تستطيع تغطية التضاريس الصعبة سريعاً.. وتوجيه الأغنام والماشية عن بُعد

الطائرات من دون طيار تسعى إلى احتلال مكانة كلاب الرعي

صورة

تعود بداية استعانة البشر بالكلاب لرعي الماشية وحمايتها إلى قرون طويلة، وفي عام 30 قبل الميلاد، أشار الشاعر الروماني القديم هوارس إلى الكلاب باعتبارها «الأصدقاء الخطيرين للراعي»، وأثمرت تربية الكلاب، لاسيما لرعاية الماشية والأغنام عن وجود ما يزيد على 70 سلالة لكلاب الرعي حالياً.

لكن يبدو أن هذه العلاقة الموغلة في القدم في سبيلها إلى التغير بدخول مُنافسين جدد، وبعدما أدت الآلات والروبوتات جانباً من مهام السكرتارية والكُتاب وعمال المصانع، تستعد لخوض مجال رعي الأغنام، وهي واحدة من أعرق المهن في العالم.

وبالفعل بدأ مربو الماشية المولعون بالتقنية في بلدان مختلفة تشمل المناطق النائية من أستراليا، والريف الأيرلندي، الاستعانة بالطائرات من دون طيار بديلاً رخيصاً نسبياً عن الرعاة وكلاب الرعي، وتتوافر الطوّافات المزوّدة بالكاميرات بأسعار تبدأ من 500 دولار، وبمقدورها تغطية التضاريس الجبلية سريعاً، وتوجيه الأغنام والماشية، في حين يوجد مُشغلها بعيداً في مكان آخر، وأحياناً ما يرتدي نظارة تسمح له بالرؤية من منظور الطائرة من دون طيار.

وعلى سبيل المثال، يستخدم مايكل طومسون، طائرة من دون طيار منزلية الصنع لتوجيه 1000 رأس من الغنم، تمتلكها شقيقته في دانيفيرك في نيوزيلندا، إلى المراعي الخضراء، وعادةً ما يستعين العمال في المزارع التي تمتد على مساحة 200 فدان بالخيول والمركبات التي تُلائم التضاريس المختلفة لرعي قطعان الحيوانات والاطمئنان عليها.

وقال طومسون (22 عاماً): «إن طائرته المزوّدة بأربع دوارات تُنجز هذه المهمة في وقت أقل»، مضيفاً: «تُوجد حدود لعملها، لكن لا يتوجب عليك ركوب حصان، كما أنك لست مضطراً إلى إطعامها، فقط وفر لها مزيداً من البطاريات».

وبالنسبة لتعامل قطعان الخراف معها، أوضح طومسون أن «أكثرها يطيعها، وينظر البعض إليها نظرة دهشة، ثم يُتابع الجري، إذ تخشى الخراف بطبيعتها من الأشياء التي قد تُهاجمها».

وتُعطي تجارب أوائل المستخدمين مثل طومسون أملاً جديداً للمتخصصين في تطوير الروبوتات وتصميمها، الذين عملوا على مدار فترة لا تقل عن عقدين في تطوير استخدام الآلات لرعاية الماشية، وكان علماء في «جامعة أوكسفورد» وغيرها من الجامعات البريطانية أطلقوا في عام 1995 برنامجاً باسم «مشروع كلب الرعي الروبوت» Robot Sheepdog Project، وطوّروا جهازاً يُمكنه متابعة بطات عدة من مكان إلى آخر ضمن منطقة مُغلقة.

وقال المتخصص في الروبوتات وقائد مشروع عام 1995 لاستخدام روبوت لرعي البط، ريتشارد فون، إن «اختبار معدل ضربات القلب واختبارات الدم أظهرت شعور البط بقدرٍ أقل من التوتر، مقارنة بوجود الإنسان وجسم ثعلب محشو استخدموه بديلاً عن الكلب».

وفي تجربة أحدث، ربط باحثون في المملكة المتحدة والسويد جهازاً للتتبع مع الأغنام وكلاب الرعي لجمع بيانات حول تحركاتها، وإيجاد التفسير العلمي لنجاح الكلاب في رعي الأغنام، كما يعمل حالياً باحثون في أستراليا على تطوير روبوت يتحرك على أربع عجلات يُمكنه متابعة الأبقار في مسار المشي لتهدئتها.

وبشكلٍ عام، لا يبدي المزارعون عموماً استعداداً لاستبدال كلب الرعي بروبوت يتحرك على أربع عجلات.

وفي هذا الصدد، أشار المُزارع والمسؤول في اتحاد للمزارعين في نيوزيلندا، ريك بودريل، إلى مسألتين، تتصل الأولى بقدرة الروبوت على الحركة السريعة والتعامل مع التضاريس المختلفة، بما يُضاهي كلب الرعي، وتتعلق المسألة الثانية بقدرة الروبوت على التحمل، وقال: «لا أعتقد أنه سيكون عليّ إعادة تشغيل أحد كلابي».

ومع ذلك، تحظى الطائرات من دون طيار بفرصة كبيرة لمنافسة الكلاب بسبب كُلفتها.

ويستخدم مدير متجر في مدينة كارلو في أيرلندا، بول برينمان، ما يعرف بـ«كوادكوبتر» أو طوافة ذات أربع مراوح صينية الصنع، لرعي أغنام تخص أخاه في مزرعة تمتد على مساحة 100 فدان.

وقال برينان إن «بإمكان الطوافة، التي بلغت كلفتها 1300 دولار، حصر قطيع من الأغنام بالسرعة نفسها التي يُؤدي فيها كلب أو روبوت ذي أربع عجلات هذه المهمة»، لافتاً إلى أن معدل التقدم في تطوير الطائرات من دون طيار يعني أن ستصير قريباً الأداة الأفضل لرعاة الماشية.

وفي ولاية كارولينا الجنوبية الأميركية، قال المزارع سكوت هنت: «إنه جرب طائرة من دون طيار مع أبقاره الـ20 بعدما حصل عليها كهدية في عيد الميلاد»، وأضاف أن «الأبقار ظنتها حشرة ضخمة من نوع (ذباب الخيل) التي تُهاجم الخيول والماشية».

 

 

تويتر