المدينة العربية الأولمبية.. و«الملف المفقود»

أبطال أولمبيون: خذوا العظـة من الصـين..لنخـطّـط ونخدم الأجيال

صورة

شدد أبطال أولمبيون عرب على ضرورة وضع خطط واستراتيجيات تدعم مدناً عربية في تقديم ملف قادر على استضافة دورة الألعاب الأولمبية، مشيرين إلى أن الحدث الرياضي الضخم يتطلب العمل لسنوات ولن يأتي مصادفة، لحاجته إلى ترتيبات لوجستية وتنسيق عالي المستوى، وامتلاك «كاريزما» عالمية جاذبة تقنع اللجنة الدولية الأولمبية بإمكانية مدينة عربية على تنظيم الحدث التاريخي.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن «خبرات استضافة الأولمبياد ليست موجودة في المدن العربية حالياً، لكن يجب عدم الاستسلام، والبحث عن طريق يقربنا عاماً بعد آخر من فرصة اللحاق بركب الدول المتقدمة التي سبق لها استقبال العرس الأولمبي، وحققت من خلاله عوائد فنية واقتصادية ومجتمعية»، وأضافوا: «خذوا العبر من الصين التي نظمت أولمبياد بكين عام 2008 وحققت من خلاله طفرة في المنشآت الرياضية، ورفعت قاعدة الممارسين لألعاب جديدة لم تكن منتشرة في البلاد، فضلاً عن تفوقها على بقية الدول رياضياً».

وكانت الصين في «بكين 2008» قد استغلت أرضها وجمهورها، وتفوقت على الولايات المتحدة في الترتيب العام برصيد 100 ميدالية، منها 51 ذهبية كفلت لها المركز الأول، فيما جمع أبناء العم سام 110 ميداليات، منها 36 ذهبية، لتفقد أميركا موقعها الريادي للمرة الوحيدة خلال النسخ الست الماضية من عمر الأولمبياد.

وانقسم الأبطال بين متفائل ومتشائم تجاه قدرة العرب على استقبال الحدث التاريخي الضخم بحكم تجاربهم في الأولمبياد، لكنهم أعربوا عن أملهم في الاستضافة، مشددين على أهميتها في النهوض بمستوى الرياضة العربية، وتطوير نتائجها وأرقامها.

محمد رشوان : نحتاج إلى المال والوقت

أكد البطل الأولمبي المصري السابق، محمد رشوان، الحائز فضية الجودو في دورة لوس أنجلوس 1984، أن خبرات استضافة دورات الألعاب الأولمبية ليست موجودة مع الأسف في المدن العربية، وهو ما يجعل هناك صعوبة في أن يتحول طموح الاستضافة الى واقع على الأرض.

محمد رشوان:

«مدن العرب قادرة على الاستضافة في الشرق أو الغرب، مثل أبوظبي ودبي والرياض والكويت وتونس ومراكش والقاهرة».

وقال: «على سبيل المثال، الدورات الأولمبية تحتاج إلى عدد كبير جداً من المتطوعين يصل عددهم ما بين 70 إلى 100 ألف شخص، لديهم الثقافة واحترافية التعامل مع الرياضيين بمختلف شهرتهم وإجادة جميع لغات العالم، وتخصيص هذا العدد الكبير لتغطية جانب واحد فقط من استضافة الاولمبياد يحتاج الى المال والوقت، إذ نحتاج إلى تجهيز كل هذه الكوادر لتقوم بدورها الذي قد لا يكون واضحاً أمام المشاهد العادي أو حتى لسكان المدن التي تستضيف الأولمبياد، لكنه مهم جداً للجنة المنظمة وأيضاً للرياضيين».

وأضاف: «أنا بطبيعة الحال لست شخصاً متشائماً، وعلى يقين تام بأن الأمة العربية إذا أرادت أن تفعل شيئاً فهي قادرة على تنفيذه، صحيح أن هناك صعوبات كبيرة بشأن استضافة الأولمبياد، على الرغم من الكلفة المالية العالية المطلوبة، بيد أن الأمر برمته يحتاج الى تكاتف عربي، وتوافق على المدينة التي يمكنها أن تستضيف، لان هذا الأمر لو تحقق سيساعد في إقناع اللجنة الأولمبية الدولية بقرار إقامة الأولمبياد في بلد عربي».

وتابع «العرب يمتلكون مدناً لديها القدرة على استضافة ناجحة للأولمبياد في الشرق، مثل أبوظبي ودبي والرياض والكويت، وأيضاً مدن في الغرب، مثل تونس ومراكش والقاهرة، وإن كانت الإمكانات لديها أقل إلا أنها تمتلك بنية تحية تستطيع أن تكمل عليها».

