تُعدّ مؤشراً إلى نمو العائدات.. وفرصة لإثبات أن بمقدور الشركة تقديم منتجات مبتكرة

«أبل ووتش» تُواجه تحدياً في تحديد هدفها واستخداماتها

صورة

حين بدأت شركة «أبل» الأميركية في تطوير ساعتها الذكية قبل نحو أربعة أعوام، تصور مسؤولوها التنفيذيون جهازاً حديثاً مُبتكراً يُساعد المستخدمين في متابعة صحتهم، ويُتيح لهم خصائص متنوعة، منها قياس ضغط الدم، ونشاط القلب، والشعور بالإجهاد. لكن الواقع أن ساعة «أبل ووتش» التي يُنتظر طرحها في الأسواق أبريل المقبل، لم تتضمن أياً من هذه المزايا.

وبحسب ما ذكرت مصادر على صلة بالأمر في تقرير نشرته صحيفة «ذا وول ستريت جورنال» الأميركية، فقد واجهت هذه التقنيات تحديات متنوعة، فبعضها لم يعمل بالشكل الملائم، كما تبين تعقيد بعضها الآخر، وحاجة توفير بعض الخصائص إلى إشراف جهات تنظيمية.

ودفع ذلك بمسؤولي الشركة لمواجهة الحاجة إلى تعريف الغرض من ساعة «أبل ووتش»، والأسباب التي قد تدفع المستهلكين للاحتياج إليها أو الرغبة في اقتنائها. وتتضمن إجابتهم الحالية مزيجاً من أسباب مختلفة؛ مثل اعتبار «أبل ووتش» ملحقاً أنيقاً لهواتف «آي فون»، وتسهيلها العرض السريع للمعلومات بدلاً من اضطرار المستخدمين للبحث في هواتفهم، والشراء بواسطة نظام «أبل باي»، والاتصال بطرقٍ جديدة، ومتابعة الأنشطة البدنية اليومية.

وأورد تقرير الصحيفة رفض «أبل» التعليق على الأمر، وكان الرئيس التنفيذي لشركة «أبل»، تيم كوك، قد ذكر في مؤتمر مع المستثمرين عُقد أخيراً، أن من بين أكبر المفاجآت التي سيلمسها مستخدمو الساعة مدى تنوع وظائفها وما يُمكنها إنجازه.

رهان كبير

وعلى الرغم من تحقيق «أبل» أرباحاً قياسية نظير بيع هواتف «آي فون»، فإن ساعة «أبل ووتش» تُعد رهاناً أكبر، ويُمكنها توفير مؤشر آخر لنمو العائدات قد يحد من اعتماد الشركة على هواتفها الذكية. كما تُمثل بالنسبة لتيم كوك فرصة مهمة لإثبات أن «أبل» لايزال بمقدورها تقديم هذا النوع من المنتجات المبتكرة التي ميزت الشركة بإدارة سلفه؛ ستيف جوبز، أحد مُؤسسيها ورئيسها التنفيذي الراحل. وتُواجه «أبل ووتش» تحديات كبيرة؛ فمن ناحية يلزم قربها من هاتف «آي فون» للاتصال اللاسلكي والحصول على معلومات عن الموقع الجغرافي للمستخدم، ما يجعل منها ملحقاً لجهاز يُمكنه بالفعل تنفيذ معظم المهام على نحوٍ جيد. ومن ناحية أخرى، تبدو جامعة لخصائص الحلي والأجهزة الإلكترونية الاستهلاكية معاً، الأمر الذي يتضمن توقعات متباينة من المستهلكين بشأن الجودة، وقدم الطُرز، وتجربة الشراء.

وبهدف علاج هذا النوع من المسائل، تعتزم «أبل» توفير ساعتها الذكية بأشكال وأسعار مختلفة تبدأ من 349 دولاراً، وصولاً إلى الطراز الأرقى الذي يتوافر بإطار ذهبي عيار 18 قيراطاً، ويُتوقع تخطي سعر هذا الطراز أغلى منتجات «أبل» الحالية، وهو كمبيوتر «ماك برو» الذي يُباع بـ4000 دولار.

كما أن تسويق «أبل» لساعات «أبل ووتش» لن يُعادل سهولة تسويق منتجاتها السابقة؛ ففي حال مشغل الموسيقى «آي بود»، قدمته باعتباره وسيلة تُتيح للأشخاص حمل مختاراتهم الموسيقية والاستماع إليها بسهولة في أي مكان، وطرحت «آي فون» باعتباره هاتفاً محمولاً وجهازاً للاتصال بالإنترنت، وعرضت الكمبيوتر اللوحي «آي باد»، طريقة أكثر بساطة لتصفح الـ«ويب» ومشاهدة الصور والفيديو.

