيديو والأمن في المنزل، فضلاً عن فئات غير اعتيادية من التطبيقات قد يكون لها تأثيراتها المفاجئة على غرار تأثير تطبيق «أوبر» لطلب سيارات الأجرة في قطاع النقل.

وبدأ حديث شركات وادي السيليكون عن التلفزيون التفاعلي قبل أكثر من عقدين، لكن النتائج لم تبلغ مستوى التوقعات المفعمة بالتفاؤل. وحالياً تسوق بعض الشركات أجهزة تتيح تشغيل بعض التطبيقات على أجهزة التلفزيون، وتركز أساساً على خدمات الفيديو حسب الطلب والصور.

لكن التطورات التقنية الجارية، ومنها المعالجات السريعة، تنعش الآمال في إمكانية تقديم التلفزيونات والأجهزة الملحقة بها للمزيد.

وتقول شركة «نفيديا» وغيرها إن بإمكانهم المساعدة في توفير الألعاب لجمهورٍ واسع، من خلال القضاء على الحاجة إلى أجهزة مخصصة للألعاب.

وبالفعل يتضمن متجر «غوغل بلاي» الخاص بنظام «أندرويد تي في» نسخاً من ألعاب شهيرة متاحة للأجهزة المحمولة، مثل «إن بي إيه جامس» من شركة «إلكترونيك آرتس»، و«غيم أوف ثرونز» من «تيلتال».

وتتوقع شركة «نفيديا»، المعروفة بإنتاج معالجات الرسوميات، أن يتيح جهازها «شيلد» تشغيل برمجيات أكثر تطوراً من الأجهزة المعتادة، وتتوقع أن يدعم أكثر من 50 لعبة مع وصوله إلى الأسواق.

من جانب آخر، أطلقت خدمة «سلينج تي في» للتلفزيون عبر الإنترنت أخيراً، تطبيقاً يلائم نظام «أندرويد تي في» يوفر قنوات عدة، منها «ديزني»، نظير اشتراك شهري يبلغ 20 دولاراً.

وتحاول «غوغل» مواكبة عروض المحتوى التي توفرها منافستها «أبل»، التي أتاحت خدمة «إتش بي أو ناو» للبث عبر تطبيق لأجهزة «آي فون» و«آي باد» و«آيبود تاتش» و«أبل تي في»، كما تتفاوض لتقديم خدمة للتلفزيون على الإنترنت.

وتمثل الألعاب والتطبيقات موضوعاً رئيساً خلال مؤتمر «غوغل» للمطورين عبر 10 جلسات تتناول تطوير التطبيقات والألعاب للشاشات الكبيرة أو تعديلها بما يجعلها متوافقة مع أجهزة التلفزيون.

وأشار المطور إريك فروملينج إلى تواصل «غوغل» معه في عام 2014 لإعداد نسخة من لعبة المحمول «بومب سكواد»، للعمل مع نظام «أندرويد تي في».

وعلى الرغم من أن أكثر من 90% من مستخدمي «بومب سكواد» يأتون عبر الأجهزة المحمولة، إلا أن فروملينج يأمل أن تنجح الأجهزة الجديدة العاملة بنظام «أندرويد تي في» من شركات مثل «سوني» و«نفيديا» في جذب مزيد من المستخدمين للعب عبر التلفزيون، ليتحول إلى فعل حقيقي، أكثر منه فعلاً بدافع الفضول.

وتوفر شركة «رازر»، التي تنتج جهاز «فورغ تي في» بنظام «أندرويد» للتلفزيون، أدوات على الإنترنت لمساعدة المطورين لتقديم ألعابهم لنظام «أندرويد تي في».

وقال مدير تسويق المنتجات في الشركة، كيفن ساثر، إن «بمقدور المطورين إدخال تعديلات صغيرة على تطبيقاتهم الحالية المخصصة للهواتف الذكية العاملة بنظام (أندرويد)، مثل إضافة الدعم لأدوات التحكم وتعديل الدقة، للتكيف مع الشاشات الأكبر لتلائم العمل مع نظام (أندرويد تي في)». وأضاف ساثر أن «زيادة عدد الأجهزة المتوافرة بنظام (أندرويد تي في) يقود إلى زيادة حماس المطورين لتقديم محتوى يلائم هذه المنصة»، مضيفاً: «نتوقع نمو عدد الألعاب على نحو سريع جداً».

تويتر