رياضيون ومشجعون يقدّمون 7 توصيات لحماية مشاعر اللاعبين.. ويتساءلون:

لماذا غابت العقوبات الانضباطية عن واقعتي ديوب وزهران

صورة

شدد مشجعون ورياضيون على أهمية اتخاذ عقوبات انضباطية رادعة وفق الأطر القانونية، بحق من يرتكبون مخالفات في مدرجات أثناء مباريات كرة القدم، خصوصاً بعد واقعتي العنصرية اللتين حدثتا، أخيراً، ضد مهاجم شباب الأهلي - دبي، السنغالي ماخيتي ديوب، ومدافع عجمان حسن زهران.

7 توصيات لإيقاف تجاوزات الجمهور

1- عودة رجال الشرطة إلى المدرجات، بدلاً من أمن الشركات الخاصة.

2- تنظيم ورش عمل لتوعية الجماهير.

3- استغلال الشاشات الموجودة في الملاعب وبث مقاطع قبل المباريات تُحارب التعصب.

4- تخصيص جوائز شهرية لأكثر جماهير الأندية التزاماً وحضوراً في المباريات.

5- مبادرة الأندية بمنع أي مشجع من حضور المباريات، لأنه لا يلتزم بالتشجيع المثالي.

6- تحذير اللاعبين من الآثار السلبية لاستفزاز الجماهير بإشارات أو حركات خارج النص.

7- دور قيادات المشجعين في ضبط إيقاع المشجعين، والتركيز على فرقهم دون التطرق إلى لاعبي الفرق الأخرى.

وتساءل الرياضيون عن غياب لجنة الانضباط في اتحاد كرة القدم، عن إيقاع عقوبة بحق الفئة القليلة من الجماهير، التي تصرفت بعنصرية ضد اللاعبين في الجولتين الأخيرتين من دوري الخليج العربي، وكأس المحترفين.

وكان اللاعب ديوب قد ذكر أن قلة من جمهور الوصل وصفته بـ«القرد»، خلال مباراة جمعت الفريقين في كأس المحترفين، فيما شكا مدافع عجمان، حسن زهران، قلةً من جمهور الشارقة كانوا قد نعتوا والده المتوفى، وأمه المريضة، خلال مباراة البرتقالي أمام الملك الجمعة الماضية، ما دفع بإدارة الناديين (الوصل والشارقة) إلى إصدار بيانات شجبا فيها مثل هذه التصرفات، واعتبرت القائمين عليها أفراداً لا يُمثلون الجمهور الحقيقي لهما، خصوصاً أن أنصار الناديين من الجماهير العريقة التي يشهد لها دائماً الالتزام بالأخلاق والآداب العامة، ولديها العديد من المبادرات التي تخدم الروح الرياضية.

ولم تتخذ لجنة الانضباط، إزاء واقعة ديوب، أي عقوبات أو ردة فعل رغم أن الإعلام تناول القضية وأدلى فيها اللاعب بدلوه، بينما ينتظر مدافع عجمان اجتماع لجنة الانضباط اليوم، لمعرفة ما إذا كان سيتم التعامل معها بالمثل، أم ستكون هناك عقوبة أخرى.

من جهته، شدد نائب رئيس لجنة الاستئناف، سعيد مبارك الزحمي، على أن المادة 92 من لائحة لجنة الانضباط تُعاقب كل من يصدر عنه أي سلوك يتعلق بالعنصرية أو ازدراء الآخرين أو القيام بالسب العلني والجماعي، وقال لـ«الإمارات اليوم»: «يحق للجنة الانضباط أن تصدر العقوبات التي تضمنتها المادة 92، إذا تلقت تقارير رسمية من الحكام أو مراقبي المباراة أو من خلال أشرطة الفيديو، كما يحق كذلك أن تُعاقب من يتجاوز في حق أي لاعب، حال تقدّم الأخير بشكوى للجنة الانضباط في هذا الشأن».

وختم الزحمي: «اللجان القانونية بشكل عام لا تتهاون على الإطلاق في مثل هذه الأمور، كونها ظاهرة تضر بكرة القدم، والمبادئ التي على أساسها تحكم قوانين اللعبة».

وقدم رياضيين ومشجعون، سبع توصيات لعدم سقوط ضحايا جدد بعد ديوب وزهران.


الأمن الخاص

اعترف منسق جماهير الوحدة، إبراهيم الحوسني، بأن تجاوزات بعض جماهير الأندية زادت على الحد في الفترة الأخيرة تجاه اللاعبين، وعزا السبب في ذلك إلى استبدال رجال الشرطة بأفراد أمن تابعين للشركات الخاصة، ما جعل بعض جماهير الأندية، خصوصاً من هم في المرحلة السنية بين 15 و20 عاماً، يتجاوزون بحق لاعبي الفرق المنافسة وكذلك الحكام، دون الخوف من رادع أو عقاب، على حد تعبيره.

