تخفّضان كلفة ووقت إنشاء الأعمال

أدوات التقنية والإنترنت تسهّلان بيع المنتجات وتسويقها

صورة

غيرت التكنولوجيا كثيراً من طريقة تسويق وبيع المنتجات، بداية من المتاجر الإلكترونية إلى آليات التفاعل مع المستهلكين، وتسويق المنتجات على الإنترنت لجمهور عالمي محتمل، كما وفرت خدمات الحوسبة السحابية للشركات الصغيرة إمكانية تجميع المكونات الضرورية لإطلاق متجر إلكتروني محلي أو عالمي بسرعة وبكلفة زهيدة.

وعلى سبيل المثال، لم تُعد الحملات الإعلانية التقليدية في التلفزيون والصحف والإنترنت السبيل الوحيد للتعريف بالمنتجات الجديدة، فأحياناً يُعطي إنتاج فيديو جيد، ونشره مجاناً على موقع مثل «يوتيوب»، نتيجة أفضل كثيراً.

ووقع اختيار شركة «ويليام مارك» على الفيديو لتسويق ألعابها «إير سويمرز»، وهي أسماك طائرة يمكن التحكم بها عن بعد، وبالفعل حققت الشركة، التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً، 11 مليون مشاهدة على موقع «يوتيوب» خلال ثلاث سنوات، وفق ما ورد في تقرير نشره موقع «بي بي سي».

وأوضح المسؤول في «ويليام مارك»، مارك فورتي، أن «تصوير الفيديو استغرق نحو أسبوع واحد»، مشيراً إلى أن إعداد الفيديو لم يكلف شيئاً، فما فعلوه كان القيام بجولة في المدينة والمرح مع اللعبة القابلة للنفخ.

وأوضح أنه «على نحو غير متوقع عرف العالم كله بمنتجنا، فغُمرنا برسائل البريد الإلكتروني وارتفعت المبيعات».

واعتبر أن حصول الفيديو على الشعبية والقبول يُمثل أفضل عائد للاستثمار، فلقاء مقابل مجاني تقريباً، أمكن الوصول إلى العالم.

ويتفق معه الرئيس التنفيذي لشركة تسويق الفيديو «ريجستر»، تشارلي مويرهيد، الذي قال إن «الفيديو يعد أفضل طريقة لشرح منتجك، سواء كنت جزاراً أو شركة سيارات، النصوص والصور ستتطلب فقط جهداً أكبر للقراءة».

وأشار مويرهيد إلى تراجع كلفة الإنتاج كثيراً؛ فيُمكن حالياً إنتاج فيديو بجودة عالية جداً مقابل بضع مئات من الجنيهات الإسترلينية، والحصول على فيديو رائع مقابل بضعة آلاف. وإلى جانب التسويق، تُتيح شركات تطوير المواقع مثل «بيز كيت» و«ويكس» للشركات الصغيرة إنشاء مواقع ذات تصميم متجاوب ومتكيف ببساطة وبكلفة زهيدة. ويُمكن للشركات الصغيرة الاعتماد على غيرها في عمليات المحاسبة والبيع.

وقال المدير الإداري في شركة «إكسيرو» لبرمجيات المحاسبة، غاري تيرنر، إن «بمقدور أصحاب المشروعات أن يؤسسوا لوجودهم على الإنترنت ولمتجر خاص بهم في غضون أسبوع مقابل كلفة شهرية منخفضة للغاية». وتُقدم «إكسيرو» خدمات التسعير والمحاسبة وتتبع الأسهم، ويستخدم منصتها 284 ألف شركة صغيرة من بائعي زيوت الطعام إلى الملابس التقليدية، كما توفر الشركة الوصول لقائمة من 300 أداة إضافية لخصائص التجارة الإلكترونية والتسويق، وفقاً لتيرنر.

وإلى جانب ذلك، من المهم للشركات الصغيرة مواكبة أحدث الأدوات التقنية التي قد تُحسن من تجربة متعامليهم على الإنترنت، ومنها أدوات قياس الملابس وغرف القياس الافتراضية التي تُعالج مشكلة قياسات الملابس غير الملائمة عند الشراء من المتاجر الإلكترونية.

