ناقشوا «احتراف اللاعب الإماراتي» في مركز الشـارقة الإعلامي

رياضيون: يصـعب تعيين «جاسوس» لمراقبة اللاعـبين في الإجازة

سلطان بن أحمد القاسمي ومحمد بن صقر ومروان بن غليطة والذوادي وعلي خصيف شاركوا في الندوة. الإمارات اليوم

شدّد رياضيون على ضرورة غرس ثقافة الاحتراف في عقول اللاعبين كي يستفيدوا من إجازتهم بتطوير أنفسهم، بدلاً من التراجع خطوات للخلف والعودة عند بداية الموسم بمستوى بدني ضعيف، أو مصابين نتيجة قيامهم بممارسة أنشطة خطرة، مؤكدين أن فكرة الاعتماد على «جاسوس» للحصول على كل صغيرة وكبيرة عن اللاعبين خلال فترة إجازتهم أمر فاشل، وليس له أي جدوى، على حد تعبيرهم.

خصيف: اللاعب يرغب في عيش حياته العادية

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2015/07/8ae6c6c54aa0819a014e4590734d4439.jpg

دافع حارس نادي الجزيرة الدولي علي خصيف عن زملائه اللاعبين، مؤكداً أن لاعب كرة القدم من حقه الابتعاد عن كرة القدم خلال فترة الإجازة، لأنه يرغب في أن يعيش حياته العادية، وإذا زاد وزنه خلال الإجازة فهو أمر عادي، على حد تعبيره. وقال خصيف إنه عاصر جيل الهواة والاحتراف ولمس فرقاً كبيراً وتغير لديه الكثير من الجوانب بعد الاحتراف، إذ أصبح متفرغاً لكرة القدم، فقد باتت وظيفته ومصدر رزقه، ويجب عليه أن يكون مخلصاً لها. ونفى حارس الجزيرة انضمام بعض اللاعبين الدوليين إلى فرق للمشاركة في الدورات الرمضانية، موضحاً أن المشاركات تقتصر على الترويج فقط، وتكون بعلم النادي، وقال «كنت ضيف شرف لدورة رمضانية في بداية الشهر الفضيل، وكان ذلك بعلم النادي، ولا أعتقد أن الأمر يستحق كل هذا الجدل، ولماذا نحرم الجمهور من نجوم المنتخب ومشاركتهم لدقائق معدودة؟».

وقالوا خلال الندوة الرياضية التي نظمها مركز الشارقة الإعلامي، أول من أمس، بعنوان «احتراف اللاعب الإماراتي»، إن «هناك صعوبة بالغة في إلزام اللاعبين بعد نهاية الموسم بتطبيق جميع البنود التي وقعوا عليها في عقودهم الاحترافية مع الأندية، والتي من بينها عدم المشاركة في الدورات الرمضانية وعدم ممارسة أنشطة خطرة على غرار قيادة الدراجات النارية، والتوقف عن أداء التمارين الرياضية بشكل نهائي خلال الإجازة، ما يترتب عليه تدني مستواهم البدني وزيادة أوزانهم».

وحضر الندوة الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي، وتحدث فيها الرئيس السابق لنادي رأس الخيمة والاتحاد الدولي للإحصاء والتأريخ الشيخ محمد بن صقر القاسمي، ورئيس مجلس إدارة شركة نادي النصر لكرة القدم مروان بن غليطة، والمحلل الرياضي رياض الذوادي، وحارس نادي الجزيرة الدولي علي خصيف، وقام الإعلامي في تلفزيون الشارقة أحمد سلطان بإدارة الندوة.

وقال الشيخ محمد بن صقر القاسمي، إن «فكرة الاستعانة بـ(جاسوس) تعد ضرباً من الخيال، ولا يمكن بأي حال أن تتجسس الأندية على لاعبيها لتعرف كيف قضوا الإجازة، لكن بدلاً من ذلك يمكن أن تكون محترفة بشكل أكبر بحيث تجبر اللاعب عند انضمامه لتحضيرات بداية الموسم أن يكون في مستوى لياقي معين متفق عليه سابقاً».

