ردّ دين عام 2000.. وقدم لاعبوه أداء ساحراً خطف الأنفاس

النصر يدكّ مرمى غريمه الوصل بسداسيّة.. في ليلة تاريخية

صورة

لم يبد وكأن النصر كان سيتوقف عن التسجيل في هذه المباراة، هدف تلو الآخر، التدفق كان مستمرا، ليوناردو ليما، فإيدير، فبريت هولمان، فحسن محمد، فحبيب الفردان، وحبيب الفردان أخيرا.

اللوحة الالكترونية في أول نصف ساعة من المباراة كانت تقول بالخط العريض "النصر 4 – 0 الوصل"، والجماهير النصراوية في استاد آل مكتوم، كانت تتمنى بشدّة أن يكون هذا اليوم، الرابع من ديسمبر 2013، يوم ردّ الدين ليوم الـ14 من ديسمبر 2000، حينما دك الإيراني فرهاد مجيدي وزملائه شباك النصر ستة مرات، وسجلوا فوزا شهيرا قوامه 6-1.

هذه الأمنية تحققت في ليلة كان يبدو فيها فريقهم وكأنه لن يقهر أمام غريمه التقليدي، الذي بدوره مرت عليه دقائق المباراة الـ90 ثقيلة للغاية، فالنصر كان يلعب بشغف وكأنه يلعب آخر مباراة في حياته، وكأنه بعد هذه المباراة لن تكون هناك كرة قدم مجددا، بينما كان الوصل تائها من دون روح، ومن دون هوية.

اللوحة الالكترونية بعد صافرة الحكم فهد الكسار، لم يغطها غبار، ولم يغطها أي أمر يحجب الناس عن رؤيتها بوضوح، اللوحة الالكترونية أعلنت عن نتيجة تاريخية، هي "النصر 6-1 الوصل".

فعلى استاد آل مكتوم، وأمام حضور جماهيري كثيف من جانب الطرفين في مباراة الديربي الشهيرة بين الغريمين، الوصل والنصر، في الجولة التاسعة من دوري الخليج العربي، لم يبقى الكثير من جماهير الوصل على مقاعدهم بعد مرور 26 دقيقة على بداية المباراة، بعد أن سجل النصر ثلاثة أهداف متتالية.

وبدأ حكم الساحة، فهد الكسار، مسلسل الإثارة في المباراة في الدقيقة الرابعة بعد أن احتسب ركلة جزاء لمصلحة النصر، وطرد مدافع الوصل ياسر سالم، بعد اعتقاده بأن الأخير عرقل مهاجم النصر حسن محمد داخل منطقة الجزاء، فافتتح البرازيلي ليوناردو ليما، أول أهداف اللقاء للنصر في الدقيقة الخامسة من ركلة جزاء سددها بنجاح يمين حارس الوصل أحمد محمود.

واستبدل مدرب الوصل الأرجنتيني هيكتور كوبر، لاعبه عبدالله محمد كاظم بالمغربي عبدالفتاح خريص، لتعويض النقص العددي في خط الدفاع بعد طرد ياسر سالم.

وفي الدقيقة 15 سدد جناح الوصل فهد حديد كرة قوسية من خارج منطقة الجزاء، لكنها ذهبت بعيدة عن القائم الأيمن لحارس النصر يوسف الزعابي، في أول محاولة جادة من فريقه.

بعد خمس دقائق من محاولة حديد، توغل جناح النصر الأسترالي بريت هولمان داخل منطقة جزاء الوصل، ومرر كرة زاحفة إلى زميله البرازيلي إيدير لويس، دون وجود رقابة عليه، فلم يتوانى إيدير في إيداعها بسهولة في مرمى أحمد محمود، وسط فرحة صاخبة من الجماهير النصراوية.

وفي الدقيقة 24 سدد مدافع الوصل المغربي عبدالفتاح بوخريص كرة زاحفة ضعيفة من ركلة حرة مباشرة حصل عليها فريقه، ولم يجد يوسف الزعابي صعوبة في احتوائها بسهولة.

بعدها بدقيقة، كان دور هولمان هذه المرة في تسجيل اسمه في شباك أحمد محمود، وذلك بعد أن سدد زميله ليما كرة قوية من خارج منطقة الجزاء وارتدت من يد حارس الوصل، فوصلت إليه وأودعها بسهولة في الشباك.

وأكمل مهاجم النصر حسن محمد، الذي بدأ أساسيا في هذه المباراة خلافا للمباريات السابقة، مهرجان الأهداف لفريقه في الدقيقة 30 بعد أن تلقى كرة مذهلة من ليما، فسدد كرة قوية على حافة منطقة الجزاء سكنت يمين أحمد محمود.

وفي الدقيقة 55 احتسب الحكم فهد الكسار ركلة جزاء لمصلحة النصر من جديد، وهذه المرة بعد عرقلة مدافع الوصل عثمان الهامور لظهير النصر، حسن أمين داخل منطقة الجزاء.

وانبرى لاعب وسط العميد حبيب الفردان لركلة الجزاء وسددها بنجاح على يسار أحمد محمود، لكن فهد الكسار طلب منه إعادة الركلة، فسددها على طريقة الفرنسي زين الدين زيدان، في الشباك الوصلاوية في الدقيقة 57. وبعد 10 دقائق عاد الفردان من جديد للتسجيل وإكمال سداسية تاريخية في مرمى فريقه السابق، بعد تلقيه داخل منطقة الجزاء عرضيه من زميله علي حسين فسددها بنجاح في مرمى أحمد محمود.

وقلص لاعب وسط الوصل الأرجنتيني ماريانو دوندا الفارق لفريقه في الدقيقة 87، حينما سجل هدفا من ركلة حرة مباشرة سكنت يسار حارس النصر يوسف الزعابي.

وبذلك ارتفع رصيد النصر إلى 16 نقطة، وصعد مؤقتا إلى المركز الثالث على جدول ترتيب فرق الدوري، بينما تجمد رصيد الوصل عند النقطة 13، لكن ليس ذلك كل شيء، فهذه النتيجة ستبقى في الأذهان لسنوات عديدة قادمة، لأن جماهير النصر احتفلت كثيرا بعد إطلاق فهد الكسار لصافرة النهاية بطريقة لم تحتفل فيها منذ فترة طويلة، ولن يكون من السهولة عليهم نسيان ذلك.

تويتر