أكد أن الدوري قريب من الجزيرة لكن بشروط

سلطان برغش: 90% من ديون الأندية سببها الأجانب

صورة

أكد لاعب وسط الجزيرة الدولي، سلطان برغش، أن 90% من أزمة الديون التي تعانيها أندية الدولة، سببها اللاعبون الأجانب الذين يتقاضون ملايين الدولارات سنوياً من دون تقديم المردود الفني الذي يتناسب مع هذه الملايين، ويستنزفون خزائن الأندية وموازناتها، فضلاً عن وقوفهم عائقاً أمام تطوير الكرة الإماراتية التي تحتاج إلى تخصيص جزء كبير من هذه الملايين للاهتمام بالقاعدة وأكاديميات الناشئين، على حد تعبيره.

وقال برغش في حوار مع «الإمارات اليوم»: «إن ما يحدث في دورينا لا نراه في أي مكان آخر في العالم، من استنزاف وهدر للأموال سنوياً على اللاعبين الأجانب، بدعوى تطبيق الاحتراف الذي لم تجنِ منه الكرة الإماراتية حتى الآن ما يتناسب مع ما تصرفه أنديتنا ببذخ شديد، ولست مع الرأي القائل بزيادة عدد اللاعبين الأجانب في دورينا إلى خمسة لاعبين، بل أطالب بتقليص العدد والرجوع إلى ثلاثة لاعبين أجانب لكل فريق بحد أقصى، وإذا اتفق اتحاد الكرة ولجنة دوري المحترفين على زيادة عدد اللاعبين الأجانب إلى خمسة، فقل على كرة القدم الإماراتية (السلام)».

وتحدث برغش عن قضايا أخرى أهمها تجديد عقده مع الجزيرة لمدة ثلاث سنوات، وما حدث من تطور لمستوى الفريق في عهد المدير الفني الحالي، الهولندي تين كات، وسبب عدم نجاح البرازيلي، أبل براغا، في ولايته الثانية مع الفريق، وأمور أخرى عديدة، وذلك عبر الحوار التالي:

-- شهدت مفاوضات تجديد عقدك مع الجزيرة شداً وجذباً لأسابيع عدة إلى أن انتهت النهاية السعيدة، فما السبب؟

- منذ انتهاء عقدي في فترة الانتقالات الشتوية الأخيرة بدأت المفاوضات مع إدارة النادي لتجديد العقد، وكنت أنوي التجديد للجزيرة ووضعته في أولوية اهتماماتي لأنه بيتي الذي تربيت فيه وقدمني للجماهير، ولا أنسى فضله الكبير علي، ولكن وجدت المقابل المالي أقل من طموحاتي، لذلك تأخر التجديد عن موعده المقرر لفترة تخطت ثلاثة أسابيع، إلى أن قدمت لي إدارة النادي العرض الذي يتناسب مع خبرتي وإمكاناتي، وبعد الاتفاق على كل شيء لم أتردد في تجديد العقد، رغم أن هناك عروضاً أخرى مغرية وصلتني من أندية عدة في أبوظبي ودبي.

-- رغم خبرتك وأدائك المميز وتألقك عندما تلعب لكنك تجلس على مقاعد البدلاء في فترات كثيرة؟

• على الكرة الإماراتية «السلام» إذا زاد عدد الأجانب.

• تين كات سرّ عودة الجزيرة.. وبراغا لم يمتلك جديداً في الولاية الثانية.

• اعتبار اللاعب الخليجي «مواطناً» سيخدمنا.

• لم أتردد في تجديد عقدي مع الجزيرة الذي قدمني للجماهير.

- أجتهد كثيراً في التدريبات، وأبذل أقصى ما عندي لكي أكون في التشكيلة الأساسية، وعندما أشارك أحقق الإضافة للفريق، وظهر ذلك في أكثر من مباراة، لكن هذا الأمر يعود للمدير الفني، وأعتقد أن مركزي في وسط الملعب ودور صانع الألعاب السبب، لأنه مشغول للاعبين الأجانب، وأنتم تعلمون أن المدربين يفضلون الاعتماد عليهم إلا في ما ندر، لكنني أسعى بكل قوة لحجز مكان في التشكيلة الأساسية ولا أيأس أبداً.

-- ما طبيعة علاقتك بالمدرب تين كات وزملائك بالفريق؟ وهل ذلك يؤثر في فرصتك باللعب؟

- علاقتي ممتازة بالجميع، سواء بالمدرب أو زملائي اللاعبين، ولا أنظر إلا لمصلحة الفريق وما يُطلب مني أنفذه، وعلاقتي بالجميع ليست مرتبطة فقط بكرة القدم فهي ممتدة خارج الملعب، ونحن في الجزيرة أسرة واحدة، وأنا من لاعبي الخبرة في الفريق وأساعد المدرب كثيراً في عمله داخل الملعب وخارجه.

-- عاصرت المدرب السابق أبل براغا الذي حقق إنجازات كبيرة مع الجزيرة في ولايته الأولى، وعاصرته في ولايته الثانية، ما أسباب فشله عندما عاد للفريق مطلع الموسم الماضي؟

- براغا حقق إنجازات كبيرة مع الجزيرة في ولايته الأولى لا يستطيع أحد نكرانها، لكنه لم يملك جديداً لكي يقدمه للفريق في ولايته الثانية، لأن الظروف اختلفت كثيراً عن الفترة الأولى، وجاء لاعبون جدد للفريق، وكانت هناك بعض المشكلات الفنية التي واجهته ولم يستطع حلها مع اللاعبين.

