رياضيون: الرقم مخيف.. وسوء النتائج وراء الإقالات

الأندية تستهلك 129 مدرباً في 6 سنوات احتراف

صورة

أجمع عدد من الرياضيين على كثرة عدد المدربين الذين قامت أندية دوري المحترفين بالاستعانة بهم، منذ أن انطلقت بطولة دوري المحترفين قبل ست سنوات، وبالتحديد منذ عام 2008-2009، إذ قامت الأندية التي وجدت في البطولة بالتعاقد مع 129 مدرباً حتى الآن، والرقم قابل للزيادة، وبالتحديد عقب كل جولة تمر من البطولة.

وكشفت إحصائية لـ«الإمارات اليوم» أن أندية دوري المحترفين التي بدأت أولى خطوات الاحتراف منذ ست سنوات قد استعانت بـ129 مدرباً، منهم ثمانية مدربين مواطنين، هم: مهدي علي، وسالم العرفي «بني ياس»، وعيد باروت «النصر والوصل والظفرة والإمارات»، وعبدالله مسفر «الظفرة ودبا الفجيرة»، وسليم عبدالرحمن «الوصل»، وعبدالمجيد النمر «الشارقة»، وعبدالحميد المستكي وأحمد عبدالله «العين».

ونجح اثنان من المدربين المواطنين في تحقيق بطولات، وهم عيد باروت الذي أحرز بطولة كأس رئيس الدولة مع فريق الإمارات، وسالم العرفي الذي نجح في تحقيق لقب بطولة الأندية الخليجية مع فريق بني ياس.

وتصدر نادي الوصل قائمة أكثر الأندية المحترفة تغييراً للمدربين، بعدما قام بالاستعانة بـ18 مدرباً منذ عام 2008 وحتى الآن، بينما كان أكثر الأندية استقراراً نادي الشباب، بعدما قام بالاستعانة بخمسة مدربين فقط حتى الآن، ويتساوى مع نادي الشباب فريق عجمان، لكن الأفضلية هنا لنادي الشباب، الذي وجد في سبعة مواسم للمحترفين، على عكس نادي عجمان الذي هبط موسماً إلى دوري الهواة خلال هذه السنوات.

وخاض 17 نادياً بطولة دوري المحترفين منذ أن انطلقت، ومن هذه الأندية من وجد لمدة موسم واحد فقط، مثل نادي الخليج الذي خاض البطولة موسم 2008-2209، وودع البطولة بمدربين فقط، وأيضاً نادي دبا الفجيرة، الذي خاض بطولة الدوري موسم 2012-2013، واستعان أيضاً بمدربين، لكنه ودع البطولة.

وباستثناء عدد المدربين الذين تعاقبوا على ناديي الخليج ودبا الفجيرة، فإن الأرقام تشير إلى أن كل فريق تعاقد مع تسعة مدربين في ست سنوات.

وأكد لاعب النصر ومنتخب الإمارات السابق، عبدالرحمن محمد، أن عدد المدربين الذين تم الاعتماد عليهم في دوري المحترفين، الذي بلغ 129 مدرباً، هو رقم كبير ومخيف، وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على عدم الاستقرار، والارتباط بأمور كثيرة تتلاعب بمجالس الإدارات، واختياراتهم للمدربين أو إقالتهم.

وقال عبدالرحمن محمد، لـ«الإمارات اليوم»: «ترتبط مشكلة إقالة المدرب بخمس نقاط رئيسة ومهمة، أولاها اللجنة الفنية في الأندية، التي لا تضع هدفاً معيناً أمامها عند التعاقد مع المدرب، فيجب تحديد الهدف من المشاركة في البطولة، وهل هو المنافسة أم الوجود في منتصف جدول الترتيب، أو الوجود فقط في البطولة، والصراع الدائم على الهروب من الهبوط، لكن للأسف تتعاقد اللجنة مع مدرب، دون النظر إلى الإمكانات المتاحة من اللاعبين، أو الظروف المادية التي تحيط بالفريق، فتكون الإقالة السريعة».

وأضاف: «ثاني الأسباب التي تتم الإقالة بسببها هو الاستعجال بشكل كبير جداً على النتائج، فنجد مجلس الإدارة يريد تحقيق نتائج جيدة، بعد شهرين فقط من التعاقد مع المدرب، والسبب الثالث هو أن هناك الكثير من مجالس إدارات الأندية لا تنظر إلى المدربين أثناء التدريبات، فهي تتابع المباريات وتريد نتائج، ولا تعلم ماذا يفعل المدرب في التدريبات، وما الظروف التي تحيط باللاعبين للظهور بشكل معين».

وأكد عبدالرحمن محمد أن «هناك مجالس إدارات تقرر مستقبل المدربين طبقاً لأهواء الجمهور، الذي لا يريد الخسارة لفريقه أبداً، وهو أمر غير طبيعي بالتأكيد، ومن بين الأمور التي قد تكون سبباً رئيساً لرحيل المدرب الاعتماد على أهواء اللاعبين الكبار في الفريق، إذ ربما يجتمع عدد من اللاعبين، لا تعجبهم طريقة تعامل المدرب معهم، لتشكيل جبهة قوية أمام مجلس الإدارة، والمطالبة بإقالة المدرب، وهو ما ترضخ له الإدارة في النهاية، فتتم إقالة المدرب».

