رياضيون يطالبون بمراجعة نظام الكرة الإماراتية.. ويؤكدون:

ضعف حركة ســوق انتقالات اللاعبين المواطنين سببـه «الاحتكار»

انتقال ماجد ناصر من الوصل إلى الأهلي قبل مواسم عدة من أهم الصفقات على صعيد اللاعبين المواطنين. أرشيفية

عزا رياضيون حالة الركود التي تشهدها سوق الانتقالات حالياً على مستوى اللاعبين المواطنين الى احتكار الأندية للاعبيها، وتفضيلها بقاءهم على مقاعد البدلاء دون منحهم الفرصة للعب في أي ناد آخر، مشيرين إلى أن المفهوم الاحترافي للأندية مازال غائباً، إذ ترفض معظمها رحيل لاعبيها على الرغم من الفائدة الفنية والمالية التي قد تحققها عملية الانتقالات، وإثرائها لدوري الخليج العربي، على حد تعبيرهم.

ولم يشهد الموسم الحالي أي صفقات من العيار الثقيل على غرار ما شهدته المواسم الماضية من انتقالات للاعبين دوليين ومميزين، مثل انتقال الحارس ماجد ناصر من الوصل إلى الأهلي وحبيب الفردان من النصر إلى «الفرسان الحمر»، وسبيت خاطر وهلال سعيد اللذين انتقلا من العين الى الجزيرة قبل مواسم عدة.

وقال رئيس لجنة أوضاع وانتقالات اللاعبين السابق سليم الشامسي، لـ«الإمارات اليوم» إن «ظاهرة انتقالات اللاعبين بين أندية دوري المحترفين، هي ظاهرة صحية، وليست مخيفة، كما يراها الكثيرون من الاندية»، مضيفاً أنه «يجب على كل نادٍ أن تكون لديه استراتيجية واضحة في ما يتعلق بعملية تبادل اللاعبين، لأن ذلك مفيد من الناحية الفنية والمالية بالنسبة لهم، وسيعزز كثيراً من قوة المسابقة، إذ إن تجدد الدوافع لدى اللاعبين يجعلهم دائماً في أفضل عطائهم، وهذا ما يثري الدوري الإماراتي».

وتابع «أرى أن الظاهرة التي تفشت قبل بداية الموسم، برغبة أكثر من لاعب في الرحيل عن ناديه ظاهرة صحية وليست سلبية كما يعتقد مسؤولو الأندية، ففي كرة القدم لا يمكن أن تجبر لاعباً على البقاء، وإذا أجبرته على البقاء فلن يكون بوسعك أن تجبره على العطاء، ومن الأفضل للطرفين أن ينفصل، لأن الجميع سيستفيد من هذا الخروج».

وأوضح: «أعجبتني الاحترافية التي تعامل بها نادي العين مع لاعبه الغاني آسامواه جيان، فاللاعب حينما أيقن أنه غير قادر على أن يعطي للنادي أكثر مما أعطي فضل الخروج والرحيل إلى الدوري الصيني، ونادي العين لم يقف ضد رغبته، رغم أهمية اللاعب بالنسبة للفريق، هذا هو الاحتراف الذي ننادي به، ونتمنى أن تتكرر تلك الظاهرة في كل الأندية ومع جميع اللاعبين مواطنين أو أجانب».

وأوضح الشامسي: «إذا لم تكن لدى الأندية مرونة في عملية انتقالات لاعبيها سواء في الإطار المحلي أو الاحترافي فإن ذلك يصبح عملية احتكار، وليس عملية احتراف، وهذا يخالف الأعراف المعمول بها في عالم الاحتراف الذي هو في الأساس مصلحة للطرفين وليس لطرف على حساب آخر». وختم: «نشاهد حالياً لاعبين كانوا نجوماً في أنديتهم وبعد انتقالهم إلى أندية كبرى باتوا أسيرين لدكة البدلاء، وتالياً فقدت الكرة الاماراتية مواهب عدة كانت ستفيد المنتخب الوطني». من جهته، أكد لاعب نادي النصر والمنتخب الوطني السابق، خالد إسماعيل، أن قلة حركة انتقالات اللاعبين المواطنين في الموسم الجديد سببها احتكار الأندية للاعبيها، وقال: «حينما يقتنع كل مسؤول بأن ناديه لن يقف على أي لاعب مهما كان مستواه فإننا سنشهد سوق انتقالات مفيدة للأندية نفسها وللكرة الإماراتية».