بداية قوية

وتستعد شركة «أبل» لبداية قوية لساعتها الذكية، وطلبت من مورديها في آسيا تصنيع عدد يراوح بين خمسة وستة ملايين ساعة «أبل ووتش» لطرحها خلال الربع الأول الذي يلي إطلاقها. ونسب تقرير الصحيفة إلى أحد المصادر قوله أن نصف إنتاج «أبل ووتش» خلال الربع الأول سيكون من الفئة الأبسط ذات الطراز الرياضي، بينما سيُخصص الثلث للمستوى المتوسط الذي يُصنع من الفولاذ المقاوم للصدأ، وزجاج الياقوت.

ويُعادل إجمالي عدد الساعات الذكية المقرر طرحها مبيعات «أبل» السابقة لمنتجاتها الجديد كلياً؛ إذ باعت الشركة 7.5 ملايين جهاز «آي باد» خلال الأشهر الستة الأولى التي أعقبت طرحه في أبريل من عام 2010. وفي المُقابل، يتجاوز هذا العدد كثيراً إنتاج الأجهزة القابلة للارتداء من شركات مُنافسة، مثل «سامسونغ»، «إل جي»، «سوني»، و«موتورولا موبيليتي»، وأخرى تُوفر أدوات لمتابعة أنشطة اللياقة البدنية.

وقبل أيام قليلة، ذكرت شركة «كاناليس» للأبحاث أن الأشهر الستة الأخيرة من عام 2014 شهدت بيع 720 ألف ساعة ذكية تعمل بنظام «أندرويد وير»، وهو نظام التشغيل الذي أصدرته «غوغل» لمنتجات الحوسبة القابلة للارتداء.

وتُقدر شركة «إيه بي آي» للأبحاث بيع «أبل» 11.8 مليون من ساعات «أبل ووتش» خلال عام 2015، ما يُشكل نصف مبيعات الأجهزة القابلة للارتداء، بما في ذلك أجهزة متابعة النشاط البدني، والساعات الذكية التي لا تعتمد على نظام «أندرويد». وقال المُحلل في «إيه بي آي»، نيك سبنسر، إن الناس تركت المجال مفتوحاً أمام «أبل»؛ إذ لم تقم الشركات الأخرى بعملٍ جيد في هذا الصدد.

وفي حال نجحت «أبل» في جذب ملايين المستخدمين لساعتها الذكية، فمن شأن هذا أن يُشجع مطوري البرمجيات على تقديم تطبيقات جذابة تُعزز من جاذبية «آي فون» و«آي باد»، كما سيخفف من عبء الحاجة إلى تقديم خاصيات مبتكرة لا تُقاوم من البداية.

نظام «أبل باي»

واعتبر المحلل في شركة «فورستر» للأبحاث، جي بي جوندر، أن الفكرة عن ضرورة توفير تطبيق جذاب جداً في أي منتج لشركة «أبل» ليست بالتصور الصحيح، لافتاً إلى ظهور أمور مختلفة بحسب اختلاف الأشخاص في ما بينهم. وربما من بين المزايا المختلفة، نظام «أبل باي» لدفع الأموال الذي كشفت عنه الشركة في سبتمبر الماضي، ويُتيح للمستخدمين دفع المال مُقابل السلع من خلال التلويح بأجهزتهم أمام جهاز مخصص لقراءة البطاقات الائتمانية. وحتى الآن، يُتاح «أبل باي» فقط لأحدث طراز من هواتف «آي فون»، إلا أنه يُنتظر عمل النظام مع الطرز الأقدم من «آي فون» من خلال استخدام «أبل ووتش». كما ستُتيح الساعة لمستخدميها إتمام عمليات شراء صغيرة، مثل الحصول على المشروبات دون الحاجة إلى وجود هاتف «آي فون». وتعتمد بعض وظائف «أبل ووتش» على اللمس والشعور، فيُنتج محركها اهتزازات تُساعد في إيصال المعلومات إلى المستخدم أو المرتدي. وإضافة إلى ذلك، يُمكن للمستخدمين إتمام مهام مختلفة بناءً على مقدار ضغطهم على شاشة الساعة.

تويتر