طبيب: لا خطـــر على لاعبي الكرة من ارتفاع الــحرارة

قال استشاري الطب الرياضي، د.مجدي إسكندر، إنه ليس هناك أي خطر على لاعبي دوري الخليج العربي لكرة القدم من اللعب في درجات حرارة عالية، مشيراً الى أن السوائل التي يفقدها اللاعب اثناء اللعب نتيجة للرطوبة يمكن تعويضها بتناول سوائل كافية خلال المباراة أثناء فترات اللعب «بريك تايم» المعتمدة رسمياً من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم، لافتاً الى أنه لو كان هناك اي خطر يهدد حياة اللاعب جراء اللعب في درجات حرارة مرتفعة ورطوبة عالية فإنه لن يتردد في توضيح ذلك من الناحية الطبية العلمية، مشدداً على أن الفيفا لديه قوانين صارمة في هذا الخصوص لحماية اللاعبين وضمان سلامتهم من خلال عدم السماح بإقامة المباريات في حال كان هناك أي خطر عليهم، مشيراً الى انه ينصح اللاعبين بأهمية تناول وجبة الطعام المتنوعة في مواعيدهاً، فضلاً عن الراحة الكافية خصوصاً النوم اثناء الليل لمدة لا تقل عن ثماني ساعات، نظراً لأن السهر والتدخين يضران كثيراً بصحة وسلامة اللاعبين، ما يؤثر بصورة سلبية في مستواهم الفني خلال المباريات المختلفة.

وأضاف لـ«الإمارات اليوم»: «من الناحية الطبية والصحية فإنه ليس هناك اي اضرار او خطر على اللاعبين من اللعب في درجات حرارة ورطوبة عالية طالما أنه يتم إيقاف اللعب اثناء المباريات، للسماح للاعبين بشرب الماء والسوائل لتعويض نقص السوائل في الجسم».

وأوضح «هناك جهاز يستخدمه قضاة الملاعب لقياس درجات الحرارة اثناء المباريات، وهناك نسبة مئوية محددة لدرجات الحرارة يتم بموجبها إيقاف اللعب اثناء المباراة، ونظام إيقاف اللعب للسماح للاعبين بشرب الماء يطبق في الإمارات للموسم الثاني على التوالي بهدف حماية اللاعبين من اللعب في أجواء حارة».

وأوضح اسكندر الذي يشغل أيضاً منصبي نائب رئيس اتحاد كرة القدم لغرب آسيا للطب الرياضي، وعضو اللجنة الطبية لاتحاد كرة القدم «دون شك أنه بالنسبة لنا كمختصين في مجال الطب الرياضي فإننا نتبع القوانين الصادرة من قبل الفيفا المتعلقة بحماية اللاعبين في حال كان هناك اي خطر يهدد سلامتهم، لذلك فإن استخدام جهاز لقياس درجات الحرارة في الملعب أثناء المباريات يعطي حكم المباراة فرصة تقييم الأمر».

وتابع «هناك من يدعو الى الاستعانة بالارصاد الجوية بشأن حالة الطقس لتحديد اقامة المباريات من عدمها، لكننا في حال اعتمدنا على تقارير الارصاد الجوية فإن هناك مباريات ستقام في درجات حرارة أعلى واخرى أقل، ما يؤدي الى اعتراض بعض الأندية التي تلعب في درجات حرارة أعلى من نظيراتها، لذلك فإنه من الافضل اتباع تعليمات الفيفا في هذا الخصوص».

وكان مدرب الوصل، الارجنتيني غابرييل كالديرون، وجه خلال مؤتمر صحافي عقب مباراة فريقه أمام الشعب في كأس الخليج العربي التي انتهت بفوز الوصل بهدفين مقابل هدف، انتقادات حادة للجنة دوري المحترفين بسبب انطلاق الموسم الكروي الحالي مبكراً في ظل ارتفاع درجات الحرارة، مؤكداً أنه يخشى أن تشهد الملاعب وفاة أحد اللاعبين او الحكام أو المدربين، مشدداً على عدم الانتظار حتى يحدث ما لا يحمد عقباه.

وأثارت تصريحات كالديرون جدلا واسعا في الأوساط الرياضية المحلية، إذ ذهب البعض لمطالبة لجنة دوري المحترفين بعدم إقامة المباريات في ظل الارتفاع الشديد لدرجات الحرارة.

وأشار د.إسكندر الى أن ما ذهب اليه مدرب الوصل الارجنتيني كالديرون، من أن اللعب في الاجواء الحارة يهدد حياة اللاعبين غير صحيح من الناحية الطبية العلمية.

وتابع «رغم أن درجات الحرارة في الإمارات تعد عالية جداً مقارنة ببعض الدول الا أن الامارات سبق لها استضافة بطولتي كأس العالم للشباب والناشئين في كرة القدم، ولو كان هناك خطر على حياة اللاعبين لما سماح الفيفا بإقامتهما في الإمارات».

وأضاف اسكندر «هناك إرشادات مهمة للاعبين تتمثل في أهمية شرب سوائل كافية لتعويض الجسم قبل وبعد وأثناء المباراة، وكذلك خلال فترات التدريب اليومية وكذلك خلال شوطي المباراة بشرط أن تكون هذه السوائل في درجة الحرارة العادية وليست مثلجة حتى لا تفقد قيمتها الغذائية، بجانب تناول اللاعب أيضاً وجبات الطعام في مواعيدها، كما أنه يجب على اللاعبين تناول وجبة طعام قبل المباراة بنحو ثلاث ساعات حتى يمكن هضم الطعام قبل بدء المباراة».

وتابع «على اللاعب أن ينام مبكراً لا أن يسهر حتى الفجر لينام بعدها وهذا مضر بالنسبة له من الناحية الصحية».

وتطبق لجنة الحكام في اتحاد كرة القدم للموسم الثاني على التوالي في دوري الخليج العربي لكرة القدم ومختلف المسابقات المحلية الأخرى، النظام الذي اعتمده الفيقا رسمياً وطبقه في البطولات العالمية، منها كأس العالم الاخيرة في البرازيل، بالسماح بإيقاف اللعب أثناء المباريات «بريك تايم» لمدة دقيقتين للسماح للاعبين بشرب الماء لتعويض النقص في السوائل.

وقال اسكندر «هناك معتقدات خاطئة بأن تناول اللاعب سوائل كثيرة قبل وأثناء المباراة يملأ معدته ويحد من قدرته على الحركة اثناء اللعب وهذا غير صحيح، إذ إنه مهم جداً للاعب شرب سوائل كافية تجعل الجسم يعوض السوائل التي يفقدها أثناء اللعب من خلال المجهود البدني الذي يبذله في الملعب، كما أن هناك معتقدات اخرى خاطئة لدى كثير من المدربين وهي أن يترك اللاعب ينام بالنهار لفترات تصل إلى ما بعد الظهر، بحجة حصوله على الراحة، لكن هذا الاعتقاد يعد خاطئاً من الناحية الطبية، نظراً لأنه يجب على اللاعب أن يصحو مبكراً لتناول وجبة الإفطار في مواعيدها حتى لا يؤدي ذلك الى اختلال في مواعيد تناوله وجبتي الغداء والعشاء، ما يسبب له مشكلات صحية».