وقال كابتن منتخب الإمارات السابق «أنا مع الاستقرار الفني للمدرب، وإعطائه الأحقية الكاملة في الاختيار، فلا يجوز أن أجبر المدرب على لاعبين أجانب وهو لا يريدهم في طريقة لعبه، مثل التعاقد مع لاعبين مهاجمين وهو يعتمد على مهاجم واحد فقط، وكل هذه الأمور تدل على أن هناك عوامل سلبية كثيرة لاتزال موجودة، و129 مدرباً هو رقم كبير، وقابل للزيادة هذا الموسم بالتأكيد».

المري: الشباب لا يقيل مدرباً

أكد نائب رئيس نادي الشباب والمدير التنفيذي، محمد المري، أن نادي الشباب لم يُقل مدرباً تعاقد معه في سنوات الاحتراف، وأن كل تغيير حدث هو طلب من المدرب وليس من الإدارة.

وأكد المري أن «سياسة التعاقد في نادي الشباب تمر بفترة كبيرة من الاختيار والاختبار للمدرب، وعلى سبيل المثال المدرب البرازيلي، كايو جونيور، الذي تم التعاقد معه من بين اختيارات كثيرة، واجتماع مطول بين المدرب والمدير الرياضي بالنادي الذي يشرف على الجهاز الفني والفريق، إذ اجتمعنا به أكثر من ثلاثة أيام، تم فيها تقريب وجهات النظر، وتحديد الهدف والطموح، ومعرفة قدرات المدرب وما يريد، كما عرف هو الآخر ظروف الفريق، وبالتالي تم التعاقد معه».

وأشار إلى أن هذه هي طريقة عمل إدارة نادي الشباب دائماً في الاختيار، ثم بعد ذلك يتم ترك المجال الكامل للمدرب للتعامل الفني مع اللاعبين، مع مراقبة ميدانية ووجود بصفة مستمرة مع المدرب للوصول إلى هدف معين.

عبدالله سلطان: الإقالات ترتبط بالنتائج

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/214742.jpg

أكد لاعب الخليج ومنتخب الإمارات السابق، عبدالله سلطان، أن كرة القدم دائماً ما ترتبط بالنتائج، وبالتالي فإنه غالباً ما تكون الإقالات في دوري المحترفين الإماراتي أو في أي بطولة في العالم مرتبطة بالنتائج، وهي ظاهرة منتشرة بشكل أكبر في الدوري الإماراتي، وهذا يدل على عدم الاستقرار الفني للفرق في البطولة.

وقال «بعيداً عن أي سبب، فإن عدد المدربين الذين تعاقدوا مع الأندية الإماراتية في ست سنوات، البالغ 129 مدرباً، كبير جداً، ويدل على أن هناك خللاً لابد أن تتم معالجته من خلال التأني في اختيارات المدربين، ومعرفة قدرات الفريق من اللاعبين قبل التعاقد مع المدرب، وهل يكون المدرب قادراً على الإلمام بالظروف المحيطة، التي ربما تعوق الفريق، حتى لا يأتي يوم يتعلل فيه المدرب بعدم معرفته بهذه الظروف».

وأشار إلى أنه «ولو توافرت كل الظروف أمام المدرب، وتم الاختيار بدقة، تبقى النتائج هي التي تحكم على الفريق، ودائماً ما يكون المدرب هو الضحية التي يجب أن تتغير حتى يرضى الجمهور عن الفريق».

خليل غانم: أمر طبيعي

http://media.emaratalyoum.com/images/polopoly-inline-images/2014/10/214743.jpg

أكد لاعب الخليج ومنتخب الإمارات المونديالي، خليل غانم، أن عدد المدربين الذين تم الاعتماد عليهم في ست سنوات وحتى الآن أمر طبيعي، وأشار إلى أن الإمارات تخطت دولاً لها تاريخ كبير في كرة القدم بتطبيق الاحتراف، ولذلك لابد من التغيير حتى يتم الانتقال إلى الوعي الكامل والخبرة الإدارية اللازمة.

وأشار إلى أن كل الدوريات العالمية يتم فيها تغيير المدربين، بسبب النتائج التي يحققها الفريق في البطولة، مثل الدوري الإسباني أو الإيطالي أو الإنجليزي.

وقال «الحقيقة أن الدوري الإماراتي في بداية عهده بالاحتراف، ومجالس الإدارة ترغب في نتائج إيجابية، إضافة إلى الضغط الإعلامي والجماهيري الذي يشكل دافعاً كبيراً لإقالة المدرب، على الرغم من اقتناع مجالس الإدارات بمدربيها في كثير من الحالات».

وأشاد خليل غانم بنادي الشباب، الذي أكد أنه من أكثر الأندية التي تتمتع باستقرار إداري وفني، وهو ما ينعكس على المستوى شبه الثابت للفريق.

للإطلاع على الموضوع كاملا يرجى الضغط على هذا الرابط.

تويتر