وقال: «أتوقع أن تتعاظم ظاهرة تعصب المدرجات ضد لاعبي الأندية، مع تزايد حجم المنافسة، ما لم يكن هناك تحرك من الأندية والمسؤولين عن لجنة دوري المحترفين، بإقامة ورش مختصة بتوعية الجمهور بمخاطر العنصرية، التي تتنافى مع القانون الإماراتي، والذي يعاقب كل من يتجاوز في حق الآخرين بالعنصرية والسباب والتمييز». وأضاف: «أتمنى أن تبادر كل الأندية بلا استثناء باستغلال الشاشات الموجودة داخل الملاعب وبث مقاطع تناهض فكرة التعصب، وتزيد وعي الجماهير بالتشجيع الحضاري دون مساس باللاعبين المنافسين أو طاقم الحكام، لنحافظ على مظاهر المدرجات، باعتبارها إحدى الواجهات التي تعبّر عن حضارة ورقي الدولة». وحذر الحوسني من التوابع، التي قد يخلفها التعامل بعنف مع ظاهرة التعصب الجماهيري، سواء عن طريق الشرطة أو أي نوع من العقوبات عن طريق لجان اتحاد الكرة، وقال: «قناعتي الشخصية هي أن التعامل مع ظاهرة التعصب يحتاج إلى توعية أكثر منها ترهيباً أو تخويفاً، لأننا سنخسر وجودهم في المدرجات، وهذا أمر ليس في مصلحة اللعبة، لأن أي مشجع إذا تعرض للتوقيف في قسم شرطة فلن يدخل مرة أخرى إلى المدرجات، وكذلك الكثير من المشجعين الآخرين، الذين قد يتعاطفون معه». وأوضح: «نحن كمهتمين بكرة القدم سعدنا لوجود الجماهير في المدرجات هذا العام، والحفاظ على وجودهم يجب أن يتم من خلال التوعية المتكررة لهم من المسؤولين عن كرة القدم، حتى لا يتسبب التشجيع في أي آلام للاعبين».

استفزاز الجمهور

أكد رئيس جمعية محبي الملك سابقاً، محمد داود، أن التعصب الجماهيري في المدرجات موجود في ملاعبنا منذ سنوات عدة، لكنه برز في الفترة الأخيرة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، وقال إن «الدور الأكبر في التصدي لظاهرة التعصب الجماهيري يقع على الأندية أكثر من أي طرف آخر، صحيح أن هناك تواصلاً يجري بين الأندية وجماهيرها عن طريق الشبكة العنكبوتية، لكن هذا غير كافٍ، ولابد أن تكون هناك حملات توعية بشعارات تحرك الوازع الإنساني داخل كل فرد، ليتحقق التغير المنشود، لتصبح كرة القدم للمتعة والاستمتاع، وليس للتعصب والعنصرية».

وأضاف: «لابد أن يكون هناك دور أكبر لتثقيف الجماهير في المدرجات ضد الآثار السلبية للعنصرية، وتوعية المشجعين، خصوصاً فئة الشباب من أن تكرر مثل هذه الألفاظ، خصوصاً خارج الملاعب، والتي قد تعرضهم لمساءلة قانونية كبيرة، وتعريفهم بمثل هذه الأمور قد يجنبهم الوقوع في الخطأ خارج أسوار الأندية».

وأكمل: «أقترح كذلك أن تتدخل لجنة دوري المحترفين، لتخصيص جوائز شهرية تُقدم لأفضل جمهور بين المحترفين التزاماً وحضوراً للمدرجات، ومكافأة الأفراد الذين يُقدمون مقترحات تدعم التشجيع المثالي، ليكون الجمهور جزءاً مشاركاً في عملية تنظيم المسابقات المحلية وشريكاً فيها، لا أن يكون عائقاً أمام تقدم اللعبة محلياً».

وناشد محمد داود كل اللاعبين في الأندية كافة ضرورة الالتزام، وعدم جرّ الجماهير إلى استفزازات لا داعي لها، وقال: «للأسف هناك بعض اللاعبين يقومون خلف الكاميرات باستفزاز الجماهيربحركات أو مواقف لا داعي لها، لان مثل هذه التصرفات هي التي تثير البعض منهم وتخرجهم عن شعورهم، خصوصاً عندما تكون النتائج على غير ما يحبون».

