لزيادة أرباحها من السوق الكبرى في العالم

«فيس بوك» تعمل على جذب الشركات الصينية للإعلان في «شبكتها»

صورة

تحظر الصين عمل شركات صينية أميركية متخصصة في التكنولوجيا، منها «غوغل» و«تويتر» و«فيس بوك»، لكن هذا لا يعني هجر هذه الشركات تماماً للسوق الصينية الكبرى في العالم من حيث عدد السكان، وعلى العكس تكثف من جهودها لزيادة أرباحها في الصين من خلال جذب المعلنين.

وتسعى «فيس بوك» لتعيين موظفين جدد في مكتبها في هونغ كونغ، كما تستفيد من شريكين معتمدين داخل الصين للتواصل مع المعلنين من الشركات الصينية، وإقناعهم بفوائد نشر رسائلهم إلى 1.39 مليار مستخدم نشط لموقع «فيس بوك» شهرياً خارج حدود الصين.

وبالنسبة لشركة «غوغل» التي أنهت بعض خدماتها في الصين قبل خمس سنوات بسبب خلافات حول الرقابة الحكومية، أطلقت في فبراير الماضي قناة للمطورين باللغة الصينية في موقع «يوتيوب»، تُوفر محتوى تعليمياً لتطوير برمجيات لخدماتها، كما أتاحت أخيراً متجر «غوغل بلاي» أمام مطوري التطبيقات الصينيين. كما شهد الشهر الماضي افتتاح «تويتر» مكتبها في هونغ كونغ، في وقت تتطلع إلى توسيع أعمالها الإعلانية في الصين.

أما «فيس بوك» فأطلقت حملة لإقناع الشركات الصينية بالإعلان من خلال شبكتها الاجتماعية، وتسعى لاجتذاب أمثال شركة «يوزو إنترأكتيف» لتصميم ألعاب الإنترنت. وأفادت «يوزو»، التي تتخذ من مدينة شانغهاي الصينية مقراً لها، بأن أعداد المسجلين يومياً في لعبتها الشعبية «ليغ أوف أنغلز» قد زاد بأكثر من الضعف بعد تخصيص معظم ميزانيتها الإعلانية البالغة 10 ملايين يوان ــ أي ما يُعادل 1.6 مليون دولار ــ للإعلان في «فيس بوك».

وقال المدير المختص بالإعلانات خارج الصين في «يوزو»، ليو وانقين، «يأتي أكثر من نصف لاعبينا من (فيس بوك). يُعد (فيس بوك) أهم أدواتنا الإعلانية في الوقت الراهن»، وذلك حسب ما تضمنه تقرير نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، أخيراً.

وتأتي الجهود المكثفة لشركة «فيس بوك» ضمن مساعيها للعمل داخل الصين التي تمنعها و«تويتر» وغيرهما من خدمات الإعلام الاجتماعي الأجنبية. ويرى خبراء أن لدى «فيس بوك» فرصة للنجاح حال قررت الحكومة الصينية التخفيف من قيودها.

وعلى الرغم من أن الصين لا تفتقر إلى مواقع الإعلام الاجتماعي المحلية، ويحظى البعض منها بمئات الملايين من المستخدمين، فإن المستهلكين أبدوا قبولاً للخدمات الأجنبية أيضاً. وأشار المدير الإداري في «سوشيال آت أوجيلفي» التابعة لشركة «أوجيلفي آند ماذر» للإعلان، توماس كراميتون، إلى توافر الحماس الأولي بالفعل في الصين.

وفي الآونة الأخيرة، عمل الرئيس التنفيذي لشركة «فيس بوك» وأحد مُؤسسيها، مارك زوكربيرغ، على تعزيز مكانته في الصين، ففي أكتوبر الماضي تحدث باللغة الصينية (الماندرين) وبمستوى مقبول أمام جمهور في «جامعة تسينغهوا» الصينية، كما التقى مع بعض مسؤولي أهم شركات التكنولوجيا المحلية، منهم رئيس شركة «علي بابا» للتجارة الإلكترونية، جاك ما، والرئيس التنفيذي لشركة «شياومي» لصناعة الهواتف الذكية، ليو جون.

