الرعي ووظائف أخرى للطائرات من دون طيار

يتصور البعض إسهاماً للطائرات من دون طيار في أدوار أكثر جدية من الرعي فحسب، ويُضيف إليها بعض المزارعين في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان أدوات استشعار، ويستعينون بها لجمع بيانات حول حجم محاصيلهم وحالتها، كما يستخدم مزارعون طائرات آلية لعد الماشية، وتحديد أماكن الحيوانات المنتشرة على مساحات واسعة، والتعرف إلى المريضة منها والمصابة بارتفاع في درجة الحرارة بوساطة أجهزة الاستشعار الحرارية.

وفي مرتفعات اسكتلندا، تحث السياسات الزراعية على إبقاء عدد قليل من الماشية في مساحات واسعة من الأرض، الأمر الذي يُصعب العثور على الحيوانات، وقد يدفع الرعاة للمشي أميالاً عدة كل يوم، حسبما قال باحثون في «جامعة هاربر آدامز» في مدينة شروبشاير البريطانية، الذين جربوا تطوير طائرات من دون طيار يُمكنها رصد الأغنام آلياً وجمعها. وتستعين العديد من المزارع في المناطق النائية من أستراليا بطائرات الهليوكوبتر لرعي قطعان الماشية، التي ترعى في مساحات تصل إلى مليون فدان.

ويُدرك جاك هيرلي، أحد الطيارين العاملين في المنطقة، أن الطائرات من دون طيار ستُؤدي وظيفته بمجرد تحسن بطاريتها بالقدر الكافي، الأمر الذي يدفعه للعمل على تطويرها الآن.

في المقابل، يثق زميله، روس ماكدويل، بأن وظيفته في أمان، وأحياناً ما يحتاج الأمر من ماكدويل 10 ساعات لجمع مئات عدة من الأبقار تتوزع على آلاف الأفدنة.

وقال: «إنه يلزم وصول طاقة بطارية الطائرات من دون طيار إلى ما لا يقل عن ثلاث ساعات قبل حدوث أي تغيير»، مشيراً إلى فائدتها في جمع الأبقار الشاردة من ساحة إلى أخرى، حين يكون من الخطير جداً وجوده معها.

ويثير ذلك تساؤلاً حول عيوب الاستعانة بالكلاب، فمن ناحية لا تتطلب تربيتها كثيراً من المال، ومن ناحية أخرى تُعد صحبتها أفضل بالتأكيد من الطائرات من دون طيار.

ويعمل الباحثون الأكاديميون على تطوير روبوتات للرعي لغرض يتجاوز زيادة الاستعانة بالآلات، إلى التخلص من تسبب البشر والكلاب في شعور الماشية بالتوتر، ومن ثم تنشئة حيوانات أكثر هدوءاً وسعادة، وهو أمر لا يسهل دائماً قياسه في ظروف الحياة الحقيقية.

تويتر