ألمانيا تعترف بها رسمياً.. وأجهزة صراف آلي في كندا نوفمبر المقبل

«بـيتكوين».. عملة إلكترونية يتم تداولها عبر الإنترنت

«بيتكوين»عملة رقمية افتراضية لا تمتلك رقما متسلسلا.روتيرز

قال ثلاثة طلاب كنديين إنهم سيطلقون قريباً أول جهاز صراف آلي في العالم يستطيع تبديل الدفعات النقدية بعملة «بيتكوين» الإلكترونية أو العكس.

وتُعتبر «بيتكوين» أول عملة إلكترونية بشكل كامل يتم تداولها عبر الإنترنت فقط من دون وجود «فيزيائي» لها. كما تختلف عن العملات التقليدية بعدم وجود هيئة تنظيمية مركزية تقف خلفها، إلا أنه يمكن استخدامها مثل أي عملة أخرى للشراء عبر الإنترنت، أو حتى تحويلها إلى العملات التقليدية. ويمكن استخدام آلة الصراف الجديدة التي تدعى «روبوكوين» لتزويدها بما يصل إلى 3000 دولار كندي يومياً، إذ تحول الآلة المبلغ من عملة «بيتكوين»، فيما تنقله محفظة «بيتكوين» الإلكترونية الخاصة بالمستخدم.

وطرح فكرة «بيتكوين» للمرة الأولى، على هيئة ورقة بحثية، شخص أطلق على نفسه الاسم الرمزي «ساتوشي ناكاموتو»، ووصفها بأنها نظام نقدي إلكتروني يعتمد في التعاملات المالية على مبدأ «الند للند»، وهو مصطلح تقني يعني التعامل المباشر بين مُستخدم وآخر دون وجود وسيط.

وتوصف «بيتكوين» بأنها عملة رقمية ذات مجهولية، بمعنى أنها لا تمتلك رقماً متسلسلاً، ولا أي وسيلة أخرى كانت من أي نوع تتيح تتبع ما تم إنفاقه للوصول إلى البائع أو المشتري، ما يجعل منها فكرة رائجة لدى كل من المدافعين عن الخصوصية، أو بائعي البضاعة غير المشروعة (مثل المخدرات) عبر الإنترنت على حد سواء.

وتقوم «بيتكوين» على التعاملات المالية بين شخصين بشكل مباشر دون وجود هيئة وسيطة تنظم هذه التعاملات، إذ تذهب النقود من حساب مستخدم إلى آخر بشكل فوري، ودون وجود أية رسوم تحويل، ودون المرور عبر أية مصارف، أو أية جهات وسيطة من أي نوعٍ كان.

وعلى عكس العملات التقليدية التي عادةً ما تكون مدعومة بأصول معينة مثل الذهب أو العملات الأخرى، فإن «بيتكوين» يتم دعمها وإنتاجها من المستخدمين أنفسهم، ويقصد بالمستخدمين أي مستخدم يرغب في التعامل مع «بيتكوين»، ويمتلك جهاز كمبيوتر واتصال بالانترنت. ويتم هذا من خلال عملية تُدعى «التنقيب»، وهو عبارة عن تطبيق خاص يثبته المستخدم على أي جهاز كمبيوتر، ليقوم التطبيق بعملية إنتاج عملات «بيتكوين» جديدة وبشكل بطيء.

ويستطيع المستخدم من خلال هذه العملية الحصول على قطع «بيتكوين» النقدية الافتراضية مقابل استخدام التطبيق للقدرة الحسابية التي يقدمها معالج جهاز الكمبيوتر الخاص بالمستخدم في توليد كميات جديدة من العملة.

وعندما يتم توليد مجموعة جديدة من القطع النقدية لدى كل مستخدم، يتم توزيع هذه المبالغ وفق خوارزمية معينة بحيث لا يمكن أن تصل القيمة الكلية لعملات «بيتكوين» الموجودة في السوق لأكثر من 21 مليون «بيتكوين»، كما يحصل المستخدمون أصحاب قوة المعالجة الأعلى، على حصة أكبر تتناسب مع مدى إنتاج أجهزتهم من العملات.

ورغم وجود مجموعة محدودة نسبياً من المواقع التي تقبل استقبال دفعات «بيتكوين» لقاء منتجاتها، وذلك مقارنةً بالمواقع التي تتعامل بالعملات التقليدية، إلا أن «بيتكوين» مدعومة من مجموعة متزايدة من المواقع، من بينها شركات ومواقع كبيرة ومتنوعة، مثل مواقع بيع خدمات الاستضافة، وحجز أسماء النطاق والشبكات الاجتماعية ومواقع الفيديو والموسيقى، والمواقع المتنوعة التي تبيع مختلف أنواع المنتجات. وإضافة إلى شراء المنتجات، يستطيع المستخدم تبديل قطع «بيتكوين» النقدية الموجودة لديه بعملات أخرى حقيقية، وتتم عملية التبديل هذه بين المستخدمين أنفسهم، الراغبين في بيع مبالغ «بيتكوين» وشراء عملات حقيقية مقابلها، أو العكس.

ونتيجةً لذلك، تمتلك «بيتكوين» سعر صرف خاصاً بها، ويتجه هذا السعر إلى تصاعد، إذ يصل اليوم إلى 120 دولاراً، بعد أن كانت تعادل بضعة دولارات فقط قبل عامين. ودفع مؤسس المشروع، ميتشيل ديميتر، مع شركائه أكثر من 90 ألف دولار لبناء خمسة أجهزة صراف آلي، ويأمل القائمون على المشروع وضع هذه الأجهزة في مناطق متفرقة من كندا، فيما سيتم وضع أول هذه الأجهزة في الخدمة الأسبوع المقبل.

يُذكر أن ألمانيا تعتبر الدولة الوحيدة حتى الآن التي اعترفت رسمياً بعملة «بيتكوين» على أنها نوع من النقود الإلكترونية، وبهذا اعتبرت الحكومة الألمانية أنها تستطيع فرض الضريبة على الأرباح التي تحققها الشركات التي تتعامل بـ«بيتكوين» في حين تبقى المعاملات المالية الفردية معفيةً من الضرائب. وعلى الرغم من عدم وجود قانون ينظم التعامل بعملة «بيتكوين» الإلكترونية في كندا، فإن القائمين على مشروع اجهزة الصراف الآلي يعتقدون أن مشروعهم لا يخالف القوانين الكندية.

 

تويتر