وختم رشوان: «إقامة الأولمبياد في منطقة الخليج لا يعد صعباً من الناحية النظرية، رغم ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف، إذ يمكن إقامة هذا الحدث خلال شهر سبتمبر، وأتصور أنه توقيت مناسب، سواء للمدن الخليجية أو اللجنة الأولمبية التي تقيم الدورة خلال يوليو وأغسطس».

نورية بنيدة : المدن الخليجية الأكثر قدرة على تنظيم الأولمبياد

قالت النجمة الجزائرية نورية مراح بنيدة، الفائزة بالميدالية الذهبية في سباق 1500 متر في دورة سيدني عام 2000، إنها متفائلة بقدرة العرب على استضافة احدى دورات الألعاب الأولمبية في المستقبل القريب.

نورية بنيدة:

«الدول الخليجية تبقى الأكثر قدرة على استضافة الأولمبياد، ومدنها تطورت بصورة كبيرة في آخر 10 سنوات».

وأضافت: «لم لا نستضيف الأولمبياد؟ نحن بحاجة فقط للإصرار والعمل الجاد لتحقيق هذا الحلم، لدى الكثير من الدول العربية منشآت رياضية على مستوى عالٍ، ونحن بحاجة لأن نُشيّد بعض الملاعب التي تحتاج إليها الدورات الأولمبية الى جانب مضمار أولمبي، فيما نمتلك الصالات المغلقة وبجودة عالية».

وتابعت: «هناك الكثير من الحكومات العربية التي قامت بجهود كبيرة في السنوات الماضية لتطوير البنية التحتية وطورت المطارات وشيدت الجسور، وأصبح لدينا مدن عربية تضاهي نظيرتها في أوروبا، لكن ما ينقصنا فقط هو الثقة بالنفس وفي القدرات العربية لنخطوا تلك الخطوة بشجاعة، سعياً لإثبات الذات بأننا كدول عربية قادرون على أن نفعل ما فعلته دول أخرى سبقتنا في هذا المجال».

وأشارت إلى أن «المدن الخليجية تبقى من وجهة نظري الأكثر قدرة على استضافة الأولمبياد، ومدنها تطورت بصورة كبيرة في آخر 10 سنوات وأصبح فيها مطارات ومئات الفنادق، إضافة الى البنية المناسبة التي مكنت كلاً منها من استضافة العديد من كبرى الأحداث على المستويين العالمي والقاري، فضلاً عن كونها تمتلك مسؤولين رياضيين ذوي كفاءة عالية».

وأوضحت البطلة الجزائرية: «يجب أن يبدأ وزراء الشباب والرياضة العرب واللجان الأولمبية المحلية العمل معاً يداً بيد، لتدعيم إحدى مدننا العربية لاستضافة الاولمبياد، وهذه الفكرة لو أخذت بجدية على أرض الواقع سيكون ذلك انتصار كبير للعرب أجمع وليس للمدينة الفائزة فقط».

وختمت «العرب قادرون على فعل المستحيل وقهر كل الظروف لتنظيم دورة مفيدة رياضياً ومجتمعياً للأجيال اللاحقة تبني مستقبلاً مزدهراً لنبدأ نشاهد تفوقاً عربياً في الساحات العالمية والمنافسة في كل الألعاب، أتمنى أن يتحقق الحلم».

فهيد الديحاني : الرياضة النسائية «سلبية العرب» في نظر الغرب

أكد الرامي الكويتي فهيد الديحاني، الفائز بذهبية أولمبياد ريو دي جانيرو 2016، بمسابقة الرماية «دبل تراب»، استحالة قيام أي مدينة عربية بتنظيم دورة الألعاب الأولمبية قبل مرور 100 عام على الأقل، على حد تعبيره.

فهيد الديحاني:

«من الممكن للعرب أن يستضيفوا الأولمبياد، بعد زمن طويل تتحسن فيه أحوالهم الاقتصادية والرياضية على وجه الخصوص».

وقال الديحاني: «نعم، نحتاج إلى 100 عام من التحضير والتخطيط على صعيد البنية التحتية، وتجهيز المنشآت الرياضية وفق مواصفات أولمبية، وتجهيز كوادر إدارية، وبناء علاقات قوية مع الدول والاتحادات واللجنة الأولمبية الدولية المعنية باتخاذ القرار في هذا الشأن».