-- ما السر وراء نجاح تين كات على عكس براغا؟

- أعتقد أن تين كات دخل من الباب الذي اكتشف منه مشكلات الفريق واللاعبين على وجه الخصوص، وكانت نفسية بالدرجة الأولى، وبدأ عمله من هذه النقطة بالتركيز على تهيئة اللاعبين نفسياً ومعنوياً لكل مباراة، ووضع الأسلوب الذي يتناسب مع إمكانات اللاعبين، وكان أكثر جرأة من براغا في الدفع بوجوه شابة وعدم الاعتماد بشكل كامل على اللاعبين الأجانب، ونجحت خطته وتطور مستوى الفريق، وأعتقد أن كلمة السر في تطور مستوى الجزيرة وعودته مرة أخرى لمنصات التتويج هي تين كات.

-- لكن الجزيرة فقد لقب الكأس الذي حققه الموسم الماضي، بخسارة قاسية أمام الوحدة؟

- الخسارة واردة في كرة القدم، وفي هذه المباراة تحديداً لم يكن الفريق في يومه، لكن الأمر اختلف لأن النتيجة كانت ثقيلة على الفريق ولم تحدث من قبل في الكأس، وأعتقد أنها لن تتكرر مرة أخرى لأنه من الصعب أن يخسر الجزيرة بالستة من جديد.

-- الجزيرة يسير بخطى واثقة نحو لقب الدوري، فهل تعتقد أنه سيكمل المشوار حتى النهاية؟

- لو لم يكن الجزيرة قادراً على ذلك، أو لا يملك الإمكانات التي تؤهله للفوز بالدوري، ما وصل إلى هذه المكانة في الموسم الحالي، وأعتقد أنه قادر على حسم لقب الدوري، لكننا لا ننظر إلى ذلك الآن، ونترك الأمور لنهاية الموسم، ونركز فقط على الفوز في كل مباراة على حدة، ويجب ألا ننظر إلى نتائج المنافسين وننظر فقط إلى نتائجنا.

-- ما رأيك في اللاعبين الذين قدمهم الجزيرة هذا الموسم؟

- أعتقد أنهم في فترة قصيرة جداً، أصبحوا من نجوم الكرة الإماراتية، وكسبنا لاعبين ممتازين في كل الخطوط، وعلى رأسهم الموهوب، خلفان مبارك والعطاس وسالم راشد وسيف المقبالي وغيرهم، وأعتقد أن قوة فريق الجزيرة الحالية في تلاحم لاعبيه القدامى والجدد، سواء من المواطنين أو الأجانب، وما يميز الفريق أن أي لاعب جديد ينسجم سريعاً مع زملائه، كما حدث مع البرازيلي ليوناردو الذي تشعر معه كأنه في الفريق منذ سنوات.

-- هل ترى أن المنتخب الوطني قادر على التأهل لمونديال 2018؟

- ليس هناك مستحيل، والمنتخب قادر على ذلك بالتكاتف بين الجميع وتسخير كل الإمكانات لمصلحته حتى يتجاوز التصفيات، وأعتقد أن هذا الجيل من اللاعبين الذين يمثلون المنتخب من أفضل الأجيال التي مرت على الكرة الإماراتية، ويستحق الوجود في المونديال، وأرى أن مباراتَي اليابان وأستراليا المقبلتين هما مفتاح التأهل للمونديال، وأرجو من الشارع الرياضي أن يتحد خلف المنتخب بكل قوته ونسيان المصالح الخاصة، فالفريق لا يتحمل عقبات في طريقه.

-- هل تؤيد المقترح الخاص باعتبار اللاعب الخليجي مواطناً في دورينا؟

- نعم، أؤيده بشدة، وأرى أنه سيفيد لاعبينا كثيراً ولا مانع من تجربة هذا المقترح لموسم أو موسمين للحكم عليها.

-- وهل تؤيد الاستعانة بالحكام الأجانب؟

- لست من المؤيدين لذلك على الإطلاق، صحيح أن هناك فرقاً تأثرت بأخطاء الحكام، لكن هذا أمر طبيعي، واليوم إذا تضررت فغداً ستستفيد، وأخطاء الحكام جزء من اللعبة، وهم في النهاية بشر، واللاعب والمدرب وحتى الجمهور يخطئون، فما بالنا بمن يتخذ قراره في جزء من الثانية.

-- لماذا لا يحترف اللاعبون المواطنون خارج الدولة؟

- أعتقد أن هناك الكثير من لاعبينا يستطيعون الاحتراف في الدوريات الأوروبية وغيرها، لكن المشكلة أن الدول الأوروبية تحديداً تنظر إلى اللاعب العربي نظرة أقل في المعاملة والقيمة المالية للعقود، كما أن الجو العام في أوروبا أيضاً يختلف كثيراً عن الجو في جميع بلادنا العربية، لذلك فإن فرص نجاح اللاعب العربي عموماً في أوروبا تبدو قليلة إلا في ما ندر، بعكس بلادنا التي تعطي الأجنبي أكثر مما يستحق وتدلل اللاعبين الأجانب على حساب المحليين.

-- كيف ترى تألق شقيقك الأصغر محمد مع الوحدة؟ وما سبب تركه للجزيرة؟

- أخي محمد من اللاعبين الرائعين في مركزه، لكنه لم يجد فرصته في الجزيرة بسبب وجود خالد سبيل وقتها في قمة مستوييه الفني والبدني، وعندما انتقل للوحدة أثبت جدارته، وهو الآن من الأعمدة الأساسية في صفوف العنابي، وأتمنى له المزيد من التقدم مع فريقه.

تويتر