وتستخدم شركة «فيتينج ريلتي» الروسية برمجيات الواقع المعزز على التلفزيون أو الحاسب، وتعتمد على كاميرا مستشعر «كينكت» من «مايكروسوفت» لالتقاط قياسات المستخدم بدقة، ثم يقف أمام الشاشة ليُظهر البرنامج كيف سيبدو عليه الرداء أو القميص الذي اختاره.

واعتبر مؤسس «فيتينج ريليتي»، إنجا ناكمانسون، أن «القياس الظاهري يُمثل فرصة عظيمة للتجارة الإلكترونية»، مضيفاً أن «توافر بيانات أكثر دقة عن أشكال الأجسام يُبشر بمستقبل أفضل لتصميمات الملابس».

لكن توافر متجر إلكتروني لبيع المنتجات لا يكفي في هذه الأيام لنجاح المنتج وتمييزه عن منافسيه، فيتوقف النجاح أيضاً على التفاعل المتواصل مع المستهلكين، وتوفير محتوى مفيد وجذاب يُحسن ترتيب الموقع في محرك البحث «غوغل»، ويسهل الوصول إليه بنقرات قليلة، وأيضاً تتبع اهتمامات المتعاملين كالسبب في تراجعهم عن إتمام شراء أحد المنتجات، والمشكلات التي قد تواجههم في استخدام الموقع، والمشتريات التي يتمنون الحصول عليها. واعتبرت الرئيسة التنفيذية لشركة «إس دي إل» للتجارة الإلكترونية والتسويق الرقمي، بيج أونيل، أنه «ينبغي على الشركات الصغيرة، ضمن العمل على بناء قوة علامتها التجارية أمام الكيانات الكبيرة في تجارة التجزئة على الإنترنت، التركيز على تحسين تجارب المستخدمين، ومحاكاة التجارب الشخصية في المتاجر الفعلية التي يُحبها العديد من المستهلكين كثيراً».

وأفادت أونيل بأن «المواقع تحتاج إلى أن تصبح مراكز للمحتوى للزوار، يستكشفون فيها مثلاً أحدث اتجاهات المشاهير؛ لإبرازها على محركات البحث وتشجيع المتعاملين على تكرار زياراتهم»، لافتة إلى أن «ذلك يعني تعزيز التجارة الإلكترونية بمحتوى آخر مثل الفيديو والمدونات الداخلية أو الخارجية والإعلام الاجتماعي مثل (تويتر) و(فيس بوك) و(إنستغرام) و(بنترست) و(تمبلر)».

وإلى جانب إعداد المتجر والتسويق، قد تختار شركات صغيرة ألا تبدأ من الصفر، لذلك تلجأ إلى عرض منتجاتها في أسواق ومتاجر عالمية قائمة بالفعل مثل «إي باي» و«أمازون» و«إتسي» و«راكوتن»، وفي هذا الخيار أيضاً ستجد العديد من الشركات التي ترعى أعمالها وتتولى التسويق وخدمة المتعاملين.

وقال رئيس قسم تسويق المنتج في شركة «أفانجيت» للتجارة الرقمية، راج بادريناث: «يتعين عليك توفير تجربة سلسة للمتعاملين بغض النظر عن الكيفية التي يتفاعلون بها معك، سواء كان ذلك عبر موقع، أو محمول، أو الإعلام الاجتماعي، أو مركز اتصال». وتتيح «أفانجيت» للشركات الصغيرة الوصول لأسواق عالمية، وخدمات متعاملين بتسع لغات عبر قنوات مختلفة، كما تتعامل مع المدفوعات بالعملات الأجنبية.

وقال بادريناث: «نجمع العمل لأجلك، لكننا فقط نأكل حين تأكل»، وأشار إلى نموذج عمل الشركة الذي يتقاسم المخاطرة مع المُنتج، وتحصل شركته على نسبة تراوح بين 8 و10% من العائدات.

 

 

تويتر