وصفوا تصرفاتهم بأنها «سوء سلوك»

رياضيون: اعتراض اللاعبين على الحكم موروث ثقافي منذ الطفولة

صورة

انتقد رياضيون ظاهرة الاعتراض المتكررة على قضاة الملاعب في المسابقات المحلية، مشيرين إلى أن الاحتجاجات على الصافرة موروث ثقافي اكتسبه اللاعبون منذ طفولتهم، في محاولة للتأثير على قرارات الحكم خلال المباريات، مطالبين الأجهزة الفنية والإدارية بضرورة إقناع لاعبيهم بالتوقف عن مثل هذه السلوكيات، لتقديم موسم تحكيمي ناجح وخال من المشكلات.

وقالوا لـ«الإمارات اليوم» إن «الفريق هو الخاسر الأول في أي اعتراضات غير منطقية على قرارات الصافرة؛ لأن العقوبات المتوقعة من الحكم تبدأ بالتنبيه أو الإنذار وتصل إلى الطرد، ما يدفع الفريق للعب ناقص العدد، ويهدد حصوله على نقاط المباراة».

فهد عبدالرحمن: علمونا في صغرنا ضرورة كسب الحكم بالكلمة الطيبة

وأكد اللاعب الدولي السابق فهد عبدالرحمن، أن اعتراضات اللاعبين المتكررة ضد التحكيم هي سوء تصرف يستوجب أن يتوقف على الفور، وقال: «علمونا في صغرنا ضرورة كسب الحكم بالكلمة الطيبة، وتقديم الاحترام المطلوب له، فهو صاحب القرارات، وقراراته لن يتم التراجع عنها، ولابد للاعب أن يكون عاملاً مساعداً لنجاح الصافرة في تأدية دورها في المباريات». وأضاف: «ما يقوم به بعض اللاعبين من الاعتراض على التحكيم يثير الجماهير في المدرجات ضد الحكم، ويفتح أبواب التأويل، وهذا لا يساعد على تطوير المباريات لدينا. الحكم في النهاية بشر ويعمل وفق ظروف بالغة الصعوبة، فهو ليس مثل اللاعبين، يبيت في الفنادق قبل المباريات، بل على العكس ما يعانيه الحكم من مشكلات متعلقة بالدوام وسفره لمسافات طويلة لإدارة المباريات يستلزم أن يُقدر الجميع هذا الجهد الذي يقوم به الحكام كافة».

• الحكم الذي يفرض شخصيته لا يجرؤ لاعب على الاعتراض عليه

• الفريق هو الخاسر الأول في أي اعتراضات غير منطقية ضد الصافرة

وكان عمر عبدالرحمن قد اعترض بصورة مبالغ فيها خلال مباراة فريقه أمام الوصل في الجولة الافتتاحية على حكم الساحة الدولي، محمد عبدالله حسن، ما دفع الأخير لإشهار البطاقة الصفراء له.

موروث ثقافي

وأكد لاعب شباب الأهلي - دبي، داود علي، أن اعتراضات بعض اللاعبين على الصافرة مأخوذة من موروث ثقافي حينما كانوا يلعبون في مراحل الناشئين.

وقال إن «اللاعبين تعلموا منذ صغرهم أن الاعتراض على بعض قرارات التحكيم من الممكن أن تؤثر في الصافرة في ما بعد أو تلغي عقوبات إدارية يمكن أن يتخذها الحكم حيال اللاعب المُخالف، فكبرت معهم تلك الظاهرة».

وأوضح: «بالتأكيد ليس هناك أحد مع ظاهرة الاعتراض على التحكيم، لكن أعتقد أن الحكم الذي يستطيع أن يفرض شخصيته على أرضية الميدان لا يجرؤ لاعب على الاعتراض عليه أو حتى مناقشته، وإن لم يكن قراره سليماً 100%».

وأكمل: «حينما نتابع مباريات الدوري الأوروبي نجد التزاماً كاملاً من اللاعبين رغم وضوح خطأ الصافرة، لأن اللاعب يدرك تماماً أنه إذا اعترض قد يتلقى البطاقة الصفراء أو الحمراء، وهنا تجد أن شخصية الحكم تفرض نفسها على أرضية الملعب وليس سوء تصرفات اللاعبين».

خطط الاعتراض

من جهته، قال حارس مرمى فريق الإمارات علي صقر، إن الحكم قد يصيب أو يخطئ في أي قرار يتخذه، مشيراً إلى أن الاعتراض كذلك أمر مقبول إذا كان بشكل حضاري، خصوصاً أن الحكم لن يعدل عن قراراته.

وأضاف أن «الفريق هو الخاسر الأول في أي اعتراضات غير منطقية على قرارات الصافرة، وقد تصل تلك العقوبة إلى حد إشهار البطاقة الحمراء، وبالتالي سيتأثر الفريق جراء اللعب ناقص العدد».

وتابع حارس مرمى الإمارات: «هناك أندية وأجهزة فنية تضع ضمن خططها توجه أكبر عدد من اللاعبين إلى الحكم من أجل الاعتراض على قراراته كنوع من الضغط النفسي عليه، وهذا قد يؤدي في النهاية إلى حصول هؤلاء اللاعبين على إنذار أو البطاقة الحمراء إذا زاد الاعتراض على الحد المقبول، وتلك الأمور يجب العمل عليها من قبل الأجهزة الفنية والإدارية لزيادة تركيز اللاعب في المباراة».

