القلعة الحمراء تتجه إلى المدرسة البرتغالية من جديد

«صديق مورينيو» مطالب بإعادة زمن «أهلي جوزيه»

بيسيرو قاد الهلال السعودي والوحدة ويحمل آمال جمهور الأهلي المصري في الموسم المقبل. تصوير: أسامة أبوغانم

أنهى الأهلي المصري إجراءات تعاقده مع المدرب البرتغالي بيسيرو الذي سيقود الفريق الموسم المقبل وتحديداً بعد انتهاء مباراة السوبر المصري التي ستجمع الأهلي مع الزمالك غداً في العين، ليضع النادي حداً للجدل الدائر بين أنصار الفريق بين مؤيد ومعارض للمدرب بسبب ضعف سيرته الذاتية وقلة إنجازاته، في الوقت الذي طالبت فيه فئة كبيرة من الجماهير بعودة المدرب البرتغالي الآخر مانويل جوزيه صاحب الإنجازات التاريخية لأصحاب القمصان الحمر في السنوات الـ10 الأخيرة.

وتخرج بيسيرو في الدورة التدريبية نفسها لصديقه المدير الفني الحالي لتشيلسي جوزيه مورينيو، وقد أعلن رئيس النادي الأهلي محمود طاهر سابقاً، أنه استعان برأي الأخير قبل اختياره للمدرب الجديد، والغريب أن معلم الثنائي مورينيو وبيسيرو، في هذه الدورة التدريبية، كان البرتغالي نيلو فينغادا مدرب الزمالك الأسبق.

بدأ بيسيرو عمله بشكل رسمي في موسم 1992-1993 مع نادي يونياو دي سانتاريم البرتغالي الذي استمر معه موسمين، بعد ذلك قضى موسمين مع نادي يونياو دي مونتيمور، ثم ثلاثة مواسم مع أورينتال حتى 1999، ثم انتقل إلى ناسيونال ماديرا.

ومع ماديرا، حقق البرتغالي بيسيرو طفرة كبيرة، إذ فاز بدوري الدرجة الثالثة مع الفريق، وبعد موسمين أنهى دوري الدرجة الثانية في مركز الوصيف، ليرتقي بالفريق إلى الدوري الممتاز، وأنهى ماديرا أول مواسمه في الدوري الممتاز مع بيسيرو في المركز الـ11 ليحقق هدف النادي في عدم الهبوط.

وخطف المدرب البرتغالي بيسيرو أنظار المدرب المخضرم كارلوس كيروش، الذي كان يستعد لقيادة ريال مدريد في موسم 2003-2004 ليعينه مساعداً له، لكن النتائج لم تكن في مصلحة الملكي ليعود كيروش إلى العمل مدرباً مساعداً في مانشستر يونايتد، ويبدأ بيسيرو رحلة كبيرة في عمله الفني.

حصل بيسيرو، المدرب الشاب وقتها، على فرصة أكبر بالعمل مع سبورتنج لشبونة، النادي الذي كان يسعى لإنهاء سيطرة بورتو بعد رحيل مدربه جوزيه مورينيو، لكن بيسيرو لم يكن بالروعة نفسها التي ظهر عليها مع ناديه السابق ناسيونال ماديرا، فلم يظهر سبورتنج لشبونة منافساً قوياً في الدوري، وإن كانت النتائج أفضل في كأس الاتحاد الأوروبي الذي تأهل فيه للنهائي، وقد خسر سبورتنج المباراة النهائية على ملعبه أمام سسكا موسكو بنتيجة 3-1.

ولم تتحسن النتائج في الموسم الثاني، فودع الفريق دوري أبطال أوروبا من المرحلة التمهيدية، ولم يستمر طويلاً في كأس الاتحاد الأوروبي الذي انتقل للعب فيه، وفي أكتوبر 2005، تقدم بيسيرو باستقالته من تدريب سبورتنج لشبونة.

وخلال عهده مع سبورتنج، اتُهم بسييرو، دائماً، بأنه غير قادر على ربط اللعب الإيجابي مع نتائج إيجابية، وبأنه لا يستطيع إحكام قبضته على غرفة تبديل الملابس، أحد الأمثلة على ذلك هو ما اصطادته الكاميرا حين قام اللاعب فابيو روشمباك بشتم المدرب بعد أن قام باستبداله في إحدى المباريات، في حادثة تكررت بعد بضعة أشهر مع لاعب آخر هو البرازيلي ليدسون.