وفي ديسمبر، عرض زوكربيرغ لأكبر مسؤول صيني عن تنظيم الإنترنت خلال زيارة الأخير لمقر شركة «فيس بوك» في الولايات المتحدة احتفاظه على مكتبه بكتاب يعرض أفكار الرئيس الصيني الحالي شي جين بينغ.

لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه المجهودات تلقى صدى في الصين. وشهدت الشهور الأخيرة تشديد الحكومة لسيطرتها على الفضاء الرقمي، وتضمن ذلك إجبار مُستخدمي الإنترنت على كشف هويتهم، وتعتيم محتوى تصنفه ضمن الشائعات.

وأشار تقرير «وول ستريت جورنال» إلى عدم استجابة «إدارة الفضاء الافتراضي» الصينية لطلبات بالتعليق.

وبالنسبة للشركات الصينية المُعلنة في «فيس بوك»، فلا تُبدي انزعاجاً حيال نهج الحكومة الصينية. وقال كرامبتون: «تنظر الشركات هنا إلى الإعلان من منظورٍ عملي، وتقول (هل هذه هي الوسيلة لبلوغ هدف عملنا؟ وفي حال كانت الإجابة بنعم، إذن فلنفعل ذلك)».

وفي حين لا تكشف «فيس بوك» عن العائدات التي تُحققها من عملها في كل بلد، يعتقد مُحللون تنامي إسهام المعلنين الصينيين في عائدات الشركة من الإعلانات في آسيا. وخلال الربع الرابع من العام الماضي، بلغ إجمالي إيرادات «فيس بوك» من الإعلانات في آسيا 531 مليون دولار بزيادة نسبتها 67% مقارنةً بالعام السابق.

وفي ما يتعلق بشركة «غوغل»، التي تُوظف 500 شخص في بكين وشنغهاي وتُسوق إعلانات الأجهزة المحمولة و«الويب»، فتقدر عائداتها من السوق الصينية بمبلغ 1.6 مليار يوان خلال الربع الثالث من عام 2014، وهو ما يزيد بنسبة 19% عن عام 2013، وفقاً لبيانات شركة «آي ريسيرش» لأبحاث السوق.

وبدأت شركة «لايت إن ذا بوكس» الصينية لتجارة التجزئة على الإنترنت في عام 2013 شراء الإعلانات في «فيس بوك»، إلى جانب إعلاناتها في «غوغل» لمساعدتها على رفع الطلب، بحسب ما قال رئيسها التنفيذي، آلان جوا.

وأضاف جوا أن «غوغل» أكثر اعتماداً على النصوص، بينما تُتيح إعلانات «فيس بوك» حرية أكبر مع الصور والمساحة الأكبر للعرض، مشيراً إلى إعجاب شركته بما يسمح به الإعلان في «فيس بوك» من استهداف فئات ديموغرافية مُحددة. وتُدير «لايت إن ذا بوكس» حالياً إعلاناتها في «فيس بوك»، بعدما اعتمدت في البداية بشركة «بكين زووم إنترأكتيف ميديا» المعروفة أيضاً باسم «بي زووم» PZoom.

وتُعد «بي زووم» واحدة من شركتين معتمدتين لتسويق إعلانات «فيس بوك» في الصين، أما الشركة الأخرى التي بدأت تعاونها مع «فيس بوك» العام الماضي فهي «ميت سوشيال» التابعة لوكالة «شنغهاي تيان كوينغ إنفو تِك» الإعلانية.

وأوضح مُدير تسويق الإعلام الاجتماعي في «ميت سوشيال»، لين تشو، أن بداية التعاون كانت بشكل محدود، ليتحول لاحقاً إلى شراكة. وأضاف أن عدد المتعاملين مع الشركة يتجاوز الـ100، ومنهم كليات صينية للأعمال تتطلع إلى جذب طلاب من خارج الصين ومطورين لتطبيقات المحمول، ويُخصصون شهرياً مبالغ تراوح بين آلاف عدة إلى أكثر من مليون دولار للإعلانات في «فيس بوك».

وتحصل «ميت سوشيال» و«بي زووم» على عمولات من «فيس بوك»، إلى جانب رسوم خدمة من الشركات المعلنة، وتُحتسب عادةً بناءً على نسبة من الإنفاق الإعلاني للشركة. ويقول مختصون في المجال إن النسبة تتفاوت بين 10 و15% استناداً إلى مستوى العمل.

 

تويتر