وأضاف: «لكي نأخذ المسلك الصحيح لبناء تلك العلاقة، علينا تنظيم أحداث عالمية وقارية من المستوى الرفيع، ليتأكد العالم أن لدى المدن العربية المقومات الأساسية التي تُؤهل إحداها لاستضافة هذا الحدث الأبرز للرياضيين، الذي يأتي كل أربع سنوات، وهذا هو قصدي من بناء العلاقات القوية مع الاتحادات واللجنة الأولمبية الدولية، وليس علاقات الأفراد مع بعضهم بعضاً».

وأوضح: «الوصول لتلك الخطوة الأولية يحتاج إلى بناء منشآت رياضية بكلفة مالية عالية لا تستطيع غالبية المدن العربية التي تعاني أزمات اقتصادية كبيرة توفيرها، وهو ما يجعلني غير مُصدق بأن العرب من الممكن أن يستضيفوا الأولمبياد، فهم بحاجة إلى زمن طويل تتحسن فيه أحوالهم الاقتصادية والمعيشية عامة، والرياضية على وجه الخصوص».

وأشار فهيد الديحاني إلى أن «ثمة سلبية أخرى لا يراها الكثيرون تتعلق بإهمال معظم الدول العربية، وإن لم يكن جميعها، للرياضة النسائية، وهي السلبية الأبرز التي ينظر إليها الغرب لرياضتنا العربية، فهناك ألعاب، كما في الرماية، ترفض فيها اتحاداتنا الرياضية مشاركة المرأة في المسابقات المختلطة، وهذا الأمر رسخ لدى اللجنة الأولمبية الدولية قناعة أن هناك تفرقة بين الرجل والمرأة العربية في تعريفنا للرياضة وممارستها على النحو الذي يتعامل به الغرب».

خالد بولامي : تنظيم الأولمبياد سينهض بالرياضة العربية

قال البطل الأولمبي المغربي السابق خالد بولامي الحائز الميدالية البرونزية في سباق 5000 متر بدورة الألعاب الأولمبية «أتلانتا 1996»، إن بعض دول الخليج ومصر والمغرب تتوافر فيها المقومات لاستقبال الأولمبياد، ومستقبلها مزدهر اقتصادياً ورياضياً، وبإمكانها تسخير الرأي الدولي وكسب ثقة اللجنة الأولمبية الدولية، على الرغم من المنافسة الشرسة التي قد تخوضها أمام ملفات أميركا ودول أوروبا التي تكررت فيها استضافة الدورة.

خالد بولامي:

«كم تمنيت منذ كنت عدّاءً منافساً في المضامير أن أعدو في الأولمبياد على أرض عربية وأحظى بتشجيع أبناء جلدتي».

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

وأضاف أن «الأولمبياد له انعكاسات رياضية إيجابية على الدول التي تحظى باستضافته، وسينهض بالتأكيد بقواعد الممارسة للألعاب، لاسيما الحديثة، وبمستوى الرياضيين العرب في حالة اللعب على أرضهم ويعزز من ثقتهم بأنفسهم، فكم تمنيت منذ كنت عدّاءً منافساً في المضامير أن أعدو في الأولمبياد على أرض عربية وأحظى بتشجيع أبناء جلدتي».

وأوضح «فكرة التنظيم يجب أن نؤمن بها وندعمها ولا نقلل من قدراتنا أمام الغرب، ولا أعتقد بأن اللوبي الغربي سيقف عائقاً أمامنا، فالمغرب على وجه التحديد يمتلك المقومات للاستضافة، وكل ما يحتاجه دعم العرب ومساندته حال تقدم بملف مستقبلاً، خصوصاً أنه قدم ملفا رسميا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2026».

وأكمل بولامي «بعض دول الخليج حال رغبت في الاستضافة، لن تقف أمامها الظروف المناخية عائقاً، فكل شيء له حلول، ودرجات الحرارة ليست مشكلة إذا أقيم الأولمبياد في فصل الشتاء الذي ليس له مثيل في الخليج، ويزوره سنوياً ملايين السياح الأجانب».

وختم «أتمنى أن تتحول الفكرة إلى واقع ونرتقي بالرياضة العربية من زاوية تنظيم الأولمبياد، والاستفادة من الدول المتقدمة رياضياً من خلال نشر رياضات جديدة في ملاعبنا وساحاتنا الرياضية، وفي غضون ثماني سنوات بإمكان العرب اكتشاف المواهب وتأهيل وصقل رياضيين للمنافسة الحقيقية في مختلف الألعاب».

- للإطلاع على الحلقة الأولى -المدينة العربية الأولمبية.. و«الملف المفقود»(1-4) - يرجى الضغط على هذا الرابط.

- للإطلاع على الحلقة الثانية - 30 مليار دولار «فاتورة» تنظيم العرب للأولمبـياد.. وبـ«شروط» (2-4) - يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر