مهدي علي لعب بأكثر من طريقة حتى تغلّب على العراق

تغييرات «المهندس» الناجحة حسمت لقب الخليج

مهدي علي اول مدرب مواطن يحصل على اللقب. تصوير: أسامة أبوغانم

رسم المدير الفني لمنتخب الإمارات الاول بكرة القدم، المهندس مهدي علي، لوحة فنية رائعة مع جيل ذهبي اعتاد دائما على الوجود في منصات التتويج والمنافسة على أي بطولة مهما كانت، خليجياً وآسيوياً وأولمبياً وعالمياً.

وتعامل المدير الفني مهدي علي مع المباراة بأكثر من طريقة وخطة لعب في مباراة العراق النهائية التي فاز بها بهدفين مقابل هدف، ووجد نفسه في بعض الأوقات محاصراً فلم يستغرق طويلاً ليعود إلى الطريق الصحيح من جديد.

وبدأ المنتخب المباراة بشيء من الثقة بالنفس وبجمهور خلفه أعطاه الثقة اللازمة لعبور أي فريق، وبدأ اللاعبون التنقل بالكرة من اليمين إلى اليسار، وكادت ان تتسبب هذه الثقة في خطورة على مرمى علي خصيف في بعض الأحيان، وأخطرها في أول ‬10 دقائق من استهتار بالكرة ليسدد المنتخب العراقي كرة خطرة في وسط المرمى لتجد علي خصيف.

واعتمد المنتخب العراقي على الهجمات المرتدة عن طريق الكرات الطويلة، ولكنها لم تشكل أي خطورة، وحملت أول ‬30 دقيقة طابع النهائيات والتي تتمثل في حظر منتخب من الآخر والاعتماد على التمركز والزيادة العددية في وسط الملعب.

شهدت الدقيقة ‬28 هجمة مرتدة إماراتية من خمس لمسات، حيث أبعد مهند العنزي كرة طائشة تصل إلى أحمد خليل والذي يلعبها إلى حبيب الفردان، وبدوره يلعب كرة متقنة إلى علي مبخوت والذي يستلم الكرة بصعوبة، وينقذه عمر عبدالرحمن ويستلم الكرة ويحتفظ بها مراوغا كل من يقابله على طريقه «ميسي برشلونة»، ويسدد كرة متقنة تصطدم بمدافع العراق وتحول اتجاهها إلى مرمى حارس العراق نور صبري معلنة عن الهدف الأول الإماراتي.

وفي الشوط الثاني، زاد الجانب الدفاعي عند المدرب بتغيير أول موفق كثيراً عندما أشرك لاعب الوسط إسماعيل الحمادي بدل المهاجم علي مبخوت، ليؤكد رغبة المدرب في زيادة الوجود في وسط الملعب بأكبر عدد من اللاعبين والاعتماد على أحمد خليل فقط في الهجوم، وذلك بعد مرور ‬10 دقائق فقط من الشوط الثاني.

زاد الضغط الهجومي العراقي في الشوط الثاني، وتعددت الهجمات مع زيادة التركيز الدفاعي من جانب الأبيض بوجود مهند العنزي، ومحمد أحمد، وبجوارهم صنقور وهيكل.

وجد المنتخب العراقي أكثر من منفذ لمرمى علي خصيف الذي ظهر في أكثر من هجمة وتصدى لها بشكل رائع، وشكلت الكرات العرضية خطورة كبيرة من الطرفين على مرمى الإمارات بوجود النجم العراقي يونس محمود.

ظهرت رغبة لاعبي الإمارات في الاحتفاظ بهدف التقدم والخوف من التسرع إلى الهجوم من أجل الفوز بالنقاط الثلاث، واحتفظ المدرب مهدي علي بالتغييرين الأخيرين خوفا من عدم تأقلم أي لاعب مع الموجودين في الملعب.

وفي الدقيقة ‬81 يجري المدير الفني تغييراً لإضاعة الوقت، وإتاحة فرصة النشاط الهجومي بإشراك إسماعيل مطر بديلاً للمهاجم أحمد خليل، وهو تغيير مهاجم بمهاجم، واعتقد بعض النقاد ان إشراك إسماعيل مطر كان نوعاً من المجاملة والتكريم في آخر ‬10 دقائق. واجه المدير الفني مهدي علي أصعب سيناريو يواجه أي مدرب في العالم، وهو في آخر ‬10 دقائق عندما يجري تغييراً من أجل فرض اسلوب ونشاط معين، ويقابل هذا السيناريو بهدف بمجرد إشراك اللاعب البديل، وهو ما خشي منه كل النقاد، خصوصاً بعد خروج المهاجمين الأساسيين مبخوت وخليل.

وكان إسماعيل مطر عند حسن الظن ولعب الوقت المتبقي بمجهود وأداء يشكر عليه، ويؤكد نجوميته، بالتعاون مع النشيط إسماعيل الحمادي الذي عاد إلى مستواه في آخر مباراة وقدم مباراة رائعة، وأيضاً عمر عبدالرحمن، وظهر التأقلم السريع بين اللاعبين.

عدل المهندس مهدي علي من أسلوبه ولم يتجه إلى الحفاظ على النتيجة بالرغم من الضغط العراقي بعد الهدف، وتجدد الهجمات وأخطرها ليونس محمود في الدقيقة ‬88 من انفراد أنقذه خصيف ببراعة، حيث اتجه مهدي بعد ذلك للهجوم مرة أخرى بعد الهدف، وأشرك المهاجم سعيد الكثيري بديلاً لحبيب الفردان، ليعود إلى طريقة اللعب التي بدأ بها المباراة.

اعتماد مهدي على خميس إسماعيل وذكاء عامر عبدالرحمن ومهارة عمر عبدالرحمن أسهم كثيراً في الفوز، بالإضافة إلى توفيق المتألق ونجم المنتخب الجديد خميس إسماعيل في هذا المركز.

بوجود ونشاط إسماعيل مطر وسعيد الكثيري وعمر عبدالرحمن وعامر امتلك المنتخب الإماراتي زمام الأمور مرة أخرى، خصوصاً مع رغبة المدير الفني العراقي إلى التوجه بالمباراة إلى ضربات الجزاء الترجيحية، وقابله مهدي بزيادة الهجوم ومحاولة إنهاء المباراة في الوقت الإضافي والذي اتجه إليه المنتخبان. صدق المهندس في تغييراته وأسلوبه الأخير، عندما دفع بلاعبين مهاجمين ومن خلفهم عامر وعمر عبدالرحمن، ومن احدى الهجمات تصل الكرة إلى إسماعيل مطر الذي يستلم الكرة تحت ضغط ويمرر إلى عامر عبدالرحمن اللاعب الذكي الذي مرر كرة رائعة من لمسة واحدة إلى إسماعيل الحمادي الذي انفرد بالمرمى ولعبها بذكاء على يمين حارس العراق، نور صبري، معلناً عن هدف التقدم للإمارات.

تويتر