من أوروبا

أكد قائد مشجعي الوصل، حميد محمد، أن هناك مبالغات تصدر من جانب اللاعبين في ما يتعلق بتعرضهم للعنصرية أو السباب، وقال إن «الجماهير التي توجد في المدرجات تحضر بأعداد قليلة للغاية، فكيف يمكن أن نصف ظاهرة مثل هذه بأنها تشكل أزمة أو سلوكاً سلبياً في المدرجات، وإن حدثت بعض التجاوزات فهي فردية ولا تزيد على ذلك».

وأضاف: «إذا فرضنا أن هناك سلوكيات سلبية تصدر من المدرجات فإنها تأتي إلينا من الملاعب الأوروبية، فكل ما يحدث في أوروبا بسلبياته أو إيجابياته يحاول البعض أن يصدّره إلى المدرجات، وعلينا أن نكون أكثر وعياً في التعامل مع ظاهرة التجاوزات، بالتعامل معها بحكمة وعقلانية، بدلاً من ردود الفعل الغاضبة، خصوصاً التي تصدر في الإعلام، لأن ذلك سيؤدي في النهاية إلى نتائج عكسية، وسيجعل الجمهور يتجه إلى منحنى العناد».

وأوضح: «يجب أن تتكاتف منظومة كرة القدم كافة للعمل على علاج أي ظواهر سلبية وفي مقدمتها قيادات الجماهير في المدرجات، والتي يجب أن تعمل على ضبط إيقاع المشجعين، وأن يكون تركيزهم على دعم فريقهم دون التطرق إلى أفراد الفريق الآخر».

يجب التحرك

دعا المحلل الرياضي، الدكتور أحمد العوضي، إدارات الأندية إلى ضرورة التحرك، ومنع مثل هذه النوعية من الجماهير من الدخول إلى المدرجات، مشيراً إلى أن سخونة الدوري هذا الموسم قد نتج عنها حماس زائد في المدرجات، وصل إلى حد الخروج عن النص.

وقال: «بعد ثماني جولات من بطولة الدوري، علينا أن نُسلم بأن تقليص عدد أندية الدوري قد أسهم في زيادة الحضور الجماهيري للمدرجات بسبب قوة المنافسة، سواء في القمة أو القاع، وهذا الحضور الجماهيري الكبير من الطبيعي أن تنتج عنه تصرفات لا يمكن أن نصفها بأنها طبيعية، لكنها من وجهة نظري غير لائقة».

وأضاف: «مهما تكن المواقف داخل أرضية الملعب يجب ألا تقوم فئة من الجماهير أياً كانت انتماءاتها، بوصف لاعب بالحيوان أو سب والديه فهذا ليس مقبولاً، وعلى الأندية أن تكون لها وقفة حاسمة ضد تلك الفئة، وأيضاً هناك مسؤولية تقع على لجنة الانضباط بضرورة التحرك للتصدي بكل قوة لمثل هذه التجاوزات، وهي في بدايتها حتى لا تُصبح ظاهرة سلبية، تصعب معالجتها في المستقبل».

وأكمل: «أتمنى من الجميع، خصوصاً الجماهير، أن يراجعوا أنفسهم، وأن يجعلوا المباريات مصدر سعادة لهم وللاعبين والحكام، وللأجهزة الفنية أيضاً».

الظاهرة مرفوضة

قال لاعب شباب الأهلي - دبي، داود علي، إن العنصرية بكل أشكالها في الملاعب مرفوضة، سواء ضد اللاعبين أو الحكام أو غيرهم من عناصر كرة القدم.

وأضاف «القضاء على تلك الظاهرة يبدأ من عند اللاعبين أنفسهم وعدم قيامهم بأي ردة فعل تجاه مواقف الجماهير، حتى لا تزداد الأزمة سخونة واشتعالاً، فاللاعب الذكي هو الذي يجب ألا يلتفت لكل ما يصدر عن الجماهير من تصرفات، حتى لا تصبح بعد ذلك نقطة ضعف تؤخذ عليه، ويستغلها جمهور الأندية ضده في كل المباريات التي يلعبها».

وتابع: «يجب أن يفهم اللاعب أن الجمهور يضم أفراداً مختلفين في الثقافات والأعمار، وبعضهم يأتي إلى الملاعب وهو يعاني ضغوطاً في الحياة بشكل عام، وأحياناً تكون المدرجات متنفساً له».

وأشار: «هناك لجان مختصة تأخذ حق اللاعب الذي يتعرض للإهانة، دون أن يكلف اللاعب نفسه عناء أخذ حقه بالتصريحات الغاضبة، فالجمهور في النهاية هو من يسهم في دفع رواتبنا، لذلك علينا أن نُحسن تقديرهم بصورة تتناسب مع حجم عطائهم لكرة القدم».

تويتر