التخلي عن المزايا التي توفرها أصبح أمراً صعباً رغم تسريبات «سنودن» المتعلقة بالتجسس

مستخدمو الإنترنت مضطرون إلى الوثوق بشركات التقنية

صورة

رأى تقرير نشرته «البوابة العربية للأخبار التقنية» أن المُستخدم أصبح مُضطراً إلى الوثوق بشركات التقنية الكبرى التي تخزن بياناته الخاصة وتسجل تحركاته عبر شبكة الإنترنت.

ولفت التقرير إلى أن ثقة المُستخدمين بخدمات تلك الشركات تراجعت كثيراً خلال العامين الماضيين، وتحديداً بعد تسريبات المُتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية، إدوارد سنودن.

الاتصال بالإنترنت

تُقدم الإنترنت والتقنيات الحديثة فوائد جمة للإنسان، فمع بدايات عصر إنترنت الأشياء، تعمل الشركات والمعامل على اختلاف اختصاصاتها على جعل مُنتجاتها مُتصلة بالإنترنت، مُستفيدةً من التطور الواسع الذي تشهده صناعة أجهزة الكمبيوتر.

ويتوقع مُراقبون أن تُصبح جميع الأشياء المحيطة بالإنسان، خصوصاً في البلدان المُتقدمة، مُتصلة بالإنترنت خلال الأعوام المقبلة، فعلى سبيل المثال تتجه العديد من الشركات نحو التطوير في مجال المنازل الذكية، على غرار شركة «غوغل» الأميركية التي اشترت العام الماضي شركة «نيست» Nest بأكثر من ثلاثة مليارات دولار (نحو 11 مليار درهم)، وهي شركة مُتخصصة في صناعة أنظمة ضبط حرارة منزلية مُتصلة بالإنترنت، في الوقت الذي تقوم شركات صناعة السيارات بجلب الإنترنت إلى مُنتجاتها.

وحتى على النطاق الشخصي يزداد الاعتماد تدريجياً على الساعات والأسورة الذكية، التي تقوم بالتقاط نشاط المُستخدم، ونبض قلبه، وسلوكه أثناء النوم، والاتصال بتطبيقات لتحليل هذه البيانات، كما بدأت شركات صناعة الأجهزة الطبية تطوير أنظمة مُتصلة بالإنترنت لمراقبة صحة المُستخدم مُباشرةً.

مراقبة الخصوصية

وعلى الرغم من الفوائد التي تقدمها التقنيات المُتصلة بالإنترنت لمُستخدميها، إلا أن إحاطتها المُتواصلة بالمُستخدم تجعل منها أدواتٍ لمُراقبة تحركاته من دون علمه، إذ تواردت العام الجاري أنباء مُتنوعة تحدثت عن تجسس بعض التقنيات الحديثة على مُستخدميها، على غرار تلفزيونات شركة «سامسونغ» الكورية الجنوبية التي أكدت تقارير تسجيلها أصوات المُستخدمين ونقلها، ودُمى «باربي» التي تواردت أنباء عن تسجيلها أسئلة الأطفال وبيعها إلى طرف ثالث.

إن معظم البيانات التي تلتقطها الشركات عبر الإنترنت تتميز بمجهوليتها، لكن بمقدور العديد من الشركات ربطها مع معلوماتٍ أخرى لتستطيع التعرف على هوية المُستخدم وسلوكه على الإنترنت، فكثيراً ما تطلب شركات الإنترنت من مُستخدمها إدخال اسمه الحقيقي مثل «غوغل» و«فيس بوك»، كما يمكن للمواقع التعرف على هوية المُستخدم لدى إدخاله بيانات بطاقته الائتمانية، أو رقم هاتفه.

شركات عملاقة

وفي الحقيقة، يرزح الكثير من معلومات وبيانات مُستخدمي التقنيات تحت رحمة الشركات العملاقة، فعلى سبيل المثال تُسيطر شركة «غوغل» على ثُلثي سوق البحث عبر الإنترنت في الولايات المُتحدة، كما يمتلك 75% من مُستخدمي الإنترنت حسابات على شبكة التواصل الاجتماعي الشهيرة «فيس بوك»، في حين تتحكم «أمازون» في 70% من سوق الكتب الإلكترونية في السوق الأميركية، ما يجعل مثل هذه الشركات في موقع بارز يسمح لها بالتحكم في البيانات الحساسة، بحسب ما أشار إليه الخبير الأمني الشهير، بروس شناير Bruce Schneier.

ولا يُمكن اعتبار علاقة مُستخدمي الإنترنت مع الشركات التقنية مُشابهةً لعلاقة المُستهلكين مع الشركات التقليدية، لأن مُستخدمي الإنترنت، بحسب «شناير»، ليسوا مستهلكين، بل أشبه بمنتجات تبيعها تلك الشركات إلى مُستهلكيها الحقيقيين.

ثقة اضطرارية

وأصبح من الصعب على المُستخدمين التخلي عن المزايا الجمة التي توفرها خدمات الشركات التقنية الكبرى، كما اعتاد المُستخدمون مزايا المُزامنة التي تسمح لهم بالدخول إلى حساباتهم عبر أجهزة مُتنوعة، وهو الأمر الذي زاد من تعلق المُستخدمين بخدمات شركات على غرار «غوغل» و«أبل».

وغدا المُستخدم مُضطراً إلى الوثوق بشركات التقنية الكبرى التي تخزن بياناته الخاصة، وتسجل تحركاته عبر الإنترنت، كون استثمار الخدمات المُطورة من قبلها أصبح في كثير من الأحيان أمراً حتمياً، مع الإشارة إلى أن ثقة المُستخدمين بتلك الخدمات تراجعت كثيراً في خلال العامين الماضيين، وتحديداً بعد التسريبات والتقارير التي جاء مُعظمها من خلال المُتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأميركية، إدوارد سنودن، والتي تحدثت عن امتلاك جهات حكومية متنوعة برامج خاصة تسمح لها بالتجسس على مُستخدمي التقنيات الحديثة.

تويتر