تستهدف الساعات الذكية ويمكنها تشغيل الأوامر الصوتية وبعض التطبيقات

شرائح معالجة لتحسين استخدام الطاقة في الإلكترونيات القابلة للارتداء

صورة

تمثل البطاريات واحداً من التحديات الرئيسية في تطوير الساعات الذكية وغيرها من الأجهزة الإلكترونية القابلة للارتداء، فمثلاً تتطلب نظارة «غوغل غلاس» شحن بطاريتها لمرة واحدة على الأقل يومياً حتى مع الاستخدام الخفيف.

وتتعدد مساعي علاج المشكلة بالبحث عن سبل لتحسين كفاءة استخدام الطاقة، أو ابتكار بطاريات جديدة.

ويهدف نوع جديد من شرائح المعالجة التي تحتاج إلى قدر قليل من الطاقة لتحسين الأجهزة الذكية القابلة للارتداء، ليس فقط بإطالة عمر بطارياتها، لكن أيضاً بتوفير إمكانية استمرار الأجهزة في الاستماع إلى الأوامر الصوتية وتحليلها.

وتوفر شركة «إنيدا سيستمز» الناشئة Ineda Systems، شرائح معالجة تعمل جنباً إلى جنب مع المعالج الرئيس في الجهاز، وتتولى وظائف مثل الاستماع للأوامر الصوتية وتشغيل تطبيقات بسيطة، ما يسمح بتوفير الطاقة من خلال زيادة وقت توقف المعالج الرئيس عن العمل.

وتختبر شركة «إنيدا»، التي تأسست في عام 2010، حالياً تصميمين لشرائح المعالجة على أن يبدأ إنتاجهما الفعلي خلال العام المقبل.

وتحظى الشركة، التي يوجد مقراها في مدينتي حيدر أباد الهندية وكاليفورنيا الأميركية، بدعم عدد من المستثمرين منهم شركة «سامسونغ»، و«كوالكوم» التي تسيطر على سوق معالجات الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية.

وأشار نائب رئيس «إنيدا» للمنصات وهندسة المستهلك، أجيث دساري، إلى مراعاة شرائح المعالجة لحالات الاستخدام العادية للأجهزة الذكية القابلة للارتداء، وتخصيص المستخدم جزءاً كبيراً من الوقت للتطبيقات البسيطة.

وتتضمن شرائح «إنيدا» نواتين أو ثلاث أنوية، تتميز إحداها بقدرة منخفضة نسبياً في الوقت الذي تستهلك فيه قدراً قليلاً جداً من الطاقة ما يسمح لها بالاستمرار في عملها.

أما النواتان الأخريان فتتمتعان بقدرات أعلى، وتعملان فقط في حال الحاجة إلى إنجاز مهام أكبر، وفي حالة عدم كفايتهما يُستعان بالمعالج الرئيس للجهاز خياراً أخيراً.

وتحمل الرقاقة الأكثر تقدماً اسم «أدفانسد» Advanced وتستهدف الطرز الراقية من الساعات الذكية، إذ من المقرر البدء في إنتاجها العام المقبل. وتتضمن ثلاث نوى معالجة، يمكن لأقلها قدرة تنفيذ مهام كمتابعة مستشعرات الحركة لتتبع إيماءات المستخدم، والحفاظ على الاتصال بتقنية «بلوتوث»، إضافة إلى التعرف إلى العبارة الأساسية لتشغيل الجهاز.

وتساند النواة الثانية النواة الأولى لأداء مهام أكثر تعقيداً على غرار تشغيل الموسيقى، والتعرف إلى مجموعة من الأوامر الصوتية، وتشغيل تطبيق بسيط مثل المختص بتتبع ضربات القلب. أما انضمام نواة المعالجة الثالثة للعمل، فيتيح للشريحة تنفيذ مهام أكبر، مثل التمييز الكامل على الحديث الذي يتطلب الوصول إلى البيانات عبر الإنترنت.

وتوفر «إنيدا» تصميماً آخر أبسط لشرائح المعالجة يحمل الاسم «ميكرو» Micro، ويشتمل على نواتين فقط، ويمر حالياً بمرحلة الاختبارات في سبيله للإنتاج.

وتستهدف الشركة بشريحة «ميكرو» أنواع الساعات الذكية وغيرها من الأجهزة القابلة للارتداء التي لا تتيح وظائف متعددة، كما يمكن إضافتها إلى الهواتف الذكية لزيادة كفاءة استهلاك الطاقة، حسب ما قال دساري.

وربما تكون الهواتف الذكية هي الأجهزة الأولى التي تشهد استخدام شرائح «إنيدا»، نظراً إلى أنه سبق أن اختبر عدد من المصنعين استخدام شرائح معالجة مساعدة لإطالة عمر البطارية وتحسين أدائها الوظيفي. وعلى سبيل المثال يتضمن هاتف «آي فون» الأخير شريحة M7 المخصصة لمعالجة بيانات مستشعر الحركة، كما يتضمن هاتف «موتو إكس» من «موتورولا» شريحة مكرسة للمهمة ذاتها، وأخرى صممت للاستماع باستمرار لعبارة «أوك، غوغل».

وأفاد دساري بأن شرحة «إنيدا» يمكنها القيام بمجموعة متنوعة من المهام، موضحاً أن «لدى هاتف (موتو إكس) شريحتين مختلفتين، لكن يمكننا تحقيق الشيء نفسه بشريحة واحدة».

واعتبرت الأستاذة المساعدة في «الجامعة الوطنية» في سنغافورة، توليكا ميترا، أن طريقة «إنيدا» تساعد في توفير الطاقة، وأشارت إلى اتباع شركة «إيه آر إم» ARM، التي تعتمد معظم معالجات الأجهزة المحمولة تصميماتها، اتجاهاً مماثلاً بإطلاق مجموعة شرائح big.LITTLE التي تشمل أنوية معالجة كبيرة وأخرى صغيرة.

وأضافت ميترا أن «مسار شركة (إنيدا) مختلف، فبدلاً من نوى كبيرة وصغيرة فقط، الآن لديك مجموعة من النوى».

وفي الوقت نفسه، لفتت ميترا إلى أحد التحديات التي تواجه شرائح المعالجة من شركة «إنيدا»، وهي بناؤها اعتماداً على معمارية MIPS التي تستخدم في المعالجات منخفضة الأداء نسبياً، وتنافس شرائح ARM التي بنيت عليها أنظمة التشغيل التي يستخدمها مصنعو الأجهزة المحمولة، ما يعني حاجة أنظمة التشغيل إلى بعض التعديلات لتتمكن من دعم معمارية مختلفة.

وأقر أجيث دساري، من «إنيدا» بمواجهة الشركة مسألة تكامل البرمجيات، مشيراً إلى أفكار لمعالجة الأمر، ومنها تلميح «غوغل» إلى استعدادها لدعم الشرائح المبنية على معمارية MIPS، كما أن شركة «إيمجنيشن» Imagination التي ترخص MIPS من بين المتعاونين مع «غوغل» في تطوير نظام تشغيلها لأجهزة الحوسبة القابلة للارتداء، المعروف باسم «أندرويد وير».

تويتر