وقرر البرتغالي بيسيرو التوجه إلى دول الخليج والبداية كانت الهلال السعودي الذي وقع معه عقداً في مايو 2006، وحقق انطلاقة رائعة مع الهلال وتصدر الدوري ومجموعته في كأس الأمير فيصل بن فهد، لكن النادي السعودي قرر إقالته بعد ثمانية أشهر فقط، بعد أن أجرى المدرب البرتغالي حواراً مع وسائل الإعلام في بلاده عن خبر انتقال الأسطورة لويس فيجو للعب مع اتحاد جدة، وأشاد بيسيرو في الحوار بالإمكانات الفنية والمادية لاتحاد جدة وشعبية النادي، وتصريحات المدرب أغضبت إدارة الهلال التي قررت إقالته رغم أنه نفى إجراء الحوار.

وعاد بيسيرو من جديد لأوروبا من بوابة باناتانيكوس، لكنه خسر الدوري اليوناني بعد هزيمة مذلة من الغريم أوليمبياكوس 4-صفر، خرجت الجماهير في تظاهرات ضد بيسيرو، فقررت الإدارة إقالته، وبعد عامين انتقل البرتغالي جوزفالدو فيريرا، مدرب الزمالك الحالي لقيادة باناتانيكوس، وفي 2008 بدأ بيسيرو رحلة جديدة مع فريق رابيد بوخارست الروماني، ولم يستمر المشوار طويلاً، وفي أكتوبر 2008 قرر رابيد بوخارست إقالة بيسيرو بعد توديع الدوري الأوروبي على يد فولفسبورغ، لكن بعدها بأيام تراجع النادي عن قراره، وتقدم المدرب باستقالته بعدها بثلاثة أشهر بسبب عدم الاتفاق مع الإدارة.

وعاد بيسيرو للسعودية من جديد، لكن مع المنتخب الذي انتقل لقيادته خلفاً لناصر الجوهر، وكان الهدف هو التأهل لمونديال 2010، وبدأ بيسيرو عمله بفوز تاريخي على إيران في طهران 2-1 ليحقق الأخضر أول فوز في تاريخه على منافسه، كما أنها كانت الخسارة الأولى لإيران على أرضهم بعد 40 انتصاراً متتالياً، لكن تراجعت النتائج بعدها، ليفشل منتخب السعودية في التأهل للمونديال، لكن رحيل بيسيرو كان في يناير 2011، فقد خسر أولى مبارياته في كأس الأمم الآسيوية أمام سورية.

وفي صيف 2012، عاد بيسيرو للبرتغال للعمل مع فريق سبورتنج براغا، وبدأ رحلته بنجاح رائع، وقاد الفريق للتأهل لمجموعات دوري أبطال أوروبا للمرة الثانية في تاريخ النادي، بعدما عبر أودينيزي في الدور التمهيدي بركلات الترجيح.

وتوج براغا بكأس الدوري البرتغالي تحت قيادة بيسيرو، لكن في نهاية الموسم قرر براغا فسخ التعاقد مع بيسيرو بالتراضي بعد الفشل في تحقيق هدف النادي بإنهاء الدوري البرتغالي ضمن المراكز الثلاث الأولى، مع الأداء المخيب في مجموعات دوري الأبطال.

والمصادفة أن البرتغالي فيريرا، مدرب الزمالك الحالي أيضاً هو من تولى قيادة براغا خلفاً له، في نوفمبر 2013، عاد بيسيرو إلى الوطن العربي ولكن من بوابة الوحدة الإماراتي، وأنهى المدرب أول مواسمه في المركز الثاني في الدوري خلف الأهلي، ولكن الوحدة قرر إقالته بعد منتصف الموسم الثاني مع الفريق.

وارتبط المدرب البرتغالي بيسيرو بالانتقال إلى البرازيل للعمل مع فريق ساو باولو ولكن الاتفاق لم يتم في النهاية، كما كان المدرب مرتبطاً بخلافة المدرب البرتغالي جورجي جيسوس في تدريب بنفيكا هذا الصيف، وهو ما رحب به المدرب الذي وقع بالفعل مع الأهلي.

تويتر