أكدوا أن البطولة بحاجة إلى سنوات لتكتسب الشهرة المطلوبة

خبراء: التشفير لم ينجح في زيادة جمهور الدوري

صورة

أكد خبراء ومسؤولون رياضيون، أن تجربة تشفير مباريات دوري الخليج العربي التي طبقت للمرة الأولى في الموسم الحالي بواقع مباراتين أسبوعياً، بدءاً من يناير الماضي، لم تنجح في جذب الجماهير بأعداد أكبر مما هي عليه في معظم المباريات التي تم تشفيرها كما كان متوقعاً قبل بداية تنفيذ التجربة.

النعيمي: الهدف من التشفير تسويقي

أكد المتحدث الرسمي لشركة نادي الجزيرة لكرة القدم واللاعب السابق بالجزيرة علي النعيمي، أن «الهدف من تجربة التشفير تسويقي وليس مجرد جذب الجماهير للمدرجات، وإن كنت أرى أن أعداد الجماهير زادت إلى حد ما في الكثير من المباريات المشفرة التي كانت تحضرها جماهير أقل». وأضاف «أعتقد أن المستقبل في عملية التشفير سيكون من أجل ضمان نجاح العملية التسويقية للدوري لدر الأرباح للأندية، والاتحاد والقنوات الناقلة، لأن الاحتراف الآن أصبح عملية تجارية أكثر منه لإشباع رغبات الجماهير بالمشاهدة والمتعة، والتشفير من أجل التسويق الناجح هو جزء كبير ومهم من الاحتراف الذي تعيشه كرة القدم».

التقييم الآن غير منصف

قال نجم المنتخب الوطني ونادي العين الأسبق وعضو مجلس أبوظبي الرياضي والمحلل بقناة «أبوظبي الرياضية» فهد علي، إن «تقييم التجربة الآن وبعد مرور عام فقط على تطبيقها لن يكون منصفاً، فلابد من مرور عام آخر على الأقل على استمرار التجربة».

وأضاف لاعب العين الأسبق الذي اتجه أخيراً إلى التحليل «لكنني أرى أن التجربة لامست بعض النجاح رغم أن هناك سلبيات كثيرة لها».

وأوضح «لقد زادت أعداد الجماهير نوعاً ما في بعض المباريات، وأتمنى استمرارها عاماً آخر على أقل تقدير حتى تعتاد الجماهير ذلك، وتقرر الحضور للملعب، وهذا الأمر يحتاج إلى المزيد من الوقت حتى تتفهم الجماهير التجربة، لأنني أرى أن الأمر ما هو إلا عادة جماهيرية ليس أكثر».

وقالوا لـ«الإمارات اليوم»، إن «مفهوم تشفير مباريات الدوري الذي يطبق في كبرى الدوريات العالمية لم يكن هدفه زيادة أعداد الجماهير بالمدرجات على الإطلاق، بل هدفه الأساسي العملية التسويقية لزيادة رأس المال المملوك للاتحادات والأندية والجهات المنظمة لهذه الدوريات، وإن نجاح التشفير في بلاد مثل إسبانيا وإنجلترا وإيطاليا على وجه التحديد كان مرهوناً بالعمليات التسويقية، ولم يكن للتشفير أي صلة بزيادة أعداد الجماهير في المدرجات، خصوصاً أن الجماهير تذهب للملاعب سواء كانت المباريات مشفرة أم لا».

وأضاف الخبراء أن «تجربة التشفير في دوري الخليج العربي لم تنجح في زيادة أعداد الجماهير في المدرجات، لأن معظم المباريات التي تم تشفيرها كانت لأندية ذات جماهيرية عالية مثل العين والأهلي والوصل والشارقة والوحدة والجزيرة، وجماهير هذه الأندية تحضر للملاعب بإرادتها دون النظر إلى ما إذا كانت هذه المباريات مشفرة أم لا، والدوري الإماراتي يحتاج إلى سنوات عديدة من أجل تشفير مبارياته كي يكتسب هذا المنتج الشهرة الدولية المطلوبة على الأقل عربياً، كما حدث مع الدوريات في إيطاليا وإسبانيا وإنجلترا التي ظلت مبارياتها مفتوحة عشرات السنين إلى أن تم تشفيرها بعد التأكد من أن المنتج سيجنى المال والأرباح للجميع».

