بعد أن استحوذت على الموقع قبل 10 سنوات مقابل 25 مليون دولار

تباين آراء بشأن قرار «ياهو» بيع صور «فليكر»

صورة

في الـ20 من نوفمبر الجاري، أعلن موقع «فليكر» لمُشاركة الصور، عزمه بيع لوحات مطبوعة لملايين الصور التي نشرها مستخدموه، تتضمن 50 مليون صورة تتبع رخص «المشاع الإبداعي»، إضافة إلى عدد غير محدد من الصور الأخرى.

ومن المقرر أن تدفع شركة «ياهو» الأميركية التي تمتلك «فليكر»، 51% من أرباح الصور محفوظة الحقوق إلى أصحابها، بينما ستحتفظ بجميع عائدات الصور التي تحمل تراخيص «المشاع الإبداعي»، الأمر الذي أثار ردود أفعال متباينة بين مستخدمي الموقع، في وقت تُؤكد فيه «ياهو» قانونية قرارها، بحسب ما تضمّن تقرير لصحيفة «ذا وول ستريت جورنال» الأميركية.

 

«المشاع الإبداعي»

وتعتمد أكثر من 300 مليون صورة في «فليكر» تراخيص «المشاع الإبداعي» التي تعود لمؤسسة غير هادفة الى الربح تحمل الاسم ذاته، وتُصدر تراخيص مختلفة تُتيح للمُبدعين تحديد الحقوق التي يحتفظون بها لأنفسهم على إبداعاتهم من الكتابات والصور وغيرها، مثل توضيح مدى سماحهم بنسخ العمل، أو إعادة توزيعه، أو استخدامه في أعمال أخرى، أو الاستفادة منه لأغراض تجارية.

وانتقدت مجموعة من مستخدمي «فليكر» الذين شاركوا صورهم مجاناً في الموقع، التوجه الجديد، ومنهم الكاتبة المتقاعدة، ليز ويست، التي نشرت في «فليكر» نحو 12 ألف صورة خلال السنوات الـ10 الماضية. واعتادت بمعدل أسبوعي تلقي طلبات من أشخاص يسألونها الإذن باستخدام صورها، وعادةً ما تُسعدها الموافقة على ذلك.

وسبق أن استخدمت امرأة بريطانية صورها للزهور في إنتاج بطاقات، وأرسلت لها 100 بطاقة نوعاً من التقدير. كما استعانت شركة «فيرمونت كاستينجز» لصناعة المواقد والمدافئ بإحدى صورها في تصميم موقعها على الإنترنت، وأرسلت لها موقداً صغيراً، هدية.

لكن «ويست» لا تشعر بالارتياح تجاه خطوة «فليكر» إنتاج لوحات من صور تُتيح وغيرها من المساهمين استخدامها مجاناً، وبيعها بسعر يصل إلى 49 دولاراً للوحة، والاحتفاظ لنفسها بجميع الأرباح.

أما «ياهو» فتدافع عن موقفها، وترى أن قرارها يتوافق مع شروط رخص «المشاع الإبداعي» التي تسمح بالاستخدام التجاري.

وقال نائب رئيس «فليكر»، برناردو هيرنانديز، إن «التراخيص مُصممة بالضبط لحالة الاستخدام التي تقوم بها (ياهو) ببيع الصور». ومن المقرر أن تحمل كل لوحة ملصقاً صغيراً يحمل اسم الفنان.

وتتفق مؤسسة «المشاع الإبداعي» مع رأي «ياهو» بامتثالها مع شروط رخص «المشاع الإبداعي»، بحسب ما قال متحدث باسم المؤسسة التي تأسست عام 2001. كما قالت مديرة الملكية الفكرية في مؤسسة «إلكترونيك فرونتيرز» أو «الحدود الإلكترونية»، كوريني ماكشري، إنه «من الناحية القانونية، لا يبدو أن (فليكر) ترتكب خطأً».

 

غضب المصورين

وبعيداً عن الناحية القانونية، فقد أثار قرار «ياهو» غضب بعض المصورين الذين ينشرون أعمالهم على موقع «فليكر». واعتبرت «ويست» وآخرون أن هذه هي الخطوة الأخيرة بين سلسلة متتابعة تستهدف «ياهو» من خلالها جني الأرباح من موقع «فليكر» على حساب قاعدة مشتركيه الواسعة من المصورين.

ورأى ستيوارت بترفيلد، أحد مؤسسي «فليكر»، والذي غادرها في عام 2008، أن خطة «ياهو» لبيع الصور «ضيقة الأفق قليلاً»، في إشارة إلى افتقارها إلى الرؤية المستقبلية. وقال إن من الصعب تصور أن يغطي عائد بيع الصور كلفة ضياع السمعة الحسنة وثقة الجمهور.

وبحسب تقرير «وول ستريت جورنال»، فقد تواصلت الصحيفة مع 14 مصوراً ينشرون أعمالهم في «فليكر»، وأبدى ثمانية منهم موافقتهم على توجه «ياهو» لبيع الصور، معربين عن سعادتهم بالحصول على فرصة لعرض أعمالهم.

وقال أحد مستخدمي «فليكر» في العاصمة النرويجية أوسلو، أندرياس أوفرلاند: «سيُحب أي مصور هاوٍ أن يجد صوره معلقة على الجدران في مختلف أنحاء العالم».

في المقابل، اعترض المصورون الستة الآخرون على تحقيق الشركة الأرباح من وراء أعمالهم، إذ قال المُصور في العاصمة البرتغالية لشبونة، نيلسون لورينسو: «عندما قبلت برخصة المشاع الإبداعي، تفهمت حينها أن صوري ربما تستخدم في أمور مثل النشر في مقالات، أو أعمال أخرى يُمكن أن تظهر فيها للعلن»، مشيراً إلى أن بيع «ياهو» لأعماله وحصوله على كامل الأرباح كان أشبه بمفاجأة.

 

مواقع منافسة

وفي ما يتعلق بمواقع مشاركة الصور المنافسة، يُساعد موقع «500 بي إكس» 500px المصورين على بيع نسخ رقمية من أعمالهم والحصول على ما يصل إلى 70% من العائدات، ولا يبيع الصور المنشورة تحت رخص «المشاع الإبداعي»، وتُمثل نحو 10 آلاف صورة من بين 50 مليون صورة في الموقع.

ورأى يفجيني تكبوتراف، أحد مؤسسي «500 بي إكس»، أن قرار «ياهو» بيع الصور المنشورة تحت رخص «المشاع الإبداعي» ينتهك مقصد المستخدمين، حتى إذا كان قراراً قانونياً، وقال: «لا يُعد ذلك أخلاقياً من وجهة نظرنا».

أما موقع «ديفانت آرت» DeviantArt فيتبع منهجاً مختلفاً بعض الشيء، فمع وجود 50 مليون صورة في الموقع تحمل تراخيص «المشاع الإبداعي»، فإن الموقع يتيح للمستخدمين الحصول على حصة من مبيعات صورهم. وقال الرئيس التنفيذي لموقع «ديفانت آرت»، أنجلو سوتيرا، إن توجه «ياهو» الأخير يُظهر عدم الاحترام، ويُسيء لمفهوم المشاركة المفتوحة على الإنترنت.

أما في ما يخص «إنستغرام» و«فيس بوك»، الموقعين الأكبر لمشاركة الصور، فلا تتبع الغالبية العظمى الصور المنشورة فيهما تراخيص المشاع الإبداعي، لكن شركة «فيس بوك»، التي تمتلك تطبيق «إنستغرام» لم تتخذ أي خطوات بهدف بيع صور المستخدمين.

 

تويتر