التأثير على الصافرة

وقال المحلل التحكيمي في قناة أبوظبي الرياضية، إبراهيم المهيري، إن اعتراضات اللاعبين بصورة مبالغ فيها هي محاولة للتأثير على قرارات الصافرة. وأضاف أن «اللاعب لا يدرك أن القانون أعطى الحكم الحق في معاقبة أي لاعب يعترض على قراراته بالحصول على البطاقة الصفراء أو الحمراء، ومن وجهة نظري فإن الاعتراض على الحكم من الجولة الأولى محاولة للتأثير على التحكيم».

وأوضح: «رغم اقتناعي بأن التحكيم إجمالاً خلال الجولة الأولى لبطولة الدوري كان جيداً، ولم تكن الأخطاء التي حدثت في القليل من المباريات مؤثرة كما حدث في هذا التوقيت من الدوري الموسم الماضي، فإن هناك اعتراضات قد ظهرت في غير محلها، والحكام كانوا على صواب فيها». وتابع: «يجب على الأندية بشكل عام واللاعبين على وجه الخصوص أن يكونوا على قناعة بأن الخطأ التحكيمي إذا أصابهم في مباراة فقد ينفعهم في مباراة أخرى، لأن التحكيم هو جزء من الإثارة التي تقدمها كرة القدم، ويجب أن نقابلها بلا عصبية أو انفعال».

اعتراضات بحدود

وأكد الحكم الدولي السابق سالم سعيد أن اعتراضات اللاعبين على الحكام أمر طبيعي في كل بطولات العالم، ولكن يجب أن تكون في حدود معينة ولا تتعدى ذلك، معتبراً أن التدخلات التي حدثت في بداية الدوري في حدود المعقول، على حد تعبيره.

وقال سالم سعيد: «مثلما نطالب اللاعبين بضبط النفس تجاه الحكام، فإن الأخير مسؤول عن سلامة اللاعبين، وعدم تعرضهم لإصابات أو تدخلات عنيفة، كون المسؤولية الأولى تقع على عاتقه للحفاظ على سلامة كل الموجودين في الملعب». وأضاف الحكم الدولي السابق أن «الأجهزة الفنية والإدارية للفرق يقع على عاتقها الدور الأكبر للتنبيه على اللاعبين بضرورة عدم الاعتراض، والالتزام بقرارات الحكم، أما إذا كان الجهاز الفني أو الإداري هو في الأساس يعترض على قرارات التحكيم فهذا أمر آخر، ويشجع اللاعبين على الاعتراض أيضاً، ما قد يدفع الحكم لإشهار البطاقات الملونة».

تحذيرات متكررة

وقال مدير فريق الإمارات باسم عبدالله الشامسي، إنه ينبه دائماً اللاعبين قبل انطلاق أي مباراة إلى ضرورة عدم التعرض للحكام أو الاعتراض على قراراتهم، والتركيز في المباراة فقط، مشيراً إلى أن الجهاز الفني والإداري يعلم جيداً حكام الدولة، وأنه حتى في حالة وجود خطأ يكون غير مقصود، لذلك يجب أن يكون التركيز في الملعب فقط.

وقال الشامسي: «لا أعتقد أن يكون هناك تعمد في إساءة أي لاعب تجاه الحكم، لكن هذا يكون سلوكاً غير مقصود نتيجة ضغط المباراة، وقد يكون الفريق متأخراً في المباراة وهو ما يدفع اللاعب إلى الظن بأن الحكم ضده، لكن بالتأكيد هذا ليس صحيحاً، وليس من عادتنا أن نعترض بسوء أخلاق على حكام المباريات».

وأشار الشامسي الى أن «التحدث مع الحكم داخل الملعب يكون مسؤولية قائد الفريق فقط، كونه أكبر اللاعبين خبرة في الفريق، ويستطيع تدارك الموقف بين اللاعبين والحكام».

ظاهرة موجودة

أكد لاعب حتا المنتقل حديثاً من فريق الإمارات عبدالله علي، أن الاعتراض ظاهرة موجودة في كل ملاعب العالم وليس في الإمارات فقط، بل هناك ألفاظ مسيئة تخرج من بعض اللاعبين العالميين تجاه الحكم الذي قد يتقبلها الأخير بابتسامة، لذلك فإن الاعتراض قد يكون أمراً طبيعياً، وتبقى مسؤولية كبيرة على الحكم هي امتصاص غضب اللاعب إن حدث ذلك. وقال عبدالله علي: «حدث ذلك معي في المباراة الأخيرة أمام شباب الأهلي - دبي، حيث تعرضت لتدخل عنيف من جانب لاعبهم حسن إبراهيم، وكان يستوجب الحصول على بطاقة، ما جعلني أتوجه إلى حكم المباراة حمد علي يوسف وهو صديق شخصي لي، وتحدثت معه، خصوصاً أن آثار التدخل كانت واضحة في قدمي، ورغم ذلك أكد لي الحكم أنه لم يشاهدها، ما قد يدفع أي لاعب للاعتراض».

22 لاعباً

أما لاعب الظفرة علي الرشيد، فقال إن «الاعتراض على الحكام يجب ألا يصنف في خانة سوء السلوك، خصوصاً إذا كان اعتراضاً بطريقة جيدة»، مشيراً إلى أن «الحكم يجب أن يكون له احترامه داخل الملعب، إذ يقابل 22 لاعباً وعليه ضغوط كبيرة من أجل الخروج بالمباراة إلى بر الأمان».

تويتر