وأوضح أن «الأندية العالمية يعقد مدربوها اجتماعات مع اللاعبين قبل موعد الإجازة، ويضعون لهم برنامجاً خاصاً يؤدونه خلال فترة الإجازة حتى يحافظوا على لياقتهم البدنية، وإذا حدث ولم يلتزم اللاعب بها وزاد وزنه ولم يصل إلى النسبة المحددة في اختبار اللياقة، فإنه يعاقب مالياً، وأتساءل: لماذا لا تقوم أنديتنا بتنفيذ مثل هذه اللوائح بل وتكافئ اللاعب الملتزم؟». وأضاف «أعتقد أننا استعجلنا اتخاذ قرار الاحتراف، فكثير من الإداريين يعيشون بعقلية الهواة، لذلك أصبحنا نلبس ثوباً صورته الخارجية هي احتراف، ولكن العقليات لاتزال تعيش في عالم الهواة».

وقال محمد بن صقر إن «اللاعب الإماراتي غير مؤهل للاحتراف في أوروبا حالياً، إذ يمكن للاعبينا الانتقال إلى الأندية الخليجية بصورة عادية، لأن الظروف مشابهة، لكن انتقاله لأوروبا أمر غير ممكن حالياً، فاللاعب غير مستعد للتضحية بالتعاقد مع ناد أوروبي سيدفع له أقل مما يناله في الإمارات».

من جهته، أكد رئيس نادي شركة نادي النصر لكرة القدم المهندس مروان بن غليطة، صعوبة مراقبة اللاعب في فترة الإجازة، وقال «اللاعب لديه إجازة وله الحق في أن يرتاح خلالها، ولكن مع ذلك عليه المحافظة على مستواه البدني حتى يعود في وضعية جيدة بدلاً من إضاعتها في السفر والسهر والأكل غير الصحي الذي يتسبب في تدني المستوى البدني له وزيارة وزنه».

وأشار بن غليطة إلى أن الاندية لا يمكنها أن تتعاقد مع جاسوس ليراقب اللاعب في أكله وسفره، ولكن يمكن بدلاً من ذلك أن تنمي العقلية الاحترافية لديه ليحافظ على مستواه، وقال «هناك بعض اللاعبين يستحقون التقدير والوقوف عندهم، فعلى سبيل المثال هنالك من حضر إلي وأطلعني على خطته الخمسية التي يريد أن يختمها بالانضمام للمنتخب الوطني، وآخر قال إنه سيستفيد من الإجازة في التدريبات ليحافظ على لياقته البدنية ويدخل التشكيلة الأساسية مبكراً».

وثمّن رئيس شركة نادي النصر لكرة القدم الجهود الكبيرة لقيادتنا الرشيدة التي جعلت الرياضة أسلوب حياة من خلال دعمها للرياضة والرياضيين بمختلف شرائحهم، وقال «الاحتراف دخل كل بيت إماراتي، وهو واقع أصبح موجوداً، نعم سبع سنوات ليست كثيرة لتقييم هذه التجربة، فالكثير من لاعبينا غير محترفين، ويمكن القول إنه تم تطبيق 40% فقط منه».

أما المحلل الرياضي رياض الذوادي فطالب بضرورة توعية اللاعب بالمعنى الاحترافي بالصورة الصحيحة، لأنه يعاني من الالتزام والوعي والفكر بصورة واضحة، كما أن النادي غير مدرك لواجباته وصلاحياته في العديد من الجوانب التي ينبغي أن يتعامل فيها باحترافية، باعتباره جزءاً مهماً من المنظومة الاحترافية.

وقال الذوادي إن «خروج اللاعب لقضاء إجازة نهاية الموسم دون تخطيط من قبل النادي يعد إهمالاً، ففي أوروبا يحصل كل لاعب على البرنامج الذي يجب أن يطبقه خلال الإجازة، وعند وصوله للانضمام لتحضيرات بداية الموسم يخضع لفحص بدني، وإذا وجد أنه لم يصل للمستوى المحدد يخصم من راتبه الشهري».

تويتر