وقال مدير قناة دبي الرياضية راشد أميري: «عندما نتحدث عن عملية التشفير يجب أن نضع سؤالاً مهماً: هل فكرة التشفير من الأساس عملية ناجحة للدوري الإماراتي أم لا؟ أعتقد أن الدوري لا يمكن تشفيره إلا بعد مرور 10 سنوات على الأقل على تجربة تطبيق الاحتراف الكامل في كل ما يخص البطولة الأقوى والأشهر في الدولة، ولابد عند الأخذ بالفكرة أن نراعي أولاً مصلحة الكرة الإماراتية التي تتلخص في ضرورة انتشار المنتج ـ أي بطولة الدوري ـ وانتشار نجوم الكرة الإماراتية على الصعيد الدولي من خلال إذاعة مباريات الدوري مفتوحة على كل فضائيات الدولة، حتى يراها الجميع، ومن مصلحة الدوري الانتشار المفتوح على المستوى العربي على أقل تقدير حتى يعرف الجمهور العربي نجوم أنديتنا والمنتخب الوطني وهو المستفيد الأكبر من الانتشار الفضائي خصوصاً، وأننا نصرف ملايين الدراهم على الدوري».

وأضاف أن «سكان الدولة نحو سبعة أو ثمانية ملايين نسمة، وكل الوافدين غير العرب لا يعرفون شيئاً عن الكرة الإماراتية ولا دورينا، والوافدون العرب سينصرفون حتماً عن مشاهدة الدوري بالتدريج في حال التشفير، خصوصاً أن مشاهدته تتطلب شراء ريسيفر أو ديكودر خاص، ولن يهتم أحد منهم بشرائه إذا كان يريد متابعة مبارياته، وإذا كنا نريد الشهرة لدورينا فبهذه الطريقة لن يعرفه أحد، ومتى نصل إلى ما وصلت إليه الدوريات العالمية التي احتاجت عشرات السنين قبل تطبيق التشفير سيصبح لدورينا مدمنو مشاهدة على الأقل عربياً، وقتها يمكننا تشفيره».

ويرى مدرب الوحدة السابق والمحلل الرياضي بقناة «أبوظبي الرياضية» منذر عبدالله، أن الجمهور لن يأتي إلى المدرجات بتشفير المباريات. وقال إن «الجماهير حضرت فقط في المباريات التي كان طرفها أندية كبيرة أو مباريات ديربي دون النظر إلى أن هذه المباريات مشفرة أو لا، ورأينا أيضاً أن هناك مباريات مشفرة لم يحضرها جمهور بسبب أن أحد طرفيها أو كليهما جمهوره قليل، والجمهور الذي يحضر للمباريات هو نفسه لم يتغير عدده من عشرات السنين سواء كانت المباراة مشفرة أم لا، ومن الطبيعي أن تشفر المباريات التي لا يأتي لها جمهور وليس العكس، وأعتقد أن المسألة لم تكن بغرض جذب الجماهير للمدرجات الخاوية، بل الهدف منها هو التسويق من أجل الربح المادي سواء للأندية أو اتحاد الكرة أو التلفزيون نفسه، وهنا يجب البحث عن كيفية الاستفادة المادية من التشفير كما يحدث في أوروبا، وهذه المسألة ستحتاج إلى وقت طويل لنجاحها، ولكن ماحدث هذا الموسم أننا فقدنا جمهورا كبيرا من متابعي دورينا وهم الوافدون العرب على الأقل، الذين كانوا يشاهدون المباريات تلفزيونياً، ولن يكلفوا أنفسهم عناء البحث عن كيفية المشاهدة ما لم تكن المباريات مفتوحة، لأن دورينا ليس الدوري الإسباني أو الإنجليزي أو الإيطالي لكي تلهث وراءه الجماهير العربية على الأقل لمتابعته، كما أن قناة أبوظبي الرياضية عندما تخلت عن حقوق نقل الدوري الإنجليزي ومن قبله الإيطالي قام عدد غير قليل من مشتركيها بإلغاء اشتراكهم في القناة، لأنهم رأوا أنه لا فائدة من استمراره، ولن يستطيع الدوري الإماراتي ملء هذا الفراغ بسهولة، وإذا فقدت الجمهور العربي فمن إذن سيتابعك؟».

وتابع «أعتقد أن التشفير سيحتاج إلى وقت طويل جداً كي نحكم على التجربة سواء بالنجاح أو الفشل».

تويتر