وأضاف أن «هناك لاعبين كباراً رحلوا عن أنديتهم لظروف مختلفة، ورغم ذلك بقيت كيانات الأندية قائمة ولم تهتز، هذا هو الأساس الذى يتحكم من وجهة نظري في عملية نجاح أو فشل سوق الانتقالات المحلية». وأوضح: «علينا أن نعترف بأن انتقالات اللاعبين بين الأندية مازالت تتحكم فيها علاقات الإدارات مع بعضها بعضاً، وليس هناك ثوابت معروفة في مثل هذه العملية، ما يجعل الانتقالات لدينا تُجرى دون ثوابت صحيحة».

وأضاف: «الكثير من الأندية تُهمل قطاعاً مهماً هو الناشئين، ولو تم الاهتمام به فإن ذلك سيضيف إلى كل نادٍ والأندية الاخرى، خصوصاً التي تملك المقومات والإمكانات التي تساعدها على تأسيس قاعدة كبيرة من اللاعبين».

بدوره، أكد وكيل اللاعبين وليد الشامسي، أن تركيز الأندية، خصوصاً الكبرى لصفقات الموسم الجديد، تركزت على اللاعبين الأجانب أكثر من اللاعبين المواطنين، بسبب قلة المعروض، وقال إن «اللاعبين الأجانب يمثلون 50% من قوة أي فريق في المسابقة المحلية، وهذا ما يجعل أندية مثل الجزيرة والعين والنصر والأهلي تركز بشكل أكبر على الأجانب، خصوصاً أنهم يملكون قاعدة جيدة من اللاعبين المواطنين».

وأضاف: «أمر آخر يجعل هناك سبباً لركود سوء الانتقالات بالنسبة للاعبين المواطنين، هو ارتفاع قيمة اللاعب السوبر، ونضرب مثالاً على ذلك بلاعبين انتقلوا من أنديتهم الى أندية أخرى، بمبالغ مالية كبيرة، لو تم تخصيصها للتعاقد مع لاعبين أجانب سيكونون من فئة الخمس نجوم، فاللاعب المواطن سعره مرتفع للغاية، وإذا تواجد من ساحة سوق الانتقالات، فأي نادٍ لن يستطيع أن يلبي طلبات انتقاله المالية».

وأشار إلى أن «هناك خطأ شائعاً في مسألة انتقالات اللاعبين، فهناك أندية تسعى إلى (تكديس) دكة البدلاء لديها بأي لاعب ترى أنه مميز، فيتراجع مستواه، والدليل أن الأسماء السوبر لدينا لم تتغير منذ فترة طويلة». وأوضح الشامسي: «باعتقادي أن الكرة الإماراتية بحاجة الى إعادة نظر شاملة في اللوائح بما يضمن توسيع قاعدة الممارسين لكرة القدم، نحن كدولة نملك مليون شخص كتعداد سكاني، وإذا ما تم استثناء الشيوخ والنساء والأولاد، فسنجد أن النسبة التي من خلالها يتم اختيار لاعبي كرة القدم ضئيلة للغاية ولا تساعد على إثراء اللعبة بعناصر كثيرة من اللاعبين».

وختم: «انظروا إلى أرقام اللاعبين المُسجلين في البرازيل وألمانيا، سنجد أن أعدادهم بالملايين، حتى الدول العربية مثل السعودية ومصر، سنجد أن عدد اللاعبين المقيدين لديها يعد بالآلاف، هذا الأمر يفرض علينا أن نفتح المجال أمام أبناء المواطنات، كخطوة أولى تساعد على توسيع القاعدة، يعقبها الوافدين، وبشروط تسجيل محددة».

تويتر