اختتام مؤتمر الرياضة في مواجهة الجريمة

توصية بتفعيل دور الإعلام الرياضي لمواجهة التعصب

جانب من فعاليات مؤتمر «الرياضة في مواجهة الجريمة». من المصدر

أوصى المشاركون في المؤتمر الدولي الخامس «الرياضة في مواجهة الجريمة»، الذي اختتم أعماله أمس، بتفعيل دور وسائل الإعلام في نشر التوعية بغية مواجهة ظاهرة الشغب والتعصب والعنف الرياضي من خلال برامجها، والعمل على وضع ميثاق شرف إعلامي يهدف الى وضع معايير أخلاقية للعمل الإعلامي لاسيما على صعيد الإعلام الإلكتروني والإعلام الجديد. وشددوا على الاهتمام بوضع مشروعات متكاملة في مجال تصميم المباني والمنشآت الرياضية تعمل على المواءمة بين التصميمات الهندسية والقدرات الأمنية، مع مراعاة التطورات التقنية في هذا المجال، ما يكفل تنفيذ الفعاليات الرياضية في جو من الأمن والاستقرار، وتوجيه البرامج التوعوية الأسرية والمدرسية والجامعية بشكل يكفل وضع برامج تحقق تنمية المواطن، وتسمح بممارسة الرياضة بفاعلية بعيداً عن التعصب الفكري والسلوكيات السلبية، كما أوصى بوضع برامج تطبيقية لترجمة نتائج الدراسات العلمية على الصعد الأمنية والنفسية والرياضية، بحيث تشمل تلك البرامج الدمج بين نتائجها والواقع العملي.

فيروز: الحكام والأمن سبب شغب الملاعب في تونس

أكد الدكتور فيروز عزيز الأستاذ بالمعهد العالي للرياضة والتربية البدنية بجامعة صفاقس، أن العنف الرياضي في الملاعب التونسية يقوم به المراهقون الشباب في سن الدراسة (25 سنة وما دون ذلك).

وقال خلال مشاركته في الجلسة الثالثة، إنه اختار عينة عشوائية بلغت 1106 أفراد، منها 845 من جمهور النادي الإفريقي والنادي الرياضي الصفاقسي والنجم الرياضي الساحلي،

مضيفاً: «أثبتت الدراسة انخفاض نسبة المشاركة في أعمال العنف بالنسبة للجمهور الذي يصطحب أحد أفراد العائلة، ومن أهم أسباب العنف في الملاعب قرارات الحكام وموقف رجال الأمن».

وتابع: «أوصيت في دراستي بضرورة الحد من الشحن الإعلامي السلبي للجماهير وترسيخ الروح الرياضية لدى الشباب، وتثقيفهم بشأن تقبل الفوز والخسارة كونهما وجهين لعملة واحدة، وضرورة تعزيز الأمن داخل المنشآت الرياضة وخارجها، ورفع مستوى كفاءة التحكيم الرياضي والصرامة في تطبيق القوانين».


المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الرياضية

قدمت أستاذ علم النفس الرياضي الدكتورة هنية الكاشف، ورقة عمل بعنوان: المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الرياضية في مواجهة الانحرافات السلوكية، «دراسة تحليلية»،

أوضحت من خلالها دور المسؤولية الاجتماعية للمؤسسات الرياضية التي تجعلها قادرة على حماية أفراد المجتمع كافة من الانحراف. وأوصت الباحثة بضرورة تحديد آلية مشتركة بين المؤسسات الرياضية للتصدي للسلوك السلبي في الملاعب الرياضية، والعمل على احترام القانون، ما يؤثر بفاعلية في الدور الوقائي في مواجهة الجريمة.

كما طالبت بضرورة سن تشريع يجعل المؤسسات الرياضية بمثابة ولي أمر للاعبيها وأبطالها لتحميلها مسؤولية متابعة اللاعبين، ووقايتهم من الانحراف.

وحث المشاركون الأجهزة الأمنية على تفعيل التدريب النوعي لرجال الشرطة المتخصصين في مجال حماية أمن الملاعب والمنشآت الرياضية، وتقديم برامج وأنشطة تكفل تحقيق شعار «الرياضة للجميع»، من قبل المؤسسات الأمنية للعمل على زيادة التواصل المجتمعي بين القطاع الشرطي وأفراد المجتمع، لاسيما الشباب منه.

ونصحوا بضرورة تفعيل البرامج المتخصصة في مجال تأهيل نزلاء المؤسسات العقابية مع الأخذ في الاعتبار التجارب الدولية الناجحة في هذا المجال، وطالبوا بمنح المزيد من الاهتمام لرياضة المعاقين، ودمجهم في القطاعات الرياضية المختلفة، وتوفير المتطلبات الخاصة لإنجاحها.

وأوصوا بإصدار مجلة علمية محكمة تتيح للباحثين في مجال العمل الأمني والرياضي الفرصة لعرض أفكارهم وتجاربهم والتعرف إلى الجديد في المجال الرياضي في مكافحة الجريمة من خلال تقديم نتائج أبحاثهم القابلة للتطبيق على صعيد الواقع العملي، وأكدوا أهمية تقديم مُقترح بشأن إعداد قانون نموذجي عربي خاص بمكافحة شغب الملاعب والانحرافات الرياضية، والسعي نحو إنشاء محكمة رياضية عربية تكفل تنفيذ وتطبيق القواعد المنظمة من قبل القانون، وضرورة الاستفادة من تجربة القيادة العامة لشرطة دبي كنموذج متكامل يلخص توصيات المؤتمرات العلمية الخمس السابقة، خصوصاً لجامعة الدول العربية، والأمم المتحدة، والمعهد الأسترالي للجريمة، وحث القيادة العامة لشرطة دبي على إنشاء مركز تحليلي نفسي لدعم الدور الوقائي في مواجهة الجريمة.

وأعلن المجتمعون في ختام الجلسات، أن النسخة السادسة من مؤتمر «الرياضة في مواجهة الجريمة»، سيعقد في 17 يناير عام 2017.

وكان المؤتمر الدولي الخامس «الرياضة في مواجهة الجريمة»، الذي عقد على مدار ثلاثة أيام تحت شعار «رياضة بلا انحراف» في نادي ضباط شرطة دبي، قد اختتم جلساته بحضور مساعد القائد العام لشرطة دبي لشؤون خدمة المجتمع والتجهيزات اللواء عبدالرحمن محمد رفيع، ونائب مدير الإدارة العامة لخدمة المجتمع العقيد خالد علي شهيل، وعدد كبير من ضباط إدارات شرطة دبي ومراكزها، وضيوف من 28 دولة، حضروا للمشاركة في فعاليات المؤتمر.

وكرم اللواء عبدالرحمن رفيع الجهات والمؤسسات المشاركة في المؤتمر وعدداً من الضيوف الحاضرين. وجاء اليوم الأخير حافلاً بالمتحدثين، إذ شهد انعقاد سبع جلسات متتالية، عرض خلالها الباحثون آراءهم ونتائج الدراسات التي أجروها في ما يخص شغب الملاعب وأسبابه والوسائل العلمية للقضاء عليه.

تويتر